[frame="10 10"]
أما صمته صلوات ربي وتسليماته عليه فكان صل الله عليه وسلم أغلب أحواله الصمت، لأنه كان كما قيل في شأنه: كان يخزن لسانه إلا فيما يعنيه،
ولا يتكلم بغير حاجة، ولا يتكلم الا اذا كان للكلام موضعاً وضرورة، وكان صل الله عليه وسلم طويل الصمت، وكان صل الله عليه وسلم كثير السكوت.
وكان صل الله عليه وسلم نزر الكلام، وكان صل الله عليه وسلم يعرض عمن تكلم بغير جميل، ويعرض عن كل كلام قبيح، ويكني عن الأمور المستقبحة في العرف إذا اضطره الكلام إلى ذكرها،
وكان صل الله عليه وسلم سمح المقالة يعيد الكلام مرتين ليفهم.
وكان صل الله عليه وسلم يذكر الله بين كل خطوتين، وقد أدَّب أصحابه المباركين الذين نسأل الله أن نكون على نهجهم أجمعين فقال لهم ولنا:
{ مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ }
وهذا أول أساس للسالك في طريق الله عزوجل:
ألا يتحدث في حديث لا يتعلق به، وليس له شأن به، ولا يتصل به من قريب أو بعيد، وإنما دائماً إذا وجد للكلام ضروره تحدث وإلا لزم الصمت،
والصمت عبادة علويه للسالكين الصادقين في طريق الله، يقول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: كنا نتعلم الصمت كما تتعلمون الكلام.
ممن يتعلمون الصمت؟
من حضرة الحبيب الأعظم صل الله عليه وسلم، فهو لهم الإمام،
وكان صل الله عليه وسلم إذا وجد من يتكلم في أمر لا يعنيه أو بطريقة لاتعجبه في الكلام يصمت ويعرض عنه فقط، لأن الله أدَّبه فأحسن تأديبه،
ويقول لهم: { الصَّمْتُ حُكْمٌ وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ }
ويحثهم على هذا السلوك فيقول:
{ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي هُدًى وَقِلَّةِ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّنُ الْحِكْمَةَ }
وفي رواية أخرى: { يُلْقِي الْحِكْمَةَ } يُلقَّن الحكمة في البداية من الحكيم عزوجل، ثم بعد ذلك يُلقِي ما تعلَّمه من الحكمة من الحكيم لمن التفوا حوله من الحاضرين في هذا التعليم،
فالصمت عبادة يقول فيها الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
والصمت معراج وجوعك طهرة ***والصمت رفرف حـضرة التواب
فياليتنا نكف ألسنتنا عن الحديث الذي لاينفعنا في دنيانا، ولايرفعنا في آخرتنا،
ونضع ميزاناً لأقوالنا قول نبينا:{ رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ }
من مشى على هذا المنهاج فانه يحظى بمقام الحكمة، ويكون حكيماً عند الله عزوجل وبين خلق الله الصادقين.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...5%D8%AF%D9%8A/
منقول من كتاب {الجمال المحمدي ظاهره وباطنه}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
[/frame]
أما صمته صلوات ربي وتسليماته عليه فكان صل الله عليه وسلم أغلب أحواله الصمت، لأنه كان كما قيل في شأنه: كان يخزن لسانه إلا فيما يعنيه،
ولا يتكلم بغير حاجة، ولا يتكلم الا اذا كان للكلام موضعاً وضرورة، وكان صل الله عليه وسلم طويل الصمت، وكان صل الله عليه وسلم كثير السكوت.
وكان صل الله عليه وسلم نزر الكلام، وكان صل الله عليه وسلم يعرض عمن تكلم بغير جميل، ويعرض عن كل كلام قبيح، ويكني عن الأمور المستقبحة في العرف إذا اضطره الكلام إلى ذكرها،
وكان صل الله عليه وسلم سمح المقالة يعيد الكلام مرتين ليفهم.
وكان صل الله عليه وسلم يذكر الله بين كل خطوتين، وقد أدَّب أصحابه المباركين الذين نسأل الله أن نكون على نهجهم أجمعين فقال لهم ولنا:
{ مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ }
وهذا أول أساس للسالك في طريق الله عزوجل:
ألا يتحدث في حديث لا يتعلق به، وليس له شأن به، ولا يتصل به من قريب أو بعيد، وإنما دائماً إذا وجد للكلام ضروره تحدث وإلا لزم الصمت،
والصمت عبادة علويه للسالكين الصادقين في طريق الله، يقول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: كنا نتعلم الصمت كما تتعلمون الكلام.
ممن يتعلمون الصمت؟
من حضرة الحبيب الأعظم صل الله عليه وسلم، فهو لهم الإمام،
وكان صل الله عليه وسلم إذا وجد من يتكلم في أمر لا يعنيه أو بطريقة لاتعجبه في الكلام يصمت ويعرض عنه فقط، لأن الله أدَّبه فأحسن تأديبه،
ويقول لهم: { الصَّمْتُ حُكْمٌ وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ }
ويحثهم على هذا السلوك فيقول:
{ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي هُدًى وَقِلَّةِ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّنُ الْحِكْمَةَ }
وفي رواية أخرى: { يُلْقِي الْحِكْمَةَ } يُلقَّن الحكمة في البداية من الحكيم عزوجل، ثم بعد ذلك يُلقِي ما تعلَّمه من الحكمة من الحكيم لمن التفوا حوله من الحاضرين في هذا التعليم،
فالصمت عبادة يقول فيها الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
والصمت معراج وجوعك طهرة ***والصمت رفرف حـضرة التواب
فياليتنا نكف ألسنتنا عن الحديث الذي لاينفعنا في دنيانا، ولايرفعنا في آخرتنا،
ونضع ميزاناً لأقوالنا قول نبينا:{ رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ }
من مشى على هذا المنهاج فانه يحظى بمقام الحكمة، ويكون حكيماً عند الله عزوجل وبين خلق الله الصادقين.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...5%D8%AF%D9%8A/
منقول من كتاب {الجمال المحمدي ظاهره وباطنه}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً