حاجتنا للحوار مع غيرنا دينيا ليست ترفا سياسيا
<font size="5"><strong><font color="#660000">أظن من يريد أن يتصدى لموضوع الحوار عليه أن يطلع على ما كتبه د.محمد طه والذي نشره محمد سليم في الموقع التالي<br /><br /></font><font color="#ff0000">السياسات الغربية والعلم الزائف من أفلاطون إلى مارتن لوثر( 1). </font></strong></font><br /><br /><a href="http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=16431">http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=16431</a><br /><br /><br /><font face="Arial" color="#ff0000" size="4">** </font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">قدم أفلاطون على لسان أستاذه سقراط ، في محاورة الجمهورية ، نظرية حول القدرات العقلية ، التي تفترض تقسيم البشر إلى ثلاث فئات ؛ الحكام -الفلاسفة وهم في أعلى سلم القدرات العقلية ، يليهم القادة العسكريون ، ويأتي العمال والفلاحون في أدنى السلم ،وأن هذا التقسيم محدد وراثيا ويتحدد بشكل نهائي عند الميلاد وغير قابل للتعديل <br /><br />كطبيعة المعادن ، فالحكام مصنعون من الذهب ، والقادة من الفضة أما العمال والفلاحون فمصنعون من الحديد ......</font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">كان ظهور كتاب داروين – عن أصل الأنواع عام 1859 - حدثا مدويا ، حيث قدم دارون ما اعتبره دليلا على أن صفات جميع الكائنات الحية تنتقل بالوراثة ، وأن الطبيعة تملك آلية الانتقاء الطبيعي ، مما يؤدى إلى بقاء الأصلح ، والصراع من أجل البقاء هو المبدأ الحاكم للحياة والمحرك للعلاقات بين أفراد النوع الواحد ، وتجاوزت آثار نظرية دارون علم الأحياء لتشمل التأثير في النظريات الفلسفية السائدة في أوربا آنذاك .....<br /></font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">حيث أعتبر الداروينيون الاجتماعيون ؛ أن القوة المحركة للنمو والتقدم في أى مجتمع هي الصراع بين الأفراد على الموارد المحدودة ،و هذا الصراع يؤدى إلى فرز الأفراد الأقوى والأكثر صلاحية للبقاء عن أولئك الضعاف ذوى الفرص المحدودة في الحياة ، وعلى تلك الفرضية بنيت فكرة الحرية الفردية الكاملة وحرية وحق ؛ الدخول أو عدم الدخول في حلبة الصراع المميت من أجل البقاء في الحياة الإنسانية ، وبالتالي يصنع المجتمع عناصره الأقوى ويضعهم على مقود قيادة المجتمع بصرف النظر عن أي اعتبارات اجتماعية أو أخلاقية ، وعليه ؛ عارض الدارونيون الاجتماعيون كل تدخل من جانب الدولة لمساعدة الطبقات الفقيرة لان تلك المساعدة حسب دعواهم تعارض عمل الاختيار الطبيعي وتعوق تطور المجتمع ، بحجة؛ أن جهد الطبيعة منصرف للتخلص من الفقراء وتنظيف العالم منهم لخلق مكان للأقوى ، و يجب حصر دور الدولة في حماية الحرية الفردية والتأكيد على عدم أعاقتها ، مما يستوجب الحد من دور الدولة في تنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع، ويجب عدم فرض أي جمارك أو ضرائب من جانب الدولة على القادرين وهو ما يطلق عليه ( سياسة محافظة ) ترفض التغيير أو الإصلاح باعتباره تدخلا مصطنعا في مسار الانتقاء الطبيعي ........