المتتبع لتاريخ اليهود قديماً وحديثاً يرى إن هذه الرذائل تكاد تكون طبيعة فيهم، فقد أخذ الله عليهم كثيراً من المواثيق على لسان أنبيائه ورسله، ولكنهم نقضوها، وعاهدهم النبىصلى الله عليه وسلم غير مرة، فكانوا ينقضون عهدهم في كل مرة. وقد قال تعالى(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ . ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) (84: 86البقرة)
وهذا الخلق طبيعة اليهود في كل زمان ومكان، فهم قبل الإسلام نقضوا عهودهم مع الله تعالى وآذوا أنبياءه ورسله، فلما بعث النبىصلى الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كفروا به، ونقضوا عهودهم معه في كل مرة، وحاربوه بكل وسيلة،واستمر حال اليهود مع المسلمين على ذلك، منذ البعثة النبوية إلى اليوم، ما عرف عنهم وفاء ولا إيمان، وإنما ديدنهم مع المسلمين الخيانة والغدر ونقض العهود، وإن أعوزتهم القدرة الظاهرة على الأذى استعملوا الوسائل الخفية، وتآمروا مع كل عدو للدعوه الإسلامية، وإذا ما حانت لهم الفرصة انقضوا على أتباعها بقسوة وغلظة، دون أن يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة، ومع ذلك فإن الإسلام أمر بحسن معاملتهم
ومن مظاهر ذلك مسالمتهم ومسكنتهم، وقبول الجزية منهم، ومجادلتهم بالتي هي أحسن، ومعاملتهم بمبدأ ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) مع العفو والصفح عن زلاتهم، التي لا تؤثر على كيان الدعوة الإسلامية، فإذا ما نقضوا عهودهم وخانوا الله ورسوله والمؤمنين، وأصبح العفو عنهم فيه مضرة بالمسلمين، ففى هذه الحالة يجب معاملتهم بالطريقة، التي تقي المسلمين شرورهم، لأن العفو عنهم عند استلزام قتالهم للدفاع عن النفس والعقيدة، فيه إلقاء بالنفس إلى التهلكة
والمتتبع لتاريخ الدولة الإسلامية، يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة عامل اليهود القاطنين بها معاملة طيبة، فعقد معهم معاهدة عدم اعتداء، وصابر هم رغم أذاهم، وعفا وصفح عن إساءتهم؛ أملاً في هديتهم فلما نقضوا عهودهم، ولجوا في طغيانهم، عاقب كل طائفة بالعقوبة التي تناسب ذنبها؛ فأجلى بني قينقاع وبني النضير، وقتل بني قريظة، وصالح أهل خيبر على جزء من ثمارهم على أن يجليهم متى شاء، ثم أمر صلى الله عليه وسلم في أواخر حياته بإجلاء اليهود عن جزيرة العرب كلها حتى لا يبقى بها دينان ،وعلى المسلمين أن يطبقوا هذه المعاملة على اليهود اليوم؛ فاليهود الذين اعتدوا على ديارنا يجب أن يقاتلوا ويطردوا منها، وغيرهم نعاملهم بالحسنى إلا أن يعاونوا ويظاهروا شرارهم، وقليل منهم من لم يفعل ذلك
بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، عقد مع اليهود الذين كانوا يسكنونها معاهدة ضمن لهم فيها الحرية والاستقرار، وكان من أهم نصوص هذه المعاهدة: ( أنه إذا حصل اعتداء على المدينة فعلى اليهود أن يدافعوا مع المسلمين عنها، وأن على اليهود أن يتفقوا مع المسلمين ما داموا محاربين)لكن اليهود بطوائفهم المختلفة، قد نقضوا عهودهم بالنسبة لهذا النص الذي يحتم عليهم الدفاع عن المدينة مع المسلمين
فبنو قينقاع الذين كانوا يقيمون داخل المدينة، وبيوتهم تلاصق بيوت المسلمين، لم يكتفوا بالامتناع عن مد يد العون والمساعدة للمسلمين في غزوة بدر، بل ساءهم أن ينتصروا على قريش، وصرحوا بحزنهم لهزيمة أهل مكة، وأخذوا يتحرشون بالمسلمين. وفى خلال ذلك نزل جبريل على النبي بقوله تعالى(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ) (58الأنفال)
فلما فرغ جبريل عليه السلام من قراءتها، قال النبى صلى الله عليه وسلم{ إنى أخاف من بنى قينقاع، ثم سار إليهم فى سوقهم وقال لهم:
يا مَعْشَرَ الـيَهُودِ احْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مِثْلَ مَا نَزَلَ بِقُرَيْشٍ مِنَ النّقْمَةِ، وَأَسْلِـمُوا فَـإِنّكُمْ قَدْ عَرَفْتُـمْ أنّـي نَبِـيٌّ مُرْسَلٌ تَـجِدُونَ ذلك فـي كِتابِكُمْ، وعَهْدِ الله إِلَـيْكُمْ! فقالوا: يا مـحمد إنك ترى أنا كقومك، لا يغرنَّك أنك لقـيت قوماً لا علـم لهم بـالـحرب فأصبت فـيهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلـمنّ أنا نـحن الناسى}(1)
