[frame="4 10"]
{1} تاريخ دمشق لابن عساكر {2} سنن أبي داود والجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي {3} أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين والعراقي في المغني عن حمل الأسفار {4} الصحيحين البخاري ومسلم {5} سنن الترمذي وأبي داود {6} سنن أبي داود والترمذي عن بريدة بن الحصيب
[/frame]
كان صلى الله عليه وسلم يتختم، وله خاتم في أصبعه، وهذا الخاتم غير خاتم النبوه، فخاتم النبوه إنما هي شعرات كانت موجوده في ظهره في مقابل قلبه.
لكن الخاتم صُنع لِعِلَّه، فقد أراد صلى الله عليه وسلم أن يكتب للملوك حوله يدعوهم الى الإسلام، إلى كسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم، وإلى النجاشي ملك الحبشه، والي غيرهم، فقالوا يا رسول الله ان الملوك لا تقبل كتاباً غير مختوم، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يصنع له خاتم من فضة، وأن يكون له فصاً من العقيق، وهذا العقيق كانوا يأتون به من الحبشة.
وأمر صلى الله عليه وسلم أن ينقش (يُكتب أو يحفر) على هذا الخاتم محمد (سطر)، ورسول (سطر)، ثم الله لفظ الجلاله سطر فتكون (محمد رسول الله) فعن أنس رضي الله عنه: {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَكَانَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} {1}
وورد أنه صلى الله عليه وسلم لبس الخاتم في يمينه وانه لبس الخاتم في يساره، فالأمر فيه سعة، فلا تضيقوا على أنفسكم واسع رحمة الله، فالتختم في اليسار ليس مكروهاً ولا خلاف الأولى، بل هو سنة لوروده في أحاديث صحيحة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: {أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ} {2}
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل الخاتم في يده، فاذا كتب الكتاب ختمه صلى الله عليه وسلم ويقول: {الخَاتم عَلَى الكِتَاب خَيرٌ مِنَ التُهْمِة} {3}
وظل هذا الخاتم في يده حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: {اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ وَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُثْمَانَ، حَتَّى وَقَعَ بَعْدُ فِي بِئْرِ أَرِيسَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} {4}
ففي ذات يوم كان عثمان رضي الله عنه يتوضأ من بئر يسمى بئر أريس، وأريس إسم لرجل يهودي وهو الذي حفر هذه البئر، فوقع الخاتم من يده، فأمر عثمان بنزح البئر، فأخذوا ينزحونه ثلاثة أيام ولم يجدوا له أي أثر، ثم حدثت الأحداث العظام، قال الباجوري: وفي وقوعه إشارة إلى أن أمر الخلافة كان منطوياً به، فقد تواصلت الفتن وتفرقت الكلمة وحصل الهرج، ولذلك قال بعضهم: كان في خاتمه صلى الله عليه وسلم ما في خاتم سليمان من الأسرار، لأن خاتم سليمان لما فُقد ذهب ملكه، وخاتمه صلى الله عليه وسلم لما فُقد من عثمان انتقض عليه الأمر وحصلت الفتن التى أفضت إلى قتله واتصلت إلى آخر الزمان.
فكان هذا الخاتم فيه سر إلهي، أمان للأمة، وطمأنينه للحُكَّام، وسلام لجميع آل الإسلام طالما أن الحاكم أوالخليفه يحمل خاتم الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، وعندما ضاع الخاتم جاءت الفتن التي لا تعد ولا تحد، هذا كان شأن خاتم الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكما ذكرنا فإن هذا الخاتم كان من الفضة، لأنه صلى الله عليه وسلم حرَّم لبس الذهب على الرجال من أمته، ولا يتعلل بعض شبابنا بأن بعض المفتين قد أفتى بأن دبلة الزواج لو كانت من الذهب فلا شيء في ذلك، وهذا نقول له: الدبلة كغيرها فلا يحل الذهب بالكليه لذكور هذه الأُمَّة كما أنبأ خير البريه صلى الله عليه وسلم، حتى ولو كان عيار الذهب منخفضاً فلا نلبسه، وذلك لحكمة بالغة فقهها أهل هذا الزمان
فقد ارتبطت ميزانية الأمم بالذهب، وأصبح هو المقياس لنهضة الأمم وعلوها الإقتصادي، فأراد الله أن يوفر لهذه الأمة رصيدها من الذهب فخصَّ النساء بالذهب وحرَّمه على الرجال، وهذا كان هدي الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه
وعن أنس رضي الله عنه: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ} {5}
ولعل ذلك لوجود لفظ الجلالة (الله) على الخاتم.
وجاء رَجُل إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه ةسلم وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ شَبَهٍ - وهو نوع من النحاس كانت الأصنام تُتخذ منه - فَقَالَ لَهُ: {مَا لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ، فَطَرَحَهُ ثُمَّ جَاءَ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ، فَطَرَحَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَّخِذُهُ؟ قَالَ: اتَّخِذْهُ مِنْ وَرِقٍ - فضة - وَلَا تُتِمَّهُ مِثْقَالا} {6}
لكن الخاتم صُنع لِعِلَّه، فقد أراد صلى الله عليه وسلم أن يكتب للملوك حوله يدعوهم الى الإسلام، إلى كسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم، وإلى النجاشي ملك الحبشه، والي غيرهم، فقالوا يا رسول الله ان الملوك لا تقبل كتاباً غير مختوم، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يصنع له خاتم من فضة، وأن يكون له فصاً من العقيق، وهذا العقيق كانوا يأتون به من الحبشة.
وأمر صلى الله عليه وسلم أن ينقش (يُكتب أو يحفر) على هذا الخاتم محمد (سطر)، ورسول (سطر)، ثم الله لفظ الجلاله سطر فتكون (محمد رسول الله) فعن أنس رضي الله عنه: {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَكَانَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} {1}
وورد أنه صلى الله عليه وسلم لبس الخاتم في يمينه وانه لبس الخاتم في يساره، فالأمر فيه سعة، فلا تضيقوا على أنفسكم واسع رحمة الله، فالتختم في اليسار ليس مكروهاً ولا خلاف الأولى، بل هو سنة لوروده في أحاديث صحيحة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: {أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ} {2}
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل الخاتم في يده، فاذا كتب الكتاب ختمه صلى الله عليه وسلم ويقول: {الخَاتم عَلَى الكِتَاب خَيرٌ مِنَ التُهْمِة} {3}
وظل هذا الخاتم في يده حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: {اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ وَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُثْمَانَ، حَتَّى وَقَعَ بَعْدُ فِي بِئْرِ أَرِيسَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} {4}
ففي ذات يوم كان عثمان رضي الله عنه يتوضأ من بئر يسمى بئر أريس، وأريس إسم لرجل يهودي وهو الذي حفر هذه البئر، فوقع الخاتم من يده، فأمر عثمان بنزح البئر، فأخذوا ينزحونه ثلاثة أيام ولم يجدوا له أي أثر، ثم حدثت الأحداث العظام، قال الباجوري: وفي وقوعه إشارة إلى أن أمر الخلافة كان منطوياً به، فقد تواصلت الفتن وتفرقت الكلمة وحصل الهرج، ولذلك قال بعضهم: كان في خاتمه صلى الله عليه وسلم ما في خاتم سليمان من الأسرار، لأن خاتم سليمان لما فُقد ذهب ملكه، وخاتمه صلى الله عليه وسلم لما فُقد من عثمان انتقض عليه الأمر وحصلت الفتن التى أفضت إلى قتله واتصلت إلى آخر الزمان.
فكان هذا الخاتم فيه سر إلهي، أمان للأمة، وطمأنينه للحُكَّام، وسلام لجميع آل الإسلام طالما أن الحاكم أوالخليفه يحمل خاتم الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، وعندما ضاع الخاتم جاءت الفتن التي لا تعد ولا تحد، هذا كان شأن خاتم الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكما ذكرنا فإن هذا الخاتم كان من الفضة، لأنه صلى الله عليه وسلم حرَّم لبس الذهب على الرجال من أمته، ولا يتعلل بعض شبابنا بأن بعض المفتين قد أفتى بأن دبلة الزواج لو كانت من الذهب فلا شيء في ذلك، وهذا نقول له: الدبلة كغيرها فلا يحل الذهب بالكليه لذكور هذه الأُمَّة كما أنبأ خير البريه صلى الله عليه وسلم، حتى ولو كان عيار الذهب منخفضاً فلا نلبسه، وذلك لحكمة بالغة فقهها أهل هذا الزمان
فقد ارتبطت ميزانية الأمم بالذهب، وأصبح هو المقياس لنهضة الأمم وعلوها الإقتصادي، فأراد الله أن يوفر لهذه الأمة رصيدها من الذهب فخصَّ النساء بالذهب وحرَّمه على الرجال، وهذا كان هدي الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه
وعن أنس رضي الله عنه: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ} {5}
ولعل ذلك لوجود لفظ الجلالة (الله) على الخاتم.
وجاء رَجُل إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه ةسلم وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ شَبَهٍ - وهو نوع من النحاس كانت الأصنام تُتخذ منه - فَقَالَ لَهُ: {مَا لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ، فَطَرَحَهُ ثُمَّ جَاءَ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ، فَطَرَحَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَّخِذُهُ؟ قَالَ: اتَّخِذْهُ مِنْ وَرِقٍ - فضة - وَلَا تُتِمَّهُ مِثْقَالا} {6}
{1} تاريخ دمشق لابن عساكر {2} سنن أبي داود والجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي {3} أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين والعراقي في المغني عن حمل الأسفار {4} الصحيحين البخاري ومسلم {5} سنن الترمذي وأبي داود {6} سنن أبي داود والترمذي عن بريدة بن الحصيب