</font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">وقدمت بذلك الأفكار الدروانية الاجتماعية تبريرا علميا للاتجاهات السياسية المحافظة ، فساعدت على تسارع النمو الرأسمالي في بريطانيا وأمريكا في نهاية القرن التاسع عشر وإن كانت هي أيضا نتاجا للمناخ السياسي الاجتماعي السائد آنذاك ، والذي يمكن تلخيصه في ثلاث عوامل ؛ 1- الليبرالية السياسية التي أعطت الأولوية للفرد في مقابل الدولة ، 2- البروتستنتية التي دعمت نوعا من العلاقة بين الإنسان والله بعيدا عن المؤسسات الدينية ، 3- الرأسمالية التي دعمت الفردية الاقتصادية والمسؤولية الشخصية ....... <br /></font><font color="#ff0000">** والنتيجة .. </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">، قُسم الناس إلى ثلاث فئات أو طبقات عقلية على نحو مماثل لما فعله أفلاطون ، ففي الدرك الأسفل يأتي ضعاف العقول كقدر وراثي لا يمكن الفكاك منه ، ووضع في هذه الفئة المجرمين والمدمنين والبغايا والفاشلين ، وربط انحرافهم بعدم قدرتهم الوراثية على التكيف مع المجتمع والنجاح فيه وأنه يجب منعهم من التأثير في المجتمع باستخدام طريقتي العزل في مؤسسات خاصة والتعقيم للحد من تناسلهم لكونهم من ذوى القدرات أو الخصائص غير المرغوب فيها ، ولا يمنع بالطبع من حُسن معاملتهم ورعايتهم ، أما الفئة التالية لها فهي فئة الجماهير العريضة ، وأخيرا الفئة الثالثة على رأس السلم فهم الأفراد مرتفعو الذكاء الذين يجب أن يُسلم إليهم قيادة الحكم طواعية واختيارا ، أي يجب أن يُسلم الحكم لأفضل النُخب العقلية ، وان الديمقراطية هنا هي؛ حرية الناس في اختيار أكثر الناس حكمة وذكاء وإنسانية ليخبرهم عما يجب فعله ليكونوا سعداء ، فالديمقراطية هي وسيلة للوصول إلى أرستقراطية حقيقية ........<br /> </font><font color="#ff0000">**و أنتقل العلم </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">ورجالاته من تصنيف الأفراد إلى تصنيف الطبقات الاجتماعية والأجناس والأعراق حسب مراتب الذكاء ،فالملونين أقل ذكاء من البيض ، والسود هم أدنى درجات البشر فغبائهم سلاليا أو موروثا في العائلات التي أتوا منها ......<br /> </font><font color="#ff0000">** وجاء الدور على </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">علماء علم النفس وقلبت صفحات العلم بصفحة أخرى ، حيث كان <br />( يركز- 1917 م )أستاذا فى جامعة هارفارد، مهموما حزينا ، يريد جعل علم النفس الناشئ آنذاك علما جديرا بالاحترام لقيمته التطبيقية في مناحي الحياة المختلفة ، وواتته الفرصة مع بدء تعبئة أمريكا لجنودها للدخول في آتون الحرب العالمية الأولى ، حيث أقنع المسئولين في الدوائر الحكومية والجيش بضرورة قياس ذكاء وتصنيف جميع الجنود الملتحقين للخدمة في الحرب ،وقام بتجربته التي تعد أكبر تطبيق جماعي لمقاييس الذكاء في التاريخ الانسانى ، أجريت على 1.75 مليون جندي أمريكي وفى فترة ثلاثة أشهر فقط ، ووضع استراتيجية عمله على مراحل ثلاثة؛ الأولى ؛ اختبار يطبق على المجندين المتعلمين كاختبار مكتوب باللغة الإنجليزية وبأسئلة نابعة عن الثقافة والبيئة الأمريكية ، وأطلق عليه مسمى الجيش ألفا army alpha ،والاختبار الثاني ؛ أطلق عليه الجيش بيتا army beta ، يعتمد على<br />الصور والأشكال ،و يطبق على الغير متعلمين وعلى الراسبين من اختبار الجيش ألفا ،و المرحلة الثالثة والأخيرة ، يطبق على الذين فشلوا في اجتياز اختبار بيتا بقصد التعرف على ضعاف العقول منهم واعتبارهم الفئة الدنيا من المجندين .........<br /></font><font color="#ff0000">** ولخصت النتائج في </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">؛1- متوسط العمر العقلي للأمريكيين في قمة المقياس العقلي ، 2- المهاجرين الأوربيين يقعون في فئة الضعف العقلي وتم تصنيفهم حس أصولهم فالقادمون من شمال وغرب أوربا أكثر ذكاء من القادمين من وسط و جنوب القارة ،3- - يقع الأمريكيون من أصول أفريقية في قاع المقياس العمرى للعقل ، و فسرت النتائج بحيث تبدو الوراثة والعرق هما المحددين الرئيسيان للذكاء ، وأكد ارتفاع معدل ذكاء البيض النورديين مقارنة بأصحاب الأصول السلافية أو اللاتينية ، و أن البيض النورمنديين هم أعلى مستويات الذكاء والسود فى أدنى مستوياته ......<br /></font><font color="#ff0000">**وهكذا ..خرجت الأفكار من كونها خيالية </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">لا وجود لها إلى كونها أراء علمية قدمها الباحثين كنتيجة لأبحاثهم واستغلت نتائج العلم فـــــــــى ؛ <br />تأكيد الأساس الوراثى كأساس وحيد للذكاء والى تصنيف الناس كأفراد وأعراق بناء على درجاتهم إلى مراتب عليا ودنيا ، وصك مصطلح جديد سمى eugenic الأيكوجينية ،كما ظهر- نظرية الفرينولوجيا phrenology -استخدام مؤشرات التكوين الجسمانى في قياس الذكاء،.. و تم تدعيم سياسة الفصل العنصري وسياسات تقليل موارد وفرص السود للالتحاق بالتعليم العالي ، ولعبت دورا محوريا في إقرار ما عرف بلائحة تقييد الهجرة immigration restriction act الصادرة من الكونجرس عام 1924ليحد بها هجرة الأجانب ويحدد حصة معينة من كل دولة أو جنس يسمح لها بدخول الولايات المتحدة كل عام ، وطبقت مقاييس الذكاء على المهاجرين الجدد للتعرف على ضعاف العقول ومنعهم من دخول الاراضى الأمريكية ..، و.... وضع عشرات الآلاف من ذوى الإعاقة العقلية تحت مراقبة وحماية المجتمع لمنع تناسل ضعاف العقول وبالتالي التخلص من قدر هائل من الجريمة والاحتيال وانعدام الكفاءة الصناعية ،وصدر النظير المقابل لها في بريطانيا التى عرفت باختبار الحادي عشر butler educational act التي تخضع جميع الأطفال له وعلى نتائجه يتم توجيه الأطفال أما للتعليم العالي والجامعة أو للتعليم بالمدارس الثانوية الفنية ،.... ويجب تدريب السود على المهن الدنيا فقط والمطالبة بحرمانهم من حقوق التصويت والمواطنة ويجب عزلهم وحرمانهم من الإنجاب فهم يشكلون مشكلة فادحة بسبب معدلاتهم الإنجابية العالية ،<br /> </font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">مع ذروة الأحداث عام 1963 م فى واشنطن التى قادها مارتن لوثر كنج للدفاع عن حقوق الأقليات المهمشة في المجتمع كالأمريكيين السود وذوى الأصول الأسبانية والمهاجرين الجدد والنساء ضد قوانين التفرقة العنصرية التي كانت تبيح بشكل قانوني الفصل بين البيض والملونين في المجتمع وفى المدارس وفى الأماكن العامة ، وتشرع لعدم المساواة بين الأجناس على أساس تفوق البيض وراثيا وبشكل فطرى على الأقليات والملونين من حيث الذكاء والقدرات العقلية ..، ثار الجدل والنقاش حول اختبارات الذكاء باعتبارها تبريرا لدعاوى التميز العرقي وحول نتائجها المتحيزة في أغلب الحالات للبيض وتجاهل كامل لثقافة الأقليات ، وتأجج الجدل حول مقاييس الذكاء ،و حول صدق النتائج التي توصل إليها العلماء ، وقدم أول اتهام علني صريح ومباشر لأحد العلماء (بيرت ) بالغش والتدليس ، وأن بياناته حول توارث الذكاء إنما كانت بيانات ملفقة بشكل عمدي ، ونشرت مقالة ( جيلى ) بجريدة التايمز 24 أكتوبر 1976 بالعبارات التالية ؛ إن أخطر الاتهامات بالتدليس العلمي في هذا القرن توجه إلى السير بيرت ، بنشره بيانات مزيفة واختلق وقائع حاسمة ليدعم نظريته المثيرة للجدل بأن الذكاء موروث إلى حد كبير ،وأصدرت الجمعيات العلمية - بإصدار spssi - ترفض وجود فروق وراثية بين الأعراق .......<br /></font><font color="#ff0000">**وعلى الرغم </font></font></font><font face="Arial" color="#000080" size="4">من عمق وخطورة هذه المراجعات والتي اعتبرت فيما بعد نوعا من الدجل والاحتيال وليس علما حقيقيا ، فإنها لا تظهر سوى في كتب التاريخ حيث يشير إليها المؤرخون على أنها دليل على سعة أفق هؤلاء الباحثين وشجاعتهم في الإقرار بأخطائهم ، ولكنهم ينسون أثرها العميق فى المجتمع آنذاك.. ، وهكذا شكلت هذه الإرهاصات ما يمكن تسميته علما زائفا ( pseudo science) يتدثر بالأرقام والجداول ويتظاهر بالموضوعية ، ولكنه يخفى تحيزات مسبقة وتبريرا للأوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة آنذاك ، وما زالت مثل هذه الأفكار والتحيزات تلعب دورا هاما في السياسة ......<br />--------------<br />تتبع.. مع فكرة أخرى (السياسات الغربية والعلم الزائف )و مصدر آخر..<br />المصدر..كتاب الذكاء ؛ للدكتور محمد طه..<br />08/01/2007</font>
<font size="5"><strong><font color="#660000">أظن من يريد أن يتصدى لموضوع الحوار عليه أن يطلع على ما كتبه د.محمد طه والذي نشره محمد سليم في الموقع التالي<br /><br /></font><font color="#ff0000">السياسات الغربية والعلم الزائف من أفلاطون إلى مارتن لوثر( 1). </font></strong></font><br /><br /><a href="http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=16431">http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=16431</a><br /><br /><br /><font face="Arial" color="#ff0000" size="4">** </font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">قدم أفلاطون على لسان أستاذه سقراط ، في محاورة الجمهورية ، نظرية حول القدرات العقلية ، التي تفترض تقسيم البشر إلى ثلاث فئات ؛ الحكام -الفلاسفة وهم في أعلى سلم القدرات العقلية ، يليهم القادة العسكريون ، ويأتي العمال والفلاحون في أدنى السلم ،وأن هذا التقسيم محدد وراثيا ويتحدد بشكل نهائي عند الميلاد وغير قابل للتعديل <br /><br />كطبيعة المعادن ، فالحكام مصنعون من الذهب ، والقادة من الفضة أما العمال والفلاحون فمصنعون من الحديد ......</font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">كان ظهور كتاب داروين – عن أصل الأنواع عام 1859 - حدثا مدويا ، حيث قدم دارون ما اعتبره دليلا على أن صفات جميع الكائنات الحية تنتقل بالوراثة ، وأن الطبيعة تملك آلية الانتقاء الطبيعي ، مما يؤدى إلى بقاء الأصلح ، والصراع من أجل البقاء هو المبدأ الحاكم للحياة والمحرك للعلاقات بين أفراد النوع الواحد ، وتجاوزت آثار نظرية دارون علم الأحياء لتشمل التأثير في النظريات الفلسفية السائدة في أوربا آنذاك .....