طرف وملح

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • soubiri
    أعضاء رسميون
    • May 2006
    • 1459

    #16
    طرف وملح

    قال الإمام ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص39:

    وقع رجل في رجل من أهل الدين ، وجعل يعيبه ويُعَيِّن بعض ما يعيبه به ، فقال بعض الحاضرين له :
    هل أنت متيقن ما عبته فيه ؟
    ومن أي طريق أخبرت به ؟
    ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقينيا ؛ فهل يحل لك أن تعيبه أم لا ؟
    أما الأول: فإني أعر ف أنك لم تجالس الرجل ،وربما أنك لم تجتمع به ، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه ، وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس ، وقد علم منهم الصادق والكاذب ، والمخبر عمّا رأى ، والمخبر عمّا سمع ، والكاذب الذي يخلق ما يقول ؛ فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه .
    ثم ننتقل معك إلى المقام الثاني ، وهو : أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته ، وقد وصل إليك بطريق يقيني ؛ فهل تكلمت معه ، ونصحته ، ونظرت هل له عذر أم لا ؟
    فقال: لم أتكلم معه في هذا بالكلية .
    فقال له : هذا لا يحل لك ، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمرا معيبا أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء ، ثم إذا نصحته ، وأصر على العناد ؛ فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة ، وردع أم في ذلك خلاف ذلك ؟
    وعلى الأحوال كلها ، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر ، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر .
    وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة ،وقلة الورع . الله أعلم .
    صابر أوبيري
    www.essential-translation.com

    تعليق

    • soubiri
      أعضاء رسميون
      • May 2006
      • 1459

      #17
      طرف وملح

      قال القرافي في الذخيرة 1/42 :

      عادة العرب في سياق الامتنان تأخير الأفضل وتقديم المفضول على الأفضل .
      صابر أوبيري
      www.essential-translation.com

      تعليق

      • soubiri
        أعضاء رسميون
        • May 2006
        • 1459

        #18
        طرف وملح

        في كتاب الورع لأبي بكر الـمَرُّوذِي ص184:

        ذكرتُ لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] رجلا .
        فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس .
        وذُكِر له رجل .
        فقال: ما أعلم إلا خيرا .
        قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك !
        فتبسم ، وقال: ما أعلم إلا خيرا هو أعلم ، وما يقول ، تريد أن أقول ما لا أعلم ؟!
        وقال: رحم الله سالما [بن عبد الله بن عمر] زحمت راحلته راحلة رجل ، فقال الرجل: لسالم أراك شيخ سوء !
        قال: ما أبعدت.
        عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان ، فقال: إن فلانا يقع فيك .
        فقال: لأغيظن من أَمَرَه : يغفر الله لي وله .
        قيل له: من أَمَرَه ؟ قال: الشيطان.
        صابر أوبيري
        www.essential-translation.com

        تعليق

        • soubiri
          أعضاء رسميون
          • May 2006
          • 1459

          #19
          طرف وملح

          صابر أوبيري
          www.essential-translation.com

          تعليق

          • soubiri
            أعضاء رسميون
            • May 2006
            • 1459

            #20
            طرف وملح

            قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/252

            وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي ، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ ، وبقي جسمُه يابساً ؛ لكن لم تأكل منه شيئاً ، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء ، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك ، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه ، فاحفِروا عن يمين أو يسار.
            صابر أوبيري
            www.essential-translation.com

            تعليق

            • soubiri
              أعضاء رسميون
              • May 2006
              • 1459

              #21
              طرف وملح

              قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص195:

              سمعت إسحاق بن عمر بن سليط يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: سمعت أيوب يقول: من أراد أن يعرف خطأ معلمه فليجلس إلى غيره.
              ونحوه في المعرفة والتاريخ 2/138، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 2/680، وحلية الأولياء 3/9.

              وقال ابن حزم في مراتب العلوم ص77 [ضمن مجموع رسائله ج4]: [في وصايا لطالب العلم]

              .. وسكنى حاضرة فيها العلم ، ولقاء المتنازعين وحضور المتناظرين فبهذا تلوح الحقائق ، فليس من تكلم عن نفسه وما يعتقده كمن تكلم عن غيره ، ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة ، ومن لم يسمع إلا من عالم واحد أوشك أن لا يحصل على طائل ، وكان كمن يشرب من بئر واحدة ، ولعله اختار الملح المكدر ، وقد ترك العذب ، ومع اعتراك الأقران ومعارضتهم يلوح الباطل من الحق ، ولا بد ، فمن طلبه كما ذكرنا أوشك أن ينجح مطلبه ، وأن لا ينفق سعيه ، وأن يحصل في المدة اليسيرة على الفائدة العظيمة ، ومن تعدى هذه الطريقة كثر تعبه ، وقلت منفعته .
              صابر أوبيري
              www.essential-translation.com

              تعليق

              • amattouch
                عضو منتسب
                • May 2006
                • 971

                #22
                طرف وملح

                قال ابن النديم في (الفهرست) في ترجمة أبي الأسود الدؤلي: ( كان بمدينة الحديثة رجل يقال له محمد بن الحسين ويعرف بابن أبي بعرة، جماعة للكتب، له خزانة لم أر لأحد مثلها كثرة، تحتوي على قطعة من الكتب العربية في النحو واللغة والأدب والكتب القديمة، فلقيت هذا الرجل دفعات، فأنس بي، وكان نفوراً ضنينا بما عنده، خائفاً من بني حمدان، فأخرج لي قمطراً كبيراً فيه نحو ثلاثمائة رطل جلود فلجان وصكاك وقرطاس مصر وورق صيني وورق تهامي، وجلود أدم، وورق خراساني، فيها تعليقات عن العرب وقصائد مفردات من أشعارهم وشيء من النحو والحكايات والأخبار والأسماء والأنساب وغير ذلك من علوم العرب وغيرهم، وذكر أن رجلاً من أهل الكوفة ذهب عنى اسمه كان مستهتراً بجمع الخطوط القديمة وأنه لما حضرته الوفاة خصه بذلك لصداقة كانت بينهما، وأفضالٍ من محمد بن الحسين عليه، ومجانسة المذهب، فإنه كان شيعياً فرأيتها وقلبتها فرأيت عجباً إلا أن الزمان قد أخلقها وعمل فيها عملاً أدرسها وأحرفها وكان على كل جزء أو ورقة أو مدرج توقيع بخطوط العلماء واحدا أثر واحد، يُذكر فيه خط من هو، وتحت كل توقيع توقيع آخر، خمسة وستة من شهادات العلماء على خطوط بعض لبعض. ورأيت في جملتها مصحفاً بخط خالد بن أبي الهياج صاحب علي رضي الله عنه، ثم وصل هذا المصحف إلى أبي عبد الله بن حاني رحمه الله . ورأيت فيها بخطوط الإمامين الحسن والحسين، ورأيت عنده أمانات وعهوداً بخط أمير المؤمنين علي عليه السلام، وبخط غيره من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خطوط العلماء في النحو واللغة مثل أبي عمرو بن العلاء وأبي عمرو الشيباني والأصمعي وابن الأعرابي وسيبويه والفراء والكسائي، ومن خطوط أصحاب الحديث مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم. ورأيت ما يدل على أن النحو عن أبي الأسود ما هذه حكايته، وهي أربعة أوراق أحسبها من ورق الصين، ترجمتها - أي وانها- (أن فيها كلام في الفاعل والمفعول من أبي الأسود رحمة الله عليه بخط يحيى بن يعمر) وتحت هذا الخط بخط عتيق هذا خط علان النحوي وتحته هذا خط النضر بن شميل ثم لما مات هذا الرجل فقدنا القمطر وما كان فيه فما سمعنا له خبراً ولا رأيت منه غير المصحف هذا على كثرة بحثي عنه.
                د/ محمد عمر أمطوش

                تعليق

                • soubiri
                  أعضاء رسميون
                  • May 2006
                  • 1459

                  #23
                  طرف وملح

                  قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:

                  سمعت أبا العدبَّس المروزي يقول: سمعت أبي وعمي يقولان : كنا عند ابن المبارك فاتاه رجل فسأله عن الشعر ؟
                  فقال : لا تقله .
                  قال: هو ذا أنت تقولُ !
                  فقال ابن المبارك : أمرت أن تقتدي بمساوئي ؟!
                  وسمعت محمد بن سرور بن عبد الواحد القرشي يقول سمعت أبي يقول: سمعت رجلا سال ابن المبارك عن الشعر فقال له : أقول الشعر ؟
                  فقال له ابن المبارك : لا .
                  قال : فكيف تقوله أنت ؟!
                  فقال له : أمرت أن تقتدي بمساوئي أو بمحاسني ؟!
                  قلت: لعل الإمام ابن المبارك أخذ هذه الرواية :
                  قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : أَخْبَرَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : رَآنِي أَبِي وَأَنَا أَنْشُدُ الشِّعْرَ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ لَا تَنْشُدُ الشِّعْرَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ كَانَ الْحَسَنُ يُنْشِدُ الشِّعْرَ ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُنْشِدُ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ إنْ أَخَذْتُ بِشَرِّ مَا فِي الْحَسَنِ وَبِشَرِّ مَا فِي ابْنِ سِيرِينَ اجْتَمَعَ فِيكَ الشَّرُّ كُلُّهُ . إعلام الموقعين 3/296.
                  صابر أوبيري
                  www.essential-translation.com

                  تعليق

                  • soubiri
                    أعضاء رسميون
                    • May 2006
                    • 1459

                    #24
                    طرف وملح

                    قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114- 115:

                    حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال : " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك " .
                    حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال :
                    " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه " .
                    حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال : " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به " .

