القرار الحادي عشر: رسمُ صوتِ القَيْف
في يوم السبت 5/ 6/ 1435هـ الموافق 5 إبريل 2014م. اتخذ مجمع اللغة الافتراضي قراره العاشر (صوت القَيْف) بأغلبية أصوات اللجنة العلمية، ونص القرار:
((يرى مجمع اللغة الافتراضي أن الصوت الواقع بين القاف والكاف الذي جرى على ألسنة أقوامٍ كُثُر من العرب قديماً وحديثاً ووصفه ابن قتيبة وابن فارس وابن خلدون يستحق أن يسمى: (صوت القَيْف) (وتنطق كلمة القَيْف على وزن السَّيْف، بنطقهم لذلك الحرف في لهجاتنا)
كما يرى المجمع أن الأصل في هذا الحرف هو القاف الفصحى، وأن على المتكلمين التعود على القاف الفصحى، ولكن يجوز عند الحاجة لحكاية لهجة القَفْقَفَة أن يقال مثلا: ننطق اسم مقبل ومقرن ومطلق بحرف القَيْف، ليفهم القارئ حقيقة الصوت المراد في النص المكتوب.
وتم اختيار مصطلح (صوت القَيْف) لاختصاره ودقّته وبعده عن المناطقية والفئوية،؛ لأن هذا الصوت شائع في مناطق متعددة ومتفرقة عند المشارقة والمغاربة.. ولأن هذا الصوت يأتلف في نطقه ورسمه وينسجم مع أسماء الحروف العربية، وأنه صوت فرعي كما وصفه سيبويه وابن قتيبة وابن فارس وابن خلدون، وأنه لا يدخل في الحروف الأصلية الثمانية والعشرين، فهو من الأصوات الفرعية الأربعة عشر التي ذكرها القدامى، وليس لنا فيه سوى الاسم))
السبت 5/ 6/ 1435هـ الموافق 5 إبريل 2014م.
مسوغات القرار الحادي عشر: رسم صوت القيف:
كان بعض القدامى في القرن الرابع يرسم صوت القيف بالكاف الفارسية (گــ) وبها رسم ابن دريد في الجمهرة وابن فارس في الصاحبي بيتاً لشاعرٍ تميميّ نجديٍّ بلغة القفقفة (ولا أكُولُ لِكدرِ الكَوْمِ قَدْ نضجت) ولم تكن هذه الكاف الفارسية وجهاً أو اختياراً مناسباً، إذ نتج عنها انحرافٌ صوتيٌّ لهجيّ ولحن يتفاقم مع الأيام، وتحوّلت القَيْفُ إلى كاف خالصة، بسبب الرسم المشابه للكاف، وأسرعَ في ذلك تركُهم شرطة الكاف العليا فوقها تهاونا في أمرها، ورسمت القيف بكاف خالصة؛ لأنها غير مألوفة بشرطتها الفارسية الملتبسة بالفتحة، وحدث هذا التحوّل أو الانحراف الصوتي اللهجي في عدد من الأسماء في العراق والشام كثيرا، كالعلم (قاصد) ينطقونه بالقَيْف ويرسمونه بالكاف الفارسية، (گاسط) ولكنهم مع الأيام تناسوا أنها كافٌ فارسية واختفت الشرطة، فتوارثوا هذا الاسم وأمثاله بالكاف العربية (كاصد) فانحرف صوت القيف مع الأيام إلى كاف خالصة، ورأيتهم يكتبون (كاصد كريم) يعني قاصد كريم، ومثله (مطلق) كانوا ينطقونها في العراق كما ننطقها في لهجاتنا بحرف القيف، ولكنهم كتبوها بالكَاف الفارسية (مطلكَـ ) وتحوّلت مع الأيام بسبب وهم الكتابة إلى الكاف العربية، فكتبوها: (مطلك) ونطقوها بالكاف بدل القيف.
وأوضح الأدلة على ذلك الانحراف الصوتي بيت القفقفة المشهور الذي كتبه ابن دريد وابن فارس وتناقله محدثون كالرافعي في تاريخ آداب العرب وعبدالله عبدالجبار في قصة الأدب في الحجاز، فكتبوه بالكاف العربية متناسين أنه بالكاف الفارسية، حتى إن محققَي الجمهرة والصاحبي لم ينتبها إلى هذا، وهما من علماء اللغة الكبار.. لقد تحولت القيف المكتوبة بالكاف الفارسية مع الأيام إلى الكاف العربية وفسد معها بيت القفقفة، وهو:
ولا أكُولُ لِكدرِ الكَوم قَدْ نضجت ولا أكولُ لبابِ الدَّار مَكْفولُ
هكذا رسموه في المصادر الأربعة، فالتبس على كثير من الناس، حتى من أهل التخصص يقرؤونه بالكاف العربية الخالصة، فيُستهجن البيت ويُستقبح، ويضيع فيه شاهد القفقفة، ولو كان للقيف رسم غير الكاف الفارسية ما وقع هذا الخلط.
ولذا رأى المجمع أن تستبعد هذه الـكَاف الفارسية، لما نجم عنها من تحريف وتغيير وفساد ولحن ليكون الاجتهاد دائراً حول رسم القاف بتغيير يسير في إعجامها، لتبقى القَيْفُ مشدودةً إلى أصلها القاف الفصحى، فالقيف في أصلها قاف وليست كافاً، ورسمها بحرف قريب من القاف يبقيها في حرم الأصل الذي انشعبت منه، ولا يؤدي إلى انحراف صوتي وتغيير أو انحراف صوتي لهجي، كما حدث مع الكَاف الفارسية، والغاية من الرسم والنقط و(الإعجام) تمايز الأصوات ومنع اختلاطها.
وقد كُوّنت لجنة علمية نظرت في المقترحات التي طرحها الزملاء الكرام أعضاء المجمع في نقاشاتهم في الأسابيع الماضية، وكان أبرز المقترحات أن يرسم حرف القيف بصورة تُختار مما يأتي:
1- بنقطتين تحت جسم القاف.
2- بنقتين من فوق ونقطة تحت.
3- بنقطتين عموديتين من فوق.
4- بثلاث نقط من فوق.
5- بنقطة وسط دائرة القاف.
6- بحرف مثل القاف ولكنه مهملٌ من النقط.
7- بقاف فوقها رأس الهمزة.
وكانت الأغلبية مع الاقتراح الأول، أي أن يرسم صوت القيف بالقاف منقوطة بنقطتين من تحت، وتداول أعضاء اللجنة وكذلك أعضاء المجمع بعض العلل التي رجّحت هذا الاختيار وفضلته على الأوجه الستة المقترحة غيره، وأغلبها يدر حول اللبس والرغبة في تجنبه، فمثلا في الاقتراح الرابع القيف (رسم القيف بثلاث نقط من فوق) يلتبس بالـ "ڤ" الفارسية وكذلك بنقحرة الحرف اللاتيني: V فيقع اللبس والوهم، ورسمها مجردة من النقط يلتبس بالميم في أول الكلمة أو في وسطها، ورسمه بنقطة داخل الحلقة لا يخلو من مشقة ولا يتحقق بسهولة لضيق الحلقة، والتجربة اليدوية تؤكد ذلك. وبقي التفاضل بين القاف المنقوطة بنقطتين من تحت أو بنقطتين متعامدتين من فوق.. فكان رأي الأغلبية في اللجنة يتجه إلى تفضيل النقطتين من تحت، تحرزا من لبس قد يقطع وخاصة عند الكتابة باليد.
القرار المجمعي الحادي عشر: رسم صوت القيف:
((يرى مجمع اللغة الاقتراضي أن يرسم حرف القيف بحرف القاف الفصحى منقوطة بنقطتين من تحت، وهذا مألوف في العربية في الباء والجيم والياء، ومألوف في الخط المغاربي (الأندلسي) حين يرسمون الفاء بنقطة من تحتها، وهي أخت القاف في الهجاء، ويدعو إلى وضع هذا الحرف في لوحات المفاتيح وأجهزة الطباعة.
