الاردن دولة - بديل حلم غالبية الاسرائيليين !
-28-
رداً على سؤالي اياه ماذا يجري في ايران؟ اجاب الناشط المهم نفسه في منظمة يهودية اميركية تتبنى سياسات اسرائيل وتدافع عن مصالحها داخل الولايات المتحدة، قال: "انا اسأل ايضاً ماذا يجري في ايران؟ ومن هو (الرئيس) محمود احمدي نجاد؟ هناك رأيان لايرانيين مقيمين في اميركا. واحد يؤكد ان نجاد يعطي "الحرس الثوري" الاوامر، وآخر يؤكد ان "الحرس الثوري" هو صاحب الامر والنهي حتى مع نجاد. علماً ان هناك رأياً ثالثاً يفيد ان "الحرس الثوري" منقسم فئات ثلاثاً. لكل منها موقع الكتروني على الانترنت (Website). انا لا اعرف فعلاً أيّاً من الآراء الثلاثة المذكورة اقرب الى الصحة والواقع".
علّقتُ: ما اعتقده هو ان "الحرس الثوري" هو الجهة الأقوى داخل النظام الايراني، وربما يكون هو الحاكم الفعلي لايران. الرئيس نجاد مع الاحترام الكامل له قد لا يكون صاحب قرار او صاحب القرار. قسم من "الحرس" كان مؤيداً في الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة للمرشح الاصلاحي مير حسين موسوي الذي كان يحظى بثقة كبيرة جداً لدى مفجّر الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 ومؤسس الدولة الاسلامية فيها. طبعاً اتخذ "الحرس" في النهاية وبعد التطورات التي حصلت في اعقاب الانتخابات المذكورة موقفاً واحداً مؤيداً لـ"الشرعية" والمرشد ونجاد.
"مع من تعمل اسرائيل سلاماً؟" سأل. ثم اضاف: "محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ضعيف. "حماس" اقوى منه ومن حركة "فتح" وحتى من منظمة التحرير". علّقتُ: اسرائيل اضعفت عباس. وزاد من ضعفه الفساد في حركة "فتح" وفي "المنظمة". من قوّى "حماس"؟ اسرائيل على نحو غير مباشر طبعاً. لو سارت امور التسوية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين على السكة الصحيحة لما كان صار ما صار وخصوصاً إنقلاب "حماس" على السلطة واستيلاءها على قطاع غزة. ردّ: "سلام فياض رئيس حكومة السلطة الفلسطينية قد يكون رجل سلام حقيقياً. وهو نظيف وغير فاسد. لذلك لا يحبه "الفتحاويون". اوقف حاجز عسكري اسرائيلي مرة صائب عريقات (مسؤول عن المفاوضات عند رئيس السلطة) وكان في سيارة مرسيدس فخمة وفي فمه سيجار ضخم. غضب عريقات وقال: هل تعرف من توقف؟ انا صائب عريقات. كان الجندي على الحاجز يعرف من هو فأجابه: انت وسيجارك و"مرسيدسك" مثل المواطنين الآخرين ستخضع للتفتيش. وهناك كثيرون مثله ولا داعي الى ذكر الاسماء".
علّقتُ: انتم الاميركيين ترتكبون خطأ فادحاً ومعكم ربما الغرب كله. تعتقدون ان مشكلة فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة اقتصادية واجتماعية فقط. ترسلون موفدين للاستطلاع والسؤال عن طريقة عيش الفلسطينيين ومستوى معيشتهم وعن سبل تحسين اوضاعهم وبذلك فإنكم تخدعون انفسكم. تظنون انكم بتحسين مستوى معيشتهم تنسونهم قضيتهم قضية فلسطين وخصوصاً اذا تحسّنت اوضاعهم المادية كثيراً. لكن ظنكم هذا في غير محله لأنهم وإن صاروا اصحاب "فلوس" سيظلون يطالبون بحقوقهم المغتصبة.
على كل، هل تعتقد ان استشراء الاصولية الاسلامية السنية المتشددة في العالم الاسلامي والعربي (عند الشعوب) قد يدفع اميركا وايران الاسلامية الشيعية الى البحث عن مصالح مشتركة لمواجهة هذا الامر؟ سألتُ. اجاب: "من قال ان الاصولية التي تتحدث عنها تنتشر على هذا الشكل؟ اجبتُ: الا ترى افغانستان وباكستان؟ من يسيطر هناك؟ على الشارع وليس على الحكومات؟ المتشددون لا الحكومات. الا ترى ان العراق سيكون موالياً لايران على نحو ما؟ الا ترى قوة الاخوان المسلمين في مصر والاردن وحتى في سوريا؟ اجاب الناشط المهم نفسه في المنظمة اليهودية الاميركية التي تتبنى سياسات اسرائيل وتدافع عن مصالحها داخل اميركا: "ماذا يريد راكب الجمل في افغانستان". رددتُ: يريد الانتقام من الغرب واميركا والصهيونية "عميلتهما" في رأيه بسبب ما ارتكبوه من جرائم وخطايا في حق المسلمين داخل اوطانهم وخصوصاً في حق الفلسطينيين ولا سيما في حق مدينة القدس.
