من الأدب الضاحك ( 1 ) :
مع الضاحكين صابر والحسين.
بقلم / مجدي جعفر
كتب الشاعرين الكبيرين صابر عبدالدايم يونس، والراحل حسين علي محمد بعض القصائد الطريفة، وهذه القصائد وجدتها مبثوثة في أوراق الدكتور حسين علي محمد، وعندما أخبرت الدكتور صابر بهذه القصائد الطريفة، قال بأن لديه منها نسخة، وسنحاول نشر هذه القصائد الضاحكة هنا، والتي تكشف عن جانب مهم في حياة الشاعرين وفي تجربتهما الشعرية الثرية.
وتعود كتابة هذه القصائد إلى العام 1997م، فكتب الدكتور حسين علي محمد في يومياته يقول : " في رمضان 1413هجرية جاء الدكتور صابر عبدالدايم إلى الرياض أستاذا زائرا للفصل الدراسي الثاني ( 1413 )، وأقام معي في الشقة التي أقطن بها في جنوب الرياض ( عمارة المغاميس بحي الغبيرة / ملتقى شارع البطحاء، الدور الرابع ) واتفقنا أن نكتب قصيدة كل يوم "
........
" وكنا صباح كل يوم نلتقي في مكتب الدكتور محمد بن سعد بن حسين ونسمعه ما كتبناه لدرجة أنه كتب عدة قصائد يعارضنا، وهذه القصائد مبثوثة في أوراقي .. "
......
القصيدة الأولى : قُم يا حسين !
.....
بعد سهرة طويلة مساء الأول من رمضان، تحادث فيها الخلان بأحاديث عن الشهر، داعب النوم أجفان الحسين قبل الفجر بنصف ساعة، فداعبه صابر بقوله : " قم يا حسينُ وخالف الشيطانا "، وأخذا يتبادلان الأشطر والكلمات حتى أكملا القصيدة في دقائق معدودات.
ومن أجواء القصيدة :
قم ياحسينُ وخالف الشيطانا / أطع الإله فإنه أعطانا
هو بالريالات الكثيرة مدّنا / بالستر والدولار قد غطانا
لك في الحقائب ألف ثوب فاخر / إن شئت فالبسها تحت القُفطانا
..........
.........
متحير في أمره، متأرجح / يبغى الرجوع ليجمع القطانا
" تيسيرُ " تشغلُهُ برجع حديثها / لو لم يردّ لأصبح الغلطانا
لو تسمعُ النجماتُ بعض حديثه / فتجاوز الأسوار والحيطانا
قد كان بين عياله متمتعا / يحيا هناك يشابهُ السلطانا
أما " حسين " في الرياض فعابس / فمتى يعودُ يعانقُ الأوطانا
ويقولُ : يا وطني .. ويجري شاديا / ويسابقُ الجوزاء والسرطانا
إشارات :
= تيسير : ابنة الدكتور صابر عبدالدايم، وكانت قد أرسلت له رسالة منذ 15 شعبان ولم يرد عليها بعد.
......
القصيدة الثانية : هتك الستائر !
وتذكر الصديقان مسلك بعض الخلان، فاشتركا في كتابة هذه القصيدة الطريفة الجديدة التي تعارض قصيدة البهاء زهير الرائعة، ذات السمعة الواسعة.
غيري على السلوان قادر / وسواي في العشاق غادر
قلبي وفيُّ مخلص / وهواي للأحباب نادر
لي في الحياة صحابة / فُجرت بفعلهم المرائر
هم يدّعون محبة / والله أعلم بالسرائر
يتكلمون ويضحكو / ن وفي جيوبهم الخناجر
يتحينون هُنيهة / كي يطفئوا ضوء المنابر
وهُمُ الأساتذة لإ الفحو / ل الأريحيون، الأصاغر
يتمطعون بلا هُدى / فوق الأرائك والمنابر
يتمايلو على الكرا / سي الوثيرة كالقياصر !
لا يفهمون مقالة / أو بيت شعر نصف سائر
لا يهضمون قضية / في نقد ديوان لشاعر
بل يهضمون هراءهم / هضم الكوارع والفطائر
لا يستسيغون البلا / غة في الأحاديث الدوائر
وتراهمو متكالبي / ن على الدراهم والأناجر
هذا تخصصه الدقي / قُ، وذاك يصرخُ أو يعافر
من أجل فلس ضائع / سلبته منه يد المقادر
في الجمع يصرخُ، أو يول / ولُ ( كالولايا ) دون زاجر
كيف الوصولُ إليك يا / نجمي ، أيا فلسي المكابر ؟
= = =
كم ذا وقفت مفكرا / بين الثعالب ... والأباعر
الطينُ والوحلُ الكثي / رُ يعوق سيرك لا تُكابر
فتجنّب الجمع البلي / د ولا تكن لهمو مُساير
والآن وحدتك الحمي / مة لم تعد ظلا يسافر
وألان أنت مُرابط / ما بين شعرك والمحابر
يصغى إليك وأنت في / هذا الخضم ذوو الضمائر
فاصبر فأنت مقدّم / بين الأوائل والأواخر
وانظر، وصُل في كل وا / د، لا تجامل أي خاسر
واكتب بصدق، قل بحق / ما تراهُ فأنت عابر
لا يُفزعنّك جمعهم / فالجمعُ مغرور وخائر
لا يخدعنك واحد / منهم بقول أو " أشاير "
بُثني على الشعر المحلّ / ق فيك، والفكر المحاور
فاضحك من القوم الألى / ضحكوا وعاثوا في المساخر
فالقولُ مكذوب ضُحى / والليل مهتوك الستائر
....
