فاتن عساف
الاثنين 03 أيار 2010
هو أحد أبناء الجولان الذين صنعوا صوراً جميلة من البطولات. تربى على يد والده الشيخ "إبراهيم السلوم" تربية صالحة منذ نشأته، فكان يجيد إلى جانب فروسيته ضرب السيف والرمح، عُرِف بكرمه وشجاعته، كما كان مقداما يناصر الضعفاء والمساكين فكان يلبي طلب كل محتاج مهما يصيبه من ضيق حتى قيل انه إذا جاءه محتاج يعطيه كل ما لديه في منزله.
موقع eQunaytra زار الشيخ "زعل السلوم" شيخ العجارمة حفيد المجاهد الشيخ "زعل إبراهيم السلوم" الذي ابتدأ حديثه بالقول: «هو الشيخ "زعل بن إبراهيم" بن عثمان بن محمد بن خلف بن سلام بن ناصر بن جودة المهدي أمير البلقاء وينحدر من سلالة عربية عريقة من طريف من جذام من عبدة من كهلان من قحطان وهو شيخ عشائر العجارمة بالجولان، ولد بقرية "مويسة" الجولانية عام 1870م التي تقع غربي مدينة "القنيطرة" بهضبة الجولان العربي السوري».
ثم تابع الشيخ "زعل" حديثه عن الحوادث الهامة التي اشتهر بها الشيخ "زعل" الجد، فقال: «ألقي القبض على الشيخ "زعل" وكانت صحته لا تسمح بالمقاومة بسبب سقوطه عن ظهر جواده وكان مكسور القدم فتم أخذه مكبلا إلى سجن "الرملة" الشهير جنوبي بيروت على طريق "صيدا" من قبل السلطة العثمانية، فسمع "سعد الدين بيك شاتيلا" زعيم بيروت بذلك فقام بزيارة السجن وأكرم جميع السجناء والقائمين عليه على شرف وجود الشيخ "زعل السلوم" فيه، وبعد مداولات قام بتبديل شخص الشيخ "زعل" برجل شبيه به من "بعلبك" بعد إغرائه بالمال وقام بتهريبه من السجن ليعود لوطنه الأم الجولان».
وتابع الشيخ: «بعد هروب الشيخ "زعل" من سجن الرملة وعودته إلى الجولان، قام الأمير "محمود الفاعور" أمير عشائر الفضل بالجولان بزيارة "جمال باشا" مع زعماء دمشق وزعماء حوران وجبل العرب وجميع شيوخ القبائل" ومطالبته بالعفو عن الشيخ "زعل" فلم يقبل. بعد ذلك قام "جمال باشا" بزيارة ميدانية لمنطقة الجولان، ودعاه الأمير "محمود" لزيارته فلبى الدعوة فاستقبله مع عدد كبير من الفرسان تجاوزوا ثلاثة آلاف فارس، وكان الشيخ "زعل السلوم" المحكوم بالإعدام بين أولئك الفرسان ومعروف عنه قدرته على رمي الرمح لمسافة طويلة ثم التقاطه قبل سقوطه الأرض، فلفت انتباه "جمال باشا"، وفي إحدى العروض أسقط الشيخ "زعل" طائرا في أحضان" السفاح" عندها تساءل السفاح عمن لديه الجرأة وأسقط هذا الطائر، فتقدم إليه الشيخ "زعل" وقال: أنا من فعلها وأنا من حكمتم عليه بالإعدام، فطلب" السفاح" من الشيخ "زعل" الصعود إلى جواره بعربته ومرافقته إلى منطقة "الحولة" التابعة لقضاء صفد الفلسطيني، وعندما وصلوا قام "جمال باشا" السفاح بتقليد الشيخ "زعل السلوم" قلادة السلطنة العثمانية وقال له: لو لم تكن فارسا مقداما ما أقدمت على هذه الفعلة ولشجاعتك وفروسيتك أعلن عفوي عنك، فكانت الحادثة رمزا لانتزاع الحرية من خلال الشجاعة والفروسية».
في عام 1918 أعلن انتصار الثورة العربية الكبرى واندحار العثمانيين وتتويج الملك "فيصل" ملكا على بلاد الشام، فقام الملك "فيصل" بزيارة عمرة الأمير "محمود الفاعور" وأقام ضيفا على جميع أبناء الجولان
الشيخ"زعل السلوم"
لمدة شهر كامل، وتعرف الملك "فيصل" على الشيخ "زعل" فكرمه بنزع عقاله عن رأسه وتلبيسه إياه فكان ذلك تتويجاً شامخاً له، فالعقال العربي رمز لشرف العربي ونخوته وعزته وعند نزعه فإن ذلك يعني التقدير للشجاعة والفروسية، فكيف إذا كان هذا التقدير من الملك فيصل؟!
"ممدوح حسن السعّيد" أحد وجهاء عشيرة الفحوص من قبيلة الفضل بالجولان الذي حدثنا عن دور الشيخ "زعل السلوم" بمعركتي الخصاص الأولى والثانية عام 1918– 1919 ضد المستعمر الفرنسي فقال: «أرسل الفرنسيون بعثة عسكرية إلى سهل الحولة بفلسطين بقرية "الخصاص" التابعة لقضاء "صفد" حيث كانت خطة الجنرال "غورو" السيطرة على سهل الحولة بالجولان وصولاً إلى مدينة "دمشق" والقضاء على الحكومة الوطنية فيها عبر البوابة الغربية "لدمشق" وهي منطقة الجولان لتنفيذ مخطط (سايكس بيكو)، بشهر كانون الثاني عام 1918 (جرت العادة عند عشائر المنطقة الشمالية أن يقضوا شتاءهم بسهل الحولة لكون المنطقة دافئة بالشتاء) فأرسل حاكم "مرج عيون" الكولونيل "دراكون" الموظف المالي مع سبعة عشر جندياً فرنسياً إلى عمرة الأمير "محمود الفاعور" بقرية "الخصاص" بعد إعلان الجنرال "غورو" ضم سهل الحولة إلى لبنان، فقام الموظف المالي بمطالبة الأمير "محمود" بدفع ضريبة على أملاكه باعتبار المنطقة خاضعة للاحتلال الفرنسي، ونتيجة هذا الاستفزاز اشتبك أبناء المنطقة الشمالية من الجولان بقيادة الشيخ "زعل السلوم" مع الجنود الفرنسيين، وكانت نتيجة المعركة قتل سبعة جنود فرنسيين مقابل أربعة شهداء من عشائر الجولان، فكانت معركة (الخصاص الأولى)، ما أثار غضب الفرنسيين، فطلب الكولونيل "دراكون" مساعدة الكولونيل "شاربنتي" حاكم منطقة "صيدا" بإرسال قوة عسكرية لتعزيز قواته، فضمت الحملة مجموعة كبيرة من الفرسان والمشاه والمدفعية والرشاشات الثقيلة، وتوجهت نحو قرية "الخصاص" وهدمت قصر الامير "محمود" فنشبت معركة طاحنة بين الفرنسيين وأبناء الجولان بقيادة شيوخ ووجهاء الجولان نذكر منهم: الشيخ "زعل السلوم" شيخ العجارمة، والشيخ "شحادة العفاش"، و"نمر عبد العزيز" أحد شيوخ الهوادجة، والشيخ "ظاهر الشديد" شيخ البحاتري، والأمير "نايف الفاعور"، والشيخ "أسعد كنج" زعيم "مجدل شمس"، و"موسى العرقاوي"، والشيخ "محمد المجبل" شيخ الجعاثين، والمجاهد "أسعد بيك العاص" زعيم "جباتا الزيت"، ونتيجة المعركة تقهقر الجيش الفرنسي أمام هجوم ثوار أبناء الجولان، فقاموا بتحرير منطقة "حاصبيا ورشيا" وقرية "المطلة" وسهل "الحماري" وقرية "الدان"، وتوجت معاركهم بمحاصرة الجنود الفرنسيين بقلعة "مرج عيون" بعد تحريرهم قرية "جديدة مرج عيون"، ونتيجة المعركة الكبرى قتل أكثر من 150 جندياً فرنسياً مع أسر عدد كبير منهم وتحرير قلعة "مرج عيون"، وتكللت باستشهاد عدد من أبناء الجولان بملحمة غير مسبوقة بتاريخها».
