الدنيا لا تتجاهل فلسطين بحماسها وفتحها فقط بل تدافع عن إسرائيل وتؤيدها.. لسبب بسيط جدا.. أن إسرائيل تعرض قضيتها بطريقة مقنعة للغرب وتخاطب العقول ونحن لا نعرف حتى اليوم ومنذ أكثر من خمسين عاما كيف نعرض قضايانا العربية.. ونشكو ونصرخ من ظلم الدنيا لنا.. بينما الحقيقة أننا نظلم أنفسنا ولا نعرف كيف نقدم قضايانا للعالم وبالتالى فهو يعرض عنا.. حتى جاءت حماس للقيادة فزادت الطين بلة..
خاطبت الدنيا بطريقتها وبعقليتها المرفوضة من كل الدنيا بما فيها حكومات وشعوب العرب.. لأنها تتكلم بلهجة سنة 48 ولاتعترف بأى واقع حولها حتى القمة العربية لاتعرفها.. وحتى أوسلو التى تجلس فى الحكم بموجبه لا تعترف به وإنما عادت للصفر.. وأخذت تصرخ التجويع والتركيع والكفاح.. القسام.. الحجارة..وخلافه من كل الكلمات البالية التى انتهى عمرها الافتراضى بما فيه الكيل بمكيالين.. واشمعنى إسرائيل. وزادت ما يسمى بالفصائل المقاومة أو المقاتلين الأشاوس المغاوير الذين صدقناهم بينما كل بياناتهم مبالغ فيها.. وأنا معاصر للقضية الفدائية ومن مواليد القضية الفلسطينية وشاركت فى بعض عملياتها واندمجت معهم فى معسكراتهم.. الكذب والمبالغة هما القاسم المشترك الأعظم فى كل بياناتهم.. وكل فصيلة تعمل لحساب دولة وانعكست الخلافات العربية عليهم ويكرهون بعضهم البعض كراهية التحريم.. ويصرخون فقط على الأطفال والنساء والشيوخ والتدمير والحرائق.. لماذا.. لسبب بسيط جدا.. أنهم لايعرفون الكلام وإقناع دول العالم أو المجتمع الدولى.. بل إنهم أحيانا لا يعترفون بالمجتمع الدولى ثم يطلبون منه رواتب الموظفين والعلاج.. وإنقاذهم من الظلام والمرض ولاينسون تأكيد ذلك بأنهم منتصرون.. كيف يقنعون أنفسهم بذلك. هذا حدث ليس فى فلسطين بل مع المسلمين فكلما اتهمنا العالم بالإرهاب قلنا لأنفسنا «أصلنا مش عارفين نقنعهم بسلام الإسلام والمسلمين».. نحن نخاطب أنفسنا ونقنع أنفسنا فقط.. ولا نتحرك خطوة واحدة للأمام.. ونكذب على أنفسنا بأننا انتصرنا .. حتى عندما جاء نجادى ليلقى بإسرائيل فى البحر ويعيد قضايا المحرقة، وينادى أنه رجل ذرى تشعلقنا فيه وانتظرنا منه التعليمات التى تأتى عن طريق سوريا وحزب الله وحماس ثم ننادى على العالم أن ينقذنا من الدبابات الإسرائيلية ونصرخ لأن العالم يؤيد إسرائيل وهى تعذبنا عذابا يوميا.. ونكرر نفس الجمل والهتافات والصرخات التى نقولها من 48 من بداية الأزمة الفلسطينية، حتى دعوات المصلين على اليهود لم تتغير.
من يصدق أن قتل ثلاثة عساكر وخطف «جلعاد شليط» أن هذا نصر مبين وأن اسم العملية «الوهم المتبدد» أليس هذا وهما فى عقولنا نحن، وكيف نقنع أنفسنا بالوهم المتبدد، و.. لأننا انتصرنا وخطفنا جنديا اسمه جلعاد، من قال أن هذا نصر مبين.. وهل كانت حكومة هنية تعرف بالعملية وتحاول أن تورط الغرب معها ولا تعرف رد الفعل وحجمه. ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد وما تفسير ذلك منطقيا وعقليا وليس عاطفيا.. بالنسبة لفلسطين وبالنسبة لإسرائيل التى أعلنت من أيام بن جوريون 48 استراتيجية فرض السلام بالقوة على العرب.