والحاجة إلى رسم القيف قائمة حين يراد للرسم أن يحاكي النطق اللهجي بدقة ووضوح، وفيه إعانة للباحثين اللغويين عند رسم لهجة عربية قديمة كالسبئية أو لهجة أحدث كاللهجة الشائعة على لسان عامّة النجديين والحجازيين وعامة العرب من الخليج إلى المحيط وجذورها بعيدة على نحو ما وصف ابن خلدون، وكذلك اللهجات في أخوات العربية الساميات، ويعين المترجمين والمعَرّبين عند "نقحرة" الأسماء الأجنبية حين يكون في حروفها الحرف المطابق لحرف القيف، وهو gفي كلمة good ونحوها))
نموذج لرسم صوت القيف:
مجمع اللغة الافتراضي بالمدينة المنورة
يوم السبت 11 رجب 1435هـ
11 مايو 2014م
في يوم السبت 5/ 6/ 1435هـ الموافق 5 إبريل 2014م. اتخذ مجمع اللغة الافتراضي قراره العاشر (صوت القَيْف) بأغلبية أصوات اللجنة العلمية، ونص القرار:
((يرى مجمع اللغة الافتراضي أن الصوت الواقع بين القاف والكاف الذي جرى على ألسنة أقوامٍ كُثُر من العرب قديماً وحديثاً ووصفه ابن قتيبة وابن فارس وابن خلدون يستحق أن يسمى: (صوت القَيْف) (وتنطق كلمة القَيْف على وزن السَّيْف، بنطقهم لذلك الحرف في لهجاتنا)
كما يرى المجمع أن الأصل في هذا الحرف هو القاف الفصحى، وأن على المتكلمين التعود على القاف الفصحى، ولكن يجوز عند الحاجة لحكاية لهجة القَفْقَفَة أن يقال مثلا: ننطق اسم مقبل ومقرن ومطلق بحرف القَيْف، ليفهم القارئ حقيقة الصوت المراد في النص المكتوب.
وتم اختيار مصطلح (صوت القَيْف) لاختصاره ودقّته وبعده عن المناطقية والفئوية،؛ لأن هذا الصوت شائع في مناطق متعددة ومتفرقة عند المشارقة والمغاربة.. ولأن هذا الصوت يأتلف في نطقه ورسمه وينسجم مع أسماء الحروف العربية، وأنه صوت فرعي كما وصفه سيبويه وابن قتيبة وابن فارس وابن خلدون، وأنه لا يدخل في الحروف الأصلية الثمانية والعشرين، فهو من الأصوات الفرعية الأربعة عشر التي ذكرها القدامى، وليس لنا فيه سوى الاسم))
السبت 5/ 6/ 1435هـ الموافق 5 إبريل 2014م.
مسوغات القرار الحادي عشر: رسم صوت القيف:
كان بعض القدامى في القرن الرابع يرسم صوت القيف بالكاف الفارسية (گــ) وبها رسم ابن دريد في الجمهرة وابن فارس في الصاحبي بيتاً لشاعرٍ تميميّ نجديٍّ بلغة القفقفة (ولا أكُولُ لِكدرِ الكَوْمِ قَدْ نضجت) ولم تكن هذه الكاف الفارسية وجهاً أو اختياراً مناسباً، إذ نتج عنها انحرافٌ صوتيٌّ لهجيّ ولحن يتفاقم مع الأيام، وتحوّلت القَيْفُ إلى كاف خالصة، بسبب الرسم المشابه للكاف، وأسرعَ في ذلك تركُهم شرطة الكاف العليا فوقها تهاونا في أمرها، ورسمت القيف بكاف خالصة؛ لأنها غير مألوفة بشرطتها الفارسية الملتبسة بالفتحة، وحدث هذا التحوّل أو الانحراف الصوتي اللهجي في عدد من الأسماء في العراق والشام كثيرا، كالعلم (قاصد) ينطقونه بالقَيْف ويرسمونه بالكاف الفارسية، (گاسط) ولكنهم مع الأيام تناسوا أنها كافٌ فارسية واختفت الشرطة، فتوارثوا هذا الاسم وأمثاله بالكاف العربية (كاصد) فانحرف صوت القيف مع الأيام إلى كاف خالصة، ورأيتهم يكتبون (كاصد كريم) يعني قاصد كريم، ومثله (مطلق) كانوا ينطقونها في العراق كما ننطقها في لهجاتنا بحرف القيف، ولكنهم كتبوها بالكَاف الفارسية (مطلكَـ ) وتحوّلت مع الأيام بسبب وهم الكتابة إلى الكاف العربية، فكتبوها: (مطلك) ونطقوها بالكاف بدل القيف.
وأوضح الأدلة على ذلك الانحراف الصوتي بيت القفقفة المشهور الذي كتبه ابن دريد وابن فارس وتناقله محدثون كالرافعي في تاريخ آداب العرب وعبدالله عبدالجبار في قصة الأدب في الحجاز، فكتبوه بالكاف العربية متناسين أنه بالكاف الفارسية، حتى إن محققَي الجمهرة والصاحبي لم ينتبها إلى هذا، وهما من علماء اللغة الكبار.. لقد تحولت القيف المكتوبة بالكاف الفارسية مع الأيام إلى الكاف العربية وفسد معها بيت القفقفة، وهو:
ولا أكُولُ لِكدرِ الكَوم قَدْ نضجت ولا أكولُ لبابِ الدَّار مَكْفولُ
هكذا رسموه في المصادر الأربعة، فالتبس على كثير من الناس، حتى من أهل التخصص يقرؤونه بالكاف العربية الخالصة، فيُستهجن البيت ويُستقبح، ويضيع فيه شاهد القفقفة، ولو كان للقيف رسم غير الكاف الفارسية ما وقع هذا الخلط.
