شعار للروهينجيا.. دعوة للناشطين/ د. زهير سوكاح

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زهير سوكاح
    مجلس الإدارة
    • Nov 2006
    • 795

    شعار للروهينجيا.. دعوة للناشطين/ د. زهير سوكاح

    شعار للروهينجيا.. دعوة للناشطين
    د. زهير سوكاح
    المصدر:موقع عربي 21 https://goo.gl/PckMmK

    هل تُدرك معنى أن تكون روهينجيا في عصرنا هذا؟ هذا يعني أن ترحل بلا رجعة عن موطنك الذي عاش فيه أجدادك جيلا بعد جيل منذ القرن الخامس عشر الميلادي - على أقل تقدير - وإلا فسوف تُباد أنت وكامل عائلتك بأبشع صورة وبدون أية مقاومة من طرفك وإلا فأنت إرهابي، بينما يتفرج العالم بأجمعه على مأساتك دون أن يُحرك ساكنا كما لو أنك، وبوصفك مسلما، لست بشرا مثل سائر بني البشر؛ أن تكون روهينجيا فهذا يعني ببساطة أنك تنتمي - حسب تعبير الأمم المتحدة - إلى "أكثر الأقليات معاناة من الاضطهاد في العالم" فقط بسبب دينك ولون بشرتك.
    هذه هي مأساة الروهينجيا الصامتة، أقلية مسلمة تعيش منذ عقود في أسفل السلم الاجتماعي بالميانمار، والتي اشتدت وطأة الجرائم المُرتكبة في حقها منذ شهور من اغتصاب جماعي للنساء وتقتيل للمدنيين بل وحتى للأطفال وللرضع بكيفية متوحشة، مما دفع أزيد من 140 ألف روهينجيا إلى الفرار نحو الجارة بنغلاديش، التي لا تستطيع إعلان فتح حدودها أمامهم، مخافة أن يشجع هذا الحكومة الميانمارية على ارتكاب المزيد من المجازر المروّعة في حق الروهينجيا من أجل تحقيق هدفها "الاستراتيجي" وهو "تطهير" منطقة أراكان من سكانها المسلمين بلا رحمة، وإحلال الأغلبية البوذية مكانها رغما عن أنف العالم.
    هذا الإجرام الميانماري في حق الروهينجيا ليس وليد اليوم، بل مهّد له بالأساس قانون عُنصري صدر سنة 1982 إبّان فترة الحكم العسكري، تمّ بموجبه حرمان هذه الأقلية من الجنسية الميانمارية، حيث يُعتبر أفرادها مُهاجرين غير قانونين من البنغلاديش، وهم صاروا بالتالي يشكلون أكبر مجموعة بشرية من عديمي الجنسية بين شعوب العالم، بل وتُمارس عليهم ميانمار شتى أنواع التمييز العنصري في قطاعات التشغيل والتعليم والصحة وباقي الخدمات الحكومية، كما تمنع عنهم حرية التنقل والتملك، وتفرض عليهم سياسة تحديد نسل متشددة دون غيرهم، يُضاف إلى هذا أن نسبة وفيات الأطفال في هذه المنطقة تعتبر من الأعلى النسب في العالم بسبب غياب شبه كامل للتغطية الصحية.
    أما الانتقال الديمقراطي الذي شهده البلد ابتداء من سنة 2011 فلم يكن إلا وبالا على هاته الأقلية التي تعرضت سنة 2012 لمذابح بشعة، تأسست على إثرها مقاومة روهينجية للدفاع عن النفس من المجازر التي يرتكبها الجيش والجماعات البوذية المتطرفة وعلى رأسها "حركة 969"، التي وصفت مجلة التايم الأمريكية زعيمها بـ"وجه الإرهاب البوذي". غير أن الحكومة الميانمارية استغلت عمليات المقاومة للتنكيل بالروهينجيا بدعوى "محاربة الارهاب" سرعان ما سوّقتها بعض وسائل الإعلام العالمية، وللأسف حتى العربية منها. وابتداء من سنة 2016 ومرورا بسنتنا هاته تكررت من جديد تلك المجازر الوحشية، والتي وصفتها الأمم المتحدة سابقا بأنها "تطهير عرقي"، في حين أجمعت معظم التقارير أن المجازر الراهنة تفوق في بشاعتها التي وقعت سنة 2012، وكل هذا في عهد رئيسة حكومة الميانمار، التي مُنحت لها يوما ما جائزة نوبل للسلام!
    وهنا أتساءل كما تساءل من قبل الكاتب والناشط الألماني يورغن تودنهوفر: لماذا لا ترسل الأمم المتحدة قوات حفظ السلام لحماية هاته الأقلية التي تتضاءل يوما بعد يوما، حيث نشر موقع "فورين بوليسي" سنة 2015 مقالة تفيد أن أقلية الروهينجيا قد تختفي من الوجود جراء هاته الإبادة العرقية المستمرة. ولنتخيل معا كيف ستكون ردة فعل المجتمع العالمي إزاء هذه الإبادة لو كانت الروهينجيا تدين بغير الإسلام.
    ولا يزيد الصمت العالمي المُريب هاته الأقلية إلا معاناة، فقضيتها تعتبر من أكثر القضايا المسكوت عنها على صعيد العلاقات الدولية، ولا يكفي أبدا أن تقود دولة واحدة، مثل تركيا، معظم الجهود الدبلوماسية لمعالجة هاته المأساة الإنسانية، فلا بد هنا من إيقاظ الضمير الإنساني العالمي ولفت انتباهه للمعاناة المضاعفة لهاته الأقلية بشتى الوسائل الممكنة. ويبدو من المهم جدا في الظروف الراهنة أن يتصدى لهاته المهمة الإنسانية ناشطون من مختلف الجنسيات والمعتقدات عبر صياغة ونشر شعار تضامني أو رمز احتجاجي موحد، يُعبّر بوضوح عن مأساة هاته الأقلية من الناحية الإنسانية بالدرجة الأولى. فقد أثبتت شعارات وأيقونات ورموز نضالية عابرة للقارات، مثل "يوم الأرض" و"رابعة" و"احتلوا وول ستريت" و"قبضة اليد المضمومة" مدى قوتها التعبيرية وقدرتها الفذة على حشد التأييد العالمي للقضايا الإنسانية المُلحة التي تعكسها. وفي الحالة الروهينجية، فإنه من الضروري أن تنصب الجهود المبذولة في الضغط الشعبي والاحتجاجي المتواصل لتتمكن هاته الأقلية من استرداد وطنها المسلوب وكرامتها البشرية المهدورة وكافة حقوقها الضائعة وضمان المحافظة عليها وفق القوانين الدولية، وإلا فقد تنتقل عدوى الإبادة البوذية للمسلمين إلى دول مجاورة مثل سريلانكا، وهذا ما لا نأمله.
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1374

