ماذا خسر العالم بانحطاط العربية
اللغة وسيلة التفكير أو ربما هي مرآة الفكر أو هما صنوان أيهم الأصل الله أعلم، ولذلك على الأقل يجب أخذ ذلك في عين الاعتبار،
لقد لاحظت أن منظومة الفكر الغربي مبنية على مبدأ الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد بالصدفة ولذلك كل فكرة لديهم مبنية على المشاهدة ثم التصديق بالمعنى ولا أدري أن استطعنا أن نسقط على لغاته اللاتينية ذلك، ومن هناك أصبح مبدأ حتى طرق تدريسهم مبنية على لصق الصورة بالمعنى
بينما منظومة الفكر العربي والذي هو مبني على فكرة التكامل وبوجود الخالق وكل شيء مخلوق فلذلك فكرنا مبني على مبدأ الاستقراء ومن ثم الاستنباط، ولذلك حتى لغته كانت مبنية على مبدأ الاستقراء ثم الاستنباط،
لاستيعاب كيفية النظر ما بين اللغات وطرق معالجة كل منهما،
سأمثّل اللغة العربية بالتفاحة واللغة الإنجليزية بالبرتقالة والمعالجة هي آلة العصر للحصول على العصير من كل منهما،
لكي تحصل على أفضل عصير من كل منهما،
يجب أن تستخدم آلة عصر التفاح للحصول على أفضل عصير للتفاح،
وآلة عصر البرتقال للحصول على أفضل عصير للبرتقال،
هل يمكن استخدام آلة البرتقال لأنها الأكثر شهرة وسعرها أغلى فيتوقع أنها أفضل بالضرورة لاستخدامها مع التفاح للحصول على العصير؟!
هناك احتمال ستحصل على شيء ولكن بالتأكيد لن يكون بمذاق استخدام آلة عصر التفاح.
فآلة عصر البرتقال عملت بطريقة معينة بسبب خصائص البرتقالة
وآلة عصر التفاح عملت بطريقة أخرى بسبب خصائص التفاح
ولكي تعمل آلة عصر جديدة تصلح للاثنين الإطلاع على الآلتين السابقتين سيفيد الكثير في تجاوز ما يمكن أن تواجهه من مشاكل إن لم تطلع عليهما
أتمنى أن يكون هذا التمثيل أسهل في الطرح لفهمه وأفضل في هضمه من الدخول في تفاصيل كثيرة قد تؤدي إلى ضياع المختصين في تفاصيل ربما ترهبهم في المشاركة حتى لطرح آراء ربما تكون جدا مهمة للوصول إلى أنجع السبل في توفير مناهج تدريس للغة العربية جديدة تعيد للعربية وضعها الطبيعي.
جهود العلماء الغربيين الكبيرة والمفصلة في أبحاثهم للوصول إلى طرق ومناهج تدريس لغاتهم وصلوا بها إلى ذلك بناء على منظومة الفكر الغربي والتي هي مبنية على مبدأ الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد بالصدفة ولذلك كل فكرة لديهم مبنية على المشاهدة ثم التصديق بالمعنى، وصلوا إلى أنه أنجع أسلوب في التدريس هو البداية من فكرة الملاحظة أو الصورة ثم التصديق بالمعنى أو اسمها.
في بداية القرن العشرين وبحجة تطوير مناهج تدريس اللغة العربية، جاء بعض علماءنا بمناهج تدريس اللغات اللاتينية ممن درس اللغات وأبحاثها في الدول التي تستخدم الحروف اللاتينية، وحاولوا تطويع اللغة العربية لتتناسب مع ما أتوا به فأخرجوا لنا القراءة الخلدونية وأخواتها.
نتائج ما حصل بحجة تطوير مناهج تدريس اللغة العربية بتطبيق مناهج تدريس اللغات اللاتينية على العربية في بداية القرن العشرين بحذافيرها
في اللغات اللاتينية لا يوجد لديهم مفهوم للوزن (فعل) وبقية الأوزان وفق نفس المفهوم الذي تحويه العربية، ولا يوجد شيء مقابل للحركات في موضوع التمثيل الصوتي للحرف في اللغات اللاتينية كذلك.
فما كان متوفر في حينه من معاجم العربية المتوفرة مبنية على الجذر والصيغة البنائية له وليس على الترتيب الأبجدي كما هو الحال باللغات اللاتينية فأدى إلى التساهل في الاعتماد عليه في المعنى لعدم ملاءمته مع ما تقول به مناهج اللغات اللاتينية. وكان من نتائجه من تعليقات وصلت إلى إلغاء كل ما قدمه أجدادنا وببساطة شطبوه وصرحوا بعدم وجود معاجم عربية أصلا مع إننا من قدّم هذا العلم للبشرية.