<br /></font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">حيث أعتبر الداروينيون الاجتماعيون ؛ أن القوة المحركة للنمو والتقدم في أى مجتمع هي الصراع بين الأفراد على الموارد المحدودة ،و هذا الصراع يؤدى إلى فرز الأفراد الأقوى والأكثر صلاحية للبقاء عن أولئك الضعاف ذوى الفرص المحدودة في الحياة ، وعلى تلك الفرضية بنيت فكرة الحرية الفردية الكاملة وحرية وحق ؛ الدخول أو عدم الدخول في حلبة الصراع المميت من أجل البقاء في الحياة الإنسانية ، وبالتالي يصنع المجتمع عناصره الأقوى ويضعهم على مقود قيادة المجتمع بصرف النظر عن أي اعتبارات اجتماعية أو أخلاقية ، وعليه ؛ عارض الدارونيون الاجتماعيون كل تدخل من جانب الدولة لمساعدة الطبقات الفقيرة لان تلك المساعدة حسب دعواهم تعارض عمل الاختيار الطبيعي وتعوق تطور المجتمع ، بحجة؛ أن جهد الطبيعة منصرف للتخلص من الفقراء وتنظيف العالم منهم لخلق مكان للأقوى ، و يجب حصر دور الدولة في حماية الحرية الفردية والتأكيد على عدم أعاقتها ، مما يستوجب الحد من دور الدولة في تنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع، ويجب عدم فرض أي جمارك أو ضرائب من جانب الدولة على القادرين وهو ما يطلق عليه ( سياسة محافظة ) ترفض التغيير أو الإصلاح باعتباره تدخلا مصطنعا في مسار الانتقاء الطبيعي ........</font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">وقدمت بذلك الأفكار الدروانية الاجتماعية تبريرا علميا للاتجاهات السياسية المحافظة ، فساعدت على تسارع النمو الرأسمالي في بريطانيا وأمريكا في نهاية القرن التاسع عشر وإن كانت هي أيضا نتاجا للمناخ السياسي الاجتماعي السائد آنذاك ، والذي يمكن تلخيصه في ثلاث عوامل ؛ 1- الليبرالية السياسية التي أعطت الأولوية للفرد في مقابل الدولة ، 2- البروتستنتية التي دعمت نوعا من العلاقة بين الإنسان والله بعيدا عن المؤسسات الدينية ، 3- الرأسمالية التي دعمت الفردية الاقتصادية والمسؤولية الشخصية ....... <br /></font><font color="#ff0000">** والنتيجة .. </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">، قُسم الناس إلى ثلاث فئات أو طبقات عقلية على نحو مماثل لما فعله أفلاطون ، ففي الدرك الأسفل يأتي ضعاف العقول كقدر وراثي لا يمكن الفكاك منه ، ووضع في هذه الفئة المجرمين والمدمنين والبغايا والفاشلين ، وربط انحرافهم بعدم قدرتهم الوراثية على التكيف مع المجتمع والنجاح فيه وأنه يجب منعهم من التأثير في المجتمع باستخدام طريقتي العزل في مؤسسات خاصة والتعقيم للحد من تناسلهم لكونهم من ذوى القدرات أو الخصائص غير المرغوب فيها ، ولا يمنع بالطبع من حُسن معاملتهم ورعايتهم ، أما الفئة التالية لها فهي فئة الجماهير العريضة ، وأخيرا الفئة الثالثة على رأس السلم فهم الأفراد مرتفعو الذكاء الذين يجب أن يُسلم إليهم قيادة الحكم طواعية واختيارا ، أي يجب أن يُسلم الحكم لأفضل النُخب العقلية ، وان الديمقراطية هنا هي؛ حرية الناس في اختيار أكثر الناس حكمة وذكاء وإنسانية ليخبرهم عما يجب فعله ليكونوا سعداء ، فالديمقراطية هي وسيلة للوصول إلى أرستقراطية حقيقية ........