<p align="right"><font size="5"><font color="#0000ff">ما كنت أظن يوما أن للأرض ألوانا تتبدل<br /><br />ما كنت أدري أن اللون الأحمر هو أحلى الألوان .. وأن التراب يسمو ويشرف فيطالب الناس أن يغيروا لونه فقد مل اللون الأسود والأصفر والأخضر...<br /><br />ما كنت أعرف أن للتراب روحا تحيا وأن له لسانا يصرخ وأن له قلبا ينبض<br /><br /><br />ما ظننت يوما أن لجدران البيوت نفوسا تختلج فيها المشاعر وتختلط بصرخات العزة ونداء المجد<br /><br /><br />حتى رأيت ذاك اللون تصطبغ به حبات التراب<br /><br /><br />ما أغلى هذه القطرات...<br /><br /><br />لشهور طويلة كنت أرقب جدران غزة ... أسمعها تهمس في أذني وتنادي شاكية .. قد خذلها الأخ والقريب وجاعت فيها المآذن مع الأطفال و عطشت فيها القباب مع الشيوخ وجادت فيها الدروب تلفظ أنفاسها مع ذاك المريض الذي جادت روحه ينتظر أن تصله حقنة الدواء..<br /><br />كنت أسمع عتاب غزة... ونداء غزة... وهمسات الشكوى تمزق قلبي ..<br /><br />كانت الهمسات تعلو حتى طرقت أسماع الصم ورأتها قلوب الضرير... <br /><br />كنت أظنني أتوهم أصواتا وأختلق همسات... وكيف للجدران أن تتكلم وهي حجر أصم...<br /><br /><br /><br />ثم صرخت الأرض في وجهي مع القطرات الحمراء... صرخت دون عتب أو شكوى... <br /><br />كانت صيحاتها في هذه اللحظة صيحات فخر... وضحكات حب... ذلك لونها الذي تنتظره... وما أحلى القرمزي عندما يكون صباغه دم الشهداء...<br /><br /><br />رأيت الدماء تسيل... ورجل رفع يده ينطق الشهادة وعينه تبتعد وترى ما وراء الناس...<br /><br />ورأيت آخر ينادى على من يلفظ الأنفاس الأخيرة<br /><br />الشهادة يا أخي <br /><br />لا تنسى النطق بالشهادة يا شيخ<br /><br /><br /><br />كلمات هزت العروش وزلزلت القصور وهدمت الحواجز<br /><br />كلمات أتت من بعيد من مشاهد قرأت عنها لكنني ما رأيتها... أكرمني الله لأراها كأنها لاتزال تتردد منذ أربعة عشر قرنا...<br /><br />ورأيت الشهداء في اليرموك<br /><br />عكرمة وصفوان .. وقد مر الساقي ليسقي الأول فيشير إليه أن اسقِ أخي فينظر فإذا بالثاني قد مات... فيعود للأول فإذا به قد مات...<br /><br /><br />لله درك غزة... من أيت جئت... من بقاع القادسية أم من وادي اليرموك...<br /><br />بل ربما من أجنادين... وما جنين عنك ببعيد..<br /><br />لله درك...<br /><br /><br /><br />ولا أظنني قادرا على وصفك بكلمات....<br /><br />جفت سماء الكرامة وعطشت أرضها وأقفرت أحياؤها فوقفت تستسقي ... وهطلت قطرات السقيا حمراء قانية زكية فأحيت المارد وردت الروح وسمعنا معها الهدير... هدير الغضب ونبضات الإيمان<br /><br /><br />لله درك من شهيدة... والشهادة نصر وقد نصر الله صاحب الأخدود بشادة أكرمه بها...<br /><br /><br />وماذا أقول<br /><br /><br />يشهد الله أنني لا أجد الحروف ولا الكلمات....<!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec--></font></font> <!--IBF.ATTACHMENT_130693--></p>
الأرض الحمراء
تقليص
X
-
_MD_RE: الأرض الحمراء
