مدينة طنجة: أوربا من لا أوربا له
لقد أثار اهتمامي في الآونة الأخيرة موضوع مدينة طنجة بعد الإعلان عن ترشيحها لاحتضان المعرض الدولي 2012. كما يعرف الكل، طنجة لها حظوة بين باقي مدن المملكة، فبعد أن كانت منطقة دولية إبان فترة الحماية أصبحت الآن منطقة حرة تعج بالاستثمارات الأجنبية. وهذا كله جعل منها قبلة للعديد من الشباب المغربي الراغب في إيجاد فرصة عمل تنقذه من شراسة المجتمع وبحثا عن الاستقلال المادي. إذا قمنا بتجميع هذه المعلومات وحاولنا تحليلها قد نصل إلى طرح السؤال التالي: ماذا ستقدم مدينة طنجة للكل هذا الشباب التائه إذا ما علمنا أنهم أصبحوا عرضة للاستغلال من قبل المؤسسات الصناعية بعدما سدت جل المنافذ التي تؤدي إلى الضفة الأخرى؟
منذ تواجدي بالمدينة وأنا أزداد معرفة بالظروف الحقيقية التي يتخبط فيها الشباب الذي ترك أهله ومدينته وحتى قريته ليأتي إلى هنا للعمل في احدي المؤسسات. منهم من يشتغل بشهادة مهنية قد توفر له نوعا من الحماية والكرامة، ومنهم من يشتغل مستخدما يخضع فيما يخص الأجور للأجر المهني الأدنى المضمون. هذا لا يهم مقارنة مع الوضعية الحقيقية لأن ما هو على الورق مخالف تماما للعبة على أرضية الواقع.
وعلى الرغم من ذلك فكل يوم لا يمر دون أن تستقبل فيه طنجة وفودا جديدة من الشباب الباحث عن عمل. وهذا راجع لعدة عوامل منها التي ترتبط بالوضعية الداخلية من تغيير في النظام التعليمي و نظام التشغيل وأخرى خارجية لها علاقة بالوضعية الدولية الراهنة خصوصا في أوربا، الوجهة المفضلة في أعين الكثيرين، والتي تنتهج سياسة تهدف إلى تقليص نسبة المهاجرين. لقد اتخذت أوربا هذه الخطوة ليس لأنها تعرف اكتفاء فيما يخص نسبة العمال ولكنها تريد عمال من صنف آخر: إما لمزاولة أعمال لم يعد الأوربيون يميلون إلى ممارستها بل أيضا إلى شباب خلاق ذو مستوى عال من المعرفة. وما يثير الانتباه في الأمر هو أن أوربا بدأت بشن حملة توعية موجهة لشباب البلدان التي ينحدر منها المهاجرون عبر إرسال بعثات تعرض أفلاما وثائقية يتلخص مضمونها في أن " أوربا لم تعد كما كانت وأن أبناءها يجدون مشاكل في العثور على عمل وأنها نفسها تتخبط في مشاكل كبيرة".
وعودة إلى موضوع ترشيح عروسة الشمال لاحتضان المعرض الدولي 2012، يمكن أن نلاحظ أن هناك نشاط مكثف لجل، بل كل المؤسسات العمومية والخصوصية وكذا الجمعيات والهيئات التي تصبو إلى تقديم المدينة في صورة لائقة للجنة التي تنظر في الترشيحات. لماذا هذا النشاط في هذه الظرفية بالذات؟ الم يكن حريا بكل هؤلاء أن يتحركوا قبل هذه الفترة؟ لماذا لا نعمل من دون انتظار أمر قد يتحقق وقد لا يتحقق؟ نحن أمة قول وليس امة قول وفعل. هذه هي الحقيقة المرة التي لا مفر منها. إن هاته المؤسسات السالفة الذكر شبيهة بالشباب المغربي الذي يطمح إلى الفردوس. أليست الفرصة سانحة لنحاكم أنفسنا ونجيب عن سؤال: لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟
أجل، إنها فرصتنا للتخلص من هذه البيروقراطية في التسيير والتدبير. فكلنا مسئولون، وما طنجة إلا امتحان للصغير والكبير لمعرفة مدى كفاءة كل فرد من أفراد المجتمع وكل شبر من وطننا الذي لا يمكننا أن ننكر أننا أبناءه.
لقد أثار اهتمامي في الآونة الأخيرة موضوع مدينة طنجة بعد الإعلان عن ترشيحها لاحتضان المعرض الدولي 2012. كما يعرف الكل، طنجة لها حظوة بين باقي مدن المملكة، فبعد أن كانت منطقة دولية إبان فترة الحماية أصبحت الآن منطقة حرة تعج بالاستثمارات الأجنبية. وهذا كله جعل منها قبلة للعديد من الشباب المغربي الراغب في إيجاد فرصة عمل تنقذه من شراسة المجتمع وبحثا عن الاستقلال المادي. إذا قمنا بتجميع هذه المعلومات وحاولنا تحليلها قد نصل إلى طرح السؤال التالي: ماذا ستقدم مدينة طنجة للكل هذا الشباب التائه إذا ما علمنا أنهم أصبحوا عرضة للاستغلال من قبل المؤسسات الصناعية بعدما سدت جل المنافذ التي تؤدي إلى الضفة الأخرى؟
منذ تواجدي بالمدينة وأنا أزداد معرفة بالظروف الحقيقية التي يتخبط فيها الشباب الذي ترك أهله ومدينته وحتى قريته ليأتي إلى هنا للعمل في احدي المؤسسات. منهم من يشتغل بشهادة مهنية قد توفر له نوعا من الحماية والكرامة، ومنهم من يشتغل مستخدما يخضع فيما يخص الأجور للأجر المهني الأدنى المضمون. هذا لا يهم مقارنة مع الوضعية الحقيقية لأن ما هو على الورق مخالف تماما للعبة على أرضية الواقع.
وعلى الرغم من ذلك فكل يوم لا يمر دون أن تستقبل فيه طنجة وفودا جديدة من الشباب الباحث عن عمل. وهذا راجع لعدة عوامل منها التي ترتبط بالوضعية الداخلية من تغيير في النظام التعليمي و نظام التشغيل وأخرى خارجية لها علاقة بالوضعية الدولية الراهنة خصوصا في أوربا، الوجهة المفضلة في أعين الكثيرين، والتي تنتهج سياسة تهدف إلى تقليص نسبة المهاجرين. لقد اتخذت أوربا هذه الخطوة ليس لأنها تعرف اكتفاء فيما يخص نسبة العمال ولكنها تريد عمال من صنف آخر: إما لمزاولة أعمال لم يعد الأوربيون يميلون إلى ممارستها بل أيضا إلى شباب خلاق ذو مستوى عال من المعرفة. وما يثير الانتباه في الأمر هو أن أوربا بدأت بشن حملة توعية موجهة لشباب البلدان التي ينحدر منها المهاجرون عبر إرسال بعثات تعرض أفلاما وثائقية يتلخص مضمونها في أن " أوربا لم تعد كما كانت وأن أبناءها يجدون مشاكل في العثور على عمل وأنها نفسها تتخبط في مشاكل كبيرة".
وعودة إلى موضوع ترشيح عروسة الشمال لاحتضان المعرض الدولي 2012، يمكن أن نلاحظ أن هناك نشاط مكثف لجل، بل كل المؤسسات العمومية والخصوصية وكذا الجمعيات والهيئات التي تصبو إلى تقديم المدينة في صورة لائقة للجنة التي تنظر في الترشيحات. لماذا هذا النشاط في هذه الظرفية بالذات؟ الم يكن حريا بكل هؤلاء أن يتحركوا قبل هذه الفترة؟ لماذا لا نعمل من دون انتظار أمر قد يتحقق وقد لا يتحقق؟ نحن أمة قول وليس امة قول وفعل. هذه هي الحقيقة المرة التي لا مفر منها. إن هاته المؤسسات السالفة الذكر شبيهة بالشباب المغربي الذي يطمح إلى الفردوس. أليست الفرصة سانحة لنحاكم أنفسنا ونجيب عن سؤال: لماذا تقدم الغرب وتأخر الشرق؟
أجل، إنها فرصتنا للتخلص من هذه البيروقراطية في التسيير والتدبير. فكلنا مسئولون، وما طنجة إلا امتحان للصغير والكبير لمعرفة مدى كفاءة كل فرد من أفراد المجتمع وكل شبر من وطننا الذي لا يمكننا أن ننكر أننا أبناءه.
تعليق