<br /> </font><font color="#ff0000">**و أنتقل العلم </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">ورجالاته من تصنيف الأفراد إلى تصنيف الطبقات الاجتماعية والأجناس والأعراق حسب مراتب الذكاء ،فالملونين أقل ذكاء من البيض ، والسود هم أدنى درجات البشر فغبائهم سلاليا أو موروثا في العائلات التي أتوا منها ......<br /> </font><font color="#ff0000">** وجاء الدور على </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">علماء علم النفس وقلبت صفحات العلم بصفحة أخرى ، حيث كان <br />( يركز- 1917 م )أستاذا فى جامعة هارفارد، مهموما حزينا ، يريد جعل علم النفس الناشئ آنذاك علما جديرا بالاحترام لقيمته التطبيقية في مناحي الحياة المختلفة ، وواتته الفرصة مع بدء تعبئة أمريكا لجنودها للدخول في آتون الحرب العالمية الأولى ، حيث أقنع المسئولين في الدوائر الحكومية والجيش بضرورة قياس ذكاء وتصنيف جميع الجنود الملتحقين للخدمة في الحرب ،وقام بتجربته التي تعد أكبر تطبيق جماعي لمقاييس الذكاء في التاريخ الانسانى ، أجريت على 1.75 مليون جندي أمريكي وفى فترة ثلاثة أشهر فقط ، ووضع استراتيجية عمله على مراحل ثلاثة؛ الأولى ؛ اختبار يطبق على المجندين المتعلمين كاختبار مكتوب باللغة الإنجليزية وبأسئلة نابعة عن الثقافة والبيئة الأمريكية ، وأطلق عليه مسمى الجيش ألفا army alpha ،والاختبار الثاني ؛ أطلق عليه الجيش بيتا army beta ، يعتمد على<br />الصور والأشكال ،و يطبق على الغير متعلمين وعلى الراسبين من اختبار الجيش ألفا ،و المرحلة الثالثة والأخيرة ، يطبق على الذين فشلوا في اجتياز اختبار بيتا بقصد التعرف على ضعاف العقول منهم واعتبارهم الفئة الدنيا من المجندين .........<br /></font><font color="#ff0000">** ولخصت النتائج في </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">؛1- متوسط العمر العقلي للأمريكيين في قمة المقياس العقلي ، 2- المهاجرين الأوربيين يقعون في فئة الضعف العقلي وتم تصنيفهم حس أصولهم فالقادمون من شمال وغرب أوربا أكثر ذكاء من القادمين من وسط و جنوب القارة ،3- - يقع الأمريكيون من أصول أفريقية في قاع المقياس العمرى للعقل ، و فسرت النتائج بحيث تبدو الوراثة والعرق هما المحددين الرئيسيان للذكاء ، وأكد ارتفاع معدل ذكاء البيض النورديين مقارنة بأصحاب الأصول السلافية أو اللاتينية ، و أن البيض النورمنديين هم أعلى مستويات الذكاء والسود فى أدنى مستوياته ......<br /></font><font color="#ff0000">**وهكذا ..خرجت الأفكار من كونها خيالية </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">لا وجود لها إلى كونها أراء علمية قدمها الباحثين كنتيجة لأبحاثهم واستغلت نتائج العلم فـــــــــى ؛ <br />تأكيد الأساس الوراثى كأساس وحيد للذكاء والى تصنيف الناس كأفراد وأعراق بناء على درجاتهم إلى مراتب عليا ودنيا ، وصك مصطلح جديد سمى eugenic الأيكوجينية ،كما ظهر- نظرية الفرينولوجيا phrenology -استخدام مؤشرات التكوين الجسمانى في قياس الذكاء،.. و تم تدعيم سياسة الفصل العنصري وسياسات تقليل موارد وفرص السود للالتحاق بالتعليم العالي ، ولعبت دورا محوريا في إقرار ما عرف بلائحة تقييد الهجرة immigration restriction act الصادرة من الكونجرس عام 1924ليحد بها هجرة الأجانب ويحدد حصة معينة من كل دولة أو جنس يسمح لها بدخول الولايات المتحدة كل عام ، وطبقت مقاييس الذكاء على المهاجرين الجدد للتعرف على ضعاف العقول ومنعهم من دخول الاراضى الأمريكية ..