<div align="right"><font color="#0000ff" size="5">أهي قطرات أم ينابيع...<br /><br /><br />وكيف للأرض والسماء أن تصطبغ بلون الشفق إن لم تعلُ هامات الرجال ليعلم الكون كيف يموت العزيز واقفا معتدل القامة شامخ الجبين...<br /><br />كيف للدنيا أن تعرف الإباء إن لم يتمدد الجسد الطاهر بعد أن تتطهر بقعة الأرض تحته بالمسك الأحمر...<br /><br />وكيف للأبطال أن تثور قلوبهم وينطلق غضبهم إن لم يروا الجداول الحمراء... وكيف للأطفال أن يعرفوا معنى الفداء إن لم يروا آباءهم كراما على منابر النور...<br /><br />كيف لأبطال أحد أن يندفعوا للشهادة لا يردهم شيء لولا تلك العصابة الحمراء على جبين الشهيد الأبي المتبختر... وكيف للناس أن تعلم معنى الشهادة لولا سيد الشهداء... مزقوه ونثروا دمه ليعلم كل رجال الإيمان أن موتهم ليس بأصعب من شهادة عم رسول الله وقرينه الأسد الحمزة..<br /><br /><br /><br />حمزة... بل حمزات.... شهيد... بل شهداء... قطرات من المسك... بل جداول تسير لتسقي الأرض العطشى... <br /><br /><br />لتسقي النفوس المؤمنة وتحيي الأرواح الضعيفة المفعمة بالإيمان...<br /><br /><br />لا تزيلوا هذه السبخات... لا تغسلوا دماء الشهداء....<br /><br />والله لا تطهر الأرض إلا بها... <br /><br />رأيته مغمض العينين على ذاك الطريق... هادئ المحيا .. قد وضع يدا تحت رأسه والأخرى على جسد أخيه... كأنه عناق أحبة اجتمعوا وافترقوا على حب الله... لا لم يفترقوا... بل توحدت أرواحهم صاعدة للطيور الخضر... ما أطهر هذه الأجساد وما أسعد اليد التي أراها تستلقي بمحبة على جسد أخيها بل ما أسعد من أتى ليبكي هذه اليد ويلمس ذلك الصباغ الطاهر...<br /><br /><br />منذ ثلاثة أيام تفتحت الأبواب من جديد...<br /><br />أبواب نور على أطراف السماء... تفتحت فوق الأقصى وتفتحت فوق جنين ، والآن عادت حانية كريمة لتفتح مصراعها فوق غزة هاشم <br /><br /><br />واقتربت الرحمات وتسارعت الملائكة تتسابق لتنال الكرامة بحمل تلك النفوس وازدحمت على الأبواب طيور وحور ونداء<br /><br />الله أكبر<br /><br /><br />الله أكبر<br /><br /><br /><br />لك الله يا غزة<br /><br /><br />لك الله<br /><br /><br />وما أجد ما أفعله إلا الدعاء</font></div> -
_MD_RE: الأرض الحمراء
<div class="xoopsQuote" style="border-right: 1px solid; border-top: 1px solid; border-left: 1px solid; border-bottom: 1px solid"><br /><!--coloro:red--><span style="color: red"><!--/coloro-->المكان<!--colorc--></span><!--/colorc--> قصر الملك دقاق<br /><!--coloro:red--><span style="color: red"><!--/coloro-->الزمان <font color="#000000">أسابيع بعد سقوط بيت المقدس<!--colorc--></font></span><!--/colorc--><br /><!--coloro:red--><span style="color: red"><!--/coloro-->المشهد <!--colorc--></span><!--/colorc-->: وفد من العلماء والمشايخ يحملون أكياسا كبيرة ... و على قسماتهم الأسى والحسرة ... وعلى جباههم تجاعيد الإنكسار والذل .. لكن في عيونهم تصميم المؤمنين وعزمهم ... <br /><br />أتيت مع الوفد ... ولا أدري ما فائدة قدومنا ... فما بقي لنا شيء نرتجوه ... ولا كرامة ندافع عنها .. ولا بيوت نسكنها ... ولا أمل إلا بالله المنتقم الجبار ..... <br /><br />ما مضى إلا سنتين على مجيء هؤلاء المتوحشين الذين يرسمون على صدورهم شارة الصليب ... ما إن وضعوا رحالهم على أراضينا الطاهرة حتى بدأ الرعب .... و سالت دماء المسلمين أنهارا .... وتنجست المواضع الشريفة بنعالهم اللعينة ... ونشروا الخوف والموت حيث ساروا .... <br /><br />نزلوا بأرضنا كالوباء ... وانتشروا يبيدون أهلنا كالطاعون ... يغتصبون الأرض كحريق شب في غابة يبس شجرها في يوم قائظ .. وما وجد إلا ريحا تعينه على التهام الخير ... وحرق االشجر والبشر ... فطغى وطغى حتى ما بقي لمخلوق ملجأ ومهرب إلا إلى الله ... <br /><br />وعم بلاؤهم ... ورفعنا أكفنا بالدعاء لخالق االأكوان أن يحمينا منهم ... والتجأنا للبقعة الطاهرة ... لمسرى الرسول ... نطلب جوار الله ... ونحتمي بمسجده ... عسى يدفع عنا ما نخاف بعد أن خذلنا الخونة ... وحاربنا الأشقاء وأعانوا العدو علينا ليحافظوا على ملك زائل وعلى ألقاب جوفاء .... <br /><br />الملك دقاق ... وأي ملك هذا جئنا نطلب العون منه .. ألقاب وسلطنة .. وما هو إلا كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد ...<br />. <br />ووجدت نفسي أرتجف ... وأرتجف ... وشعرت أنني ما زلت في مخبئي الذي بقيت فيه طويلا ... ... لا أجرؤ على الحراك ... وأظن مع كل نفس أن المجرم سيراني .... وأن الموت لا بد واقع.... سقطت القدس ... واحسرتااااااااه ... سقطت مدينة السلام .... وا قلبااااااااه .... سقط بيت المقدس .... وا ذلااااااااااااه ... سقطت ونحن ندافع عنها ... وما نحن إلا عصبة من الشباب ... ما معنا معين إلا الله ... هرب العسكر .... وهرب قبلهم الوالي .. ولكننا بقينا ... ندافع عن مسرى نبينا .... معذرة إلى الله وإلى الآلاف من العلماء والمسلمين المجاورين فيها ... ومعذرة إلى حبيبنا ... المسجد الأقصى ... ومعذرة لخير البرية ... من صلى فيها ساريا ... وبايعه فيها كل الأنبياء والرسل .... بقينا للدفاع ... معذرة لعمر الفاروق ... ولجنده الأوفياء ... معذرة إلى ربي .... يا ربي ... يا خالق الأكوان ارحم ... يا منزل السحاب ... يا هازم الأحزاب ... إليك شكونا ضعف قوتنا .. وقلة حيلتنا ... وهواننا على الناس .... يا الله .... <br /><br />وعادت الرجفة تجتاح أوصالي ... وقد مرت في مخيلتي االصور ... وآآآآآآآآآآه من تلك الصور ... هل يجبر الله كسر قلبي وينصرنا بعدها .... آآآآآآآآه ليتني مت كما ماتوا ... ليتني ما بقيت في مخبئي ... ليت المجرمون قتلوني ... إذن لمت شهيدا ... وما تعذبت بما رأيت ....<br /> <br />دافعنا عن المدينة ... ونحن حفنة .... ينظر واحدنا في عين الآخر فيرى التصميم والإيمان ... ولكنه يرى الشهادة ... فقد كنا نعلم أننا سنموت شهداء ... ولن يصل جيش ولا مدد ... وليس لنا إلا الله ... <br />سقطت القدس ... ورأيت دماء هذا المجرم الذي قتلته أمامي ... والمجرم الآخر الذي طعنته وهو يصرخ كالمجنون : سنقتلكم كلكم ... لهذا جئنا إلى هنا ... فعاجلته لأنهي أحلامه وأعجله إلى جهنم ... ثم الحريق الذي بدأ ينتشر ويحاصرني ... ورائحة الدخان ... وأصوات المسلمين تصرخ : الله أكبر ... لكنها تخبوا وتغيب شيئا فشيئا ... فجحافل هؤلاء الهمج لا تنقطع ... وقوافل الشهداء تتتابع ... وبقيت في مخبئي ألتجيء من الحريق .. أختنق من دخانه ... ظانا أنني ميت لا محالة ... لساعات طوال ... ثم ينقشع الدخان شيئا فشيئا ... وما غمض لي جفن و ما هدأت روحي ... وما انقطع قلبي عن