ثم سألتُ: ماذا عن الاردن دولة فلسطينية بديلة؟ يبدو ان هذا الطرح بدأ يتردد من جديد وإن في دوائر مغلقة. اجاب: "هذه احلام غالبية الاسرائيليين. لكن كيف يحصل ذلك؟ الحكم الاردني قوي، والعائلة الهاشمية المالكة قوية ومتماسكة. عام 1958 قالوا انتهى الملك (الراحل) حسين وسقط مع نظامه بتأثير من الناصرية وكانت آنذاك في عزها. انظر ماذا حصل، استمر حسين وعاد اقوى مما كان". علّقتُ: ما تقوله صحيح الى حد كبير. لكن للمرة الأولى هناك عوامل مهمة، منها تحوّل الفلسطينيين الاردنيين غالبية. ومنها ايضاً اختراق الاصولية الاسلامية الفلسطينيين الاردنيين. الامر الذي بدأ يزيل الحساسيات "القطرية" بينهما. ومنها ثالثاً، تكرار مطالبة الفلسطينيين الاردنيين بالمشاركة في السلطة وبحقوق متنوعة. ومنها رابعاً، بدء جهات شرق اردنية التحذير من كل ذلك. لم يُجب الناشط المهم نفسه عن ذلك، بل تابع في الموضوع السلمي قائلاً: "بعد اشهر قليلة تنتهي المهلة التي حددها موفد اوباما السيناتور السابق جورج ميتشل للتوصل الى شيء ملموس بين الفلسطينيين واسرائيل. ماذا يفعل اذا لم يحقق اي تقدم في المفاوضات غير المباشرة؟ ثم هناك من يقول ان لا فائدة الا للمفاوضات المباشرة. وهناك ايضاً مهلة تجميد الاستيطان التي تنتهي قريباً. ماذا سيجري بعد انتهائها؟ يقول كثيرون ان مجلس الوزراء الاسرائيلي ليس في حاجة الى الاجتماع للسماح باستئناف الاستيطان، اذ بمجرد انتهائها يمكن معاودته، وسيعاود.
على كل، يمكن في المستقبل ان يكون قسم من الضفة الغربية مع الاردن". سألتُ: الا يعني ذلك ان على مصر ان تأخذ غزة؟ بماذا اجاب؟
سركيس نعوم
sarkis.naoum@annahar.com.lb
-28-
رداً على سؤالي اياه ماذا يجري في ايران؟ اجاب الناشط المهم نفسه في منظمة يهودية اميركية تتبنى سياسات اسرائيل وتدافع عن مصالحها داخل الولايات المتحدة، قال: "انا اسأل ايضاً ماذا يجري في ايران؟ ومن هو (الرئيس) محمود احمدي نجاد؟ هناك رأيان لايرانيين مقيمين في اميركا. واحد يؤكد ان نجاد يعطي "الحرس الثوري" الاوامر، وآخر يؤكد ان "الحرس الثوري" هو صاحب الامر والنهي حتى مع نجاد. علماً ان هناك رأياً ثالثاً يفيد ان "الحرس الثوري" منقسم فئات ثلاثاً. لكل منها موقع الكتروني على الانترنت (Website). انا لا اعرف فعلاً أيّاً من الآراء الثلاثة المذكورة اقرب الى الصحة والواقع".
علّقتُ: ما اعتقده هو ان "الحرس الثوري" هو الجهة الأقوى داخل النظام الايراني، وربما يكون هو الحاكم الفعلي لايران. الرئيس نجاد مع الاحترام الكامل له قد لا يكون صاحب قرار او صاحب القرار. قسم من "الحرس" كان مؤيداً في الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة للمرشح الاصلاحي مير حسين موسوي الذي كان يحظى بثقة كبيرة جداً لدى مفجّر الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 ومؤسس الدولة الاسلامية فيها. طبعاً اتخذ "الحرس" في النهاية وبعد التطورات التي حصلت في اعقاب الانتخابات المذكورة موقفاً واحداً مؤيداً لـ"الشرعية" والمرشد ونجاد.
"مع من تعمل اسرائيل سلاماً؟" سأل. ثم اضاف: "محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ضعيف. "حماس" اقوى منه ومن حركة "فتح" وحتى من منظمة التحرير". علّقتُ: اسرائيل اضعفت عباس. وزاد من ضعفه الفساد في حركة "فتح" وفي "المنظمة". من قوّى "حماس"؟ اسرائيل على نحو غير مباشر طبعاً. لو سارت امور التسوية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين على السكة الصحيحة لما كان صار ما صار وخصوصاً إنقلاب "حماس" على السلطة واستيلاءها على قطاع غزة. ردّ: "سلام فياض رئيس حكومة السلطة الفلسطينية قد يكون رجل سلام حقيقياً. وهو نظيف وغير فاسد. لذلك لا يحبه "الفتحاويون". اوقف حاجز عسكري اسرائيلي مرة صائب عريقات (مسؤول عن المفاوضات عند رئيس السلطة) وكان في سيارة مرسيدس فخمة وفي فمه سيجار ضخم. غضب عريقات وقال: هل تعرف من توقف؟ انا صائب عريقات. كان الجندي على الحاجز يعرف من هو فأجابه: انت وسيجارك و"مرسيدسك" مثل المواطنين الآخرين ستخضع للتفتيش. وهناك كثيرون مثله ولا داعي الى ذكر الاسماء".
