أنواع الطواف
وللطواف أنواع كثيرة بحسب النية في فعله، ومن الأمور التي يجب أن يعلمها الحاج، أن له أن يغيِّر نيَّته، ويحدد "نوع حَجِّهِ"(1)
ما لم يبدأ بالطواف، فإذا كان مثلاً عند إحرامه نوى الإفراد ووجد فيه مشقة، فيستطيع قبل بداية الطواف أن ينوى التمتع وهكذا.
وأهم أنواع الطواف هي:
طواف القدوم:
وهو سنة لمن أحرم بالحج، فإن وصل مكة متأخراً، فعليه أن يتوجه إلى عرفة مباشرة من غير طواف القدوم، وليس عليه شيء.
طواف الإفاضة:
وهو ركن أساسي في الحج، لا يصح الحج إلا به، ومن تركه كان حجه باطلاً، ويكون وقته بعد النزول من عرفه ورمي جمرة العقبة.
ولأهميته فقد أباحت الشريعة للمرأة التي حان ميعاد سفرها وحبسها الحيض عن طواف الإفاضة، ولا تستطيع أن تتخلف عن رفقتها؛ أن تضع شيئاً يمتص الدم حتى لا يقع على أرض الحرم كالفوط الصحية، وتطوف طواف الإفاضة، وذلك لعذرها، أما في غير هذا فلا يجوز للحائض أن تدخل البيت.
طواف الوداع:
ويكون بعد انتهاء الحاج من نسكه وعزمه على السفر، فيكون آخر شيء يفعله بمكة أن يودع البيت بالطواف، وهو طواف الوداع، وبعده لا يشترى شيئاً من مكة إلا أكل ضروري أو شيء لزمه لسفره كدواء، وهو واجبٌ أي أن من تركه بغير عذر فعليه دم، إلا الحائض والنفساء فليس عليهما طواف وداع.
طواف التطوع:
وهو مستحب للحاج كلما أمكنه ذلك، لأنه من خير العبادات التي يتقرب بها إلى الله عزَّ وجلَّ،
لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ طَافَ بِه?ذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعاً فَأَحْصَاهُ كُتِبَتُ لَهُ بِكُل خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ، وَكُفرَتْ عَنْهُ سَيئَةٌ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ، وَكَانَ لَهُ كَعَدْلِ عِتْقِ رَقَبَة"(2)
فعلى الحاج أن يكثر من هذه العبادة طوال مقامه بمكة، رغبة في الفوز بالوعد الكريم الذي
قال فيه صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن عباس رضي الله عنه:
" مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "(3)
قال العلماء في تأويل هذا الحديث: خمسين مرة فى صحيفته، أى من طاف خمسين مرة في عمره كله نال هذا الثواب.
أفضل أوقات الطواف
وهناك أوقات يستحب فيها الطواف عن غيرها، أشارت إليها بعض الأحاديث الشريفة، وهى وإن كانت ضعيفة من حيث السند إلا أنه يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وخير هذه الأوقات هي:
عند طلوع الشمس وعند غروبها: وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: " طَوَافَانِ لا يُوَافِقُهُمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إلا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ طَوَافٌ بَعْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ فَرَاغُهُ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَطَوَافٌ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ فَرَاغُهُ مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ"(4)
الطواف فى المطر: لأنه من الأوقات التي ينزل فيها الخير ويستجاب فيها الدعاء، ورد عن أنس بن مالك: " طفْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ في مَطرٍ فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ: ائْتَنِفُوا الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا مَضَى? "(5)
الطواف في شدة الحر: وذلك لما يتحمله الطائف من مشقة فى هذا الوقت، والأجر دائماً وأبداً فئ أي عمل على قدر المشقة، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم:
" من طاف حول البيت سبعاً في يوم صائف شديدٌ حرة، وحسر عن رأسه وقارب بين خطاه، وقل التفاته وغضَّ بصره، وقلَّ كلامه إلا بذكر الله، واستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحداً،كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، ويعتق عنه سبعين رقبة ثمن كل رقبة عشرة آلاف درهم، ويعطيه الله سبعين شفاعة إن شاء في أهل بيته من المسلمين، وإن شاء في العامة، وإن شاء عُجَّلت له في الدنيا، وإن شاء أخِّرت له في الآخرة "(6)
ماء زمزم
وبعد أن ينتهي الحاج من ركعتي الطواف، يذهب إلى زمزم ليشرب من مائها المبارك.