"محمد موسى الغريب" أحد وجهاء الغريب من عشيرة العجارمة تحدث عن
المجاهد الشيخ"زعل السلوم"
عامي 1920- 1923 فترة الهجيج (النزوح) لأبناء الجولان عند احتلال الفرنسيين لسورية وعن مواقف الشيخ "زعل" للنزوح فقال: «بعد دخول "غورو" إلى "دمشق" واحتلال عاصمة الأمويين واستشهاد وزير الدفاع "يوسف العظمة" أصيب أبناء سورية ومنهم أبناء الجولان بالذهول، لما أصاب وطنهم فقرروا القيام بأسلوب الكر والفر، خصوصاً بعد هزائم فرنسا في "الخصاص" وإصدارها أحكاما بالإعدام على الأمير "محمود الفاعور" والشيخ "زعل السلوم" وعدد كبير من أبناء الجولان في حملة انتقامية، ورداً على ذلك قرر أبناء الجولان التوجه إلى شرقي الأردن لجمع السلاح وإعادة الكرة على المحتل الفرنسي، فوصلوا منطقة "الشونة" الشمالية بالأردن لكن الشيخ "زعل" رفض النفي عن وطنه وقرر العودة مع عموم أبناء العشائر الجولانية ومواجهة المحتل، فيما بقي الأمير "محمود الفاعور" مدة ستة أشهر بالأردن تخللها مفاوضات فرنسية مع الشيخ "زعل السلوم" لتهدئة النفوس والعفو العام عنهم وعودة الأمير "محمود الفاعور"».
في عام 1923 نقض المستعمر الفرنسي عهوده وقرر تجديد حملته، فعمل على اعتقال الأمير "محمود الفاعور" والشيخ "السلوم"، ليرحلوا مرة أخرى باتجاه شرقي الأردن، لكن المستعمر الفرنسي قرر التفاوض مع الشيخ "زعل" فيما ألقى المستعمر الانكليزي القبض على الأمير "الفاعور" وأودع سجن عكا لمدة عام كامل، حيث توفي بعد عام وهو لم يتجاوز الثامنة والأربعين من عمره ليتولى من بعده نجله الأمير "فاعور الفاعور" أمير قبيلة الفضل..
في عامي 1935- 1936 دعم الشيخ السلوم ثورة "عزالدين القسام" بالسلاح والمال ومداواة الثوار وتعهد بحمايتهم والتغطية عليهم.
الشيخ "غازي شحادة العفاش" من شيوخ عشائر الهوادجة بالجولان وهو شاهد على إحراق بيت الشيخ "زعل" من قبل الجيش الانكليزي واصفا لنا هذا الحدث قائلاً: «في عام1941 قام الشيخ "عدنان ابن زعل" الشاب المتحمس ومعه ثلة من المجاهدين بمهاجمة موكب إمدادات للجيش الانكليزي عن طريق الثنايا ما بين تل "أبو الندى" وتل "العرام" فاستسلم الانكليز لهم ومعهم 7 ناقلات جند فاستولوا عليها بالكامل، وبعد شهرين من تلك الحادثة المذلة قام الجيش الانكليزي بحملة انتقامية، وبعد مرور القوات الانكليزية بقرية "قرحتا" ووقوع بيتنا على الطريق العام للقرية توجه الضابط الانكليزي طالباً من والدي الشيخ "شحادة العفاش" وصفاً لبيت الشيخ "زعل السلوم" فأرسلني والدي معهم إلى قرية "مويسة" قرية الشيخ "زعل" بينما والدي توجه من الطريق الأقصر إلى قرية "مويسة" ليخبر الشيخ "زعل السلوم" بأن حملة انكليزية كبيرة دخلت الجولان لاستهدافه، فخرج من بيته هو وأولاده وجماعته، ولدى وصولنا إلى القرية طوقوا بيت السلوم والبيوت من حوله، فأحرقوا عشرين بيتا إضافة لمنزل الشيخ "زعل السلوم" فقام أبناء قرى "مجدل شمس" و"بقعاثا"
الشيخ "غازي شحادة العفاش"
و"مسعدة" و"عين قنية" و"سحيتا" باستقبال الشيخ "زعل السلوم" وبقي بضيافة الشيخ "أسعد كنج" ثلاثة أيام حيث توعد الشيخ "زعل" الانكليز بالاستمرار في الجهاد ضد جميع المستعمرين».
وفي نهاية عام 1943 ترجل المجاهد الشيخ "زعل السلوم" عن صهوة حصانه بعد سنوات طويلة قضاها في مواجهة المستعمرين ونصرة المظلومين ومساعدة الفقراء، ليعانق تراب قريته "مويسة" الجولانية، وليصبح رمزاً للفروسية والكرم والوطنية.