علّقتُ: انتم الاميركيين ترتكبون خطأ فادحاً ومعكم ربما الغرب كله. تعتقدون ان مشكلة فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة اقتصادية واجتماعية فقط. ترسلون موفدين للاستطلاع والسؤال عن طريقة عيش الفلسطينيين ومستوى معيشتهم وعن سبل تحسين اوضاعهم وبذلك فإنكم تخدعون انفسكم. تظنون انكم بتحسين مستوى معيشتهم تنسونهم قضيتهم قضية فلسطين وخصوصاً اذا تحسّنت اوضاعهم المادية كثيراً. لكن ظنكم هذا في غير محله لأنهم وإن صاروا اصحاب "فلوس" سيظلون يطالبون بحقوقهم المغتصبة.
على كل، هل تعتقد ان استشراء الاصولية الاسلامية السنية المتشددة في العالم الاسلامي والعربي (عند الشعوب) قد يدفع اميركا وايران الاسلامية الشيعية الى البحث عن مصالح مشتركة لمواجهة هذا الامر؟ سألتُ. اجاب: "من قال ان الاصولية التي تتحدث عنها تنتشر على هذا الشكل؟ اجبتُ: الا ترى افغانستان وباكستان؟ من يسيطر هناك؟ على الشارع وليس على الحكومات؟ المتشددون لا الحكومات. الا ترى ان العراق سيكون موالياً لايران على نحو ما؟ الا ترى قوة الاخوان المسلمين في مصر والاردن وحتى في سوريا؟ اجاب الناشط المهم نفسه في المنظمة اليهودية الاميركية التي تتبنى سياسات اسرائيل وتدافع عن مصالحها داخل اميركا: "ماذا يريد راكب الجمل في افغانستان". رددتُ: يريد الانتقام من الغرب واميركا والصهيونية "عميلتهما" في رأيه بسبب ما ارتكبوه من جرائم وخطايا في حق المسلمين داخل اوطانهم وخصوصاً في حق الفلسطينيين ولا سيما في حق مدينة القدس.
ثم سألتُ: ماذا عن الاردن دولة فلسطينية بديلة؟ يبدو ان هذا الطرح بدأ يتردد من جديد وإن في دوائر مغلقة. اجاب: "هذه احلام غالبية الاسرائيليين. لكن كيف يحصل ذلك؟ الحكم الاردني قوي، والعائلة الهاشمية المالكة قوية ومتماسكة. عام 1958 قالوا انتهى الملك (الراحل) حسين وسقط مع نظامه بتأثير من الناصرية وكانت آنذاك في عزها. انظر ماذا حصل، استمر حسين وعاد اقوى مما كان". علّقتُ: ما تقوله صحيح الى حد كبير. لكن للمرة الأولى هناك عوامل مهمة، منها تحوّل الفلسطينيين الاردنيين غالبية. ومنها ايضاً اختراق الاصولية الاسلامية الفلسطينيين الاردنيين. الامر الذي بدأ يزيل الحساسيات "القطرية" بينهما. ومنها ثالثاً، تكرار مطالبة الفلسطينيين الاردنيين بالمشاركة في السلطة وبحقوق متنوعة. ومنها رابعاً، بدء جهات شرق اردنية التحذير من كل ذلك. لم يُجب الناشط المهم نفسه عن ذلك، بل تابع في الموضوع السلمي قائلاً: "بعد اشهر قليلة تنتهي المهلة التي حددها موفد اوباما السيناتور السابق جورج ميتشل للتوصل الى شيء ملموس بين الفلسطينيين واسرائيل. ماذا يفعل اذا لم يحقق اي تقدم في المفاوضات غير المباشرة؟ ثم هناك من يقول ان لا فائدة الا للمفاوضات المباشرة. وهناك ايضاً مهلة تجميد الاستيطان التي تنتهي قريباً. ماذا سيجري بعد انتهائها؟ يقول كثيرون ان مجلس الوزراء الاسرائيلي ليس في حاجة الى الاجتماع للسماح باستئناف الاستيطان، اذ بمجرد انتهائها يمكن معاودته، وسيعاود.
على كل، يمكن في المستقبل ان يكون قسم من الضفة الغربية مع الاردن". سألتُ: الا يعني ذلك ان على مصر ان تأخذ غزة؟ بماذا اجاب؟
سركيس نعوم
sarkis.naoum@annahar.com.lb
تعليق