الدعاء وقراءة القرآن وأنا لا أرى نفسي إلا هالكا .... <br /><br /><br /><br />هيا ادخلوا لرؤية السلطان العظيم الملك دقاق يا وفد بيت المقدس .... <br /><br />ودخلنا المجلس ..... الحرير في كل مكان .. والعبيد والخدم قائمون لراحة الملك ... وهذا الملك المنتفخ الهزيل جالسا على كرسي مطرز ... يظن نفسه ملك شيئا ... لكنه والله لا يملك حتى خلاءه ... <br /><br />جئناك نستصرخك أيها الملك ونطلب عونك ... فقد دخل الصليبيون القدس ... وقتلوا فيها أكثر من مائة ألف ... ذبحوا الأطفال والنساء والشيوخ ... وحرقوا الأقصى ... وحولوا الصخرة المشرفة مخزنا لقمامتهم .. والحرم المرواني مربطا لخيولهم .... نجسوا مسرى رسول الله ... وأهانوا عباد الرحمان ... جئناك أيها الملك ... وجاء معنا أخ لنا ممن شهد االمذابح رأي العين .... وقد أنجاه الله من الموت بمعجزة .. وأعمى عنه المجرمين بفضله ... <br /><br />هيا يا أخانا إرو للملك ما رأيت ... <br /><br />ووجدتني أتقدم حتى أصبح أما م هذا الكرسي الهزيل الذي يظنه الملك عرشا .. ثم أبدأ قصتي ...<br /> <br />أيها الملك ... رأيت أحد الصليبيين وقد ربط خمسا من نساء المسلمين من أرجلهن عرايا .. يجرهن كالبهائم . وهن يصرخن وما من مصرخ ... حتى ارتمت إحداهن على الأرض تصرخ وتدعو الله أن ينجيها .. فتقدم ذلك النذل ضاحكا ... ثم وضع السكين في رقبتها .. وحزه حتى رأيت الدم ينفر دافقا ... ثم أخذ يضحك كالمهووس والتفت على الباقيات وأخذ يطعنهن مقهقها .... <br />رأيت مجموعة من الصليبيين وقد وضعوا عشر شيوخ في زاوية من الزقاق ... ثم أخذوا يخنقونهم بسعادة وتلذذ و ما قال الشيوخ وأرواحهم تصعد إلا .. لا إله إلا الله ...<br /> رأيت أحد قوادهم وقد ساق الأسرى أمامه ... ووالله ما كان من أسرى إلا الأطفال والعجزة الذين ما عليهم قتال ... حتى اختفى خلف البيت ... ثم سمعت صراخهم .. ثم رأيت الدماء تسيل وتملأ الطريق ...<br /> ووالله ما كان االمجرمون من الرجال فقط .. فقد رأيت بأم عيني راهبا معهم .. وقد شرب الخمر حتى انتشى .. ثم أخذ يرطن صلواته وأدعيته ... ثم يبدأ بالتمثيل بجثث المسلمين ... فيقطع أعضاءها ويسمل عيونها .<br />.سمعت المدينة تضج بالصيحات .. صيحات النساء وبكاء الأطفال .. وتكبيرات الشيوخ وهم يذبحون .. سمعت بكاء الرضيع المتحشرج مختنقا بدمه الزكي الذي سال على سكين ذابحه .. رأيت جثث النساء الحوامل ممزقة .. مبقورة البطون .. وقد انتزع منها جنين مذبوح ما زال موصولا بجسد امه بحبله السري ،ولو أن جسده ممزق .. رأيت أنهار الدماء العطرة تختلط بتراب القدس .. يدوسها الأنجاس الفرنجة .. <br />رأيت الأقصى يبكي .. والسماء تنتحب .. والشجر يضج .. والروابي تلتهب ... رأيت جدران البيوت ذليلة .. والقبب والملآذن تستصرخ .. والشمس تدوخ والقمر يلعن المتخاذلين الخونة .. <br />ثم خفتت أصواتهم شيئا فشيئا .. فلم يعد يسمع إلا صيحات المجرمين وضجتهم المدوية .. وما عاد ببيت المقدس من المسلمين إلاجثث الشهداء ودماء الأبرياء ....<br /> لقد مشيت ليلا وأنا أتسلل خارجا من المدينة بعد أن هدأت ثورتهم وأطفأ الخمر عقولهم ... مشيت فوق الجثث وخضت في الدم الزكي ... رأيت علماء القدس وقد مزقت جثثهم و رأيت جدران الأقصى وقد استحالت حمراء من الدم القاني ورأيت بعض المزاريب في البيوت تسيل دما ... لمن ذبح في بيته أو فوق منزله ... ولا حول له ولا قوة ... <br />رأيت قطرات دمائهم تكلمني وأنا أسير متخفيا .. سمعتها تهمس: عد يا أخي لتطهر أرضنا وتنظف أقصانا ....