التلفاز و"الإنترنت" آخر تحديث:السبت ,14/08/2010
د . عارف الشيخ
لم يكن التلفاز ولا “النت” ولا سينما معروفة في عهد الآباء، ولم يخطر ببالهم شيء كهذه، بل حتى نحن جيل الخمسينات من القرن العشرين لم نكن نعرف هذه الأشياء، لذلك فإننا لم نعرف سمر الليل بعد صلاة العشاء إلا نادراً .
حيث إن أفراد العائلة كانوا يلتقون على السطوح تحت ضوء القمر في الصيف، وفي الشتاء ربما التقوا حول “الفنر” أو “كور النار”، لقضاء جزء من الليل في تسامر بريء، ثم يستسلمون لنوم لا يفوّت عليهم صلاة الفجر .
- أما اليوم فإن الراجل والنساء والأولاد والبنات، بل حتى الأطفال الصغار، يقضون ثلثي وقتهم مع التلفاز و”النت” ولكل حجته، فالرجل يتعلل بأنه يشاهد الأخبار والمسلسلات، ويستخدم “النت” في إنجاز واجباته المكتبية أو متابعة أسواق العالم .
- والمرأة حجتها أنها تقضي ساعة فراغها مع التلفاز، وهي تقوم بشؤون المنزل، أو تتابع برامج الطهي أو غيرها، والطفل يتابع برامج الأطفال في التلفاز، وقد بلغت به الحال أنه لا يستطيع أن يترك التلفاز، فيأكل ويشرب وهو منبطح أمامه .
- والأدهى والأمر اليوم، هو أن “النت” أصبح الشغل الشاغل لكل الناس، حتى المتدينين الذين لا يجيزون لأنفسهم مشاهدة التلفاز والتردد على دور السينما، أصبحوا اليوم مدمنين على مشاهدة “النت” .
- وقد اشتكت إليّ العديد من الزوجات أمر أزواجهن الذين يدخلون غرفهم الخاصة، ليقضوا فيها ساعات من النهار أو الليل، بحجة أنهم يخلصون أشغالهم، لكن الواقع أنهم ليسوا كذلك، فهم يتابعون من خلال “النت” ما لا يستطيعون أن يتابعوه من خلال التلفاز والسينما .
- وهناك العديد من المقاهي المخصصة في البلد للقنوات الفضائية و”الإنترنت” في المجمعات والأسواق والأحياء، يجلس أمامها الرجال والنساء والشباب، ليقضوا ساعات معها ومع الشيشة والنارجيلة .
- أعتقد أن التلفاز و”النت” في الأصل وجد ليكون مفيداً، لكننا نحن، العرب والمسلمين بالأخص، حولناه إلى شيء ضار، فالأطفال بدلاً من أن يتابعوا في التلفاز البرامج التعليمية، أصبحوا يتابعون أفلام الكرتون وهي ليست كلها بريئة ومفيدة .
والشباب بدلاً من أن يتابعوا البرامج التثقيفية، صاروا يتابعون المسلسلات العنيفة والخليعة منها، والمسلسلات التي تعلمهم الخيانة والسرقة والتزوير والقتل وغيرها .
- إذن لم يعد التلفاز ولا “النت” وسيلة للعلم والتعلم، وإذا قلنا إنها تعلم، فإنها تعلم الأمين الخيانة، وتعلم الصادق الكذب، ولم تكن كذلك لولا أننا تساهلنا معها، وانحرفنا مع الذين أرادوا النيل من مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا .
- نعم . إننا عندما نركب في كل حجرة تلفازاً، ونعطي لكل ولد جهاز حاسوب من أحدث الحواسيب، ونضع في يد كل طفل جهاز “بلاك بيري” ومع ذلك نتابع كل جديد يعرض في دور السينما .
- إذا فعلنا ذلك نكون قد أقدمنا على الانتحار بأيدينا .
د . عارف الشيخ
لم يكن التلفاز ولا “النت” ولا سينما معروفة في عهد الآباء، ولم يخطر ببالهم شيء كهذه، بل حتى نحن جيل الخمسينات من القرن العشرين لم نكن نعرف هذه الأشياء، لذلك فإننا لم نعرف سمر الليل بعد صلاة العشاء إلا نادراً .
حيث إن أفراد العائلة كانوا يلتقون على السطوح تحت ضوء القمر في الصيف، وفي الشتاء ربما التقوا حول “الفنر” أو “كور النار”، لقضاء جزء من الليل في تسامر بريء، ثم يستسلمون لنوم لا يفوّت عليهم صلاة الفجر .
- أما اليوم فإن الراجل والنساء والأولاد والبنات، بل حتى الأطفال الصغار، يقضون ثلثي وقتهم مع التلفاز و”النت” ولكل حجته، فالرجل يتعلل بأنه يشاهد الأخبار والمسلسلات، ويستخدم “النت” في إنجاز واجباته المكتبية أو متابعة أسواق العالم .
- والمرأة حجتها أنها تقضي ساعة فراغها مع التلفاز، وهي تقوم بشؤون المنزل، أو تتابع برامج الطهي أو غيرها، والطفل يتابع برامج الأطفال في التلفاز، وقد بلغت به الحال أنه لا يستطيع أن يترك التلفاز، فيأكل ويشرب وهو منبطح أمامه .
- والأدهى والأمر اليوم، هو أن “النت” أصبح الشغل الشاغل لكل الناس، حتى المتدينين الذين لا يجيزون لأنفسهم مشاهدة التلفاز والتردد على دور السينما، أصبحوا اليوم مدمنين على مشاهدة “النت” .
- وقد اشتكت إليّ العديد من الزوجات أمر أزواجهن الذين يدخلون غرفهم الخاصة، ليقضوا فيها ساعات من النهار أو الليل، بحجة أنهم يخلصون أشغالهم، لكن الواقع أنهم ليسوا كذلك، فهم يتابعون من خلال “النت” ما لا يستطيعون أن يتابعوه من خلال التلفاز والسينما .
- وهناك العديد من المقاهي المخصصة في البلد للقنوات الفضائية و”الإنترنت” في المجمعات والأسواق والأحياء، يجلس أمامها الرجال والنساء والشباب، ليقضوا ساعات معها ومع الشيشة والنارجيلة .
- أعتقد أن التلفاز و”النت” في الأصل وجد ليكون مفيداً، لكننا نحن، العرب والمسلمين بالأخص، حولناه إلى شيء ضار، فالأطفال بدلاً من أن يتابعوا في التلفاز البرامج التعليمية، أصبحوا يتابعون أفلام الكرتون وهي ليست كلها بريئة ومفيدة .
والشباب بدلاً من أن يتابعوا البرامج التثقيفية، صاروا يتابعون المسلسلات العنيفة والخليعة منها، والمسلسلات التي تعلمهم الخيانة والسرقة والتزوير والقتل وغيرها .
- إذن لم يعد التلفاز ولا “النت” وسيلة للعلم والتعلم، وإذا قلنا إنها تعلم، فإنها تعلم الأمين الخيانة، وتعلم الصادق الكذب، ولم تكن كذلك لولا أننا تساهلنا معها، وانحرفنا مع الذين أرادوا النيل من مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا .
- نعم . إننا عندما نركب في كل حجرة تلفازاً، ونعطي لكل ولد جهاز حاسوب من أحدث الحواسيب، ونضع في يد كل طفل جهاز “بلاك بيري” ومع ذلك نتابع كل جديد يعرض في دور السينما .
- إذا فعلنا ذلك نكون قد أقدمنا على الانتحار بأيدينا .
تعليق