وليستحضر نيَّة طيبة عند شرابه، كأن يشرب بنيَّة الشفاء من مرض يعانى منه، أو يشرب بنيَّة الرّي يوم الفزع الأكبر، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في فضل ماء زمزم:"مَاءُ زَمْزَمَ لـمَا شُرِبَ لَهُ"(7)
ويجوز أن يشرب من ماء زمزم بنية شفاء غيره مريضاً ويحقق الله له ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم عن ماء زمزم:"إنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طعامُ طُعْمٍ وشِفَاءُ سُقْمٍ"(8)
وروى عن الإمام الشافعى رضي الله عنه أنه قال:
" شربت ماء زمزم لثلاثة أشياء للعلم فصرت في العلم كما ترون، وللرمي فصرت لا أخطئ واحداً من عشرة، ولطول عطش يوم القيامة، وأرجو أن يحقق الله لي ذلك "
دعاء الشرب من ماء زمزم
" بسم الله، اللهمَّ اجعله طهوراً ونوراً، وارزقني به علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، وعملاً رافعاً "
أخطاء شائعة في الطواف
الإصرار على لمس الحجر:
بعض الحجاج يعتقد أن لمس الحجر الأسود فريضة لابد منها ويزاحم أشد المزاحمة في سبيل ذلك، فيتعرض للإيذاء ويؤذي غيره، وهذا ينافى الأدب فى بيت الله، ويكفي أن يشير إلى الحجر باليد إن لم يستطع أن يصل إليه بسهولة.
مزاحمة النساء للمس الحجر: بعض النساء يذهبن في جموع الرجال ويزاحمن أيضاً للوصول إلى الحجر، مما يعرضهن لكشف العورات، فيفسد طوافهن من حيث لا يشعرن، والمرأة لا يجب عليها أن تذهب إلى الحجر إلا عند خلوّه خلواً تاماً.
سوء الكلام والتصرف: بعض الحجاج يتكلم بكلام لا يليق بعظمة هذا المكان، أو يتصرف بيده أو بقدمه مع الحجيج ضرباً أو رَكْلاً أو حتى مدافعة باليد أو بالجسم، وهذا ينافى هذه العبادة التى وصفها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها كالصلاة.
الدعاء على الغير:
يدعوا البعض على من أساءوا إليهم، فى هذا المكان رغبة فى التشفِّى منهم، والدعاء المستجاب هو ما قال فيه صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ"(9)
فعلى الحاج أن يتروى، فربما يرى نفسه مظلوماً وهو في الحقيقة ظالماً عند الله، وخصمه معذوراً؛ فَيُرَدّ الدعاء عليه، والأفضل أن يفوض أمره إلى الله عزَّ وجلَّ، ولا يدعو على أحد أبداً، إلا على كافر، أو فاسق مجاهر بفسقه فلا مانع، وإن كان الأولى أن يدعو للفاسق بالهداية.
(1) أنواع الحج ثلاثة:
الإفراد: وهو أن ينوى الحج أولاً، فإذا أتم مناسك الحج قضى العمرة من مسجد التنعيم بمكة، وهذا ليس عليه هدى، وهذا يناسب الأقوياء والشباب أو الذين يأتون قبيل يوم عرفة مباشرة.
القران: وهو أن ينوى الحج والعمرة معاً، وتندرج أعمال فى الحج فتكون عملاً واحداً، أي يكفيه طوافاً واحداً وسعياً واحداً للحج والعمرة معاً، وعليه هدى، وهذا يناسب من عنده ضيق فى الوقت كالحكام والرؤساء ورجال الأعمال وغيرهم من أصحاب المشاغل أو المسئوليات.
التمتع: وهو ان ينوى العمرة أولاً، فإذا أتمها، خلع ملابس الإحرام وتمتع بالمباحات، حتى إذا كان يوم الثامن من ذى الحجة (يوم التروية) أحرم للحج من مكة، وعليه هدى من لحظة إنتهاء عمرته، وهذا هو الذي يلائم حجاج الآفاق الذين يأتون من أماكن بعيدة وخاصة المرضى وكبار السن.
(2)أحمد فى مسنده والطبرانى فى الكبير والبيهقى فى شعب الإيمان وفى السنن عن ابنِ عُمر رضيَ اللَّهُ عنهُمَا.
(3)أخرجه الترمذى عن ابنِ عبَّاسٍ. (جامع الأحاديث والمراسيل)
(4)عن انس بن مالك وسعيد بن مالك، تحفة المحتاج في شرح المنهاج، كما أخرجه الأزرقى فى تاريخ مكة.
(5)ابن ماجة والبيهقى فى شعب الإيمان، عن أنس بن مالك.
(6) عن ابن عباس رواه ابن الحاج فى منسكه والحسن البصري فى رسالته.
(7) عن جابرٍ رواه أحمد وابن ماجة والبيهقى
(8) رواه مسلـم فـي الصحيح عن هَدَّابٍ بن خالد.
