لماذا لم تتحقق فكرة المدن الفاضلة فى التاريخ السياسي ؟

[Dr-A-K-Mazhar]

لماذا لم تتحقق فكرة المدن الفاضلة فى التاريخ الفكري-السياسي؟

كتب كثير من المفكرين و الفلاسفة عن "المدينة الفاضلة" ( اليوتوبيا) ، فقد كتب افلاطون اليوناني (428 ق.م - 347 ق.م) "الجمهورية" ، وقد اهتم بعض الفلاسفة بعد أفلاطون بفكرة اليوتوبيا مثل الروماني سيشرون ، والقديس أوغسطين في كتابه "مدينة الله". وفى العالم الإسلامي كتب الفارابي ، في القرن الرابع الهجري ،عن مدينته الفاضلة في كتابه " آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها" ، وبعده كتب توماس مور (1478-1535) "اليوتوبيا" وهى مدينته الفاضلة ، وتلاه الفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بيكون (1561-1626) في"أطلانطس الجديدة" ،ثم الفيلسوف الإيطالي كامبانيلا (1568-1639 م.) في كتابه " مدينة الشمس".

و لكننا من واقع أحداث التاريخ لم نر تحقق لهذه الأفكار في شكل دول أو مجتمعات أو امبراطوريات ، و السؤال لماذا؟

[عبد الرؤوف]

طابت أوقاتكم وسلام الله عليكم

لأنَّ من قال بذلك إنَّما أراد - عَنوةً عن موَّدةٍ - تقحيمَ المحدود على استيعاب الـمُطلق اللامتناهي.
ولعلَّ اليوتوبيا في نظري القاصِر لم تتأتى في الزَّمان المناسب وفي المكان المناسب وهي ثُنائيَّة مُرتبطة بكمال العلمِ والمقدرة وهذا أمرٌ مفقودٌ ثمَّ إنَّ التطبيق على المواد والأفكار يبقى ناقِضًا لعيوبٍ فيها لا محالة.

والله أعلم.

عبد الرؤوف - أرفن. سكاتلند.

[Dr-A-K-Mazhar]

طابت أوقاتكم وسلام الله عليكم

لأنَّ من قال بذلك إنَّما أراد - عَنوةً عن موَّدةٍ - تقحيمَ المحدود على استيعاب الـمُطلق اللامتناهي.
ولعلَّ اليوتوبيا في نظري القاصِر لم تتأتى في الزَّمان المناسب وفي المكان المناسب وهي ثُنائيَّة مُرتبطة بكمال العلمِ والمقدرة وهذا أمرٌ مفقودٌ ثمَّ إنَّ التطبيق على المواد والأفكار يبقى ناقِضًا لعيوبٍ فيها لا محالة.

والله أعلم.

عبد الرؤوف - أرفن. سكاتلند.

أخي الكريم الأستاذ عبد الرؤوف

تحية رمضانية طيبة


اشكرك على ما تفضلت به وفى انتظار المزيد

و دمت

[Dr-A-K-Mazhar]

السؤال عن عدم تحقق أفكار فلاسفة و مفكرين يثير العقل لتأمل بعض المسائل منها مثلا:

00- ليس كل ما يأتي به العقل قابل للتحقيق لنقص ما في طرق العقل في الفهم و التحليل.

00- العقول كثيرة و متعددة و لكنها تختلف فيما تصل إليه ، والسؤال: أي نوع من العقول قادر على الوصول لأفكار قابلة للتطبيق؟

00- إن المدينة الفاضلة هي حلم الإنسانية، ومع ذلك لم تتمكن الإنسانية من تحقيقه حتي الآن ، فقد باءت كل المحاولات بالفشل علي أرض الواقع ، أحيانا بسبب تحالف قوي الفساد في كثير من العصور ضد أية محاولات للإصلاح ، وأحيانا بسبب ما في هذه المحاولات من أفكار غير واقعية ، وأحيانا بسبب ما في بعضها من مبادئ تخالف الفطرة الإنسانية.

<O

[Dr-A-K-Mazhar]

لماذا تبدو كتابات المفكرين و الفلاسفة عن المدن الفاضلة و كأنها أحلام غير ممكنة التحقيق أو أفكار غير ناضجة بدون ثمار؟

ربما لم يهتم الفلاسفة في بحثهم عن المدينة الفاضلة بفهم الطبيعة البشرية و التي من ملامحها العامة:

00- التدين والايمان بإله أو آلهة مع الاختلافات في وصف الإله وكيف التواصل معه.

00- الانتماء لفكرة أو عقيدة أو قوم مع تعدد الأفكار و العقائد والأقوام.

00- عدم القدرة على التمييز بين المبادئ و المصالح.

00- الصراع لتحقيق مصالح تختلف العقول فيها بين مصالح للأفراد ومصالح للجماعات.

00- تعدد المعايير واختلاف العقول في قبول تعدد المعايير.

00- الغرائز ، الرغبة ، الشراهة ، حب التملك ، الجشع، الكسل، الغضب، الغرور، العصبية ، التنافس.

00- الشعور بعدم الاكتفاء.

00- الحسد ، الغيرة ، الحب ، الكراهية ، الحقد.

00- الرغبة في التملك و الرغبة في العطاء.

00- الميل للتمييز على أساس العقيدة ، اللون ، الجنس ، العرق ، الوظيفة أو الرتبة، الطبقة الاجتماعية ، والانتماء السياسي.

<O

<O

[Dr-A-K-Mazhar]

المدن الفاضلة ربما من أحلام الفلاسفة غير ممكنة التحقيق إذا قارناها بالذين كتبوا في سياسة الدول الواقعية وعن خبرة عملية في الحكم مثل ميكيافيللى أو ابن خلدون .

هؤلاء يمثلون الوجه الآخر لأفكار يعتمد عليها من يحكم للبناء أو الهدم ، للتحكم و السيطرة على الدول و شعوبها سياسياً<O.

[Dr-A-K-Mazhar]

الحق بدون قوة تحافظ عليه و تحرسه يظل حبراً علي ورق