ولذا رأى المجمع أن تستبعد هذه الـكَاف الفارسية، لما نجم عنها من تحريف وتغيير وفساد ولحن ليكون الاجتهاد دائراً حول رسم القاف بتغيير يسير في إعجامها، لتبقى القَيْفُ مشدودةً إلى أصلها القاف الفصحى، فالقيف في أصلها قاف وليست كافاً، ورسمها بحرف قريب من القاف يبقيها في حرم الأصل الذي انشعبت منه، ولا يؤدي إلى انحراف صوتي وتغيير أو انحراف صوتي لهجي، كما حدث مع الكَاف الفارسية، والغاية من الرسم والنقط و(الإعجام) تمايز الأصوات ومنع اختلاطها.
وقد كُوّنت لجنة علمية نظرت في المقترحات التي طرحها الزملاء الكرام أعضاء المجمع في نقاشاتهم في الأسابيع الماضية، وكان أبرز المقترحات أن يرسم حرف القيف بصورة تُختار مما يأتي:
1- بنقطتين تحت جسم القاف.
2- بنقتين من فوق ونقطة تحت.
3- بنقطتين عموديتين من فوق.
4- بثلاث نقط من فوق.
5- بنقطة وسط دائرة القاف.
6- بحرف مثل القاف ولكنه مهملٌ من النقط.
7- بقاف فوقها رأس الهمزة.
وكانت الأغلبية مع الاقتراح الأول، أي أن يرسم صوت القيف بالقاف منقوطة بنقطتين من تحت، وتداول أعضاء اللجنة وكذلك أعضاء المجمع بعض العلل التي رجّحت هذا الاختيار وفضلته على الأوجه الستة المقترحة غيره، وأغلبها يدر حول اللبس والرغبة في تجنبه، فمثلا في الاقتراح الرابع القيف (رسم القيف بثلاث نقط من فوق) يلتبس بالـ "ڤ" الفارسية وكذلك بنقحرة الحرف اللاتيني: V فيقع اللبس والوهم، ورسمها مجردة من النقط يلتبس بالميم في أول الكلمة أو في وسطها، ورسمه بنقطة داخل الحلقة لا يخلو من مشقة ولا يتحقق بسهولة لضيق الحلقة، والتجربة اليدوية تؤكد ذلك. وبقي التفاضل بين القاف المنقوطة بنقطتين من تحت أو بنقطتين متعامدتين من فوق.. فكان رأي الأغلبية في اللجنة يتجه إلى تفضيل النقطتين من تحت، تحرزا من لبس قد يقطع وخاصة عند الكتابة باليد.
القرار المجمعي الحادي عشر: رسم صوت القيف:
((يرى مجمع اللغة الاقتراضي أن يرسم حرف القيف بحرف القاف الفصحى منقوطة بنقطتين من تحت، وهذا مألوف في العربية في الباء والجيم والياء، ومألوف في الخط المغاربي (الأندلسي) حين يرسمون الفاء بنقطة من تحتها، وهي أخت القاف في الهجاء، ويدعو إلى وضع هذا الحرف في لوحات المفاتيح وأجهزة الطباعة.
والحاجة إلى رسم القيف قائمة حين يراد للرسم أن يحاكي النطق اللهجي بدقة ووضوح، وفيه إعانة للباحثين اللغويين عند رسم لهجة عربية قديمة كالسبئية أو لهجة أحدث كاللهجة الشائعة على لسان عامّة النجديين والحجازيين وعامة العرب من الخليج إلى المحيط وجذورها بعيدة على نحو ما وصف ابن خلدون، وكذلك اللهجات في أخوات العربية الساميات، ويعين المترجمين والمعَرّبين عند "نقحرة" الأسماء الأجنبية حين يكون في حروفها الحرف المطابق لحرف القيف، وهو gفي كلمة good ونحوها))
نموذج لرسم صوت القيف:
مجمع اللغة الافتراضي بالمدينة المنورة
يوم السبت 11 رجب 1435هـ
11 مايو 2014م