بالنسبة لإسرائيل.. قدمت مجموعة «الوهم المتبدد» ودون علم حماس!! أو بعلمها وبتعليمات من إيران عن طريق الخط المفتوح.. هل عرفت فلسطين وقيادتها شخصية أولمرت أم أنها تعطيه الفرصة ليقدم نفسه لهم وللعالم أنه خليفة شارون وأعنف وأقوى وأشد من شارون.. وأن وزير حربيته دخل امتحانا مبكرا ليستعرض قوته العسكرية ويكسر «ويبرطع» فى غزة بكل قوته العسكرية ويقول لشعبه الإسرائيلى أنه قادر على حماية كل فرد فى إسرائيل.. وأنه يستطيع أن يشن حربا من أجل جلعاد شليط الذى لا يساوى شيئا فى تاريخ إسرائيل، لكن العسكرية الإسرائيلية تريد أن تذكر العرب بقوتها وجبروتها وتخوف سوريا وتنكشها.. وربما تقيم حربا جديدة لأن العرب لن يرضوا بضرب سوريا، ونذكر أن حرب 67 قامت نتيجة «وهم» اسمه حشود إسرائيلية على سوريا دفعت مصر لحشد جيشها على سيناء لإنقاذها وبدأت الحرب.. التى حددت زمنها إسرائيل وجهزت لها.. واستعدت لها.. لتفرض السلام بالقوة كاستراتيجية ثابتة لها. السؤال.. هل يخضع أولمرت لإنذارات المقاومة.. هل يسلم الأسرى القدامى.. أو الوزراء وأعضاء المجلس التشريعى.. أم أخذته عزة العسكرية التى لا ترحم.. والكبرياء والجبروت اللذان يمنعانه من المفاوضة مع المقاومة، بوش فعلها وحارب سنوات متواصلة ضد أفغانستان والعراق منذ تفجير المركز التجارى وحتى اليوم تحت مسمى حرب الإرهاب ولأنه لن يفاوضهم.. وأنور السادات فعلها مع الفلسطينيين عندما خطفوا طائرة يوسف السباعى الشهيرة والتى خطفها الأشقاء ليذلوا مصر السادات.. وأعطى السادات أوامر للجمسى ونبيل شكرى بإعادتها مهما كلفنا الأمر.. وجابت مطارات العالم حتى حطت فى لارناكا.. هناك هجم عليها اللواء البطل نبيل شكرى واستسلم الخاطفون ورفعوا العلم الأبيض لكن القوات القبرصية تدخلت وضربت نبيل شكرى فى ظهره.
فالقضية قضية دولة وجيش قوى وأطفال يلعبون بالنار.. إذا انتصر الأطفال فإنهم سيكررونها كما قال السادات ولكن مطاردتهم أوقفت هذا التيار. ولا فرق هنا بين أولمرت والسادات أو بوش، فالموقف موقف دولة أمام جماعة مقاومة أو إرهابية.. لابد أن تنتصر الدولة. والعجيب أن سوريا الشقيقة والحبيبة لعبت دورا كبيرا فى حرب 67 وهى تلعب اليوم دورا مهما مع «الوهم المتبدد»، وإذا كانت قد جرت مصر سيناء فى 67 فإنها اليوم يمكن أن تجر إيران نجادى الذى يميل للسياسة الخطابية الاستعراضية والعنترية العسكرية وتضرب مفاعلها الذرى وتخلص الغرب من أزمته مع الذرية الإيرانية. ترى كم تساوى إسرائيل إذن بالنسبة للغرب ولماذا لا يدافع عنها ويدعمها وهى خط الدفاع الأول عنه فى المنطقة.. لا أحد يدرى ما فى جعبة إسرائيل أو أمريكا. أو فلسطين.. أو سوريا أو إيران، فالأحداث تجرنا إلى المجهول الذى لا نعرفه ولا نريده. وأتذكر هنا أن إسرائيل لم تحشد أى قوات على حدود سوريا وهذا كلام قيل فى محاكمة شمس بدران.. الذى قال بالحرف وسمعته بأذنى أنا بعثت فوزى - يقصد الفريق فوزى - وطار بطائرته حتى كاد يلامس الأرض ولم ير أى حشود عسكرية إسرائيلية على حدود سوريا. وهذا ليس اتهاما لسوريا وإنما دراسة مقارنة لما حدث وتوقع ما يمكن أن يحدث لضرب المفاعل الذرى الإيرانى.. وأتمنى أن أكون مخطئا.. وأنى أعيش الوهم المتبدد مع الفلسطينيين. ؟ بالنسبة لفلسطين.. والوهم المتبدد.. وأمطار الصيف.. إلى متى الصراخ على العالم.. ولماذا نتعجب لو تجاهلت الحكومات والشعوب العربية لنداءاتها.. حتى نكون مخلصين فى كلامنا عنهم فإننا نترك العواطف جانبا ونخاطب عقولنا وعقولهم ونخاطبهم بنفس خطاب إسرائيل مع الغرب.. واسمحوا لى أن أسأل هل توجد دولة عربية لم تنكو بنار الفلسطينيين.. آسف لم يؤذها الفلسطينيون.. هل ينسى الخليج ما فعله الإخوة مع صدام أثناء الغزو.. هل تتحمل دول العرب مشاكل شعوبهم أو مشاكل فلسطين التى يئسوا من حلها وتحملوا كل أنواع الضغوط من أجلهم.. هل ينسى العرب أن لكل دولة منهم فصيلة تعمل باسمها وتتسلح بسلاحها، هل توافق أى دولة عربية على أسلوب الفصائل المسلحة التى أصبحت تخوف العرب أكثر مما تخوف إسرائيل.. أن حكومة حماس لا توافق على مقررات قمة العرب.. فماذا يفعلون.. غير العواطف والمحاولات الدبلوماسية والتهدئة.. العاطفية.. هل هناك أى دولة مستعدة للقتال من أجلهم.. أو التضحية أو غيرها من كل الألفاظ الغليظة التى يتناولها الفلسطينيون دائما.. أو يتعاطونها إلى الأبد مهما تأكدوا من فسادها.. أليس الوهم المتبدد هو نوع من شيلوه من فوقى لاضربه.. أو «أنا بهدلته وقطعت له زرار القميص» أليس ذلك جزءا من استراتيجية أطفال الحجارة التى صفقنا لها لأنها هزمت الدبابات.. أين عقولنا.. وخططنا المنطقية.. متى ينتهى أسلوب الخطب الحماسية الاستكبارية التى تنتهج سياسة الكلام والخيال وتبعد عن الواقع.. الإخوة الفلسطينيون أخطاؤكم كثيرة فى حق جميع الدول العربية وكلها فى المخزون العقلى للقيادة.. وكلها تنعكس على القرار العربى.
العرب كل العرب عرفوا ووعوا وفهموا «رحم الله امرءا عرف قدر نفسه» فمتى تعرفها حماس ومتى تعرف و«أعدوا لهم ما استطعتم من قوة» وأن القوة لابد أن تكون متكافئة.. مساوية للأخرى، وليست قوة تحمل الضربات والصرخات من النساء والأطفال ثم التحدث عن النصر والوهم المتبدد فى مواجهة جحافل جيوش لا نهاية لها. القوة اقتصادية مدنية مالية علمية ثقافية وأخيرا قوة تحمل التعذيب الإسرائيلى للشعب الفلسطينى وهى أضعف أنواع القوة.. لأنها كلامية وينفيها ما نراه على الشاشة فى الجنازات.. دائما الشهيد الحى.. وهو نفس أسلوب صدام مع نساء العراق عندما كان أبناؤهن يموتون فى حرب إيران فيكتب الأب على بيته قدمنا 9 شهداء وباقى واحد.. وتأمر السيدة منال يونس مسئولة المرأة فى حزب البعث نساء البيت أن يضحكن ويقدمن الشربات لنا نحن الصحفيين، وتفرح الأم وهى تقول ابنى مع الحور العين فى الجنة، ولكل منهم سبعون امرأة من الحور العين.. فقلت لها: يا سيدتى العزيزة: لماذا نفسر كل معاركنا تفسيرا جنسيا، وإذا كان الرجل سيفوز بسبعين امرأة من الحور العين فبماذا ستفوز الفدائية التى قدمت نفسها للموت، وبماذا ستفوز الأم التى قدمت تسعة من أبنائها
