من الأدب الضاحك ( 2 ) : مع الضاحكين صابر والحسين بقلم / مجدي جعفر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مجدي جعفر
    عضو منتسب
    • Jun 2021
    • 33

    من الأدب الضاحك ( 2 ) : مع الضاحكين صابر والحسين بقلم / مجدي جعفر

    من الأدب الضاحك ( 2 ) :
    مع الضاحكين صابر والحسين
    بقلم / مجدي جعفر

    القصيدة الثالثة : الأكلة الفاخرة

    دعا الدكتور عبدالباقي طلبه الدكتور صابر عبدالدايم إلى إفطار عابر لم يحضره الحسين الذي كان مشغولا بحجز مقعد في الطائرة، إلى مصر العامرة .
    وفي الوقت الذي حظى فيه صابر، بالأكل الغامر، نال حسين الجوع، ولم يظفر بالشهد .. بل ظفر بالدموع. وعندما عاد صابر وحكى عن الأكلة الفاخرة اشتركا في صياغة هذه القصيدة الساخرة :
    دعاني إلى أكلة فاخرة / وأخشى أن تؤدّي إلى الآخرة
    وإن الصيام يحبُّ الحمام / موائدُ أبدا عامرة
    ولكن صديقي يُحبُّ السمين / وهذي لنا صفقة خاسرة
    فإن الدهون تُغطي الصحون / وتُعيي البطون مع الذاكرة
    وغاب حسين عن الملتقى / وقال : سأفطر في الطائرة !
    فطار الفطارُ، وطال الشجارُ / وآب بخيبته العاثرة
    ولم يحظ إلا بكسرة خُبز / وتمر وماء إلى العاشرة
    وأكمل إفطاره نائما / بعين، وأخرى لنا ساهرة
    عسى صابر بالكنافة يأتي / وفي جيبه فرخة ساحرة
    " ترُمُّ " الضلوع، وتمحو الدموع / وتُسكت معدتهُ الثائره !
    فإن حسينا إذا جاع هاج / وماج بغضبته الكاسره
    يزمجر، يعدو .. على كل باب / يدقُّ بقبضته الخائره
    ويسألُ : سامي وأيمن : أين / الطعامُ وحلته الغائره ؟
    فقالوا : قصير الغُبيرة .. ولى / وفي حضنيه الحلة الباهره
    وكان الطعام بها سائغا / ومن بعدها معدتي شاغره
    = = =
    وتاب حُسين وأقسم ألاّ / يفرّطُ في دعوة عابره
    وإن شم ريح طعام جرى / كليث رأى ظبية نافره !

    هوامش :
    = الدكتور عبدالباقي طلبه : أستاذ الأدب بكلية اللغة العربية بالزقازيق، وقد جاء معارا لجامعة الإمام عامي 1413 / 1414 ه وكان يسكن في شارع " الخزان " بمدينة الرياض .
    = " ترم " كلمة عامية، تؤدى معنى ترأب الصدع .
    = سامي الشيخ : أستاذ مساعد البلاغة بكلية اللغة العربية بالزقازيق، وكان معارا لوكالة البنات بالرياض، وكان يقطن في شارع محمد بن إبراهيم الموازي لشارع الوزير. وأيمن الشيخ، أخوه. وهما من أصدقاء صابر الحميمين.
    = الغبيرة : حي شعبي جنوب الرياض، وكان يسكن فيه الحسين منذ مجيئه إلى الرياض عام 1991م .
    .....
    القصيدة الرابعة :

    القصيدة الرابعة : الفتنة الكبرى
    الدكتور حسن ذكري، أستاذ من بحري يعمل في كلية اللغة العربية بالقاهرة، وله ذكريات ساحرة . نقلب منها هذه الصفحة، وهو يؤكد أنه لن يرفع علينا جنحة.
    فأخلاقُه عالية، وتأملوا الأبيات التالية .

    دعوت الله في سري / وعُدتُ أقولُ في جهري
    أيا رباهُ عجل فتة المستر حسن ذكري
    ألا واجعل بها ديكا / يُحمّرُ ساعة العصر
    وبوريا وقرموطا / وبلطيا من البحر
    ودينيسا وشابارا / فلا يُنسى مدى الدهر
    ومشروبا من التفا /ح يُجري الريق كالنهر
    ولا تجعله يا ربي / يُؤجلُ دعوة العمر
    فهذي المرةُ الأولى / له في الجود والبرّ
    بقلب واجف يدعو / كمن سيق إلى القبر
    ترنح مُثقل الخطوا / ت حين أجبتهُ دوغري
    فتلك عزومة عُرفت / لنا ب " يتيمة الدهر "
    وحلّت فتنة كبرى / وفُكّت صُرّةُ الشهر
    وكاد يقصُّ لحيته / ويهربُ ساعة الفجر
    ويتركُ شارع الأعشى / ويسكن حارة الغمري

    = المستر : السيد ( بالإنجليزية ).
    = البوري والقرموط، والبلطي، والدنيس، والشابار : من أنواع السمك التي يجيد صنعها الدكتور حسن ذكري فهو من أهل " إدكو " .
    = دوغري : مباشرة ( بالعامية ).
    = حارة الغمري : سألني الدكتور عبدالجواد المحص هل هناك حارة بهذا الاسم ؟ قلت له : لا أدري . قال : ولم اخترتها إذن ؟ قلت : ليكون مغمورا فيها فلا يدركه طالب.
    .....
    يتبع
يعمل...