السَّمُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أمْلكُ قِراطًا مِن فِضَّة كانت ابنةُ خالةِ جارتِنا أهْدَتْهُ لأمِّي قيلَ أنَّ عمَّتَها قد وَجَدتْهُ عند قَبرٍ مَهجورٍ يُحْكى أنَّه لِعجوزٍ كانت تبيعُ رُؤوسَ الضِّباعِ
وأحتفظُ باليَراعِ الذي كَتبَ به جَدِّي وَصِيَّتَهُ وهيَّ في صندوقٍ مِن خَشبٍ فيه رُقعةٌ مِن جِلدٍ مَعقودةٍ على شَعْرةٍ قيلَ أنَّها لأحَدِ عِترةِ أهلِ البيتِ الكِرامِ ولِثامٌ مِن كَتَّانٍ قيلَ أنَّهُ كان لأحَدِ أصْحابِ حَاجِبِ الخليفةِ مَروان بن الحكم وفيهِ خُوذةٌ صَدئَةٌ قيلَ أنَّها كانت لأحَدِ جُنودِ الخليفةِ العُثماني السُّلطان أورخان غَازي وَوَرقةٌ صفراءَ مطويةٌ مكتوبةٌ بِلغةٍ أعْجميَّةٍ لاَ نَعْرفُها يَعتقِدُ أسْكافيُّ حارتِنا أنَّها رُبَّما تَرجمةٌ لِحَجَّةِ الوَداعِ ويقولُ بوَّابُ الحَظيرةِ أنَّها مِن تعاويذِ العهدِ القديم وفيه سَاعةُ "ميگان" لا تعمل ليست في الوَصيةِ قالَ أبي أنَّ وجودَها في الصندوقِ أمرٌ غريبٌ وأنَّها والحالُ هكذا كرامةٌ مِن كرامات اللهِ وأنَّها مِن تَصريفِ الجليلِ الجَميلِ ويَحتارُ هُوَ وإخوتُه إلى مَن سَتؤولُ مِن بَعدِهم وقد فَاقَ عددُ وَرثتِهم السَّبْعين بين ذكرٍ وأنثَى
وفي ذِمَّتي أيضًا نَخلةٌ قُربَ مَزبلةِ البلدةِ لم تُنتجْ بَعدُ وأحتفِظُ بِتسبيحٍ مِن حَجَرٍ شبهِ كَريمٍ قَالَ غَسَّاُل الموْتَى لِعمِّ جَدَّتي أنَّه لِحاجٍّ قَتَلَتْهُ صَاعقةٌ في عَودتِه مِن الحجِّ في العامِ الألفِ بَعدَ الهِجرةِ
وقد وَعَدني صَديقي زَكريَّا الذي يَعيشُ في قريةٍ تَبعُدَ عنَّا خَمسَ مَراحلٍ بِأنْ يُهديني آيةً مِن آياتِ الرَّحمن فِي جِهادِ الأفْغانِ وهيَّ طُوبةٌ كان مُجاهدٌ شهيدٌ رَحمَه اللهُ يَرْمي بها دَبَّابات السُّوفيات فتنفحر
وكانت أمُّ زَكريَّا نَذَرَتْ لي نَتَاجَ شاتِها الحَوَّاءَ العاقِرِ التي لا تَلِدْ ووَعدّتْني أنْ تُزَغْرِدَ في عُرْسي وأَسَرَّتْ إِليَّ بأنَّها تحتفِظُ بِنِعالٍ سِبْتيَّةٍ مَصنوعة مِن جِلدِ الماعِزِ المدْبوغِ بالقَرَظِ هديَّةً خَالِصةً لِمن ستكون زوْجتي
وقدْ بلَغنيِ أنَّ إمامَ المسجدِ لمَّا عَلِمَ بِنِيَّتي في الزَّواجِ عَزَمَ أنْ يمْنَحَني قلادةَ مِن خَيْزُران عَثرَ عليْها الرُّعاةُ في جونةِ عطَّارٍ تائهٍ مِن بلادِ خراسان كان قدْ ماتَ عطشًا في حُدودِ البلدةِ عند بناء المسجدِ أوَّل مرَّة منذ مائة وخمسينَ عامًا
والحمدُ للهِ في رَقَبتِي تَميمة ٌ مِن الحبَّةِ السَّوداءِ والملحِ مُنذُ طُفولتي تَنْفي عني النَّفْسَ والعيْنَ وحَولَ ذِراعي خَرْزةٌ رَقطاءَ وحول سَاقي عُوذةٌ لِتمامِ الدَّواءِ والشِّفاءِ
*************
عبد الرَّؤوف
أبْحثُ عن زوْجة
أمْلكُ قِراطًا مِن فِضَّة كانت ابنةُ خالةِ جارتِنا أهْدَتْهُ لأمِّي قيلَ أنَّ عمَّتَها قد وَجَدتْهُ عند قَبرٍ مَهجورٍ يُحْكى أنَّه لِعجوزٍ كانت تبيعُ رُؤوسَ الضِّباعِ
وأحتفظُ باليَراعِ الذي كَتبَ به جَدِّي وَصِيَّتَهُ وهيَّ في صندوقٍ مِن خَشبٍ فيه رُقعةٌ مِن جِلدٍ مَعقودةٍ على شَعْرةٍ قيلَ أنَّها لأحَدِ عِترةِ أهلِ البيتِ الكِرامِ ولِثامٌ مِن كَتَّانٍ قيلَ أنَّهُ كان لأحَدِ أصْحابِ حَاجِبِ الخليفةِ مَروان بن الحكم وفيهِ خُوذةٌ صَدئَةٌ قيلَ أنَّها كانت لأحَدِ جُنودِ الخليفةِ العُثماني السُّلطان أورخان غَازي وَوَرقةٌ صفراءَ مطويةٌ مكتوبةٌ بِلغةٍ أعْجميَّةٍ لاَ نَعْرفُها يَعتقِدُ أسْكافيُّ حارتِنا أنَّها رُبَّما تَرجمةٌ لِحَجَّةِ الوَداعِ ويقولُ بوَّابُ الحَظيرةِ أنَّها مِن تعاويذِ العهدِ القديم وفيه سَاعةُ "ميگان" لا تعمل ليست في الوَصيةِ قالَ أبي أنَّ وجودَها في الصندوقِ أمرٌ غريبٌ وأنَّها والحالُ هكذا كرامةٌ مِن كرامات اللهِ وأنَّها مِن تَصريفِ الجليلِ الجَميلِ ويَحتارُ هُوَ وإخوتُه إلى مَن سَتؤولُ مِن بَعدِهم وقد فَاقَ عددُ وَرثتِهم السَّبْعين بين ذكرٍ وأنثَى
وفي ذِمَّتي أيضًا نَخلةٌ قُربَ مَزبلةِ البلدةِ لم تُنتجْ بَعدُ وأحتفِظُ بِتسبيحٍ مِن حَجَرٍ شبهِ كَريمٍ قَالَ غَسَّاُل الموْتَى لِعمِّ جَدَّتي أنَّه لِحاجٍّ قَتَلَتْهُ صَاعقةٌ في عَودتِه مِن الحجِّ في العامِ الألفِ بَعدَ الهِجرةِ
وقد وَعَدني صَديقي زَكريَّا الذي يَعيشُ في قريةٍ تَبعُدَ عنَّا خَمسَ مَراحلٍ بِأنْ يُهديني آيةً مِن آياتِ الرَّحمن فِي جِهادِ الأفْغانِ وهيَّ طُوبةٌ كان مُجاهدٌ شهيدٌ رَحمَه اللهُ يَرْمي بها دَبَّابات السُّوفيات فتنفحر
وكانت أمُّ زَكريَّا نَذَرَتْ لي نَتَاجَ شاتِها الحَوَّاءَ العاقِرِ التي لا تَلِدْ ووَعدّتْني أنْ تُزَغْرِدَ في عُرْسي وأَسَرَّتْ إِليَّ بأنَّها تحتفِظُ بِنِعالٍ سِبْتيَّةٍ مَصنوعة مِن جِلدِ الماعِزِ المدْبوغِ بالقَرَظِ هديَّةً خَالِصةً لِمن ستكون زوْجتي
وقدْ بلَغنيِ أنَّ إمامَ المسجدِ لمَّا عَلِمَ بِنِيَّتي في الزَّواجِ عَزَمَ أنْ يمْنَحَني قلادةَ مِن خَيْزُران عَثرَ عليْها الرُّعاةُ في جونةِ عطَّارٍ تائهٍ مِن بلادِ خراسان كان قدْ ماتَ عطشًا في حُدودِ البلدةِ عند بناء المسجدِ أوَّل مرَّة منذ مائة وخمسينَ عامًا
والحمدُ للهِ في رَقَبتِي تَميمة ٌ مِن الحبَّةِ السَّوداءِ والملحِ مُنذُ طُفولتي تَنْفي عني النَّفْسَ والعيْنَ وحَولَ ذِراعي خَرْزةٌ رَقطاءَ وحول سَاقي عُوذةٌ لِتمامِ الدَّواءِ والشِّفاءِ
*************
عبد الرَّؤوف
تعليق