خاطبت الدنيا بطريقتها وبعقليتها المرفوضة من كل الدنيا بما فيها حكومات وشعوب العرب.. لأنها تتكلم بلهجة سنة 48 ولاتعترف بأى واقع حولها حتى القمة العربية لاتعرفها.. وحتى أوسلو التى تجلس فى الحكم بموجبه لا تعترف به وإنما عادت للصفر.. وأخذت تصرخ التجويع والتركيع والكفاح.. القسام.. الحجارة..وخلافه من كل الكلمات البالية التى انتهى عمرها الافتراضى بما فيه الكيل بمكيالين.. واشمعنى إسرائيل. وزادت ما يسمى بالفصائل المقاومة أو المقاتلين الأشاوس المغاوير الذين صدقناهم بينما كل بياناتهم مبالغ فيها.. وأنا معاصر للقضية الفدائية ومن مواليد القضية الفلسطينية وشاركت فى بعض عملياتها واندمجت معهم فى معسكراتهم.. الكذب والمبالغة هما القاسم المشترك الأعظم فى كل بياناتهم.. وكل فصيلة تعمل لحساب دولة وانعكست الخلافات العربية عليهم ويكرهون بعضهم البعض كراهية التحريم.. ويصرخون فقط على الأطفال والنساء والشيوخ والتدمير والحرائق.. لماذا.. لسبب بسيط جدا.. أنهم لايعرفون الكلام وإقناع دول العالم أو المجتمع الدولى.. بل إنهم أحيانا لا يعترفون بالمجتمع الدولى ثم يطلبون منه رواتب الموظفين والعلاج.. وإنقاذهم من الظلام والمرض ولاينسون تأكيد ذلك بأنهم منتصرون.. كيف يقنعون أنفسهم بذلك. هذا حدث ليس فى فلسطين بل مع المسلمين فكلما اتهمنا العالم بالإرهاب قلنا لأنفسنا «أصلنا مش عارفين نقنعهم بسلام الإسلام والمسلمين».. نحن نخاطب أنفسنا ونقنع أنفسنا فقط.. ولا نتحرك خطوة واحدة للأمام.. ونكذب على أنفسنا بأننا انتصرنا .. حتى عندما جاء نجادى ليلقى بإسرائيل فى البحر ويعيد قضايا المحرقة، وينادى أنه رجل ذرى تشعلقنا فيه وانتظرنا منه التعليمات التى تأتى عن طريق سوريا وحزب الله وحماس ثم ننادى على العالم أن ينقذنا من الدبابات الإسرائيلية ونصرخ لأن العالم يؤيد إسرائيل وهى تعذبنا عذابا يوميا.. ونكرر نفس الجمل والهتافات والصرخات التى نقولها من 48 من بداية الأزمة الفلسطينية، حتى دعوات المصلين على اليهود لم تتغير.
من يصدق أن قتل ثلاثة عساكر وخطف «جلعاد شليط» أن هذا نصر مبين وأن اسم العملية «الوهم المتبدد» أليس هذا وهما فى عقولنا نحن، وكيف نقنع أنفسنا بالوهم المتبدد، و.. لأننا انتصرنا وخطفنا جنديا اسمه جلعاد، من قال أن هذا نصر مبين.. وهل كانت حكومة هنية تعرف بالعملية وتحاول أن تورط الغرب معها ولا تعرف رد الفعل وحجمه. ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد وما تفسير ذلك منطقيا وعقليا وليس عاطفيا.. بالنسبة لفلسطين وبالنسبة لإسرائيل التى أعلنت من أيام بن جوريون 48 استراتيجية فرض السلام بالقوة على العرب.
بالنسبة لإسرائيل.. قدمت مجموعة «الوهم المتبدد» ودون علم حماس!! أو بعلمها وبتعليمات من إيران عن طريق الخط المفتوح.. هل عرفت فلسطين وقيادتها شخصية أولمرت أم أنها تعطيه الفرصة ليقدم نفسه لهم وللعالم أنه خليفة شارون وأعنف وأقوى وأشد من شارون.. وأن وزير حربيته دخل امتحانا مبكرا ليستعرض قوته العسكرية ويكسر «ويبرطع» فى غزة بكل قوته العسكرية ويقول لشعبه الإسرائيلى أنه قادر على حماية كل فرد فى إسرائيل.. وأنه يستطيع أن يشن حربا من أجل جلعاد شليط الذى لا يساوى شيئا فى تاريخ إسرائيل، لكن العسكرية الإسرائيلية تريد أن تذكر العرب بقوتها وجبروتها وتخوف سوريا وتنكشها.. وربما تقيم حربا جديدة لأن العرب لن يرضوا بضرب سوريا، ونذكر أن حرب 67 قامت نتيجة «وهم» اسمه حشود إسرائيلية على سوريا دفعت مصر لحشد جيشها على سيناء لإنقاذها وبدأت الحرب.. التى حددت زمنها إسرائيل وجهزت لها.. واستعدت لها.. لتفرض السلام بالقوة كاستراتيجية ثابتة لها. السؤال.. هل يخضع أولمرت لإنذارات المقاومة.. هل يسلم الأسرى القدامى.. أو الوزراء وأعضاء المجلس التشريعى.. أم أخذته عزة العسكرية التى لا ترحم.. والكبرياء والجبروت اللذان يمنعانه من المفاوضة مع المقاومة، بوش فعلها وحارب سنوات متواصلة ضد أفغانستان والعراق منذ تفجير المركز التجارى وحتى اليوم تحت مسمى حرب الإرهاب ولأنه لن يفاوضهم.. وأنور السادات فعلها مع الفلسطينيين عندما خطفوا طائرة يوسف السباعى الشهيرة والتى خطفها الأشقاء ليذلوا مصر السادات.. وأعطى السادات أوامر للجمسى ونبيل شكرى بإعادتها مهما كلفنا الأمر.. وجابت مطارات العالم حتى حطت فى لارناكا.. هناك هجم عليها اللواء البطل نبيل شكرى واستسلم الخاطفون ورفعوا العلم الأبيض لكن القوات القبرصية تدخلت وضربت نبيل شكرى فى ظهره.
فالقضية قضية دولة وجيش قوى وأطفال يلعبون بالنار.. إذا انتصر الأطفال فإنهم سيكررونها كما قال السادات ولكن مطاردتهم أوقفت هذا التيار. ولا فرق هنا بين أولمرت والسادات أو بوش، فالموقف موقف دولة أمام جماعة مقاومة أو إرهابية.. لابد أن تنتصر الدولة. والعجيب أن سوريا الشقيقة والحبيبة لعبت دورا كبيرا فى حرب 67 وهى تلعب اليوم دورا مهما مع «الوهم المتبدد»، وإذا كانت قد جرت مصر سيناء فى 67 فإنها اليوم يمكن أن تجر إيران نجادى الذى يميل للسياسة الخطابية الاستعراضية والعنترية العسكرية وتضرب مفاعلها الذرى وتخلص الغرب من أزمته مع الذرية الإيرانية. ترى كم تساوى إسرائيل إذن بالنسبة للغرب ولماذا لا يدافع عنها ويدعمها وهى خط الدفاع الأول عنه فى المنطقة.. لا أحد يدرى ما فى جعبة إسرائيل أو أمريكا. أو فلسطين.. أو سوريا أو إيران، فالأحداث تجرنا إلى المجهول الذى لا نعرفه ولا نريده. وأتذكر هنا أن إسرائيل لم تحشد أى قوات على حدود سوريا وهذا كلام قيل فى محاكمة شمس بدران.. الذى قال بالحرف وسمعته بأذنى أنا بعثت فوزى - يقصد الفريق فوزى - وطار بطائرته حتى كاد يلامس الأرض ولم ير أى حشود عسكرية إسرائيلية على حدود سوريا. وهذا ليس اتهاما لسوريا وإنما دراسة مقارنة لما حدث وتوقع ما يمكن أن يحدث لضرب المفاعل الذرى الإيرانى.. وأتمنى أن أكون مخطئا.. وأنى أعيش الوهم المتبدد مع الفلسطينيين. ؟ بالنسبة لفلسطين.. والوهم المتبدد.. وأمطار الصيف.. إلى متى الصراخ على العالم.. ولماذا نتعجب لو تجاهلت الحكومات والشعوب العربية لنداءاتها.. حتى نكون مخلصين فى كلامنا عنهم فإننا نترك العواطف جانبا ونخاطب عقولنا وعقولهم ونخاطبهم بنفس خطاب إسرائيل مع الغرب.. واسمحوا لى أن أسأل هل توجد دولة عربية لم تنكو بنار الفلسطينيين.. آسف لم يؤذها الفلسطينيون.. هل ينسى الخليج ما فعله الإخوة مع صدام أثناء الغزو.. هل تتحمل دول العرب مشاكل شعوبهم أو مشاكل فلسطين التى يئسوا من حلها وتحملوا كل أنواع الضغوط من أجلهم.. هل ينسى العرب أن لكل دولة منهم فصيلة تعمل باسمها وتتسلح بسلاحها، هل توافق أى دولة عربية على أسلوب الفصائل المسلحة التى أصبحت تخوف العرب أكثر مما تخوف إسرائيل.. أن حكومة حماس لا توافق على مقررات قمة العرب.. فماذا يفعلون.. غير العواطف والمحاولات الدبلوماسية والتهدئة.. العاطفية.. هل هناك أى دولة مستعدة للقتال من أجلهم.. أو التضحية أو غيرها من كل الألفاظ الغليظة التى يتناولها الفلسطينيون دائما.. أو يتعاطونها إلى الأبد مهما تأكدوا من فسادها.. أليس الوهم المتبدد هو نوع من شيلوه من فوقى لاضربه.. أو «أنا بهدلته وقطعت له زرار القميص» أليس ذلك جزءا من استراتيجية أطفال الحجارة التى صفقنا لها لأنها هزمت الدبابات.. أين عقولنا.. وخططنا المنطقية.. متى ينتهى أسلوب الخطب الحماسية الاستكبارية التى تنتهج سياسة الكلام والخيال وتبعد عن الواقع.. الإخوة الفلسطينيون أخطاؤكم كثيرة فى حق جميع الدول العربية وكلها فى المخزون العقلى للقيادة.. وكلها تنعكس على القرار العربى.
العرب كل العرب عرفوا ووعوا وفهموا «رحم الله امرءا عرف قدر نفسه» فمتى تعرفها حماس ومتى تعرف و«أعدوا لهم ما استطعتم من قوة» وأن القوة لابد أن تكون متكافئة.. مساوية للأخرى، وليست قوة تحمل الضربات والصرخات من النساء والأطفال ثم التحدث عن النصر والوهم المتبدد فى مواجهة جحافل جيوش لا نهاية لها. القوة اقتصادية مدنية مالية علمية ثقافية وأخيرا قوة تحمل التعذيب الإسرائيلى للشعب الفلسطينى وهى أضعف أنواع القوة.. لأنها كلامية وينفيها ما نراه على الشاشة فى الجنازات.. دائما الشهيد الحى.. وهو نفس أسلوب صدام مع نساء العراق عندما كان أبناؤهن يموتون فى حرب إيران فيكتب الأب على بيته قدمنا 9 شهداء وباقى واحد.. وتأمر السيدة منال يونس مسئولة المرأة فى حزب البعث نساء البيت أن يضحكن ويقدمن الشربات لنا نحن الصحفيين، وتفرح الأم وهى تقول ابنى مع الحور العين فى الجنة، ولكل منهم سبعون امرأة من الحور العين.. فقلت لها: يا سيدتى العزيزة: لماذا نفسر كل معاركنا تفسيرا جنسيا، وإذا كان الرجل سيفوز بسبعين امرأة من الحور العين فبماذا ستفوز الفدائية التى قدمت نفسها للموت، وبماذا ستفوز الأم التى قدمت تسعة من أبنائها
تعليق