يتبع
مع الضاحكين صابر والحسين.
بقلم / مجدي جعفر
كتب الشاعرين الكبيرين صابر عبدالدايم يونس، والراحل حسين علي محمد بعض القصائد الطريفة، وهذه القصائد وجدتها مبثوثة في أوراق الدكتور حسين علي محمد، وعندما أخبرت الدكتور صابر بهذه القصائد الطريفة، قال بأن لديه منها نسخة، وسنحاول نشر هذه القصائد الضاحكة هنا، والتي تكشف عن جانب مهم في حياة الشاعرين وفي تجربتهما الشعرية الثرية.
وتعود كتابة هذه القصائد إلى العام 1997م، فكتب الدكتور حسين علي محمد في يومياته يقول : " في رمضان 1413هجرية جاء الدكتور صابر عبدالدايم إلى الرياض أستاذا زائرا للفصل الدراسي الثاني ( 1413 )، وأقام معي في الشقة التي أقطن بها في جنوب الرياض ( عمارة المغاميس بحي الغبيرة / ملتقى شارع البطحاء، الدور الرابع ) واتفقنا أن نكتب قصيدة كل يوم "
........
" وكنا صباح كل يوم نلتقي في مكتب الدكتور محمد بن سعد بن حسين ونسمعه ما كتبناه لدرجة أنه كتب عدة قصائد يعارضنا، وهذه القصائد مبثوثة في أوراقي .. "
......
القصيدة الأولى : قُم يا حسين !
.....
بعد سهرة طويلة مساء الأول من رمضان، تحادث فيها الخلان بأحاديث عن الشهر، داعب النوم أجفان الحسين قبل الفجر بنصف ساعة، فداعبه صابر بقوله : " قم يا حسينُ وخالف الشيطانا "، وأخذا يتبادلان الأشطر والكلمات حتى أكملا القصيدة في دقائق معدودات.
ومن أجواء القصيدة :
قم ياحسينُ وخالف الشيطانا / أطع الإله فإنه أعطانا
هو بالريالات الكثيرة مدّنا / بالستر والدولار قد غطانا
لك في الحقائب ألف ثوب فاخر / إن شئت فالبسها تحت القُفطانا
..........
.........
متحير في أمره، متأرجح / يبغى الرجوع ليجمع القطانا
" تيسيرُ " تشغلُهُ برجع حديثها / لو لم يردّ لأصبح الغلطانا
لو تسمعُ النجماتُ بعض حديثه / فتجاوز الأسوار والحيطانا
قد كان بين عياله متمتعا / يحيا هناك يشابهُ السلطانا
أما " حسين " في الرياض فعابس / فمتى يعودُ يعانقُ الأوطانا
ويقولُ : يا وطني .. ويجري شاديا / ويسابقُ الجوزاء والسرطانا
إشارات :
= تيسير : ابنة الدكتور صابر عبدالدايم، وكانت قد أرسلت له رسالة منذ 15 شعبان ولم يرد عليها بعد.
......
القصيدة الثانية : هتك الستائر !
وتذكر الصديقان مسلك بعض الخلان، فاشتركا في كتابة هذه القصيدة الطريفة الجديدة التي تعارض قصيدة البهاء زهير الرائعة، ذات السمعة الواسعة.
غيري على السلوان قادر / وسواي في العشاق غادر
قلبي وفيُّ مخلص / وهواي للأحباب نادر
لي في الحياة صحابة / فُجرت بفعلهم المرائر
هم يدّعون محبة / والله أعلم بالسرائر
يتكلمون ويضحكو / ن وفي جيوبهم الخناجر
يتحينون هُنيهة / كي يطفئوا ضوء المنابر
وهُمُ الأساتذة لإ الفحو / ل الأريحيون، الأصاغر
يتمطعون بلا هُدى / فوق الأرائك والمنابر
يتمايلو على الكرا / سي الوثيرة كالقياصر !
لا يفهمون مقالة / أو بيت شعر نصف سائر
لا يهضمون قضية / في نقد ديوان لشاعر
بل يهضمون هراءهم / هضم الكوارع والفطائر
لا يستسيغون البلا / غة في الأحاديث الدوائر
وتراهمو متكالبي / ن على الدراهم والأناجر
هذا تخصصه الدقي / قُ، وذاك يصرخُ أو يعافر
من أجل فلس ضائع / سلبته منه يد المقادر
في الجمع يصرخُ، أو يول / ولُ ( كالولايا ) دون زاجر
كيف الوصولُ إليك يا / نجمي ، أيا فلسي المكابر ؟
= = =
كم ذا وقفت مفكرا / بين الثعالب ... والأباعر
الطينُ والوحلُ الكثي / رُ يعوق سيرك لا تُكابر
فتجنّب الجمع البلي / د ولا تكن لهمو مُساير
والآن وحدتك الحمي / مة لم تعد ظلا يسافر
وألان أنت مُرابط / ما بين شعرك والمحابر
يصغى إليك وأنت في / هذا الخضم ذوو الضمائر
فاصبر فأنت مقدّم / بين الأوائل والأواخر
وانظر، وصُل في كل وا / د، لا تجامل أي خاسر
واكتب بصدق، قل بحق / ما تراهُ فأنت عابر
لا يُفزعنّك جمعهم / فالجمعُ مغرور وخائر
لا يخدعنك واحد / منهم بقول أو " أشاير "
بُثني على الشعر المحلّ / ق فيك، والفكر المحاور
فاضحك من القوم الألى / ضحكوا وعاثوا في المساخر
فالقولُ مكذوب ضُحى / والليل مهتوك الستائر
....
يتبع