    #2
    يصعب مقاربة موضوع الروهينغا "إسلاميا" ضمن الواقع الحالي بدون الدخول بقدر من التناقض وطبعا تناقضنا ليس أكبر من تناقض المنظومة الدولية
    هناك ثلاث مرجعيات للحقوق
    1-المرجعية الدولية التي نشأت بالأمم المتحدة والتي تستند لمنطق القوة مع عقلنتها أي الاعتراف بالواقع الحالي وطي صفحة الماضي وهي مرجعية أوربية لمرحلة ما بعد الاستعمار وبموجبها الروهينغا سكان أصليون لهم حق على أرضهم التي يعيشون عليها
    2-مرجعية تاريخية تعتبر الحقوق التاريخية وهي متناقضة لأنها لا تستطيع تحديد نقطة مرجع للتاريخ وتخلط التاريخي الثابت بالوهمي والديني وعلى هذا الأساس قامت إسرائيل باعتبار اليهود كانوا بفلسطين وخرجوا منها رغم أن تاريخهم يقول إنهم قدموا لها لكنه يقول إن هذا القدوم كان بقرار إلهي لذا يزيل حق السكان الأصليين وهو يستند في هذا الخلط بين التارخي والديني لاعتراف الإسلام والمسيحية بهذا الحق الإلهي الذي منح لبني إسرائيل بالأرض المقدسة لكنه يعتبره أزليا وهو ما لاتقول به الديانتان المهيمنتان عالميا لكن صراعهما سمح لليهود بهذا الخلط
    3-الحق الإسلامي الذي يعتبر أن للمسلمين حق بما اكتسبوه يلغي ما سواه ويجعله أزليا
    وهنا يقع المسلمون بنفس التناقض فهل حقهم هو حق للشريعة وحملتها أي حق الشريعة كمرجعية إلهية بالهيمنة من خلال حملتها طالما بقوا عليها أم هو حق موروث كما يزعم اليهود تجاه فلسطين وليس مرتبطا بحمل الشريعة

