الإسلام الذى أهملناه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Dr-A-K-Mazhar
    ملاح
    • Nov 2007
    • 1858

    الإسلام الذى أهملناه

    الإسلام الذى أهملناه


    الإسلام دين عظيم ، ولكننا أهملناه كثيراً ،وتركنا معناه واكتفينا بالأقوال والمواعظ والشكليات منه ، وهذه دعوة لنعمل معاًلإعادة المعنى له ، كما كان أيام الرسول و خلافته الراشدة.

    <O
    الدين الإسلامى الحقيقى يتعامل مع الإنسان كمنظومة متكاملة من نفس وروح وجسد وفكر وقلب. ولكن فى عصرنا الحالى، عصر التهافت على الإنتاج الإستهلاكى والبضائع والسوق ، تغير مفهومالدين ، وتحول إلى كلمات وعبارات تتعامل مع الإنسان ليس كمنظومة متكاملة بل كأجزاءمنفصلة ليس لها علاقة بعضها ببعض. الدين فى حياة الشعوب العربية مهم للغاية، ولكن الكثير من المفاهيم الدينية والسلوكيات تحتاج إلى مراجعات كثيرة ، من أجل البناء الصحى المتوازن.<O

    الأهداف الأساسية للدين الإسلامى هى التوحيد وما يتبعه من معانى الألوهية والربوبية ، وتزكية النفس (النماء الإنسانى للفرد والجماعة) وتطبيق ذلك فى عمارة الأرض. و لقد حدث خلل شديد فى التعليم الدينى وفى الخطاب الدينى وفى السلوك بحيث فقد الدين معناه وأهدافه، وتركز على شكليات وعبارات تقال وتُكرر.<O

    أصبح توحيد الله قولاً فقط بلا إنعكاس حقيقى على حياة الغالبية التى تقوله، وأهمل المتدين الكثير من مضامينه التى ترقى بالإنسان لغة و روحاً وسلوكاً و أعمالاً. لقد أصبح من الصعوبة بمكان أن نرى إنعكاسات الإيمان والتدبر و التفكر وارتباطها بالعمل على عمارة الارض(للهندسة والعلوم دور كبير فى عمارة الأرض) ، وتنمية النفس البشرية وحل مشاكل الخلق.<O

    لقد أعطانا القرآن صوراً من أنواع النفوس: النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس الراضية المرضية. والسؤال هو: هل السلوك الدينى السائد الآن تخطى بالناس مرحلة النفس الأمارة بالسوء إلى حالة النفس اللوامة التى تحاسب نفسها؟ لذلك فمن أهم أسس النهضة بناء الإنسان ، وهذا البناء يعيد الدين إلى وضعه الإيجابى و الطبيعى…إلى معناه الحقيقى...إلى وظيفته كعنصر قوة فى الحياة ، وطاقة فى العمل والإنتاج المفيد ، وتبعد الدين عن الشكليات والجدال و رص العبارات ، وتذكرنا بمعناه الأصيل الذى تاه فى زحمة الأحداث والتسويق ، وتشوه تحت ضخ الإعلانات التجارية وإنتشار الفن الهابط، وتسطح تحت تأثيرالثقافة المتردية وتقليد الغرب. وأهتم كثيراً من أبناء العروبة بإتهام وسب الأشخاص ، كعلاج لحالتنا ، مع عدم الإلتزام بمنهج الرسول فى التعامل مع الآخر. و أهتم المثقف بالقص و اللصق والنقل من هنا و هناك و الاجترار و تدوير الأفكار و الآراء. و أنشغل البعض من الكتاب بالتبعية لقلة من أسماء كُتاب و مفكرين فى عالم الفكر والثقافة .
    <O
    ووضعنا الراهن ضعف فيه تأثير العربى و المسلم على مايحدث حوله فى وطنه وفى العالم ، وإنبهاره بالغرب وتقليده مع سب الغرب فى نفس الوقت الذى يمتدح فيه نفسه، فى هذا الجو غير الصحى إستسلم العديد من العرب و المسلمين إلى ردود الفعل الكلامية والخطابية ، دون العمل على تحقيق المعنى الإيجابى للدين.<O

