يتجلى أحد أشكال الخلاف ضمن سياق ما يسمى باللغة العربية الفصحى باعتماد ثلاث مرجعيات لغوية مختلفة فيما يخص أشهر السنة أو التقويم. تتبنى دول بلاد الشام أسماء الأشهر السريانية بينما تعتمد دول مجلس التعاون الخليجي أسماء الأشهر العربية والتقويم القمري في حين تستعير دولة مصر ودول المغرب أسماء شهور السنة من اللاتينية وكل ذلك في إطار ما يسمى العربية 'الفصحى'.
هذا وقد نجد في جميع هذه الدول من يشير إلى الأشهر السريانية أو التقويم الشمسي السرياني بالتقويم الغربي أو المسيحي. يمكن أن يكون الأمر مفهوماً عندما ينطق بذلك خليجي لكن ما معنى أن يقوله سوري أولبناني أو عراقي مثلاً؟ في الحقيقة تتفق أسماء الشهور السريانية باستثناء “كانون” و”حزيران” مع أسمائها عند البابليين ولم يكن البابليون مسيحيين ولا غربيين بل أن اسم “تموز” سومري وهو اسم الاله السومري المعروف. أضيف إلى ذلك ارتباط الكثير من الأقوال والأمثال الشعبية في بلاد الشام مثلاً بأسماء الأشهر السريانية والبابلية
أذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر:
إجى كانون تخبى ببيتك يا مجنون
هواء كوانين يخرق المصارين
شباط ما عليه رباط
آذار ابو الزلازل والأمطار
آذار الغدار
مطر نيسان بيحيي الانسان
آب اللهاب
تموز يفور المي فى الكوز
وبالتالي فإن استبدال أسماء هذه الأشهر بمقابلاتها العربية يعني فيما يعنيه تخلي أبناء بلاد الشام مثلاً عن ثقافتهم وهو ما لن يقبلوا به عن طيب خاطر. ولهذا الأمر ما يقابله عند المصريين أيضاً حيث تستمد الكثير من الأقوال والأمثال الشعبية جذورها من أشهر السنة القبطية ولكن يبدو أن هذا الخلاف الثقافي قد حسم في مصر ودول المغرب على الطريقة الهندية أي بالاستعانة بلغة حيادية "اللاتينية": تجنباً للخلاف الثقافي الكبير بين العربية والقبطية من جهة أو العربية والأمازيغية من جهة أخرى.
أفضل لهذا السبب ولأسباب كثيرة أخرى استخدام مصطلح العربية القياسية المعاصرة بدلاً من "اللغة العربية الفصحى" ولا سيما أن الفصاحة صفة للمتكلم يكتسبها بالقراءة والكتابة والمران في استخدام اللغة وتوظيفها لغايات مختلفة وليست صفة اللغة. لوافترضنا تجاوزاً وجود لغة ما فصحى أو فصيحة لكان جميع الناطقين بها كلغة أم فصحاء وهذا ما لا يمكن أن يكون حال اللغة العربية القياسية المعاصرة Modern Standard Arabic لعدم وجود من يتعلمها كلغة أم وإنما يتعلمها الجميع في المدارس وليس من قبل أحد أو كلا الوالدين.
هذا وقد نجد في جميع هذه الدول من يشير إلى الأشهر السريانية أو التقويم الشمسي السرياني بالتقويم الغربي أو المسيحي. يمكن أن يكون الأمر مفهوماً عندما ينطق بذلك خليجي لكن ما معنى أن يقوله سوري أولبناني أو عراقي مثلاً؟ في الحقيقة تتفق أسماء الشهور السريانية باستثناء “كانون” و”حزيران” مع أسمائها عند البابليين ولم يكن البابليون مسيحيين ولا غربيين بل أن اسم “تموز” سومري وهو اسم الاله السومري المعروف. أضيف إلى ذلك ارتباط الكثير من الأقوال والأمثال الشعبية في بلاد الشام مثلاً بأسماء الأشهر السريانية والبابلية
أذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر:
إجى كانون تخبى ببيتك يا مجنون
هواء كوانين يخرق المصارين
شباط ما عليه رباط
آذار ابو الزلازل والأمطار
آذار الغدار
مطر نيسان بيحيي الانسان
آب اللهاب
تموز يفور المي فى الكوز
وبالتالي فإن استبدال أسماء هذه الأشهر بمقابلاتها العربية يعني فيما يعنيه تخلي أبناء بلاد الشام مثلاً عن ثقافتهم وهو ما لن يقبلوا به عن طيب خاطر. ولهذا الأمر ما يقابله عند المصريين أيضاً حيث تستمد الكثير من الأقوال والأمثال الشعبية جذورها من أشهر السنة القبطية ولكن يبدو أن هذا الخلاف الثقافي قد حسم في مصر ودول المغرب على الطريقة الهندية أي بالاستعانة بلغة حيادية "اللاتينية": تجنباً للخلاف الثقافي الكبير بين العربية والقبطية من جهة أو العربية والأمازيغية من جهة أخرى.
أفضل لهذا السبب ولأسباب كثيرة أخرى استخدام مصطلح العربية القياسية المعاصرة بدلاً من "اللغة العربية الفصحى" ولا سيما أن الفصاحة صفة للمتكلم يكتسبها بالقراءة والكتابة والمران في استخدام اللغة وتوظيفها لغايات مختلفة وليست صفة اللغة. لوافترضنا تجاوزاً وجود لغة ما فصحى أو فصيحة لكان جميع الناطقين بها كلغة أم فصحاء وهذا ما لا يمكن أن يكون حال اللغة العربية القياسية المعاصرة Modern Standard Arabic لعدم وجود من يتعلمها كلغة أم وإنما يتعلمها الجميع في المدارس وليس من قبل أحد أو كلا الوالدين.