    هذه المرجعيات الثلاث منطقية السائد منها نظريا المرجعية الدولية باعتبار ما بعد الحرب العالمية الثانية هو نقطة الثبات ويطوى ما سبقه لكن عمليا جرت تغييرات كثيرة اعترف بها النظام الدولي وكلما اعترف بشيء سعى لتثبيته ففي الحقيقة هو منطق قوة مع بعض العقلنة لتجنب التوحش المطلق للقوى
    وهي المرجعية التي يستند لها حق الروهينغا في خطابهم للمجتمع الدولي
    مع اعتماد المرجعية الإسلامية في خطاب المسلمين باعتبار المسلمين سيطروا على هذه الأرض وسكنوها منذ القرن 15 وبالتالي فهي حق تاريخي دائم وجزء من دار الإسلام
    الحقيقة على طول سواحل جنوب آسيا أسس التجار المسلمون الحضرميون والهنود موانئ صغيرة لم تكن عسكرية ولا استيطانية كانت الغاية منها التواصل تجاريا مع السكان وكلها تقريبا كانت سلمية ولم تقم حروب بينها وبين السكان المحليين ولم تسع لمنافسة الواقع السياسي المحلي أو التدخل به عموما طبعا لا يخلو الأمر من استثناءات
    في ساحل ميانمار التي كانت تتعرض لتحول داخلي وصراعات وغزو من شعوب طردها الهان الصينيون من جنوب الصين خلال توسعهم واجه التجار المسلمون عقيدة عسكرية عدوانية دفعتهم للمجيء بعمال من مناطق مسلمة وإن غلب عليها البنغال وتوطينهم في محميات ساحلية محصنة لحماية التجارة شكل مجموع هذه المحميات تحالف سمي أراكان لم تكن دولة مركزية وإنما تحالف شبيه بحالة الخلافة العباسية واستمر حتى دمر البرتغاليون التجارة الإسلامية وهيمنوا على كل مواردها في المحيط الهندي واحتلوا الساحل وزادوا تحصينه ثم جاء الإنكليز فتقدموا نحو الداخل واحتلوه واستخدم الأراكانيون كونهم أصلا ليسوا أمة ذات انتماء وتاريخ في تسهيل أمور البرتغاليين والإنكليز ليس في بورما بل حتى في البنغال ومعظم السواحل القريبة من بورما
    لهذا تاريخيا ينظر البنغال لهؤلاء بكراهية رغم كون غالبية أجدادهم من البنغال لكن فيهم عرقيات أخرى عربية وأردية وسواها
    لهذا عندما قررت بريطانيا فصل بورما البوذية عن الهند الهندوسية والمسلمة إداريا كمستعمرة لم يكن الروهينغا امتدادا للهند رغم كونهم إثنيا قريبون لها ولم يجد الروهينغا الأمر ذا بأس فولاؤهم للتاج ولم يكن متوقعا استقلال هذه الدول عنه خلاف الجزر المقابلة لبورما البعيدة جدا عن الهند والتي ما تزال هندية لليوم
    وسميت بورما باسم الإثنية الأكبر فيها رغم كونها ليست المهيمنة سياسيا إذ كانت تحت سيطرة قبائل هاجرت من جنوب الصين بين القرن 10-14 فترة هيمنة الهان على جنوب الصين واكتسب البورميون ديانة القبائل الغازية وانحسرت الهندوسية نهائيا أمام البوذية من كل المناطق التي هيمن عليها الغزاة المطرودون من جنوب الصين ولكنهم بوذيون ليسوا كونفوشيين فالكونفوشية تخص الهان وهي نظامهم الاجتماعي
    هذا التحول هو ما سهل تحول جنوب الهند الصينية الذي لم يسيطر عليه البوذيون بأكمله للإسلام بنفس الفترة من الهندوسية أيضا ماليزيا وأندونيسيا ومورو باستثناء الفلبين التي حولها البرتغاليون للمسيحية
    هذه التحولات بقدر ما كانت دينية فهي أيضا عرقية فالمالويون هيمنوا على سكان أصليين "ما يزال بعضهم وثنيين بدائيين لليوم وغالبهم ذاب" يلتقون بالنسب مع سكان أستراليا الاصليين نفس الامر في جاوا وبورنيو والفلبين والمالديف ومدغشقر وبولينيزيا فهذا العرق المسمى بولينيزي والذي اختلط قليلا بدرجات مختلفة مع العرق الأصلي في الهند الصينية والعرق الأصفر القادم من الصين تميز بكونه بحري وغزوا جزر المحيط الهندي وشرق المحيط الهادي قبل الأوربيين بألف عام
    وأصل العرق جنوب الهند طرده التاميل أثناء زحفهم للجنوب هاربين من توسع البنغال الذين كانت عقيدتهم بدائية أشبه بالمغول ولم تكن لديهم دولة بل قبائل وكان التاميل هندوس فتحول البنغال والبولينزيين الذين هربوا عبر البحر للهندوسية بتأثير التاميل قبل أن يهمين الهنود الهندوس الناطقين بالسنسكريتية على البنغال مما سيسهل تحول البنغال للإسلام عندما سيصل التجار المسلمون ثم يهيمن المغول "المسلمون" عالهند بنفس الوقت الذي كان السنسكريتيون ينحسرون من الشمال بمواجهة تمدد الدولة الناطقة بالأردية وهي أعرق حضارة في آسيا بنفس فترة الهلال الخصيب والمصرية والتي ستكون أول دولة يسقطها العرب المسلمون يسمونها السند ويحولونها للإسلام منذ القرن الأول للهجرة الثامن الميلادي

