السلام عليكم
هذه مقالة كتبتها منذ فترة لمجلة "إسلامية" في دولة تعتبر نفسها حامية للدين ورفضت باعتبارها تحض على كراهية المباحات
كان الحارث بن عوف طبيب العرب وحكيمهم وسيد ثقيف (الطائف) ويقال إنه عُمِّر أكثر من مئة وعشرين سنة، وكانت له جولات ومشاورات مع ملوك الروم والفرس وحتى الهند وهو صاحب وصف المرأة الجميلة الذي أمر كسرى أنو شروان بتدوينه والذي سيؤدي بعد عقود من وفاتهما إلى مقتل النعمان بن المنذر على يد كسرى فيروز ثم معركة ذي قار بين الفرس والعرب.
وكان الحارث جالسا يوما بين قرناءه فسأل هل من العرب من إذا خطبت له ردني فقيل له الحارث الجعدي، من الصباح أعد الحارث عدته وانطلق إلى مضارب طيء (جنوب الكويت) ووصل فوجد الحارث الجعدي فرحب به... قال الحارث بن عوف: جئتك خاطبا، وكان رد الطائي بنفس السرعة: "لست بذاك"، رجع الحارث بن عوف ونعود للحارث الجعدي (وكان له ثلاث بنات لم تتزوج أي منهن) الذي رجع إلى بيته فسألته زوجته من ذاك فقال: الحارث بن عوف وقد جاء خاطبا فرددته، قالت الزوجة: (إن لم يكن لسيد العرب وحكيمهم ستزوج بناتك فلمن إذاً) ولم تزل به حتى لحق بالطبيب فرده.
عرضت الأم الزواج على ابنتها الكبرى فأبت وكذلك الوسطى ولكن الصغرى وكان اسمها هند (وهي إحدى الهندات الأربع في تصنيف العرب) قبلت فزوجها أبوها من الحارث بن عوف وبالطبع لم يكن من الممكن للحارث أن يدخل بزوجته في مضارب قومها فارتحل إلى الطائف.
وفي الطريق عند إحدى القبائل أراد الحارث الدخول بزوجته فأبت أن يدخل بها في الطريق كما لو كانت جارية، وتابعت القافلة مسيرها إلى أن وصلت للطائف.
وفي الطائف أراد الحارث أن يعرس بزوجته فقالت: (ألست سيد العرب وحكيمهم)، قال: بلى، قالت: ألا تستحي أن تعرس بأهلك وبنوا عمك تسيل بينهم الدماء، وهي تقصد حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان وهم جميعا كما ثقيف من مضر بينما الطائيون من ربيعة.
خرج الحارث بن عوف إلى هرم بن سنان وتحمل سيدا ثقيف وهوازن ديات القتلى من الطرفين وأنهيا الحرب.
عاد الحارث بن عوف ليعرس بزوجته ولما اجتمعت نساء الطائف ليزفوا العروس دعتها إحداهن لأن ترقص فقالت: (وهل ترقص حرة) فذهبت مثلا بحيث يروي الحجاج أنه لم ترقص حرة في الطائف ومكة بعد ذلك لأكثر من مئة سنة.
هذه مقالة كتبتها منذ فترة لمجلة "إسلامية" في دولة تعتبر نفسها حامية للدين ورفضت باعتبارها تحض على كراهية المباحات
كان الحارث بن عوف طبيب العرب وحكيمهم وسيد ثقيف (الطائف) ويقال إنه عُمِّر أكثر من مئة وعشرين سنة، وكانت له جولات ومشاورات مع ملوك الروم والفرس وحتى الهند وهو صاحب وصف المرأة الجميلة الذي أمر كسرى أنو شروان بتدوينه والذي سيؤدي بعد عقود من وفاتهما إلى مقتل النعمان بن المنذر على يد كسرى فيروز ثم معركة ذي قار بين الفرس والعرب.
وكان الحارث جالسا يوما بين قرناءه فسأل هل من العرب من إذا خطبت له ردني فقيل له الحارث الجعدي، من الصباح أعد الحارث عدته وانطلق إلى مضارب طيء (جنوب الكويت) ووصل فوجد الحارث الجعدي فرحب به... قال الحارث بن عوف: جئتك خاطبا، وكان رد الطائي بنفس السرعة: "لست بذاك"، رجع الحارث بن عوف ونعود للحارث الجعدي (وكان له ثلاث بنات لم تتزوج أي منهن) الذي رجع إلى بيته فسألته زوجته من ذاك فقال: الحارث بن عوف وقد جاء خاطبا فرددته، قالت الزوجة: (إن لم يكن لسيد العرب وحكيمهم ستزوج بناتك فلمن إذاً) ولم تزل به حتى لحق بالطبيب فرده.
عرضت الأم الزواج على ابنتها الكبرى فأبت وكذلك الوسطى ولكن الصغرى وكان اسمها هند (وهي إحدى الهندات الأربع في تصنيف العرب) قبلت فزوجها أبوها من الحارث بن عوف وبالطبع لم يكن من الممكن للحارث أن يدخل بزوجته في مضارب قومها فارتحل إلى الطائف.
وفي الطريق عند إحدى القبائل أراد الحارث الدخول بزوجته فأبت أن يدخل بها في الطريق كما لو كانت جارية، وتابعت القافلة مسيرها إلى أن وصلت للطائف.
وفي الطائف أراد الحارث أن يعرس بزوجته فقالت: (ألست سيد العرب وحكيمهم)، قال: بلى، قالت: ألا تستحي أن تعرس بأهلك وبنوا عمك تسيل بينهم الدماء، وهي تقصد حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان وهم جميعا كما ثقيف من مضر بينما الطائيون من ربيعة.
خرج الحارث بن عوف إلى هرم بن سنان وتحمل سيدا ثقيف وهوازن ديات القتلى من الطرفين وأنهيا الحرب.
عاد الحارث بن عوف ليعرس بزوجته ولما اجتمعت نساء الطائف ليزفوا العروس دعتها إحداهن لأن ترقص فقالت: (وهل ترقص حرة) فذهبت مثلا بحيث يروي الحجاج أنه لم ترقص حرة في الطائف ومكة بعد ذلك لأكثر من مئة سنة.
تعليق