التساهل في استخدام الحركات مع الحروف في رسمها وكتابتها، وأدت بالتالي إلى أننا جميعا نجد صعوبة في استخدام الحركات في الكتابة
وبسبب التساهل في توضيح مفهوم الوزن (فعل) وبقية الأوزان أدى إلى تعطيل أهم ميزة في اللغة العربية وهي مبدأ الاستقراء والاستنباط والتي هي العمود الفقري في منظومة الفكر العربي والتي أدت إلى ضبابية في استخدام مبدأ الاستقراء والاستنباط مما أدت إلى تراجع في المساهمة في تطوير الجنس البشري على الكرة الأرضية
ولتوضيح نتائج ذلك العمل ، أحب أن أنوه إلى مسألة بديهة ولكن أظن أنها أم الداء، اللغة هي وسيلة التفكير، ومكونات اللغة هي الجمل، وعناصر الجملة هي الكلمات، ولكي نوحد الطريقة التي نريد التعبير بها، يجب توحيد معاني الكلمات التي ننطق بها، ولا يتم ذلك دون أن نتعود أن نرجع إلى مرجعية لغوية واحدة لمعاني جميع الكلمات، ولقياس ما وصلنا إليه أرجو عمل اختبار ميداني باستقراء أجوبة مجموعة ممن حولك حول معاني الكلمات التالية: حر(رجل حر)، شرف (رجل شريف)، كرامة (كرامة رجل)، عفلق ( عفلق المرأة). دوّن الإجابات التي حصلت عليها وقارنها بأقرب معجم عربي لتكتشف الحقيقة.
ولذلك يجب أن يتم تدريس الطلبة من أول يوم في الدراسة على التعود إلى الرجوع في معنى كل كلمة عربية يريد استخدامها إلى المعجم اللغوي لمعرفة معنى الكلمة التي يريد أن يستخدمها والطرق التي يمكن أن يستخدم بها هذه الكلمة، لا أن تترك إلى فرضية أنه ولد لأبوين عربيين وفي منطقة عربية فهو سيحسنها بالسليقة؟!ربما كان ذلك صحيحا بالنسبة للنطق الصوتي أما من ناحية المعنى فلا.
أتمنى من كل المهتمين والمسئولين والعاملين على إيجاد وتطوير مناهج تدريس اللغة العربية أن ينتبهوا لأخطاء الجيل السابق وأن يجدوا مناهج جديدة وفق احتياجات اللغة العربية وتساعد على الوصول إلى جواهرها لكي يكون الجيل القادم جيل استقراء واستنباط حقيقي يساهم في النظر للعلوم وما متوفر نظرة جديدة تساعد على فتح آفاق وسبل جديدة تساعد على تقدم البشرية
وهل سيكون أي منهاج تعليمي يؤدي الغرض منه، دون أن يغطي حصر المفردات والكلمات والجمل والتعبيرات التي يتم استخدامها في الفترة الزمنية التي يعمل فيها هذا المنهاج؟
مثلا ما يستخدم في الجرائد اليومية والكتب التي يتم الإطلاع عليها بشكل عام في تلك الفترة وفي المواقع الإخبارية مثلا على الشبكة العنكبوتية العالمية الإنترنت؟
وللعلم جمع تلك المفردات والجمل والتعبيرات ومعرفة مقدار تكرارها لتبيان أهمية كل منها ليتم الأخذ في الاعتبار تحديد الأهم فالمهم في العملية التعليمية، مسألة سهلة بوجود الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية الدولية، ومن يحتاج خبرتي في ذلك فأهلا وسهلا
وكذلك أظن ما وجده الأستاذ زارع بن عبدالله بن ظافر من إشراقات المغرب العربي في تطوير المناهج العربية كمثال كما سطره في الموقع التالي
http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=8274
كنبراس لإعادة صياغة مناهج تدريس اللغة العربية للمساهمة ببناء جيل استقراءي استنباطي بما يحويه هذا النظام من عناصر بناء هذه الميزتين والتي هي الحجر الأساس لكل باحث.
وعلى ضوء ما قلته أعلاه لن أكون قد جانبت الصواب إن قلت أن
أساتذتنا العائدين من الخارج مشكلة المشاكل في منظومتنا التعليمية
وأظن أن الكثير سيسيء فهمي من العنوان الذي اخترته ولا ألومهم على ذلك، وهنا يجب أن أعلن هنا أنها ليست دعوة لمقاطعة إرسال أي شخص لكل أرجاء المعمورة لطلب العلم أو غير ذلك،بل بالعكس أنا من مناصريها ما دامت في توفير ما ينقصنا من علوم وباحثين في أي مجال من مجالات الحياة، ولكن هي دعوة للاستفادة منهم لكي يكونوا حجر بناء في صرح تطورنا بدل أن يكونوا معول هدم من حيث لا يشعرون.