الاثنين 03 أيار 2010
هو أحد أبناء الجولان الذين صنعوا صوراً جميلة من البطولات. تربى على يد والده الشيخ "إبراهيم السلوم" تربية صالحة منذ نشأته، فكان يجيد إلى جانب فروسيته ضرب السيف والرمح، عُرِف بكرمه وشجاعته، كما كان مقداما يناصر الضعفاء والمساكين فكان يلبي طلب كل محتاج مهما يصيبه من ضيق حتى قيل انه إذا جاءه محتاج يعطيه كل ما لديه في منزله.
موقع eQunaytra زار الشيخ "زعل السلوم" شيخ العجارمة حفيد المجاهد الشيخ "زعل إبراهيم السلوم" الذي ابتدأ حديثه بالقول: «هو الشيخ "زعل بن إبراهيم" بن عثمان بن محمد بن خلف بن سلام بن ناصر بن جودة المهدي أمير البلقاء وينحدر من سلالة عربية عريقة من طريف من جذام من عبدة من كهلان من قحطان وهو شيخ عشائر العجارمة بالجولان، ولد بقرية "مويسة" الجولانية عام 1870م التي تقع غربي مدينة "القنيطرة" بهضبة الجولان العربي السوري».
ثم تابع الشيخ "زعل" حديثه عن الحوادث الهامة التي اشتهر بها الشيخ "زعل" الجد، فقال: «ألقي القبض على الشيخ "زعل" وكانت صحته لا تسمح بالمقاومة بسبب سقوطه عن ظهر جواده وكان مكسور القدم فتم أخذه مكبلا إلى سجن "الرملة" الشهير جنوبي بيروت على طريق "صيدا" من قبل السلطة العثمانية، فسمع "سعد الدين بيك شاتيلا" زعيم بيروت بذلك فقام بزيارة السجن وأكرم جميع السجناء والقائمين عليه على شرف وجود الشيخ "زعل السلوم" فيه، وبعد مداولات قام بتبديل شخص الشيخ "زعل" برجل شبيه به من "بعلبك" بعد إغرائه بالمال وقام بتهريبه من السجن ليعود لوطنه الأم الجولان».
وتابع الشيخ: «بعد هروب الشيخ "زعل" من سجن الرملة وعودته إلى الجولان، قام الأمير "محمود الفاعور" أمير عشائر الفضل بالجولان بزيارة "جمال باشا" مع زعماء دمشق وزعماء حوران وجبل العرب وجميع شيوخ القبائل" ومطالبته بالعفو عن الشيخ "زعل" فلم يقبل. بعد ذلك قام "جمال باشا" بزيارة ميدانية لمنطقة الجولان، ودعاه الأمير "محمود" لزيارته فلبى الدعوة فاستقبله مع عدد كبير من الفرسان تجاوزوا ثلاثة آلاف فارس، وكان الشيخ "زعل السلوم" المحكوم بالإعدام بين أولئك الفرسان ومعروف عنه قدرته على رمي الرمح لمسافة طويلة ثم التقاطه قبل سقوطه الأرض، فلفت انتباه "جمال باشا"، وفي إحدى العروض أسقط الشيخ "زعل" طائرا في أحضان" السفاح" عندها تساءل السفاح عمن لديه الجرأة وأسقط هذا الطائر، فتقدم إليه الشيخ "زعل" وقال: أنا من فعلها وأنا من حكمتم عليه بالإعدام، فطلب" السفاح" من الشيخ "زعل" الصعود إلى جواره بعربته ومرافقته إلى منطقة "الحولة" التابعة لقضاء صفد الفلسطيني، وعندما وصلوا قام "جمال باشا" السفاح بتقليد الشيخ "زعل السلوم" قلادة السلطنة العثمانية وقال له: لو لم تكن فارسا مقداما ما أقدمت على هذه الفعلة ولشجاعتك وفروسيتك أعلن عفوي عنك، فكانت الحادثة رمزا لانتزاع الحرية من خلال الشجاعة والفروسية».