، و.... وضع عشرات الآلاف من ذوى الإعاقة العقلية تحت مراقبة وحماية المجتمع لمنع تناسل ضعاف العقول وبالتالي التخلص من قدر هائل من الجريمة والاحتيال وانعدام الكفاءة الصناعية ،وصدر النظير المقابل لها في بريطانيا التى عرفت باختبار الحادي عشر butler educational act التي تخضع جميع الأطفال له وعلى نتائجه يتم توجيه الأطفال أما للتعليم العالي والجامعة أو للتعليم بالمدارس الثانوية الفنية ،.... ويجب تدريب السود على المهن الدنيا فقط والمطالبة بحرمانهم من حقوق التصويت والمواطنة ويجب عزلهم وحرمانهم من الإنجاب فهم يشكلون مشكلة فادحة بسبب معدلاتهم الإنجابية العالية ،<br /> </font><font color="#ff0000">** </font></font></font><font size="4"><font face="Arial"><font color="#000080">مع ذروة الأحداث عام 1963 م فى واشنطن التى قادها مارتن لوثر كنج للدفاع عن حقوق الأقليات المهمشة في المجتمع كالأمريكيين السود وذوى الأصول الأسبانية والمهاجرين الجدد والنساء ضد قوانين التفرقة العنصرية التي كانت تبيح بشكل قانوني الفصل بين البيض والملونين في المجتمع وفى المدارس وفى الأماكن العامة ، وتشرع لعدم المساواة بين الأجناس على أساس تفوق البيض وراثيا وبشكل فطرى على الأقليات والملونين من حيث الذكاء والقدرات العقلية ..، ثار الجدل والنقاش حول اختبارات الذكاء باعتبارها تبريرا لدعاوى التميز العرقي وحول نتائجها المتحيزة في أغلب الحالات للبيض وتجاهل كامل لثقافة الأقليات ، وتأجج الجدل حول مقاييس الذكاء ،و حول صدق النتائج التي توصل إليها العلماء ، وقدم أول اتهام علني صريح ومباشر لأحد العلماء (بيرت ) بالغش والتدليس ، وأن بياناته حول توارث الذكاء إنما كانت بيانات ملفقة بشكل عمدي ، ونشرت مقالة ( جيلى ) بجريدة التايمز 24 أكتوبر 1976 بالعبارات التالية ؛ إن أخطر الاتهامات بالتدليس العلمي في هذا القرن توجه إلى السير بيرت ، بنشره بيانات مزيفة واختلق وقائع حاسمة ليدعم نظريته المثيرة للجدل بأن الذكاء موروث إلى حد كبير ،وأصدرت الجمعيات العلمية - بإصدار spssi - ترفض وجود فروق وراثية بين الأعراق .......<br /></font><font color="#ff0000">**وعلى الرغم </font></font></font><font face="Arial" color="#000080" size="4">من عمق وخطورة هذه المراجعات والتي اعتبرت فيما بعد نوعا من الدجل والاحتيال وليس علما حقيقيا ، فإنها لا تظهر سوى في كتب التاريخ حيث يشير إليها المؤرخون على أنها دليل على سعة أفق هؤلاء الباحثين وشجاعتهم في الإقرار بأخطائهم ، ولكنهم ينسون أثرها العميق فى المجتمع آنذاك.. ، وهكذا شكلت هذه الإرهاصات ما يمكن تسميته علما زائفا ( pseudo science) يتدثر بالأرقام والجداول ويتظاهر بالموضوعية ، ولكنه يخفى تحيزات مسبقة وتبريرا للأوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة آنذاك ، وما زالت مثل هذه الأفكار والتحيزات تلعب دورا هاما في السياسة ......<br />--------------<br />تتبع.. مع فكرة أخرى (السياسات الغربية والعلم الزائف )و مصدر آخر..<br />المصدر..كتاب الذكاء ؛ للدكتور محمد طه..<br />08/01/2007</font>
تعليق