<br /> <br /><br />كنت أتكلم وقلبي يكاد ينشلع من مكانه ... وجسدي يرتجف وعيوني تخرج مع المشاهد التي رأيتها .. وأحسست أني سأموت كمدا ...<br /> <br />واختنقت برائحة الجثث في كل مكان.... رائحة والله لم أشمها بين الجثث الطاهرة التي ملأت أزقة القدس ... لكني شممتها هنا في هذا المكان الميت بين هؤلاء الموتى الذين يظنون أنهم يعيشون ملوكا ووزراء ... <br />وبدأت أسعل مختنقا ... ولم أعد أرى شبئا .. وأحسست بيد أحد الرجال على كتفي وسمعته يقول ... هون عليك يا أخي ... هون عليك ... فقد فقدنا كلنا أحبتنا في بيت المقدس وما عزاؤنا إلا أننا نحتسبهم عند الله شهداء أحياء عند ربهم يرزقون ...<br /> و عادت عيوني ترى ... ليقع نظري على هذا الهزيل دقاق .. ينظر إلي متضايقا ... <br /><br />وما تريدوني أن أفعل ... صرخ غاضبا ...... <br />وارتجف شيخ كبير منا ... وصرخ بأعلى صوته .. جئناك نصرخ واذلاه ه ه ه ه ... ثم نثر أحد الأكياس أمام الملك .. فتدحرجت الجماجم تطايرت خصلات شعور النساء ... هذا ما عندنا يا دقاق ... الموت ... الذل ... هذا ما أصاب المسلمين ... فهل ستصحو ؟؟؟؟؟؟ <br />استدار هذا الهزيل دقاق ومشى خارجا وهو يقول : والله أنا لفي شغل عن هذا .. فقد طارت حمامتي البلقاء من شرفة القصر ولم تعد منذ ثلاثة أيام وأخشى أن يكون أصابها مكروه ... <br /><br />وشعرت أنني أريد أن أتقيأ ... ثم أحسست أن أقدامي لا تحملني .... ثم غبت عن الدنيا ... <br />بعد ساعات عاد إلي رشدي ... و قد جلس بجانب فراشي أحد المشايخ الصابرين المنكوبين ... لا تقلق يا بني ... لا عليك من هذا الخائن وأمثاله ... سنعيدها بإذن الله ... مهما طال الزمن ... سيكتبنا الله مجاهدين في سبيله ... وسيكتب التاريخ هذا الحقير وأمثاله في مصاف الخونة والحثالة ... وسيلقى الله يوما لينال جزاءه ... وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون .... <br /><br />اللهم ردها لنا ... اللهم انصرنا ... اللهم ردنا إلى عز من بعد ذل ... وإلى توبة من بعد ذنب ... وإلى دينك ردا جميلا ... ما جفت دمعتي من ساعتها .. و ما أضعت دقيقة من عمري إلا وأنا أجاهد ... بحياتي ودمي ومالي وأهلي .. عسى الله أن يبعث من يعيدها إنه سميع مجيب ... </div><p align="right"></p>تعليق
-
_MD_RE: الأرض الحمراء
<p align="center"><font color="#ff0000" size="4"><font size="5">وفي العصافير جبن وهي طائرة****** وللنسور شموخ وهي تحتضر</font><!--colorc--><!--/colorc--><br /></font><font color="#0000ff"><font size="4">مازالت عيني معلقة بأصبع السبابة المرفوعة قريبا من ذلك الوجه الملطخ بالدماء المختلطة مع الأتربة والطين <br /><br />وجه قد ارتاحت قسماته وانسدلت أجفانه وأُغمضت عينيه ولا نرى فيه إلا الحركة الخفيفه للشفاه التي تلفظ آخر الأنفاس تردد شهادة... لا إله إلا الله... لا إله إلا الله...