في عام 1918 أعلن انتصار الثورة العربية الكبرى واندحار العثمانيين وتتويج الملك "فيصل" ملكا على بلاد الشام، فقام الملك "فيصل" بزيارة عمرة الأمير "محمود الفاعور" وأقام ضيفا على جميع أبناء الجولان
الشيخ"زعل السلوم"
لمدة شهر كامل، وتعرف الملك "فيصل" على الشيخ "زعل" فكرمه بنزع عقاله عن رأسه وتلبيسه إياه فكان ذلك تتويجاً شامخاً له، فالعقال العربي رمز لشرف العربي ونخوته وعزته وعند نزعه فإن ذلك يعني التقدير للشجاعة والفروسية، فكيف إذا كان هذا التقدير من الملك فيصل؟!
"ممدوح حسن السعّيد" أحد وجهاء عشيرة الفحوص من قبيلة الفضل بالجولان الذي حدثنا عن دور الشيخ "زعل السلوم" بمعركتي الخصاص الأولى والثانية عام 1918– 1919 ضد المستعمر الفرنسي فقال: «أرسل الفرنسيون بعثة عسكرية إلى سهل الحولة بفلسطين بقرية "الخصاص" التابعة لقضاء "صفد" حيث كانت خطة الجنرال "غورو" السيطرة على سهل الحولة بالجولان وصولاً إلى مدينة "دمشق" والقضاء على الحكومة الوطنية فيها عبر البوابة الغربية "لدمشق" وهي منطقة الجولان لتنفيذ مخطط (سايكس بيكو)، بشهر كانون الثاني عام 1918 (جرت العادة عند عشائر المنطقة الشمالية أن يقضوا شتاءهم بسهل الحولة لكون المنطقة دافئة بالشتاء) فأرسل حاكم "مرج عيون" الكولونيل "دراكون" الموظف المالي مع سبعة عشر جندياً فرنسياً إلى عمرة الأمير "محمود الفاعور" بقرية "الخصاص" بعد إعلان الجنرال "غورو" ضم سهل الحولة إلى لبنان، فقام الموظف المالي بمطالبة الأمير "محمود" بدفع ضريبة على أملاكه باعتبار المنطقة خاضعة للاحتلال الفرنسي، ونتيجة هذا الاستفزاز اشتبك أبناء المنطقة الشمالية من الجولان بقيادة الشيخ "زعل السلوم" مع الجنود الفرنسيين، وكانت نتيجة المعركة قتل سبعة جنود فرنسيين مقابل أربعة شهداء من عشائر الجولان، فكانت معركة (الخصاص الأولى)، ما أثار غضب الفرنسيين، فطلب الكولونيل "دراكون" مساعدة الكولونيل "شاربنتي" حاكم منطقة "صيدا" بإرسال قوة عسكرية لتعزيز قواته، فضمت الحملة مجموعة كبيرة من الفرسان والمشاه والمدفعية والرشاشات الثقيلة، وتوجهت نحو قرية "الخصاص" وهدمت قصر الامير "محمود" فنشبت معركة طاحنة بين الفرنسيين وأبناء الجولان بقيادة شيوخ ووجهاء الجولان نذكر منهم: الشيخ "زعل السلوم" شيخ العجارمة، والشيخ "شحادة العفاش"، و"نمر عبد العزيز" أحد شيوخ الهوادجة، والشيخ "ظاهر الشديد" شيخ البحاتري، والأمير "نايف الفاعور"، والشيخ "أسعد كنج" زعيم "مجدل شمس"، و"موسى العرقاوي"، والشيخ "محمد المجبل" شيخ الجعاثين، والمجاهد "أسعد بيك العاص" زعيم "جباتا الزيت"، ونتيجة المعركة تقهقر الجيش الفرنسي أمام هجوم ثوار أبناء الجولان، فقاموا بتحرير منطقة "حاصبيا ورشيا" وقرية "المطلة" وسهل "الحماري" وقرية "الدان"، وتوجت معاركهم بمحاصرة الجنود الفرنسيين بقلعة "مرج عيون" بعد تحريرهم قرية "جديدة مرج عيون"، ونتيجة المعركة الكبرى قتل أكثر من 150 جندياً فرنسياً مع أسر عدد كبير منهم وتحرير قلعة "مرج عيون"، وتكللت باستشهاد عدد من أبناء الجولان بملحمة غير مسبوقة بتاريخها».
