قال الشيخ الدكتور محمد حسن حسن جبل رحمه الله في كتابه الفريد المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم:
الإلاهة كرسالة: أي الشمس. و قيّد بعضهم* بأن العرب سمّت الشمس لمَّا عبدوها إلاها. وتقال أيضا كرُخَامة..... و قال بعضهم هي كرخامة: أي الشمس الحارة. أو الإلاهة كرسالة أي الحية و هي الهلال. و الهلال الحية إذا سُلِخت أو هو سِلْخ الحية بكسر السين. و هو غلاف شفاف يتربى عليها بين حين و آخر فتخلعه. فالذي أرجحه هو أن عبارة الإلاهة الحية تحريرها الإلاهة: سِلخ الحية. فهو المُتسق مع الإلاهة: الشمس. في الشفافية. و لعل هذا مقصود ثعلب بقوله الإلاهه :الهلال.
المعنى المحوري للفظ الإلاهة شفافية أو ضوء مع أثرٍ تُستَشعر حدَتُه، كضوء الشمس و معه حرارتها. و كسلخ الحية بشفافيته مع استشعار إرتباطه بحِدّة السُّم في الافعى.
هذا، و قد قال فريق من العلماء إن لفظ الجلالة الله ليس من الأسماء التي يجوز اشتقاق فعل منها كما يجوز في الرحمن الرحيم، أي انه غير مشتق. و قال فريق آخر إن أصله الإلاء، و حُذفت الهمزة كما حُذفت من الناس و أصله الأُناس، و كما حذفت من "لكناّ هو الله ربي" و أصلها لكن أنا. فإذا جرينا على الرأي الثاني، تأتَّى فيه من المعنى المحوري الذي ذكرناه معنى النور و التعالي و الغيبية و استشعار الأثر، و هي معانٍ لغوية تؤخذ من استعمال لفظ "إلاء" للشمس و سلخ الحية.
و لهذه المعاني اللغوية تجليات في معاني الألوهية، فالإله الحق جل جلاله نور لا يحاط بكنه حقيقته.* بيده كل شيء: العالم كله مما هو أدق من الذرة الى ما هو أعظم من كل مجرة علما و ملكا و إيجادا و تصريفا و إفناء. وأستفر الله من قصور العبارة. و كل ما جاء من مفردات هذا التركيب، فهو إما الإله الحق سبحانه منه لفظ الجلالة أصله الإله حُذِفت الهمزة و أُدغِمت اللام في اللام. وإما ما اتخذه المشركون إلاها. و جمعه آلهة تعالى الله عما يصفون. والسياقات واضحة في المراد.
وقالوا إن الإلاهة تعني العبادة. منه يكون الإله تعني المعبود. و التعبير عن العبودية و المملوكية هو من أول لوازم* إعتقاد الألوهية. و قد رد بعضهم لفظ إلاء الى ألِهَ كفرِح. بمعنى تحير أو لجأ الى كذا. لكن ما قلناه أوفق لمنهج هذه الرسالة و الله أعلم. قال تعالى " و لله الأسماء الحسنى فأدعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه" الأعراف 180. و نعوذ بالله أن نكون منهم. قال تعالى" و لله المثل الأعلى و هو العزيز الحكيم" النحل 60. و قال عز و جل " و له المثل الأعلى في السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم" الروم 27. و قال" من إتخذ إلهه هواه "* الفرقان 43 و الجاثية 23. أي أقام الإله الذي يعبده هواه، فهو جارٍ على ما يكون في هواه. و المعنى أنه لم يتخذ إلاها إلا هواه. أقول: و في الآية إثبات لدخول الطاعة ضمن معنى عبادة الإله. و هو معنى كان* محل تساؤل عدي بن حاتم عن حقيقة اتخاذ اليهود و النصارى الأحبار و الرهبان أربابا-التوبة 31.* فأجابه صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا يطيعونهم في تحليل ما حرّم الله و تحريم ما أحلّ الله. و الطاعة من صميم لوازم المملوكية في معنى "عبد" و قد قالوا إن لفظ اللهم، الميم فيه بدل عن ياء النداء. فمعناها يا ألله. و الاقرب الى نفسي أنها بمعنى يا من هو إلاهي.
انتهى كلامه رحمه الله.
الإلاهة كرسالة: أي الشمس. و قيّد بعضهم* بأن العرب سمّت الشمس لمَّا عبدوها إلاها. وتقال أيضا كرُخَامة..... و قال بعضهم هي كرخامة: أي الشمس الحارة. أو الإلاهة كرسالة أي الحية و هي الهلال. و الهلال الحية إذا سُلِخت أو هو سِلْخ الحية بكسر السين. و هو غلاف شفاف يتربى عليها بين حين و آخر فتخلعه. فالذي أرجحه هو أن عبارة الإلاهة الحية تحريرها الإلاهة: سِلخ الحية. فهو المُتسق مع الإلاهة: الشمس. في الشفافية. و لعل هذا مقصود ثعلب بقوله الإلاهه :الهلال.
المعنى المحوري للفظ الإلاهة شفافية أو ضوء مع أثرٍ تُستَشعر حدَتُه، كضوء الشمس و معه حرارتها. و كسلخ الحية بشفافيته مع استشعار إرتباطه بحِدّة السُّم في الافعى.
هذا، و قد قال فريق من العلماء إن لفظ الجلالة الله ليس من الأسماء التي يجوز اشتقاق فعل منها كما يجوز في الرحمن الرحيم، أي انه غير مشتق. و قال فريق آخر إن أصله الإلاء، و حُذفت الهمزة كما حُذفت من الناس و أصله الأُناس، و كما حذفت من "لكناّ هو الله ربي" و أصلها لكن أنا. فإذا جرينا على الرأي الثاني، تأتَّى فيه من المعنى المحوري الذي ذكرناه معنى النور و التعالي و الغيبية و استشعار الأثر، و هي معانٍ لغوية تؤخذ من استعمال لفظ "إلاء" للشمس و سلخ الحية.
و لهذه المعاني اللغوية تجليات في معاني الألوهية، فالإله الحق جل جلاله نور لا يحاط بكنه حقيقته.* بيده كل شيء: العالم كله مما هو أدق من الذرة الى ما هو أعظم من كل مجرة علما و ملكا و إيجادا و تصريفا و إفناء. وأستفر الله من قصور العبارة. و كل ما جاء من مفردات هذا التركيب، فهو إما الإله الحق سبحانه منه لفظ الجلالة أصله الإله حُذِفت الهمزة و أُدغِمت اللام في اللام. وإما ما اتخذه المشركون إلاها. و جمعه آلهة تعالى الله عما يصفون. والسياقات واضحة في المراد.
وقالوا إن الإلاهة تعني العبادة. منه يكون الإله تعني المعبود. و التعبير عن العبودية و المملوكية هو من أول لوازم* إعتقاد الألوهية. و قد رد بعضهم لفظ إلاء الى ألِهَ كفرِح. بمعنى تحير أو لجأ الى كذا. لكن ما قلناه أوفق لمنهج هذه الرسالة و الله أعلم. قال تعالى " و لله الأسماء الحسنى فأدعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه" الأعراف 180. و نعوذ بالله أن نكون منهم. قال تعالى" و لله المثل الأعلى و هو العزيز الحكيم" النحل 60. و قال عز و جل " و له المثل الأعلى في السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم" الروم 27. و قال" من إتخذ إلهه هواه "* الفرقان 43 و الجاثية 23. أي أقام الإله الذي يعبده هواه، فهو جارٍ على ما يكون في هواه. و المعنى أنه لم يتخذ إلاها إلا هواه. أقول: و في الآية إثبات لدخول الطاعة ضمن معنى عبادة الإله. و هو معنى كان* محل تساؤل عدي بن حاتم عن حقيقة اتخاذ اليهود و النصارى الأحبار و الرهبان أربابا-التوبة 31.* فأجابه صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا يطيعونهم في تحليل ما حرّم الله و تحريم ما أحلّ الله. و الطاعة من صميم لوازم المملوكية في معنى "عبد" و قد قالوا إن لفظ اللهم، الميم فيه بدل عن ياء النداء. فمعناها يا ألله. و الاقرب الى نفسي أنها بمعنى يا من هو إلاهي.
انتهى كلامه رحمه الله.
تعليق