                    صابر أوبيري
                    www.essential-translation.com

                    تعليق

                    • soubiri
                      أعضاء رسميون
                      • May 2006
                      • 1459

                      #25
                      طرف وملح

                      قال الإمام الخطابي في كتاب العزلة ص35:

                      حدثني الحسين بن إسماعيل الفقيه قال: بلغني أن محمد بن الحسن ـ رحمة الله عليه ـ لما أخذ في تصنيف "الجامع الكبير" خلا في سرداب وأمر أهله أن يراعوا وقت غدائه ، ووضوئه فيقدموا إليه حاجته منهما ، وأن يؤخذ من شعره إذا طال ، وأن ينظف ثوبه إذا اتسخ وأن لا يوردوا عليه شيئا يشتغل به خاطره ، وأَقام على ماله وكيلا ، وفوّض إليه أمره ، ثم اقبل على تصنيف الكتاب ، ولم يشعر إلا برجل ينزل إليه بشيء حتى وقف بين يديه ، فأنكره ، فقال له: من أنت ؟
                      قال: أنا صاحب الدار !
                      قال: وكيف ذاك ؟
                      قال: لأني قد ابتعت هذه الدار من فلان ـ يعني وكيله ـ !! ، وكان وكله إياه عن تفويض ، فاحتاج إلى الانتقال.

                      صابر أوبيري
                      www.essential-translation.com

                      تعليق

                      • soubiri
                        أعضاء رسميون
                        • May 2006
                        • 1459

                        #26
                        طرف وملح

                        قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص87:

                        سمعت هارون بن عبد الله يقول حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر قال دخل ـ يعني ـ ميمون مع عبد الله بن عمر ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عامر في مرضه الذي مات فيه فشكى إلى القوم ما كان فيه ، فقالوا : لقد وصلت الرحم ، وبنيت المنارات ، واتخذت المصانع ، وحفرت الآبار ، وحملت ابن السبيل ، وذيت ، وعين عبد الله بن عامر إلى ابن عمر أي شيء يقول ؟
                        فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، وسترد فترى .
                        قال جعفر : وحدثني ميمون قال : لما صرنا بالباب ، أو خرجنا قال ابن عمر : لئن كان ليس عليكم تبعة فيما أخذتم ، وأجرتم فيما أنفقتم = لقد سبقتم الناس سبقا بعيدا . اهـ

                        صابر أوبيري
                        www.essential-translation.com

                        تعليق

                        • soubiri
                          أعضاء رسميون
                          • May 2006
                          • 1459

                          #27
                          طرف وملح وفوائد

                          قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله :

                          .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة ، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس ؛ ليتقوا ضلاله ، ويعلموا حاله ، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح ، وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض ، أو تنازع على الرئاسة ؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح ، وقصده في الباطن الغض من الشخص ، واستيفاؤه منه ! = فهذا من عمل الشيطان ، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص ، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم ، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه . مجموع الفتاوى 28/221.
                          .. ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية ، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ، ورياء ، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل . مجموع الفتاوي 28/235.
                          صابر أوبيري
                          www.essential-translation.com

                          تعليق

                          • soubiri
                            أعضاء رسميون
                            • May 2006
                            • 1459

                            #28
                            طرف وملح وفوائد

                            قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:

                            سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال : قسم عمر عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه ، فقال: ما أحمقكم ، لو كان هذا لي ما أعطيتكم منه درهما واحدا .
                            صابر أوبيري
                            www.essential-translation.com

                            تعليق

                            • soubiri
                              أعضاء رسميون
                              • May 2006
                              • 1459

                              #29
                              طرف وملح وفوائد

                              قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص197:

                              سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن الحب في الله ؟ فقال : هو أن لا تحبه لطمع دنيا .
                              قلت: لا بد أن تستحضر أن من طمع الدنيا أن تحبه وتصحبه لتفخر بصحبته .
                              صابر أوبيري
                              www.essential-translation.com

                              تعليق

                              • soubiri
                                أعضاء رسميون
                                • May 2006
                                • 1459

                                #30
                                طرف وملح وفوائد

                                في ترجمة الإمام أبي مظفر السمعاني في طبقات الشافعية الكبرى 5/336:

                                خرج إلى الحجاز على غير الطريق المعتاد ـ فإن الطريق كان قد انقطع بسبب استيلاء العرب ـ فقطع عليه وعلى رفقته الطريق ، وأسروا واستمر أبو المظفر مأسورا في أيدي عرب البادية صابرا إلى أن خلصه الله تعالى فحكي أنه لما دخل البادية وأخذته العرب كان يخرج مع جمالها إلى الرعي ، قال: ولم أقل لهم إني أعرف شيئا من العلم ، فاتفق أن مقدم العرب أراد أن يتزوج ، فقالوا: نخرج إلى بعض البلاد ليعقد هذا العقد بعض الفقهاء ، فقال أحد الأسراء : هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصحراء فقيه خراسان!
                                فاستدعوني وسألوني عن أشياء فأجبتهم ، وكلمتهم بالعربية ، فخجلوا واعتذروا ، وعقدت لهم العقد ففرحوا وسألوني أن أقبل منهم شيئا ، فامتنعت وسألتهم فحملوني إلى مكة في وسط السنة ، وبقيت بها مجاورا ، وصحبت في تلك المدة سعدا الزنجاني .
                                قلت: في هذه القصة بيان عملي لمكانة العلماء عند العامة بل حتى عند اللصوص و الفساق.

                                صابر أوبيري
                                www.essential-translation.com

                                تعليق

                                يعمل...