    هذا الاستطراد التاريخي وهو مختصر بدرجة مشوهة لتوضيح تناقض مرجعيات الحق في مقاربتنا لموضوع الروهينغا أو أي موضوع مماثل مثل التاميل في سيرلانكا أو التاميل جنوب الهند وهم أكثر من كل سكان سيرلانكا أو بنغال الهند وهم حوالي 100 مليون أو مغول البنجاب نصفهم مسلمون ونصفهم سيخ وهي ديانة مسخ أنشأها أباطرة المغول بالهند لجمع الديانات فبقي بعضهم عليها وعاد معظمهم للإسلام
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com

    تعليق

    • زهير سوكاح
      مجلس الإدارة
      • Nov 2006
      • 795

      #3
      شكرا لك أستاذ حامد على تفاعلك وكنوع من توضيح نية المقال، أرى أنه لم يكن عبارة عن مقاربة "اسلامية" لقضية الروهينجيا بالأساس. وهذا النفي لا يعني في نفس الوقت نفي إمكانية تناول هاته القضية من هذا المدخل الديني الذي حتما سيكون حاضرا في مقالات أخرى تعالج نفس الموضوع طالما أنها مقالات رأي مثل هذا المقال، والذي انتهج توليفة مختصرة من خمس مداخل: وهي المدخل الحقوقي باعتبار الروهينجيا أقلية لها حقوق على المجتمع الدولي وفي بلدها، والمدخل الديني على اعتبار انتماء هاته الأقلية للإسلام، ومدخل تاريخي يعتبر الأركان موطن لهاته الأقلية من الناحية التاريخية ومدخل إنساني بالنظر إلى الاضطهاد الوحشي المُمارس في حق الروهينغيا ومدخل سياسي بالنظر إلى تعاطي المجتمع الدولي مع هاته القضية. هي إذن مقاربة أشمل وأوسع سعت للتعريف ولو بشكل مختصر وسريع بمختلف الحيثيات المشكلة لمأساة الروهينجيا كواقع إنساني مؤسف من منظورنا كأفراد.

      تعليق

      يعمل...