(1)عن ابن اسحاق تفسير الطبري، وسيرة ابن هشام وغيرها
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا
وهذا الخلق طبيعة اليهود في كل زمان ومكان، فهم قبل الإسلام نقضوا عهودهم مع الله تعالى وآذوا أنبياءه ورسله، فلما بعث النبىصلى الله عليه وسلم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كفروا به، ونقضوا عهودهم معه في كل مرة، وحاربوه بكل وسيلة،واستمر حال اليهود مع المسلمين على ذلك، منذ البعثة النبوية إلى اليوم، ما عرف عنهم وفاء ولا إيمان، وإنما ديدنهم مع المسلمين الخيانة والغدر ونقض العهود، وإن أعوزتهم القدرة الظاهرة على الأذى استعملوا الوسائل الخفية، وتآمروا مع كل عدو للدعوه الإسلامية، وإذا ما حانت لهم الفرصة انقضوا على أتباعها بقسوة وغلظة، دون أن يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة، ومع ذلك فإن الإسلام أمر بحسن معاملتهم
ومن مظاهر ذلك مسالمتهم ومسكنتهم، وقبول الجزية منهم، ومجادلتهم بالتي هي أحسن، ومعاملتهم بمبدأ ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) مع العفو والصفح عن زلاتهم، التي لا تؤثر على كيان الدعوة الإسلامية، فإذا ما نقضوا عهودهم وخانوا الله ورسوله والمؤمنين، وأصبح العفو عنهم فيه مضرة بالمسلمين، ففى هذه الحالة يجب معاملتهم بالطريقة، التي تقي المسلمين شرورهم، لأن العفو عنهم عند استلزام قتالهم للدفاع عن النفس والعقيدة، فيه إلقاء بالنفس إلى التهلكة
والمتتبع لتاريخ الدولة الإسلامية، يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة عامل اليهود القاطنين بها معاملة طيبة، فعقد معهم معاهدة عدم اعتداء، وصابر هم رغم أذاهم، وعفا وصفح عن إساءتهم؛ أملاً في هديتهم فلما نقضوا عهودهم، ولجوا في طغيانهم، عاقب كل طائفة بالعقوبة التي تناسب ذنبها؛ فأجلى بني قينقاع وبني النضير، وقتل بني قريظة، وصالح أهل خيبر على جزء من ثمارهم على أن يجليهم متى شاء، ثم أمر صلى الله عليه وسلم في أواخر حياته بإجلاء اليهود عن جزيرة العرب كلها حتى لا يبقى بها دينان ،وعلى المسلمين أن يطبقوا هذه المعاملة على اليهود اليوم؛ فاليهود الذين اعتدوا على ديارنا يجب أن يقاتلوا ويطردوا منها، وغيرهم نعاملهم بالحسنى إلا أن يعاونوا ويظاهروا شرارهم، وقليل منهم من لم يفعل ذلك
بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، عقد مع اليهود الذين كانوا يسكنونها معاهدة ضمن لهم فيها الحرية والاستقرار، وكان من أهم نصوص هذه المعاهدة: ( أنه إذا حصل اعتداء على المدينة فعلى اليهود أن يدافعوا مع المسلمين عنها، وأن على اليهود أن يتفقوا مع المسلمين ما داموا محاربين)لكن اليهود بطوائفهم المختلفة، قد نقضوا عهودهم بالنسبة لهذا النص الذي يحتم عليهم الدفاع عن المدينة مع المسلمين
فبنو قينقاع الذين كانوا يقيمون داخل المدينة، وبيوتهم تلاصق بيوت المسلمين، لم يكتفوا بالامتناع عن مد يد العون والمساعدة للمسلمين في غزوة بدر، بل ساءهم أن ينتصروا على قريش، وصرحوا بحزنهم لهزيمة أهل مكة، وأخذوا يتحرشون بالمسلمين. وفى خلال ذلك نزل جبريل على النبي بقوله تعالى(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ) (58الأنفال)
فلما فرغ جبريل عليه السلام من قراءتها، قال النبى صلى الله عليه وسلم{ إنى أخاف من بنى قينقاع، ثم سار إليهم فى سوقهم وقال لهم:
يا مَعْشَرَ الـيَهُودِ احْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مِثْلَ مَا نَزَلَ بِقُرَيْشٍ مِنَ النّقْمَةِ، وَأَسْلِـمُوا فَـإِنّكُمْ قَدْ عَرَفْتُـمْ أنّـي نَبِـيٌّ مُرْسَلٌ تَـجِدُونَ ذلك فـي كِتابِكُمْ، وعَهْدِ الله إِلَـيْكُمْ! فقالوا: يا مـحمد إنك ترى أنا كقومك، لا يغرنَّك أنك لقـيت قوماً لا علـم لهم بـالـحرب فأصبت فـيهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلـمنّ أنا نـحن الناسى}(1)
(1)عن ابن اسحاق تفسير الطبري، وسيرة ابن هشام وغيرها
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا