تهجير العقول العربية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    تهجير العقول العربية



    الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أبرز دوافع الشباب المصري للهجرة (الجزيرة-أرشيف)

    [align=justify]كشف تقرير مصري أن نحو 700 ألف شاب معظمهم من حملة الشهادات الجامعية تقدموا بطلبات للهجرة إلى الخارج وبخاصة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

    وحظيت الولايات المتحدة بنصيب الأسد من أعداد المتقدمين بطلبات الهجرة حيث سجل ما يقرب من 120 ألفا رغباتهم في السفر إليها، تلتها بريطانيا ثم أستراليا وإيطاليا وكندا وهولندا وسويسرا والسويد وألمانيا وجنوب أفريقيا وكوريا وتركيا واليونان.

    وبحسب موقع المصريون الإخباري فإن معظم المتقدمين بطلبات الهجرة يحملون شهادات جامعية في التخصصات العملية، من بينهم 7000 يحملون درجة الدكتوراه و4000 حاصلون على الماجستير في تخصصات مختلفة من بينها هندسة كهرباء وميكانيك وطيران، إضافة إلى خريجي أقسام كيمياء وفيزياء.

    ووفقا لأرقام وزارة القوى العاملة والهجرة فإن عدد المصريين في الخارج يبلغ ستة ملايين و619 ألفا، في حين تتراوح دوافع الهجرة لديهم بين أسباب اقتصادية واجتماعية ودينية.

    وبحسب تقرير سابق لمكتب القاهرة لمنظمة الهجرة الدولية فإن المصريين المهاجرين حولوا نحو 7.8 مليارات دولار إلى مصر عام 2009.

    وتستوعب الدول العربية نحو 70% من المهاجرين المصريين، بينما تستوعب أميركا وأوروبا نحو 30%. وتأتي أميركا في مقدمة الدول التي تجيء منها تحويلات المصريين بنسبة 23%، تليها الكويت بنسبة 15%، ثم الإمارات بنسبة 14%، والسعودية بنسبة 9%، أما الاتحاد الأوروبي فيمثل نسبة 8% من هذه التحويلات.

    ويعزو الخبراء ذلك إلى أن العمالة المتجهة للولايات المتحدة تتمتع بالكفاءة والمهارة والتعليم وإجادة اللغة الإنجليزية وتحصل تبعا لذلك على أجور مرتفعة مقارنة بما هو متاح في المنطقة العربية التي يقصدها عدد لا بأس به من العمالة غير الماهرة.

    المصدر: الجزيرة:



    [/align]
  • s___s

    #2
    موضوع مهم يا موسوعتنا الجميلة

    أنا من وجهة نظري بعد ملاحظاتي ما يجري في المواقع العربية على الشابكة (الإنترنت) توصلت إلى أن سبب تهجير العقول العربية بالقوة هو اعتماد مبدأ حماية ودعم السخافة وعدم الجدية والدلع، من قبل القائمين على المواقع العربية بحجة الإبقاء على أجواء ملهلهبة، كمثال مُصَغَّر عن مجتمعاتنا العربية

    ما رأيكم دام فضلكم؟

    تعليق

    • محمد زعل السلوم
      عضو منتسب
      • Oct 2009
      • 746

      #3
      الهجرة مأساة عربية

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة s___s
        موضوع مهم يا موسوعتنا الجميلة

        أنا من وجهة نظري بعد ملاحظاتي ما يجري في المواقع العربية على الشابكة (الإنترنت) توصلت إلى أن سبب تهجير العقول العربية بالقوة هو اعتماد مبدأ حماية ودعم السخافة وعدم الجدية والدلع، من قبل القائمين على المواقع العربية بحجة الإبقاء على أجواء ملهلهبة، كمثال مُصَغَّر عن مجتمعاتنا العربية

        ما رأيكم دام فضلكم؟
        [align=justify]
        عزيزي يا صوغة!

        مشاكل المواقع العربية شيء، وتهجير العقول العربية شيء آخر. فمشاكل المواقع مشاكل "دلع وشللية" كما تقول، وتهجير العقول العربية مؤامرة أطرافها كثيرون وأسبابها كثيرة.

        وتحية طيبة.[/align]

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
          • May 2006
          • 5732

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد زعل السلوم
          الهجرة مأساة عربية
          [align=justify]
          العزيز الأستاذ محمد زعل السلوم،

          قلت فأوجعت. الهجرة مأساة عربية.

          وتحية طيبة.[/align]

          تعليق

          • رنا خطيب
            عضو منتسب
            • Jul 2010
            • 42

            #6
            الأستاذ الفاضل عبد الرحمن السليمان

            شكرا لك على نقلك لهذا التقرير..

            في الحقيقة يعتبر ما عرضه هذا التقرير من إحصائيات مؤلما جدا..

            إن حضارة أي أمة مرهونة بنسبة العقول العاملة و المبدعة فيها .. و الكل يعرف أن العرب لا تنقصهم العقول المبدعة لكن للأسف تنقصهم البيئة التي تحتوي هذه العقول..

            ترى هل أسباب الهجرة مدروسة من قبل الأنظمة من خلال عدم توظيفها لهذا العقل الفاعل من خلال توفير كل مستلزمات هذا التوظيف مما يوفر لهذا العقل التحرك المريح في دائرة خصوبته ..
            أم هي الرغبة الموجودة لدى الكثير للهجرة إلى تلك البلاد لأنها الدول الأقوى و الحياة فيها أفضل؟

            أم هي نفاذ أدنى الفرض للعمل لأجل حفظ الكرامة ؟

            أم هناك تشديد كبير على الأنظمة من قبل تلك الدول لاستجرار العقول للعمل عندها و الاستفادة منها لتحقيق أهدافها ..فأنت تعرف يا أستاذي عندما تجتمع العقول تصبح قوة أمام كل قوى الباطل.

