نظرية المؤامرة: خواطر و أسئلة و تأملات
(1)
(1)
عزيزى القارىء الصابر و المثابر والمتابع
تحياتى
على هذه الصفحة سأحاول (إن شاء الله) أن أفهم ما يُكتب حول ما يُسمى "نظرية المؤامرة"، و أسلوب الفهم هنا سيعتمد على خواطر عابرة و طرح أسئلة مع تأملات حول إجابات محتملة ، و الأسئلة هى أحد وسائل العقل الباحث عن الحقيقة ، لأنها تفتح المجال للتفكير و مراجعة المحفوظ والمتكرر من اجابات و أكليشهات ، ومراجعة إطلاق أحكام و بناء آراء مع نقص المعلومات ، و استنباطات من كلام و حروف تحتمل الصحة و الخطأ ، و اجترار ملخصات لمقالات وبعض الكتابات ليس لها ما يثبتها أو ينفيها ، و تفتح المجال للعقل فى التدبر و التأمل فى معانى الألفاظ مع محتواها الفكرى.
و ربما سيتململ من لم يتعود على أسلوب الأسئلة ، فهذا ما تعودناه فى نظمنا التعليمية ، الاستماع للأستاذ أو المدرس أو الملا أو الشيخ ، و حفظ ما يقوله و تكراره و اجتراره و عدم القدرة على مراجعته ، وعدم الجرأة على مناقشة الأستاذ مع قراءة ما يطلبه المدرس من دراسة صفحات محددة من الكتاب المقرر فقط ، وعدم قراءة ما لم يطلبه المدرس، وعدم التعود أو الخوف أو الكسل من الذهاب للمكتبة لقراءة مراجع و كتب مختلفة غير كتب المقررات، و حاليا الكسل وعدم التدرب و التمكن من مهارات استعمال أدوات البحث على الانترنت ، والاكتفاء بقراءة بعض السطور من هنا وهناك عن المؤامرة ثم الاعتقاد فيها و الإيمان بما يقوله بعض الكتاب دون برهان ولا علم .
و لكن كما هو المعروف أن المعارف و العلوم تبدأ بسؤال ثم سؤال وتترى الأسئلة ، والأسئلة تنقلنا من المعلوم للمجهول ومن البسيط إلى المركب ومن الخاص إلى العام ، و من المقيد إلى المطلق و من المبهم إلى الواضح ومن السهل إلى المعقد ، و خصوصا فى موضوع ينتمى إلى مجال دراسة الظواهر الاجتماعية و السياسية و هو اعقد بكثير من دراسة الظواهر الطبيعية من جيولوجيا و فيزياء و كيمياء و فلك و أرصاد جوية و علوم الحاسب ، أو دراسة ظواهر بيولوجية فى النباتات و الحيوانات والإنسان.
فمجال الظواهر السياسية و الاجتماعية فيه المُشاهد و المختفى ، فيه الفعل مع عدم معرفة الفاعل، و فيه الكثير من المجاهيل و تعدد الإجابات يعتمد على تخمين بعض المجاهيل. مجال فيه الاستنتاجات مبنية على:
1) ملاحظات لحوادث وتتبع احداث و نصوص حول ما يجرى أو ما جرى فى الماضى بأقلام مؤرخين أو صحافيين أو شهود عيان.
2) منطق الاستنباط و الاستقراء و القياس من القراءة و السماع و المشاهدة
و بضعف حصيلة المعلومات المرتبطة بالظاهرة لا يسلم منطق الاستنتاج من الأخطاء ، لو افترضنا سلامة استعمال العقل لمنطق الاستنتاج و التعميم من عدة حالات موثوق بها.
لذلك فالأسئلة مصدر هام لتوسيع الرؤية و تعميق البحث و اختيار الأسلم من الإجابات و التخمين المستند إلى قاعدة عريضة من المعلومات صحته أكثر احتمالية من استناج غير مستند إلى معلومات بل إلى ملخصات آراء. و الأسئلة تعيد للعقل نشاطه الفكرى لمراجعة طرق و أساليب الاستنتاجات المتداولة فى الحياة السياسة و الاجتماعية
الاسئلة وما يتبعها من تأملات و خواطر و معلومات ستمهد الطريق للفهم ، ولن ابدأ بالتعريف لكلمات "نظرية" و "مؤامرة" ، وسأترك التعريف يأتى بعد ذلك ، و لكل متابع أن يختار ما يروق له اعتمادا على ما يقتنع به من إجابات للأسئلة المطروحة.
(يتبع)
و فيه نماذج لبعض الأسئلة
تعليق