<br /><br />وجه شامخ شموخ النسور... قد انسدلت عليه خصلات من الشعر الأسود المنبعثر المنغمس بالدم الزكي.. وقد استقر الرأس على حجارة متراكمة وحطام لاتزال سحابة الدخان تنبعث من بين شقوقه وقد اختفى باقي الجسد تحت الحجارة قد رضي لنفسه أن يندفن في بلده وأرضه ولا يتنازل عن أقل القليل من ترابها الطاهر<br /><br /><br />هكذا يموت الأسود<br /><br />مشاهد الموت تعصر قلبي .. تهزني حتى كأنني ورقة خريف يابسة في مهب العواصف.. تغضبني وأنا الطبيب الذي يمضي الساعات كل يوم يصارع الموت ويقاومه راجيا أن يكتب الله الشفاء وطول العمر لكل مدنف عليل...<br /><br />الموت عدوي الذي يهزمني في كل يوم ولا أدري كبف أمضي عمري أراقبه ويراقبني حتى يزورني زيارته التي أرافقه فيها..<br /><br /><br /><br />لكن موت الأسود له طعم آخر<br /><br /><br />كم أنت عزيز يا موت عندما تقهرك أصبع ذلك الشهبد مرتفعة تردد الشهادة وكأن لها أقوى الحناجر... <br /><br />لا ليس الموت ذلا ولا انكسارا<br />ليس الموت هزيمة ولا خسارا..<br /><br />ليس إلا زائر ضعيف يأتي ليطلب من هذا الشهيد بأدب واحترام .. بل بمحبة وانكسار أن يأذن له ليرافقه لأبواب الجنة<br /><br /><br />لا إله إلا الله<br /><br />رددتها شفاه النسر المحلق عاليا... رددتها مع روحه التي ارتفعت لتعلو فوق أفق النسور... رددتها بذلك الصوت الذي لا يسمعه إلا الملائكة ورب العزة.. لكن هذه الإصبع زلزلت بصوتها عروش الطغاة وهدمت جدران السجون وقطعت الأسلاك الشائكة وصهرت حواجز الحديد ومزقت الصحف الكاذبة وكسرت الرؤوس الوضيعة وأذلت النفوس الخائنة<br /><br /><br />تلك الصرخة المدوية عبرت الأماكن فسمعها كل الناس<br /><br />بل عبرت الزمان لتبقى تتردد بين جنبات الكون يسمعها كل الخلق<br /><br />صرخة تدخل القلوب المؤمنة صغيرها وكبيرها فتميل بها للجنان .. فترى من يسمعها ينادي.. ما أحلاك يا موت<br /><br />صرخة تدخل آذان الخونة الكلاب فتقتلع قلوبهم وتجتث أرواحهم فترتعد لها الفرائص وتهتز لها الجبال<br /><br /><br /><br />ما أحلى موت النسور.. بل موت الأسود<br /><br /><br />تراهم.. صغارهم وكبارهم .. تحملهم أيدي إخوتهم وصيحات التكبير تعلو.. تراهم وعلى قسماتهم هدوء غريب... هدوء السكينة والاطمئنان.. هدوء الحبور والسعادة.. هدوء الجنان وسعادة الجنان<br /><br />ترى أجسادهم خفيفة خفيفة... قد تطاولت أيدي إخوتهم لحمل النعش لكنها لا تصل له.. ترى الأيدي تلمس النعش أو تكاد.. حتى لتظن النعش ومن فيه يطير في السماء لا وزن له.. قد حلق في مكان بعيد بين السماء والأرض<br /><br />وترى تلك الأجساد طرية غضة يهتز منها الرأس وتهتز الأيدي عند كل حركة وخطوة.. لكأنها لم تدخل في ثلاجات المشافي ولم تمض ساعات عليها بعد أن فارقتها الروح<br /><br /><br />ما أحلى تلك الأجساد وما أحلى ألوانها المنيرة الزاهية بين الأحمر والأبيض <br /><br /><br />هنيئا لكم أيها النسور<br /><br /><br />هنيئا لكم أيها الأسود<br /><br /><br />وهنيئا لكل شهيد موتة العز والشموخ<br /><br />وهنيئا لكم الجنة <!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc--><!--IBF.ATTACHMENT_131005--></font></font></p>تعليق
إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية
تقليص
المواضيع: 10,513
المشاركات: 54,231
الأعضاء: 6,146
الأعضاء النشطين: 2
نرحب بالعضو الجديد, Turquie santé.
تعليق