    الدين طاقة إيجابية خلاقة وليس هو التجهم أو الإنعزال أوالتمسك بالعبارات وتكرارها فى كل مناسبه ، دون ربط الإيمان بالعمل. لقدنسى المتكلمون بإسم الدين دورهم فى تنمية النفس البشرية، ودورهم فى إنتاج العلم بدلاً من الكلام عنه. نسمع عن العلم و الإعجاز العلمى كثيراً فى العالم العربى ، مقالات وأقوال وكتابات ومحاضرات وخطب ، ولكننا لانراه فى حياتنا ولا فى مدارسنا وجامعاتنا ولا فى معاهد الأبحاث، ولا فى مؤسساتنا التشريعيه والتنفيذية، العلم عندنا للإستهلاك المحلى كلاماً ، ونقلاً و تكراراً و تدويراً، وقصاً ولصقاً من ترجمات نستوردها ولا ننتجها، وهى فى أحيان كثيرة ترجمات لمؤلفات قديمة فاقدة الصلاحية العلمية المعاصرة تنظيراً وتطبيقاً.<O

    ولقد أهمل كثير من الناس معانى الأخوة والكفالة والحب فى الله، و تمسك أخرون ببعض الأحكام الفقهية دون فهم مهمة الأحكام الفقهية لحل مشاكل الناس الحياتية ، وليس تعقيدها وتحويل الكثير إلى محرمات ، و التعثير بدلا من التيسير ، وتحويل الإباحة كأصل ، والتحريم كإستثاء إلى أن الأصل هو التحريم و الاستثناء هو الإباحة ، ، وبدلا من بشروا ولا تنفروا إلى نفروا ولا تبشروا ، فتحولت العديد من مفاهيم الدين الإيجابية والعملية إلى مناظرات كلامية وجدال عقيم بلا عمل ولا علم مفيد. وتحول الدفاع عن الإسلام إلى كلام فى كلام وغثاء سيل وظواهر صوتية ، وسب وإتهامات وجدل لا يسمن ولا يغنى من جوع. وأصبحت التربية الدينية لا تربى، وتغيرمفهوم التربية إلى محاضرات فى التربية تلقى وليس إلى سلوك يُتبع ، لقد تاه معنى التربية الدينية ايضا.<O

    لذلك لابد من وجود مشروعات للبناء تعيد المعنى إلى الدين وإلى التربية الدينية كسلوك وليس أشكال ومقالات وخطب ووعظ. وبناء الإنسان العربى لايتم دون أن نعيد المعنى إلى الفقه كأداة للفهم، وإعادة المعنى للعلم كأداة لحل المشاكل ، فليس العلم هوالكلام والخطب والمقالات عن العلم ، وصدق رسول الله (صلى الله عيله وسلم)الذى قال:

    اللهم إنى أعوذ بك من هؤلاء الأربع....

    <O
    -- قلب لا يخشع<O
    -- وعين لاتدمع<O
    -- و علم لا ينفع<O
    -- و دعاء لا يُرفع (أو دعوة لا يستجاب له).
    <O
    <O
    وبناءعلى ذلك أعتقد أن ما أهملناه إسلامياً فى بناء الإنسان بعدين:

    00- بعد إسلامى للإرشاد والتوجيه والهداية إلى ما يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد والألوهية والربوبية على الحياة)<O

    00- بعد علمى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية و دحر الظلم و زرع العدالة, وعمارة الأرض ، وبذلك يمكن أن يتحقق مفهوم الإستخلاف على الأرض.<O

    <O
    وتحياتى العطرة<O
    عبدالحميد<O
  • Dr-A-K-Mazhar
    ملاح
    • Nov 2007
    • 1858

    #2
    مرت على المسلم فترات لم يستطع خلالها أن يطبق المفهوم الإيجابى للإسلام ببعديه<O....

    00- بعد عقدى لبناء المسلم إيمانياً و نفسياً وعقلياً، بُعد للهداية يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد على الحياة) و الإرشاد والتوجيه للتطبيق

    00- بعد علمى تطبيقى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية , وعمارة الأرض و تحقيق مفهوم الإستخلاف.<O

    ولكن حدث أن انفصل التطبيق عن النظر و الإيمان عن العمل ، وتحول المسلم فى غالب الأحوال إلى ظاهرة صوتية تنقل وتقص و تلصق أقوال و أقوال ، وتتصور أن كل ما يُنقل و يقال له فاعلية سحرية تحل كل مشاكل المسلم فى الحياة و تطبق قيم الإسلام و تشريعاته مباشرة بطريقة سحرية لا تعتمد إلا على نقل النصوص والأقوال.

    وانتشرت هذه الحالة من عدم اهتمام المسلم بالتطبيق وحل إشكاليات الحياة ، والتركيز على تكرار قال زيد وقال عبيد و قال الشيخ وقال الإمام وقال العالم و قال الداعية وقال الفقيه وقال.... وقال.... من أهل الإسلام وعدم الإكتفاء بذلك ومن ثم التوجه والبحث فى أقوال غير المسلمين و نقل مدحهم للإسلام ، ونقل ما جاء من كُتاب الغرب المنصفين عن الإسلام ، ....وقال فلان....وقال علان ، وقال ...وقال....<O

    وكأن هناك قوة سحرية فى الأقوال وبمجرد نقل الأقوال تُحل المشاكل ، وندافع بالأقوال على الإسلام ، و تُطبق التشريعات وتتحقق قيم الإسلام آلياً بمجرد نقل الأقوال وتكرار القص واللصق ، و....رفع الصوت و الجدال.


    (يتبع)

    تعليق

    • Dr-A-K-Mazhar
      ملاح
      • Nov 2007
      • 1858

      #3
      المتأمل لما جرى فى القرون الأخيرة فى بلادنا ينزعج بشدة لإنفصال تأثير الناس وقادة الفكر وعلماء الدين و النخب على الحياة ، وعدم القدرة على تحويل الأفكار إلى أفعال و الاكتفاء بالأقوال، و كأنه بمجرد ذكر الأقوال تتغير الأحوال!!!


      وبعض الأسئلة تتركنا فى حيرة من أمرنا...
      <O


      00- لماذا ضعفت القدرة على ربط الكلام و الألفاظ والنظريات بالحياة؟<O
      00- لماذا عجزنا عن تحقيق القيم التى تتكرر كثيراً فى كتابات من يكتب؟<O
      00- و لماذا تخلف التطبيق و اكتفينا بنقل وتدوير و تكرار و اجترار الأقوال والقص واللصق<O
      00- و أين إرادة التغيير؟<O
      00- ومن هو صاحب القرار فى التغيير و التطبيق؟<O


      ربما ما يحدث فى بلادنا حالياً يؤدى إلى فهم لتطبيق الأفكار والتدرب على معرفة كيف يمكن تحويل الأفكار إلى أفعال.

      (يتبع)

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1858

        #4
        ربما ما أكتبه هنا من طموحات الخيال ، ولكننى اعتقد أنه لو صحت النية و تكاتفت الإرادات فى المجتمع فى دولة ما ، فأنه يمكن إعادة بناء الإنسان العربى اعتماداً على البعدين السابق ذكرهما....

        <O
        00- بعد عقدى لبناء المسلم إيمانياً و نفسياً وعقلياً، بُعد للهداية يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد على الحياة) و الإرشاد والتوجيه للتطبيق<O
        <O
        00- بعد علمى تطبيقى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية , وعمارة الأرض و تحقيق مفهوم الإستخلاف. <O
        <O


        ولكن هناك عدة اشكاليات فى تطبيق هذا الكلام منها....<O

        <O


        <O

        إشكالية و معضلة ضعف القدرة على نقل الأفكار إلى أعمال ، و تأخر تطبيق ما يُكتب عن القيم إلى سلوك حقيقى ، و الانشغال بنقل أرصدتنا الدينية و الحضارية والثقافية من كتب إلى كتب ، ومن مقالات إلى مقالات ، ومن سطور لسطور مع تغيير الأحبار ، ومن رفوف مكتبات إلى رفوف أخرى ، ومن مقالات لأشرطة صوتية ، و انتشار النقل والقص واللصق ، وتمكن الجدل البيزنطى واللاحوار تحت مسمى "النقاش" ، وانتشار الظاهرة الصوتية بدخول الانترنت للبيوت ، والاكتفاء بحروب الألسنة من وراء شاشات الحاسوب ، و.....<O
        كل هذا يُلح على العقل بطرح هذه الإشكالية على بساط البحث لمعرفة أين الخلل ، وما المخرج العلمى-العملى و المتأصل فكرياً للربط بين<O.....
        <O
        00- الإيمان والعمل<O
        00- الفكر و الحياة<O
        00- الأرض والسماء<O
        00- التنظير والتطبيق<O

        وتحياتى <O

        <O


        (يتبع)<O

        تعليق

        • Dr-A-K-Mazhar
          ملاح
          • Nov 2007
          • 1858

          #5
          عودة

          تعليق

          يعمل...
          X