            لكنه فعلا مؤلم أن نجد هذا العدد الكبير بعد أن كانت هذه العقول في مرحلة استهلاك لموارد الدولة فعندما أصبحت جاهزا للإنتاج تكون من مصير دول أخرى و ليتها كانت دول عربية لقلنا أنه لا بأس من الهجرة لتحقيق التكامل العربي.

            مع الشكر لك
            رنا خطيب
            مترجمة و كاتبة

            http://rana-khateeb.blogspot.com/

            تعليق

            • s___s

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
              [align=justify]
              عزيزي يا صوغة!

              مشاكل المواقع العربية شيء، وتهجير العقول العربية شيء آخر. فمشاكل المواقع مشاكل "دلع وشللية" كما تقول، وتهجير العقول العربية مؤامرة أطرافها كثيرون وأسبابها كثيرة.

              وتحية طيبة.[/align]
              عزيزي أنا أرى أنها نفس الاشكاليات التي في المواقع على الشابكة (الإنترنت) هي نفس الإشكاليات على أرض الواقع، لأن المواقع العربية تمثل مجتمع مصَغَّر لمجتمعاتنا، إن كان للحكومات ممثلة بأصحاب الصلاحيات الإدارية أو الشعب ممثل ببقية الأعضاء، والمؤامرة الوحيدة التي أراها أنا، هي في تسليم الصلاحيات الإدارية لمن لا يستحقها من السخفاء والمدلعين وعدم الجادين في تواجدهم على الشابكة (الإنترنت) سوى في أنها نوع من أنواع الفضفضة
              وعلى موضوع تكوين العقول أصلا لكي بعد ذلك نعمل على الحرص على ابقاءها أم يستطيع استقطابها غيرنا، أنقل لك حوار حصل بيني وبين عائدة محمد نادر من حوارنا تحت العنوان والرابط التالي

              عبّاس يهاجم العلاّمة القرضاوي
              http://www.nu5ba.com/vb/showthread.php?p=176960&posted=1#post176960

              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر
              الزميل القدير
              أبو صالح
              للقضية الفلسطينية خصوصية عميقة وجذور القضية أعمق من أن يمييعها أي كان
              فهذا شعب أستلب حقه وأحتلت أرضه بدون وجه حق ووقفنا موقف المتفرجين عليه وربما شارك البعض في ترسيخ هذا الإحتلال بصورة أو بإخرى من خلال الموافقة على توطين الفلسطينيين(( وهذا مايحدث الآن مع العراقيين مع التحفظ الشديد جدا )) أو من خلال إجراء المفاوضات نيابة عن أبناء الشعب الأصلي والتحاور مع المحتل والموافقة على شروط (( مسبقة أو لآ )) وحسب الظرف أو من خلال السكوت على ما يجري على الأراضي الفلسطينية من قتل وترهيب لأهاليها دون الإدلاء بموقف واحد موحد ضد المحتلين الصهاينة والوقوف جنبا إلى جنب مع أهلنا ضد هذا المحتل المجرم.
              وربما يعرف الجميع ما للمرجعية الدينية من تأثير سلبي أو إيجابي نحو أي قضية وما تفعله المراجع من تأثيرات على الشارع العربي الإسلامي أو العربي في تحقيق المطالب الشعبية التي غالبا ما تغييب بسبب موقف هذه المراجع سلبا أو إيجابا.
              أتصور أن موقف عباس ليس سهلا وأنه يحتاج للكثير كي يدعم موقفه الرافض هذا وأن القضية الفلسطينية تحتاج منا لوقفة شعوب ومراجع ودول ورؤساء .. هذا إن أردنا لقضية أن تأخذ حقها كي تعود فلسطين لأهلها.
              وهل صعب علينا ذلك ونحن الملايين!!
              سؤال لن أستطيع الإجابة عليه
              والأيام كفيلة
              فلسطين لم ننساك أبدا.. لكن بغداد تحترق.
              مصر أولا المغرب أولا،النظرة القُطريّة هل ترسّخ لمفهوم كيانات سايكس بيكو أم لا، لماذا؟
              http://www.nu5ba.com/vb/showthread.php?t=14761


              أنا ضد النظرة القُطريّة الضيِّقة وما يتم البناء عليها يا عائدة محمد نادر، والتي على ضوئها أفهم موقفك من مسألة اعطاء أي حقوق يحتاجها البشر في قضاء حاجاته اليومية بحجة أنك تقفين ضد التوطين؟!!! كما قرأته لك عن مسألة اعطاء بعض الحقوق المدنية لحاملي الأوراق التي تدل على أنه لاجئ في لبنان؟!!!
              الفلسطينيون في لبنان: نصف الحقوق أفضل من لاشيء
              http://www.nu5ba.com/vb/showthread.php?t=15769
              وضد النظرة التي تعمل على تبييض جرائم محمود عباس وبقية قيادات كيانات سايكس وبيكو في تمييع كل المفاهيم والثوابت والحقوق لا لشيء إلاّ لأنه هو قال ذلك؟!!!أو الخنوع والخضوع بحجة الواقعيّة وهي في الحقيقة الوقوعيّة حيث هناك فرق شاسع جدا بين الواقعيّة والوقوعية من وجهة نظري على الأقل.

              العملية السياسية لأوسلو التي بدأها محمود عباس بأوامر من جمال عبدالناصر من وجهة نظري على الأقل وتحت قيادة ياسر عرفات الذي تم تسليمه ما تم سحبه من الشقيري بسبب رفضه العملية الاستسلامية وتم تشويه صورته وسمعته لذلك من قبل جماعة جمال عبدالناصر، لا تختلف قيد إنملة عن العملية السياسية لقوات الإحتلال في العراق بعد احتلاله، لم ننظر إلى من شارك فيها بحريّة مطلقة في العراق على أنه تابع لقوات الإحتلال ومنفِّذ لسياساتها في حين الوضع مختلف بالنسبة لجمال عبدالناصر وياسر عرفات ومحمود عباس؟!!! ألا تتوقعين أن هناك تناقض واضح في المواقف؟!!

              ما رأيكم دام فضلكم؟
              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر
              أنا ضد النظرة القُطريّة الضيِّقة وما يتم البناء عليها يا عائدة محمد نادر، والتي على ضوئها أفهم موقفك من مسألة اعطاء أي حقوق يحتاجها البشر في قضاء حاجاته اليومية بحجة أنك تقفين ضد التوطين؟!!! كما قرأته لك عن مسألة اعطاء بعض الحقوق المدنية لحاملي الأوراق التي تدل على أنه لاجئ في لبنان؟!!!

              الزميل القدير
              أبو صالح
              أرجو أن تفهمني صحيح زميلي
              أنا حين أقول التوطين فأقصد به أن تعطي العراقي أو الفلسطين حقوقا يبنون على أساسها مواطيء أقدام ويرتكزون عليها فينسون شيئا فشيئا قضيتهم وهذا ما يحصل اليوم مع العراقيين في كل اللبلدان وخاصة الغربية
              سابقا لم أكن أعي ما معنى أن تسكن في وطن غير وطنك وأنا هنا أتكلم عن الفلسطينين وكنت أرى أن الحقوق يجب أن تعطى لهم وأكثر لأنهم شعب شرد من وطنه وعلينا أن نعينه واليوم وبعد أن أحتل العراق عرفت معنى أن تعيش في بلد غير بلدك وبلدك محتل فتبرد القضية وتبدأ الناس تعيش حياتها على أساس وضعها الجديد
              أبو صالح
              أنا عراقية وأرى عراقيين هنا معي وحين أحدثهم أحيانا عن العراق يجيبون أجوبة أستنكرها وأكثر هؤلاء من أسس على فرض أنه سيستقر أصلا ولمدى بعيد
              فهل ترى ذلك صحيحا
              إذن أننا كمواطنين أوطاننا محتلة يجب أن لا تستقر أحوالنا كي لا نضع أرجلنا ( بالميه البارده ))
              وهذا كان قصدي كي تبقى قضيتنا ساخنة نقاتل من أجل العودة .
              ولم يكن قصدي مؤكد تلبية الحاجات الضرورية جدا
              أعتذر إن كنت في موضوع سابق غير واضحة أو في ردي بعض الضبابية.
              ودي الأكيد لك
              عزيزتي عائدة محمد نادر كتبت مداخلة وضاعت مع الأسف سأحاول إعادة ما كتبته بها

              كلماتك ذكرتني بكلمات أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة أثناء اجتماعه بنا في الثمانينات كطلبة مقيمين في الخارج، حيث أنني اعترضت على قرار لمجلس قيادة الثورة في عام 1974 والذي من وجهة نظري على الأقل تم العمل به على هدم العقلية العراقية وأي امكانية لتطورها، ألا وهو قرار إغلاق كلية التربية وكل المعاهد والكليات التي خريجيها يتم تعيينهم مدرسين على أعضاء حزب البعث العربي الإشتراكي، وقال في حينها أنهم لا يهمهم المستوى العلمي بقدر اهتمامهم بمستوى الانتماء للوطن؟!!! فأجبته في حينها كيف تتوقع ممن ليس له انتماء لنفسه للأهتمام بدراسته كيف يُحصِّل على معدل جيّد، أن يعينك في غرس انتماء للوطن لدى طلابه؟!! كلية التربية كان الأول على العراق في الثانوية يدخلها، أصبح من لا يجد أي كلية تقبله بسبب دنو معدله وبحجّة الغاية تبرّر الوسيلة يقوم بالتسجيل في الحزب ليدخلها هي وبقية المؤسسات التعليمية التي تنتج لنا المدرسين؟!!!

              وسبحان الله لولا طلب أنديرا غاندي عليه أن يعمل على تكوين قاعدة علمية أولا، عندما طلب صدام حسين في زياته إلى الهند وطلبه منها الإعانة في موضوع التقنية النووية، لما طلب من المشّاط وأعطاه مطلق الصلاحيات لتوفير كل ما يحتاجه لعودة الكفاءات العراقية في الخارج، حيث أرسله في وقتها كممثل عن أو هو كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أوربا وأمريكا ليلتقي بجميع أصحاب الكفاءات ومعرفة كل احتياجاتهم وتوفيرها لكي يعينهم في العودة والمساهمة في تطوير العراق، وإلاّ لكان الحال اسوء بكثير ممّا هو عليه الحال الآن بسبب القرار الخطأ بغلق الكليات والمعاهد التي تخرّج مدرسين على أعضاء حزب البعث.

              حُسن النيّة لا يمكن أن يُبرّر الأخطاء والمآسي البشرية التي تحدث بسبب عدم دراسة الموضوع بشكل متعمّق ومن كل الزوايا، ومن يضمن أصلا حُسن النيّة؟ خصوصا وأنّه لا يعلم بالنيّات إلاّ الله؟!!! كيف يمكن أن تتوقعي أنّه يُمكن للحرمان أن يؤدي إلى الاحتفاظ بفكر ونهج المقاومة؟ أو أن يكون حاضن لها وداعم لنهج المقاومة؟!!!

              وهنا أتذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!!! ولكنها من وجهة نظري هذه مصيبة أصحاب الفكر المبني على أساس النُّخْبَة أو الطليعة الثوريّة أو ما أطلق عليه أنا مُثَّقَف الدولة القُطرية الحديثة بركيزتيها العلمانية والديمقراطية بغض النظر إن كان بمسحة اسلاميّة أو علمانيّة أو ديمقراطيّة؟!!!

              وهو ما أحاول مناقشته بالتفصيل تحت العنوان والرابط التالي

              النُّخْبَـة المُثَقَّفَـة
              http://www.nu5ba.com/vb/showthread.php?t=15749

              ما رأيكم دام فضلكم؟
              التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 08-23-2010, 10:45 AM.

              تعليق

              • s___s

                #8
                أظن ما كتبناه تحت العنوان والرابط التالي يدخل من ضمن هذا الموضوع

                ما السبيل إلى الحد من هجرة العقول العربية؟
                <div align="center"><table class="MsoNormalTable" dir="rtl" style="width: 307.5pt; mso-cellspacing: 0cm; mso-padding-alt: 0cm 0cm 0cm 0cm; mso-table-dir: bidi" cellspacing="0" cellpadding="0" width="410" border="0"><tr style="mso

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                  • May 2006
                  • 5732

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب
                  لكنه فعلا مؤلم أن نجد هذا العدد الكبير بعد أن كانت هذه العقول في مرحلة استهلاك لموارد الدولة فعندما أصبحت جاهزا للإنتاج تكون من مصير دول أخرى وليتها كانت دول عربية لقلنا أنه لا بأس من الهجرة لتحقيق التكامل العربي.
                  [align=justify]
                  شكرا لك يا أستاذة رنا على المشاركة.

                  النظام العربي القائم لا يتيح الفرصة للعقل العربي كي يبدع إلا في المجالات الوظيفية التي تبقي عجلة الحياة تدور في حدود دنيا. بالإضافة إلى ذلك فليس ثمة حياة اقتصادية سليمة بسبب الفساد. لذلك تهاجر الكوادر.

                  إن إصلاح النظام العربي ضرورة ماسة للاحتفاظ بالكوادر والعقول من أجل التقدم.

                  وتحية طيبة عطرة.[/align]

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                    • May 2006
                    • 5732

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة s___s
                    أظن ما كتبناه تحت العنوان والرابط التالي يدخل من ضمن هذا الموضوع

                    ما السبيل إلى الحد من هجرة العقول العربية؟
                    http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=4513
                    [align=justify]
                    قرأت طرفا من الموضوع في الملتقى يا صوغة، وشممت فيه رائحة تخوين للمتجنسين بجنسيات أجنبية، ورأيت فيه أحكاما غير دقيقة أو مبنية على الظاهر. وهذا ما يجعل الفائدة من الموضوع قليلة.

                    وتحية طيبة عطرة.[/align]

                    تعليق

                    • s___s

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
                      [align=justify]
                      قرأت طرفا من الموضوع في الملتقى يا صوغة، وشممت فيه رائحة تخوين للمتجنسين بجنسيات أجنبية، ورأيت فيه أحكاما غير دقيقة أو مبنية على الظاهر. وهذا ما يجعل الفائدة من الموضوع قليلة.

                      وتحية طيبة عطرة.[/align]
                      عزيزي د. عبدالرحمن السليمان الظاهر طول يوم الصوم في بلجيكا مؤثر عليك، حيث أن الموضوع الذي في مداخلتك منشور في موقع الجمعية وليس في ملتقى محمد شعبان الموجي الذي تم حذف جميع مواضيعي أكيد بسبب احترام القائمين عليه للعقول العربية ولا يعملون أصلا على تهجيرها بالقوّة كما ذكرت في مداخلتي الأولى

                      ولكني أظن تقصد الموضوع التالي بكلامك

                      الْتَجَنس وَالْتَّبَعِيَّة الْفِكْرِيَّة
                      http://www.nu5ba.com/vb/showthread.php?t=15821

                      أنا لا أدري ما هو سبب الحساسية تجاه أ.د. اسماعيل الناطور والتي تجعلك تُسيء فهم مواضيعه حسب ما انتبهت على أكثر من مداخلة لك،

                      لاحظ الفرق بيني وبينك من خلال مراجعة ما حصل بيني وبينه أعلاه فيه بالإضافة إلى ما حصل تحت العناوين التالية له والتي انتبهت حصل سوء فهم منك والتي فهمتها من مداخلاتك حتى الآن في نفس العناوين في ملتقى محمد شعبان الموجي

                      نُخْبَة الْغَبَاء
                      http://marayaarabia.com/vb/showthread.php?315

                      هل العقيدة الدرزية خطر على المجتمع الذي تتواجد فيه ؟
                      http://marayaarabia.com/vb/showthread.php?899

                      أبو جهل وقوم لوط
                      http://www.nu5ba.net/vb/showthread.php?t=14890


                      وسبحان الله كل هذه المواضيع لها علاقة أصلا وتغطي زوايا أخرى لأسباب هجرة العقول العربية من وجهة نظري على الأقل

                      ما رأيكم دام فضلكم؟

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                        • May 2006
                        • 5732

                        #12
                        [align=justify]أخي العزيز أبا صالح،

                        لا رغبة لدي في الدخول في مواضيع المواقع العربية ومشاكلها لأن ذلك ـ في رأيي ـ مضيعة للوقت. حديثنا في تهجير العقول العربية. يُهَجّرُ هذه العقول التي يُتعب عليها الفسادُ السياسي والاقتصادي والاجتماعي في أكثر البلاد العربية. فالأرض التي تنشأ فيها هذه العقول أصبحت قاحلة جرداء بسبب الفساد المستشري فيها، والعلم مثل النبات لا ينمو إلا في الأرض الخصبة. لذلك يمكن مقارنة الحالة مثل أم وضعت ولدا وربّته حتى نما واشتد عوده ثم تخلت عنه نهائيا لامرأة أخرى لتصيب هذه الأخرى من خيره!

                        أما مواضيع الأستاذ إسماعيل الناطور، فأنا لا أسيء فهمها لكني في بعض الأحيان أعجز عن إيجاد الخيط الرفيع الذي يربط فيما بينها. كما أنها، في رأيي، تفتقر إلى التأطير النظري الذي يساعد على فهمها جيدا.

                        وتحية طيبة.
                        [/align]

                        تعليق

                        • s___s

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
                          [align=justify]أخي العزيز أبا صالح،[/align][align=justify]

                          لا رغبة لدي في الدخول في مواضيع المواقع العربية ومشاكلها لأن ذلك ـ في رأيي ـ مضيعة للوقت. حديثنا في تهجير العقول العربية. يُهَجّرُ هذه العقول التي يُتعب عليها الفسادُ السياسي والاقتصادي والاجتماعي في أكثر البلاد العربية. فالأرض التي تنشأ فيها هذه العقول أصبحت قاحلة جرداء بسبب الفساد المستشري فيها، والعلم مثل النبات لا ينمو إلا في الأرض الخصبة. لذلك يمكن مقارنة الحالة مثل أم وضعت ولدا وربّته حتى نما واشتد عوده ثم تخلت عنه نهائيا لامرأة أخرى لتصيب هذه الأخرى من خيره!

                          أما مواضيع الأستاذ إسماعيل الناطور، فأنا لا أسيء فهمها لكني في بعض الأحيان أعجز عن إيجاد الخيط الرفيع الذي يربط فيما بينها. كما أنها، في رأيي، تفتقر إلى التأطير النظري الذي يساعد على فهمها جيدا.

                          وتحية طيبة.
                          [/align]
                          يا موسوعتنا الجميلة

                          أنا برأيي أن ا.د. اسماعيل الناطور مواضيعه في الغالب بحثية وتفاعلية النهج أكثر منها تنفيس أو وعظ من علو

                          بخصوص الهجرة والتهجير قبل أحداث أيلول/سبتمبر عام 2001 أو ما تعرف بـ911 كان سر قوة أمريكا وتفوقها العلمي إنها كانت مغناطيس عقول العالم، أما بعدها وبسبب إنها أخذت بنصيحة حكامنا وعملت وفق مبدأهم بأن الهاجس الأمني أولا وقبل كل شي وعلى حساب كل شيء، أدّت إلى إلغاء ميزة المغناطيس عن كل الدول التي فيها جالية مسلمة، وهذه أدت إلى أن صدرت تعليمات بعدم التركيز على العرق الأصفر في هذا الهاجس؟!!! أما غيرهم فلا

                          مشكلة العرق الأصفر أن اللغات الأساسية لديه ليس لغات مبنية على الألفبائية بل ما زالت مبنية على الأشكال، ولكي تفهم قصدي في هذا المجال أرجو أن تقرأ ما جمعته تحت العنوان والرابط التالي والذي أتمنى أن تضيف من خبرتك له

                          اللغة والسمات التي تشاهدونها على أهلها والناطقين بها مسألة مطروحة لجمع ملاحظاتكم
                          http://www.atinternational.org/forums/showthread.php?t=1286

                          فربّ ضارة نافعة والحمدلله

                          ما رأيكم دام فضلكم؟

                          تعليق

                          • محمد زعل السلوم
                            عضو منتسب
                            • Oct 2009
                            • 746

                            #14
                            نزيف الاغتراب.. د. سليمان إبراهيم العسكري

                            نزيف الاغتراب.. د. سليمان إبراهيم العسكري


                            في التاريخ العربي الحديث، هناك مهجر تذكرنا به أشعار المهجريين الشهيرة، لكن مهجرًا آخر تجري وقائعه الآن، يكاد يجافيه الشعر، ويرتبط بمآسٍ ظاهرة وأخرى مستترة، وهو يمثل نزيفًا عربيًا متعدد المصادر، لم نتوقف كثيرًا لنستطلع آلامه، ولم نفكر مليًّا في كيفية إيقافه، أو على الأقل في استيعاب هذا النزيف، وجعله رصيدًا يدعم قدراتنا عند الحاجة.

                            العجز بأشكاله المختلفة، اقتصادية واجتماعية ومعرفية، يتحول إلى نوع من الاغتراب الداخلي، يدفع إلى الاغتراب خارج الأوطان، وبأثمان فادحة على الأغلب
                            لم يعد الغرب هو الغرب نفسه الذي استقبل المهاجرين العرب الشوام منذ قرنين، فقد صار شديد التوجس بعد أحداث 11 سبتمبر وتفجيرات لندن ومدريد وحرائق باريس
                            الاغتراب الجيد، إن صحّت التسمية، يتطلب تأهيلاً ثقافيًا، ولو في الحدود الدنيا، لفلسفة التعايش واحترام الاختلاف والاحتكام للقانون في بلاد الاغتراب
                            تمتين الجسور بين المغتربين وأوطانهم العربية يؤهل لتعظيم الإيجابيات ويعود بالنفع على عالمنا العربي وعلى الاستقرار الروحي والنفسي للعرب المغتربين
                            ترددت قليلاً حال شروعي في استخدام كلمة الاغتراب بديلاً عن كلمة المهجر، وكان سبب اختياري للكلمة البديلة هو الابتعاد عن إيحاءات المهجر العربي الذي حدث في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، لأنني بصدد الحديث عن مهجر اللحظة العربية الراهنة، لكنني ما إن شرعت في البحث عن مدلولات الكلمة، حتى أحسست أنها لا تفي فقط بالغرض، بل إنها تجمع أسباب ونتائج ظاهرة الهجرة معًا، وتربط بين المهجر السابق منذ قرنين أو أكثر والمهجر اللاحق الذي تدور رحاه الآن. وقد تأكد لي شمول هذه الكلمة، أو هذا المصطلح، بعد مطالعة كتاب الدكتور حليم بركات والمعنون: «الاغتراب في الثقافة العربية» والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في العام 2006. فأقرب التعريفات الفلسفية التي تصف الوضع الذي نحن بصدده، تكمن في اجتهاد هيجل الذي عرّف الاغتراب بحالة العجز التي يعانيها الإنسان عندما يفقد القدرة على تقرير مصيره والتأثير في مجرى الأحداث التاريخية، ولو على مستوى أصغر مكونات مجتمعه. وهو تعريف يدعمه «هايدجر» الذي رأى أن وجود الإنسان يكون أصيلاً بقدر ما يختار ويصنع قراراته بنفسه، ويضيف إليه «سارتر» عندما يركز على أن المهمة الأولى للإنسان هي تأكيد حريته. وفي ضوء هذه المفاهيم وغيرها، عرَّف حليم بركات الاغتراب بحالة «عجز الإنسان في علاقاته بالمجتمع والمؤسسات والنظام العام بعد أن تحولّت هذه كلها إلى قوة مادية ومعنوية تعمل ضده بدلاً من أن تستعمل لصالحه. بهذا المفهوم فإن واقع المجتمع العربي السائد هو واقع مغرّب يحيل الشعب، وبخاصة طبقاته وفئاته المحرومة، إلى كائنات عاجزة لا تقوى على مواجهة تحديات العصر».

                            الجاني والمجني عليه معًا

                            وعلى الرغم من الاتفاق الضمني مع معظم جوانب الرؤية السابقة في تعريف الاغتراب، فإنه من الواقعي والموضوعي أن نؤكد أن حالة عدم التمكين هذه هي على الأرجح، وفي أحوال متعددة، غير مقصودة، وغير مستهدف بها المواطن العربي من قبل سلطات مجتمعه المختلفة، لأن هذه السلطات نفسها - وفي كثير من جوانبها - لا تمتلك هذا التمكين لذاتها، بفعل التخلف وفقر الخيال المبدع وانقطاع المبادرة، واللجوء - بالتالي - لأهل الثقة بديلاً عن أصحاب الخبرة، فالجاني والمجني عليه معًا يقعان في دائرة المأزق ذاته. أما النتيجة التي هي العجز بأشكاله المختلفة - اقتصادية واجتماعية وتنموية ومعرفية - فإنها تتحول إلى إفراز نوع من الاغتراب الداخلي، يدفع إلى اغتراب خارجي، ويرمي بجحافل من المواطنين العرب على شواطئ الغرب، سواء في هجرات شرعية، أو غير شرعية، لعلهم يجدون ما يهدِّئ اغترابهم الداخلي، بالعثور على فرصة للرزق، أو سانحة لتحقيق الذات، أو حاضنة ترعى امتياز الموهوبين منهم. لكن الوصول إلى ذلك جميعًا بات عسير المنال لدى الغالبية العظمى من المندفعين إلى الشاطئ الآخر، لأسباب عديدة تجعل من هذا الاغتراب الجديد مختلفًا عما سبقه، وتجعل من نتائجه شيئًا أكثر قسوة وتكلفة حتى إن لواعج الحنين والحسرات في شعر المهجر القديم تبدو مترفة جدًا إذا ما قورنت بحرقة وآلام المهجر الجديد، شرعيًا كان أو غير شرعي.

                            بين مهجرين

                            في المهجر الأول، أواخر القرن الثامن عشر وحتى أواسط القرن التاسع عشر، اندفعت أعداد من أهل الشام باتجاه الشواطئ الأمريكية، الشمالية والجنوبية على السواء، وكانت الظروف الاقتصادية السيئة في فترة الحكم العثماني من أهم الأسباب التي أدت بهؤلاء إلى الهجرة، إضافة إلى الظروف السياسية وبعض الأسباب الدينية لدى العرب غير المسلمين من هؤلاء المهاجرين. ومن ثم يمكننا أن نرى أن معنى الاغتراب الداخلي لدى هؤلاء في أوطانهم الأم هو الذي دفعهم إلى الاغتراب الخارجي والدخول في مغامرة الهجرة. فالأسباب بين المهجرين أو الاغترابين متشابهة، لكن الاغتراب الجديد يفترق كثيرًا في نتائجه عن الاغتراب الأسبق، لأسباب أولها أن أعداد المندفعين للهجرة باتجاه الغرب باتت هائلة، سواء بالطرق الشرعية أو بغيرها، كما أن نوعية المهاجرين أنفسهم ليست كلها مما هو مطلوب في بلاد المهجر الحالي، ويبقى أخيرًا أن بلاد المهجر الجديد هذه لم تعد كتلك التي كانت تستقبل المهاجرين العرب منذ قرن أو قرنين. وهذا كله رسم ويرسم الآن صورة ليست سوداوية فقط بل دامية ومريرة أحيانًا لما يحدث في هذا المهجر أو الاغتراب الجديد. ففي موقع واحد - على سبيل المثال لا الحصر - من المواقع المستهدفة بالهجرة وهو الشواطئ الإسبانية القريبة من المغرب العربي، ذكرت لجنة حقوق الإنسان في إقليم الأندلس في تقريرها السنوي أن السلطات الإسبانية ألقت القبض على نحو 15 ألفًا من المهاجرين غير الشرعيين في العام 2000 وحده، وبلغ عدد القوارب التي وصلت السواحل الجنوبية الإسبانية بطرق غير شرعية في العام نفسه 780 قاربًا، بينما انتشلت فرق الإنقاذ جثث 55 مهاجرًا من المياه الإقليمية الإسبانية وتمكنت من إنقاذ ألف مهاجر شارفوا على الغرق. صحيح أن كل هذه الأعداد ليست من العرب، لكن أغلبهم كانوا عربًا، وأقلية منهم أتت من بلدان إفريقية متاخمة أو قريبة من المغرب العربي. ويمكن أن نرى هذه الصورة تتكرر، ليس على الشواطئ الإسبانية وحدها، وليس لمهاجرين من المغرب العربي وحده، بل على شواطئ أوربا الجنوبية كلها وأستراليا، ومن مختلف أقطار العالم العربي. وفي كل الأحوال تبدو الصورة مرعبة، وتصرخ بالمدى الذي وصل إليه تغلغل الاغتراب في صدور هؤلاء المهاجرين ودفعهم للهجرة، بثمن فادح، ليس من الناحية المادية التي تستفيد بها عصابات دولية احترفت تهريب الراغبين في الهجرة لأوربا وغيرها، وبإمكانات قاتلة، أو احتيال مأساوي، ولكن بمقابل يصل إلى حد فَقْد حياة كثير من هؤلاء الحالمين بالهجرة، وكأنهم يدخلون في مقامرة يراهنون فيها بحياتهم ذاتها.

                            ولو تركنا الهجرة غير الشرعية جانبًا، لهالنا أحوال المهاجرين الشرعيين، بل المستقرين في بلدان الغرب الأوربي منذ فترة، خاصة العمال البسطاء وأصحاب الحرف اليدوية المتواضعة والمزارعين، فهؤلاء أصبح الاغتراب بالنسبة إليهم طاردًا بقسوة، بل نابذًا لأبنائهم، أي الجيل الثاني الذي ولد وتربى وتعلم في الغرب، وإن ظل يعاني بعضًا من معاناة أهله، خاصة مع تنامي التوجهات المعادية للعرب والمسلمين، التي لها أسبابها التي شارك في صنعها بعض العرب أنفسهم وكثير من مسلمي آسيا، ونفخ فيها المتربصون بالعرب في الغرب بعد كارثة 11 سبتمبر النيويوركية وانفجارات لندن ومدريد.

                            لم يعد الغرب هو الغرب نفسه الذي استقبل الموجات الأولى من المهاجرين العرب الشوام في أواخر القرن الثامن عشر حتى أوائل القرن العشرين، فقد صار غربًا أقل تسامحًا وأكثر توجــسًا في العرب المهاجرين، ثم إن المهاجرين العرب والمتسللين للهجرة معظمهم من العمالة غير المدربة، وفي الوقت ذاته بدأت منابع أخرى لهجرات هائلة تنفتح على الغرب، بشروط يراها الغرب أقل مخاطرة وأكثر فائدة، من أوربا الشرقية ومن بعض بلدان آسيا التي أجادت تدريب وتعليم أبنائها، من الهند والصين وبلدان جنوب شرق آسيا. وهؤلاء جميعًا صاروا عملة رائجة في سوق الهجرة العالمية، وهي عملة أكثر قبولاً في الغرب الحالي، وتساهم في طرد المزيد من المهاجرين العرب. فياله من نزيف لطاقات عربية، شابة في معظمها، تضيع في خضم البحر، أو تتحطم على شواطئ الاغتراب، وحتى من ينجو منهم، وينجح ويبرز في بلد اغترابه، يضيف إلى هذا النزيف نزيفًا من نوع جديد.

                            هجرة الأدمغة... والعضلات

                            يقول الدكتور سعيد اللاوندي، وهو من الدارسين لموضوع المهاجرين العرب والمسلمين في أوربا: «في كل مرة يصادفني اسم من الأسماء العربية ضمن كبار العلماء والباحثين في العالم (والذين يحملون جنسيات الدول الأوربية)، أشعر بالمعنى المحزن لكلمة (نزيف)، التي نصف بها عادة هجرة العقول العربية، وانخراطها في مراكز الأبحاث العلمية في الدول الأجنبية. بل أكاد أقول إن كلمة نزيف هي أصدق كلمة يمكن أن تُطلق على ظاهرة «هجرة الكفاءات العربية إلى الخارج»، لأنها تعني الاستمرارية، كما تعني فداحة الخسارة أيضًا، وهو واقع الحال بالنسبة إلى هذه الهجرة، التي أكّدت الدراسات الإحصائية أنها تشمل اختصاصات ذات تقنيات علمية رفيعة مثل الهندسة والطب والفيزياء».

                            إن الاستنتاج الذي وصل إليه الدكتور اللاوندي يبدو متناسبًا مع الأرقام، التي عرض لها، والتي تبدو مشيرة إلى فترة إجمالية ترجع إلى سنوات قليلة ماضية، وتقول: «إن 50% من إجمالي عدد الأطباء العرب قد تركوا بلادهم وهاجروا للعمل في أوربا الغربية والولايات المتحدة، كما تركها أيضًا نحو 52% من إجمالي عدد المهندسين، ونحو 20% من إجمالي عدد المتخصصين في العلوم التطبيقية.

                            وقد كشفت إحدى الدراسات أن عدد المهاجرين من أصحاب الكفاءات بلغ 230 ألفًا، هاجر 120 ألف شخص مؤهل منهم إلى الولايات المتحدة وكندا بين عامي 1961 و 1972. أما توزيع الاختصاصات المهاجرة في هذه الفترة، فهي كالتالي: بلغت نسبة المهندسين 46.27 %، والمختصين في العلوم الطبية 34.35 %، وعلماء الطبيعة 5.2 %، والمختصين في العلوم الإنسانية 3.7 %. وقدمت الدراسة بيانًا بالأرباح والخسائر الناجمة عن الهجرة «وفيه أن رأس المال الداخل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بفضل الهجرة إليها بلغ حوالي 30 بليون دولار بين عامي 1961 و 1972، ولسبب مماثل ربحت كندا بين عامي 1963 و 1972 نحو 10 بلايين دولار، وربحت بريطانيا 3.5 بليون دولار تقريبًا في الفترة بين عامي 1964 و 1972.

                            أما خسائر البلدان العربية من جراء هجرة أصحاب الكفاءات من أبنائها، فتقدر بنحو 400 مليون دولار سنويًا. هذه إحصائيات قبل أكثر من ثلاثين عامًا، فما بالنا اليوم؟!

                            هذا النزيف الذي تشكّله هجرة الأدمغة ليس معبرًا عن مجمل الخسائر العربية جراء الهجرة، فاليد العاملة العربية الموجودة بالفعل داخل المجموعة الأوربية فقط تقدر بما لا يقل عن خمسة ملايين عامل بمن فيهم الجيل الثاني الذي دخل سوق العمل بالفعل. وقد يقول قائل إن هذه الملايين الخمسة ليست من النخبة العقلية، التي تشكل خسارتها طرحًا كبيرًا من الرصيد العربي، وهذه زاوية نظر ليست صحيحة على الإطلاق، فهؤلاء معظمهم في عمر الشباب، عمر العطاء، وحتى لو كان عطاؤهم وقفًا على المجهود العضلي، فهم خسارة أكيدة، وخصمًا مما كان يمكن أن يعطوه لو أحسن توظيفهم فيما يجيدون تقديمه داخل بلدانهم.

                            وسواء تحدّثنا عن المهاجرين المتميزين الذين يشكلون نزيف الأدمغة، أو هؤلاء البسطاء الذين يشكّلون نزيف العضلات، فإن واجبنا يحتّم علينا الاجتهاد، إما لإيقاف هذا النزيف، أو على الأقل تحويله إلى قيمة مضافة لرصيد عالمنا العربي، وهذا ليس بالمستحيل.

                            تحاشي السلبيات.. تعظيم الإيجابيات

                            من المؤكد أن موضوع الاغتراب ليس شرًا كله، فثمة أوجه للخير فيه لو نظرنا إليه من زوايا مختلفة، فكثير من تدفقات المغتربين المالية تشد أزر بلدانهم وأهلهم في الأوطان الأم، كما أن نجاحاتهم تشكّل دعمًا معنويًا لهذه الأوطان وأبنائها، وبابًا للأمل في القدرة على النجاح والإنجاز والإبداع، وإشارة إلى ما يتعين علينا تقديمه لنحصل على نجاحات مشابهة داخل أوطاننا العربية. فضلاً عن البعد الثقافي في عملية الاغتراب، فمن المؤكد أن المغتربين العرب هم جسر لتكامل الثقافات من خلال ما يحملونه من إرث ثقافي عربي، وما يضيفونه من خلال اطلاعهم عن قرب على مصادر الثقافة في الغرب. لكن هذا ليس كل شيء نستطيع عمله في ساحة الاغتراب والمغتربين العرب، فهناك عنوانان كبيران يمكن أن يندرج تحتهما الجهد المطلوب للتعامل مع هذا النزيف المتشعب والدافق خارج الأرض العربية. العنوان الأول هو تحاشي السلبيات، والعنوان الثاني هو تعظيم الإيجابيات.

                            ففي مجال تحاشي السلبيات، يمكننا أن نلتفت إلى تجارب غيرنا، وهناك أمثلة عدة لآخرين أداروا ويديرون قضية الهجرة بموضوعية وبعد نظر عادا على أوطانهم الأم بالفائدة واستبعاد المخاطر والسلبيات، وأمامنا تجربة كل من كوريا والصين والهند، فقد بدأ الكوريون صعودهم بالتعامل مع قواهم العاملة القابلة للتصدير أو الهجرة المؤقتة وفق جداول واتفاقات توفر لهم أفضل الشروط في مهجرهم، وتحتفظ لهم بحاضنة في أوطانهم تعوضهم عن قسوة الاغتراب، وكذلك تفعل الصين الآن، أما الهند فهي تقدم للمهجر - سواء المؤقت أو الدائم - جيشًا من التقنيين بشروط ويقظة لا تغفل عن مشاريع التنمية داخل الهند نفسها. وفي كل هذه التجارب بدأت استراتيجية الاغتراب الجيد من داخل هذه البلدان نفسها، بتعليم جيد لهؤلاء المهاجرين، وتدريب عال يكفل لهم أماكن جيدة في سوق الهجرة. فتقليص سلبيات الهجرة العربية يبدأ من داخل أوطاننا العربية نفسها.

                            لكن التعليم الجيد والتدريب التقني الرفيع ليسا كل شيء، فالاغتراب الجيد - إن صحت التسمية - يتطلب تأهيلاً ثقافيًا، ولو في الحدود الدنيا، لفلسفة التعايش واحترام الاختلاف، ومراعاة تقاليد بلاد الاغتراب في الحدود القانونية والأخلاقية المقبولة.

                            أما تعظيم إيجابيات الاغتراب، فهي تنصب على هؤلاء العرب المغتربين الذين استقروا في بلاد الاغتراب المختلفة، بإقامة نوع من الجسور بينهم وبين أوطانهم الأم للاستفادة من الخبرات المتقدمة، التي اكتسبوها في مهاجرهم المتقدمة، ولإرواء نوازع الحنين إلى الجذور التي تجعل حيواتهم في بلاد الاغتراب أكثر توازنا. وحسنًا فعلت وتفعل بعض البلدان العربية بإقامة مؤتمرات علمية وثقافية للمغتربين في أوطانهم الأم، كما أن إنشاء وزارات عربية تعنى بشئون المغتربين العرب، لهي من العلامات المطمئنة على أن هناك مَن بدأ يعي قيمة الثروة الإنسانية والعلمية، التي يشكّلها عرب المهجر الجديد خاصة النابهين منهم، وهم كثر وتهفو أفئدتهم لخدمة أوطان جذورهم، وليس هذا وقفًا على مغتربي الجيل الأول الذين هاجروا يافعين، فهناك مؤشرات تؤكد أن الحنين للجذور يمتد أيضًا في أبناء المغتربين من الأجيال التالية على الرغم من مولدهم ونشأتهم في المهجر.

                            يبقى أن كل هذه الاقتراحات - سلبيات الاغتراب وتنظيم إيجابياته - هي مجرد خطوط عامة، يمكن أن يضاف إليها الكثير، فقضية الاغتراب العربي الجديد لم تعد ظاهرة محدودة، بل هي متسعة ومتفاقمة الاتساع، ولم يعد ممكنًا أخلاقيًا وعمليًا تركها وشأنها في بحار متلاطمة، وبلا ضفاف.


                            سليمان إبراهيم العسكري

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                              • May 2006
                              • 5732

                              #15
                              [align=justify]أخي الكريم الأستاذ محمد زعل السلوم،

                              مقالة في الصميم أشكرك على نشرها. في الحقيقة إن هجرة العقول وهجرة اليد العاملة توازيها هجرة المال أيضا أو تهريبه إلى الخارج حماية له من الفساد ومافيا العسكر.

                              تخسر البلاد العربية من جراء هجرة العقول أكثر مما جاء في المقال. ولا سبيل للحد من النزيف إلا بإصلاح النظام السياسي والاقتصادي العربي من الأساس. وما سوى ذلك من اقتراحات لا قيمة له.

                              وتحية طيبة.[/align]

                              تعليق

                              يعمل...