(9) عن أبي هريرة صحيح مسلم
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...AA%D9%85%D8%B1
منقول من كتاب {زاد الحاج والمعتمر} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
وللطواف أنواع كثيرة بحسب النية في فعله، ومن الأمور التي يجب أن يعلمها الحاج، أن له أن يغيِّر نيَّته، ويحدد "نوع حَجِّهِ"(1)
ما لم يبدأ بالطواف، فإذا كان مثلاً عند إحرامه نوى الإفراد ووجد فيه مشقة، فيستطيع قبل بداية الطواف أن ينوى التمتع وهكذا.
وأهم أنواع الطواف هي:
طواف القدوم:
وهو سنة لمن أحرم بالحج، فإن وصل مكة متأخراً، فعليه أن يتوجه إلى عرفة مباشرة من غير طواف القدوم، وليس عليه شيء.
طواف الإفاضة:
وهو ركن أساسي في الحج، لا يصح الحج إلا به، ومن تركه كان حجه باطلاً، ويكون وقته بعد النزول من عرفه ورمي جمرة العقبة.
ولأهميته فقد أباحت الشريعة للمرأة التي حان ميعاد سفرها وحبسها الحيض عن طواف الإفاضة، ولا تستطيع أن تتخلف عن رفقتها؛ أن تضع شيئاً يمتص الدم حتى لا يقع على أرض الحرم كالفوط الصحية، وتطوف طواف الإفاضة، وذلك لعذرها، أما في غير هذا فلا يجوز للحائض أن تدخل البيت.
طواف الوداع:
ويكون بعد انتهاء الحاج من نسكه وعزمه على السفر، فيكون آخر شيء يفعله بمكة أن يودع البيت بالطواف، وهو طواف الوداع، وبعده لا يشترى شيئاً من مكة إلا أكل ضروري أو شيء لزمه لسفره كدواء، وهو واجبٌ أي أن من تركه بغير عذر فعليه دم، إلا الحائض والنفساء فليس عليهما طواف وداع.
طواف التطوع:
وهو مستحب للحاج كلما أمكنه ذلك، لأنه من خير العبادات التي يتقرب بها إلى الله عزَّ وجلَّ،
لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ طَافَ بِه?ذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعاً فَأَحْصَاهُ كُتِبَتُ لَهُ بِكُل خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ، وَكُفرَتْ عَنْهُ سَيئَةٌ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ، وَكَانَ لَهُ كَعَدْلِ عِتْقِ رَقَبَة"(2)
فعلى الحاج أن يكثر من هذه العبادة طوال مقامه بمكة، رغبة في الفوز بالوعد الكريم الذي
قال فيه صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن عباس رضي الله عنه:
" مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "(3)
قال العلماء في تأويل هذا الحديث: خمسين مرة فى صحيفته، أى من طاف خمسين مرة في عمره كله نال هذا الثواب.
أفضل أوقات الطواف
وهناك أوقات يستحب فيها الطواف عن غيرها، أشارت إليها بعض الأحاديث الشريفة، وهى وإن كانت ضعيفة من حيث السند إلا أنه يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وخير هذه الأوقات هي:
عند طلوع الشمس وعند غروبها: وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: " طَوَافَانِ لا يُوَافِقُهُمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إلا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ يُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ طَوَافٌ بَعْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ فَرَاغُهُ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَطَوَافٌ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ فَرَاغُهُ مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ"(4)
الطواف فى المطر: لأنه من الأوقات التي ينزل فيها الخير ويستجاب فيها الدعاء، ورد عن أنس بن مالك: " طفْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ في مَطرٍ فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ: ائْتَنِفُوا الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا مَضَى? "(5)
الطواف في شدة الحر: وذلك لما يتحمله الطائف من مشقة فى هذا الوقت، والأجر دائماً وأبداً فئ أي عمل على قدر المشقة، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم:
" من طاف حول البيت سبعاً في يوم صائف شديدٌ حرة، وحسر عن رأسه وقارب بين خطاه، وقل التفاته وغضَّ بصره، وقلَّ كلامه إلا بذكر الله، واستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحداً،كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، ويعتق عنه سبعين رقبة ثمن كل رقبة عشرة آلاف درهم، ويعطيه الله سبعين شفاعة إن شاء في أهل بيته من المسلمين، وإن شاء في العامة، وإن شاء عُجَّلت له في الدنيا، وإن شاء أخِّرت له في الآخرة "(6)
ماء زمزم
وبعد أن ينتهي الحاج من ركعتي الطواف، يذهب إلى زمزم ليشرب من مائها المبارك.
وليستحضر نيَّة طيبة عند شرابه، كأن يشرب بنيَّة الشفاء من مرض يعانى منه، أو يشرب بنيَّة الرّي يوم الفزع الأكبر، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد في فضل ماء زمزم:"مَاءُ زَمْزَمَ لـمَا شُرِبَ لَهُ"(7)
ويجوز أن يشرب من ماء زمزم بنية شفاء غيره مريضاً ويحقق الله له ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم عن ماء زمزم:"إنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طعامُ طُعْمٍ وشِفَاءُ سُقْمٍ"(8)
وروى عن الإمام الشافعى رضي الله عنه أنه قال:
" شربت ماء زمزم لثلاثة أشياء للعلم فصرت في العلم كما ترون، وللرمي فصرت لا أخطئ واحداً من عشرة، ولطول عطش يوم القيامة، وأرجو أن يحقق الله لي ذلك "
دعاء الشرب من ماء زمزم
" بسم الله، اللهمَّ اجعله طهوراً ونوراً، وارزقني به علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، وعملاً رافعاً "
أخطاء شائعة في الطواف
الإصرار على لمس الحجر:
بعض الحجاج يعتقد أن لمس الحجر الأسود فريضة لابد منها ويزاحم أشد المزاحمة في سبيل ذلك، فيتعرض للإيذاء ويؤذي غيره، وهذا ينافى الأدب فى بيت الله، ويكفي أن يشير إلى الحجر باليد إن لم يستطع أن يصل إليه بسهولة.
مزاحمة النساء للمس الحجر: بعض النساء يذهبن في جموع الرجال ويزاحمن أيضاً للوصول إلى الحجر، مما يعرضهن لكشف العورات، فيفسد طوافهن من حيث لا يشعرن، والمرأة لا يجب عليها أن تذهب إلى الحجر إلا عند خلوّه خلواً تاماً.
سوء الكلام والتصرف: بعض الحجاج يتكلم بكلام لا يليق بعظمة هذا المكان، أو يتصرف بيده أو بقدمه مع الحجيج ضرباً أو رَكْلاً أو حتى مدافعة باليد أو بالجسم، وهذا ينافى هذه العبادة التى وصفها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها كالصلاة.
الدعاء على الغير:
يدعوا البعض على من أساءوا إليهم، فى هذا المكان رغبة فى التشفِّى منهم، والدعاء المستجاب هو ما قال فيه صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ"(9)
فعلى الحاج أن يتروى، فربما يرى نفسه مظلوماً وهو في الحقيقة ظالماً عند الله، وخصمه معذوراً؛ فَيُرَدّ الدعاء عليه، والأفضل أن يفوض أمره إلى الله عزَّ وجلَّ، ولا يدعو على أحد أبداً، إلا على كافر، أو فاسق مجاهر بفسقه فلا مانع، وإن كان الأولى أن يدعو للفاسق بالهداية.
(1) أنواع الحج ثلاثة:
الإفراد: وهو أن ينوى الحج أولاً، فإذا أتم مناسك الحج قضى العمرة من مسجد التنعيم بمكة، وهذا ليس عليه هدى، وهذا يناسب الأقوياء والشباب أو الذين يأتون قبيل يوم عرفة مباشرة.
القران: وهو أن ينوى الحج والعمرة معاً، وتندرج أعمال فى الحج فتكون عملاً واحداً، أي يكفيه طوافاً واحداً وسعياً واحداً للحج والعمرة معاً، وعليه هدى، وهذا يناسب من عنده ضيق فى الوقت كالحكام والرؤساء ورجال الأعمال وغيرهم من أصحاب المشاغل أو المسئوليات.
التمتع: وهو ان ينوى العمرة أولاً، فإذا أتمها، خلع ملابس الإحرام وتمتع بالمباحات، حتى إذا كان يوم الثامن من ذى الحجة (يوم التروية) أحرم للحج من مكة، وعليه هدى من لحظة إنتهاء عمرته، وهذا هو الذي يلائم حجاج الآفاق الذين يأتون من أماكن بعيدة وخاصة المرضى وكبار السن.
(2)أحمد فى مسنده والطبرانى فى الكبير والبيهقى فى شعب الإيمان وفى السنن عن ابنِ عُمر رضيَ اللَّهُ عنهُمَا.
(3)أخرجه الترمذى عن ابنِ عبَّاسٍ. (جامع الأحاديث والمراسيل)
(4)عن انس بن مالك وسعيد بن مالك، تحفة المحتاج في شرح المنهاج، كما أخرجه الأزرقى فى تاريخ مكة.
(5)ابن ماجة والبيهقى فى شعب الإيمان، عن أنس بن مالك.
(6) عن ابن عباس رواه ابن الحاج فى منسكه والحسن البصري فى رسالته.
(7) عن جابرٍ رواه أحمد وابن ماجة والبيهقى
(8) رواه مسلـم فـي الصحيح عن هَدَّابٍ بن خالد.
(9) عن أبي هريرة صحيح مسلم
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...AA%D9%85%D8%B1
منقول من كتاب {زاد الحاج والمعتمر} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً