للمستضعفين في دنيا العرب الرحمن

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    للمستضعفين في دنيا العرب الرحمن

    [align=justify]اتصل بي أمس أحد معارفي السوريين من الذين لجؤوا إلى مصر. قال لي: هجم علينا نفر من المصريين يعرفون أننا لاجئون سوريون وانهالوا علينا ضربا وشتما وأدمونا جميعا وحطموا أضلاع أحد أبنائي الذي انتهى به الأمر إلى المستشفى. وأضاف: أسمعونا كلاما مهينا ووسمونا بالإرهاب وهددونا بالطرد والقتل، ففررنا من الحي الذي وقع الاعتداء فيه علينا إلى حي آخر لا يعرفنا فيه أحد تمهيدا لترتيب إجراءات مغادرة مصر.

    كانت حالته النفسية والمعنوية منهارة كليا، وكان حزنه عميقا مبعثه خوفه على أسرته وبناته اللواتي فر بهن من سورية إلى مصر خشية عليهن من أذى الجيش السوري الطائفي وميليشياته المجرمة التي تلجأ إلى اغتصاب الحرائر لكسر إرادة السوريين. قال لي بالحرف الواحد: لولا أن ديننا لا يبيح الانتحار لانتحرت واسترحت مما أنا فيه.

    لقد تغير كل شيء في دنيا العرب، ولم يعد لشيء فيها حرمة.

    مصر كانت دائما ملاذا آمنا للعرب والمسلمين، ولم ينجح تحالف أشرار العالم عبر التاريخ من النيل منها قط؛ فماذا جرى لها اليوم؟ لقد أكد لي صديقي المكلوم أنه لم يكن يشارك في أي نشاط سياسي في مصر، وأن الذين اعتدوا عليه لم يكونوا من الجيش ولا من الشرطة ولا حتى من البلطجية حسب تقديره، بل من الناس العاديين كما قال لي ردا على سؤالي المتكرر عن هوية المعتدين. وأضاف: ثمة تجييش للرأي العام ضدنا (وضد الفلسطينيين)، وتشذيذ وشيطنة لنا، بدأ يترجم عدوانا جسديا علينا.

    لا شك في أن من يفعل ذلك ليس من أهل مصر الكرام ولا من أحرارها. مع ذلك فإن الاعتداء على السوريين في مصر - بعد الاعتداء شبه اليومي على من يلجأ منهم إلى لبنان والعراق لسباب طائفية مقيتة - يؤذن ببلوغ محنة السوريين مبلغا يبدو الفرج معه بعيدا جدا.

    لقد أصبح السوريون كمن يستجير من الرمضاء بالنار، حتى في مصر؟

    للمستضعفين في دنيا العرب الرحمن.[/align]
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4026

    #2
    لا حول ولا قوة إلا بالله!
    كان الله في عونهم يا دكتور. والله إن دماء السوريين الذين احتموا بمصر ليست أقل حرمة من دم أي مصري، بل من فعلوا ذلك هم بكل تأكيد خبثاء النفوس والطوية، عليهم من الله ما يستحقون. وأكاد أقسم أنهم إما من الشرطة بزي مدني، أو بلطجية مدفوعون من أمن الدولة أو الشرطة بوجه عام. لقد انعدم الأمن في أماكن كثيرة في مصر، وأصبح التعدي يطال كل الناس بطريقة ممنهجة وعشوائية، القصد منها بث الرعب في النفوس؛ إذ لا يمكن للداخلية أن تعود إلى سابق عهدها من البطش والجبروت إلا بممارستهما بمنتهى البشاعة الآن، حتى اصبح ترويع الناس هو الديدن الساري. واصبح التعدي على الناس يطالهم لسمتهم، فالملتحي والمرأو المحجبة أو المنتقبة أصبحوا هدفًا لكل معدوم الدين والشرف والكرامة، ولا تقل الشرطة بلطجة في أي شيء عمن احترفوا البلطجة، بل تعدتهم بمراحل كبيرة. وأضحى كل من يعارض ما يدور خائن يستحق الضرب والتعذيب، بل والسحل حتى الموت. لقد تمكن الانقلابيون في أقل من شهرين إلى قلب مصر إلى دولة بوليسية من الطراز الأوحل، ونجحوا في صد الناس -بعد أن غيَّبوهم لعقود- عن دين الله، فلم يعد من غير المعتاد أن ترى العامة يتعدون على المشايخ والعلماء في قلب المسجد، وفي خطبة الجمعة. ولم تعد لغة العقل هي السائدة، بل الهمجية الرعناء، والجهل الساطع الذي لا مراء فيه. ولذلك لم يعد من المستغرب بعد أن شيطن الانقلابيون جماعة الإخوان وربطوا شيطنتهم بالملتحين -رغم أن الإخوان متساهلون للغاية في مسألة اللحية- أن كره الناس الإسلاميين بوجه عام، ثم أهدروا آدميتهم بإلحاق أسماء وأصاف الحيونات بهم، وجعلوهم كالخراف، وبعد إهدار الآدمية، صار إهدار دمهم أمرًا لا يتورع عنه الناس بعد أن تغيرت النظرة إليهم. ومن ثم لم يعد يؤرق الكثيرين أخبار استعمال القوة المفرطة المفضية إلى القتل المباشر أو إزهاق الروح بالتعذيب أو الاختناق بالقنابل المسيلة للدموع، وما أشبه، بغض النظر عن العدد. فموت المئات صار كموت فرد، أو أقل، طالما أن هذا الفرد من التيار الإسلامي.
    والعجب العجب أن الناس رغم الكذب الفاجر الواضح للإعلام المصري في كل صغيرة وكبيرة ما زالوا يصدقون الهراء والترهات التي يأتون بها. ومن خرجوا لتفويض الانقلابيين لن يتمكنوا من الفكاك من الله عز وجل بعد أن تعلقت دماء من قُتل بغير حق في رقابهم. فقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قتل غلام غيلة، فقال عمر رضي الله عنه: لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به.
    والنتيجة أن مطالب الناس تغيرت خلال أقل من سنتين من تغيير نظام فاسد بأكمله إلى مجرد العيش بعيدًا عن البلطجة اليومية. فيالها من انتكاسة ما بعدها انتكاسة. ورحم الله الأحرار. فقد اكتشفنا بعد أن قدمت مصر وسوريا وتونس واليمن وليبيا من الشهداء الكثير، أن بيننا أناس لا يحصى عددهم لا يرون الحرية ولو علقت بمحاجر عيونهم، وقد أزكمت أنوفهم بعفن العبودية فأصبحوا لا يتعرفون عبير التحرر من الهوان والذل، وتنكره نفوسهم قبل أنوفهم.
    فصبرًا أهل مصر، وصبرًا أهل سوريا، وصبرًا أرض الإسلام. فمع الضيق يأتي الفرج، وكلما اشتدت الأزمات كان هذا إيذانا بقرب نصر الله.
    فعذرًا لأهلك في مصر، وعذرًا لكل من احتمى بمصر فنزع أبناؤها من كنانتهم سهمًا ووجهوه لصدور من استجار بهم. والله غالب على أمره، وهو -عز وجل- لا يصلح عمل المفسدين.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    • نجلاء
      عضو منتسب
      • Aug 2013
      • 3