"محمد موسى الغريب" أحد وجهاء الغريب من عشيرة العجارمة تحدث عن
المجاهد الشيخ"زعل السلوم"
عامي 1920- 1923 فترة الهجيج (النزوح) لأبناء الجولان عند احتلال الفرنسيين لسورية وعن مواقف الشيخ "زعل" للنزوح فقال: «بعد دخول "غورو" إلى "دمشق" واحتلال عاصمة الأمويين واستشهاد وزير الدفاع "يوسف العظمة" أصيب أبناء سورية ومنهم أبناء الجولان بالذهول، لما أصاب وطنهم فقرروا القيام بأسلوب الكر والفر، خصوصاً بعد هزائم فرنسا في "الخصاص" وإصدارها أحكاما بالإعدام على الأمير "محمود الفاعور" والشيخ "زعل السلوم" وعدد كبير من أبناء الجولان في حملة انتقامية، ورداً على ذلك قرر أبناء الجولان التوجه إلى شرقي الأردن لجمع السلاح وإعادة الكرة على المحتل الفرنسي، فوصلوا منطقة "الشونة" الشمالية بالأردن لكن الشيخ "زعل" رفض النفي عن وطنه وقرر العودة مع عموم أبناء العشائر الجولانية ومواجهة المحتل، فيما بقي الأمير "محمود الفاعور" مدة ستة أشهر بالأردن تخللها مفاوضات فرنسية مع الشيخ "زعل السلوم" لتهدئة النفوس والعفو العام عنهم وعودة الأمير "محمود الفاعور"».
في عام 1923 نقض المستعمر الفرنسي عهوده وقرر تجديد حملته، فعمل على اعتقال الأمير "محمود الفاعور" والشيخ "السلوم"، ليرحلوا مرة أخرى باتجاه شرقي الأردن، لكن المستعمر الفرنسي قرر التفاوض مع الشيخ "زعل" فيما ألقى المستعمر الانكليزي القبض على الأمير "الفاعور" وأودع سجن عكا لمدة عام كامل، حيث توفي بعد عام وهو لم يتجاوز الثامنة والأربعين من عمره ليتولى من بعده نجله الأمير "فاعور الفاعور" أمير قبيلة الفضل..
في عامي 1935- 1936 دعم الشيخ السلوم ثورة "عزالدين القسام" بالسلاح والمال ومداواة الثوار وتعهد بحمايتهم والتغطية عليهم.
الشيخ "غازي شحادة العفاش" من شيوخ عشائر الهوادجة بالجولان وهو شاهد على إحراق بيت الشيخ "زعل" من قبل الجيش الانكليزي واصفا لنا هذا الحدث قائلاً: «في عام1941 قام الشيخ "عدنان ابن زعل" الشاب المتحمس ومعه ثلة من المجاهدين بمهاجمة موكب إمدادات للجيش الانكليزي عن طريق الثنايا ما بين تل "أبو الندى" وتل "العرام" فاستسلم الانكليز لهم ومعهم 7 ناقلات جند فاستولوا عليها بالكامل، وبعد شهرين من تلك الحادثة المذلة قام الجيش الانكليزي بحملة انتقامية، وبعد مرور القوات الانكليزية بقرية "قرحتا" ووقوع بيتنا على الطريق العام للقرية توجه الضابط الانكليزي طالباً من والدي الشيخ "شحادة العفاش" وصفاً لبيت الشيخ "زعل السلوم" فأرسلني والدي معهم إلى قرية "مويسة" قرية الشيخ "زعل" بينما والدي توجه من الطريق الأقصر إلى قرية "مويسة" ليخبر الشيخ "زعل السلوم" بأن حملة انكليزية كبيرة دخلت الجولان لاستهدافه، فخرج من بيته هو وأولاده وجماعته، ولدى وصولنا إلى القرية طوقوا بيت السلوم والبيوت من حوله، فأحرقوا عشرين بيتا إضافة لمنزل الشيخ "زعل السلوم" فقام أبناء قرى "مجدل شمس" و"بقعاثا"
الشيخ "غازي شحادة العفاش"
و"مسعدة" و"عين قنية" و"سحيتا" باستقبال الشيخ "زعل السلوم" وبقي بضيافة الشيخ "أسعد كنج" ثلاثة أيام حيث توعد الشيخ "زعل" الانكليز بالاستمرار في الجهاد ضد جميع المستعمرين».
وفي نهاية عام 1943 ترجل المجاهد الشيخ "زعل السلوم" عن صهوة حصانه بعد سنوات طويلة قضاها في مواجهة المستعمرين ونصرة المظلومين ومساعدة الفقراء، ليعانق تراب قريته "مويسة" الجولانية، وليصبح رمزاً للفروسية والكرم والوطنية.