      #3
      ألمني ما قرأت خاصة عن هذا الأخ السوري ولا أدري كيف حدث معه هذا .. لكني أقول وأنا المصرية الرافضة للإنقلاب الغائر الظالم إن ما وقع لهذا الأخ السوري ما هو إلا بعض ما يفعله البلطجية زبانية الجيش والشرطة ولكن صبرًا أخي فها قد بدأ رجال الجيش في الإنشقاق عن ما يحدث .. هل تعرف كيف مات جنود رفح ؟ كانت مؤامرة دنيئة حاكها المتكبر العنيد السيسي لرفض العساكر إطاعة الأوامر فقد أُمروا أن يقتلوا المتظاهرون لكنهم رفضوا وقالوا كيف نقتل من لم يفعلوا شيء فيما نقتل ؟ ولماذا نقتل ؟ ومن نقتل ؟ طبعا السيد السيسي طويل العمر لم يرق له هذا الكلام فكان جزائهم من جنس عملهم رحمة الله عليهم وعلى جميع شهدائنا الأحرار

      تعليق

      • فيصل كريم
        مشرف
        • Oct 2011
        • 296

        #4
        ما هذا الذي يحدث في أرض الكنانة؟ إن عينيّ لا تصدقان ما يجري، فجور بالخصومة، وحقد دفين، واعتداءات بالجملة... ووو. ليس هذا هو ما عرفناه وعلمناه يقينا عن أهل مصر! لا أعلم إن كانت هذه حادثة فردية، ولكن الأخبار المتواترة من مصر لا تشير لذلك، فهناك تجييش ضد العرب والفلسطينيين تحديدا، وكأن الروح التي أشاعها الهالك أنور السادات وكرسها المخلوع حسني قد عادت من جديد لتطل على عموم البلاد. إنني على يقين أن هذه الروح الشريرة ليست غالبة في نفوس المصريين الذين يكثر فيهم الطيب ويقل الخبيث، لكن العدد الخبيث هو من يتحرك وينشط ويعيث بالبلاد فسادا، بينما الطيبون الكثر خاملون ساكنون خائفون، فلا حول ولا قوة إلا بالله من هذه الحال الانهزامية.

        اتساءل هنا سؤالا ساذجا: إن للانقلاب وتداعياته من جرائم أسبابا عديدة، ولكن هل يعقل أن يكون محرك الفجور هو تهديد الحيزبونة للعاهرين من علية القوم في بلدان أخرى بكشف فضائحهم الوسخة أمام شعوبهم (المحافظة) إن حوكم مخلوعها محاكمة جادة حقيقية؟ إن كان كذلك، فلا أظن أنها عربية الأصل، فهي يهودية لأنها أجادت حبك اللعبة تماما. ولا غرابة بذلك، فعند المصائب فتش عن امرأة.

        تعليق

        يعمل...