كل من ذهب للغرب كمثال في حالنا هذا قد ذهب للدراسة في منظومة فكرية مبنية على الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد بالصدفة ولذلك كل شيء مبني على المشاهدة ومن لصق المعنى أو الاسم الدلالي به.
وكل موادهم التعليمية مبنية على ذلك، فيشرب منها وينهل مناهل العلم وفق هذه المنظومة، وإن دخل في سلك التعليم هناك بعد أن يتخرج منها تكون كل كتاباته لكراسات التدريس لطلاب تلك المنظومة يجب أن تكون وفق نفس مفاهيم تلك المنظومة بالضرورة إلا من رحم ربي في العادة.
عندما يعود إلى مناطقنا والتي المفروض هي مبنية على منظومة فكرية أخرى تعتمد على التكامل وأن هناك خالق وكل شيء مخلوق ولذلك كل شيء يجب أن يكون مبني على الاستقراء ثم الاستنباط.
في العادة وربما بسبب الكسل أو الظن بأن هذا أفضل أسلوب في خدمة الصرح التعليمي الذي ألتحق به، يقوم باستخدام نفس كراساته للتدريس التي استخدمها في المنظومة الغربية، وإن تعب يقوم بترجمتها حرفيا.
أظن هذه العملية هي التي زرعت التشوه المنظومي الفكري في أجيالنا في القرن الماضي وإن لم ننتبه ونصلح هذه المشكلة ستنتقل للقرن الحالي حيث أدى ذلك إلى ضبابية واضحة في المفاهيم والتفاسير والتصرفات في كل شيء تقريبا. وبالتالي أدت إلى الكثير من التشوهات الاجتماعية والصراع السياسي والفكري والغربة وتحطيم الكثير من المضادات الحيوية للمجتمع في مواجهة الكثير من الأمراض التي يمكن أن تهاجمه بين الحين والآخر.
فلذلك أنا أنصح أن يخضع كل من يعود من الخارج لدورة تأهيل قبل التحاقه بمنظومتنا التعليمية أو دوائر ومؤسسات وشركات المجتمع للاستفادة من الخبرات التي حصل عليها من دراسته ويكون عون في تطور المنطقة.
وأقترح أن تشمل التالي تلك الدورات:
تنبيهه على المنظومة الفكرية التي كان يدرس فيها وما مقدار الاختلاف بين تلك المنظومة والمنظومة الفكرية العربية،
وفي مثالنا المنظومة الفكرية الغربية كمثال وهي منظومة مبنية على الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء موجود بالصدفة ولذلك منظومتهم التعليمية مبنية على المشاهدة ثم لصق المعنى الدلالي أو الاسم بها. في حين أن منظومتنا الفكرية مبنية على أن هناك خالق وكل شيء مخلوق ولذلك منظومتنا التعليمية مبنية على الاستقراء ومن ثم الاستنباط.
التأكد من إعادة صياغة كل كراساته التعليمية لكي تشرح المادة العلمية وفق منظومتنا الفكرية العربية.
إعطاءه دورة في مفهوم التدريس وفق المنظومة الفكرية التعليمية العربية لكي ينتبه على الفرق بين المنظومتين.
تحضير قائمة بالكتب والمصادر العلمية التي تم سبق أن عالجت موضوع تخصصه ساهم بها من سبقه من أجدادنا أو معاصريه في المنطقة أثناء فترة غيابه لكي يتعرف عليها وربما يستخدمها أو يحتاجها أو يستنير بها في مجاله.
وهنا يجب أن أنبه على ضرورة أن يكون المسئولين عن هذه الدورات المتغيرة آنيا حسب الحاجة والتخصص، يجب أن يكونوا مؤهلين لذلك علميا، وممن يماثلوه كفاءة ولهم خبرة في مجاله، فالموضوع ليس تقليل قيمة ولكن الهدف الأساس هو الاستفادة من خبراته العلمية ولكي تكون حجر بناء حقيقي يفيد في تطوير المجتمع.
وختاما أقول إن طرحي لأفكاري ليس من باب الصراع أو التقييم أو التهجم أو الفصل بيننا وبين الغرب فكلنا بشر ولكن هي مدارس،
طرحي للموضوع من باب المعرفة بالخصائص لكي نستطيع أن نرى الصورة بوضوح لكي نفهم ونحلل ونقتبس بوعي إن احتجنا أي موضوع، أنا تكلمت عن المنظومة الفكرية الغربية وعن المنظومة الفكرية العربية وليس عن المجتمع الغربي أو المجتمع العربي فعند كلامي عن المجتمع فيجب أن أضيف عليه، وسيكون قولي
المجتمع الغربي وحدته الأساسية الفرد ومنظومته الفكرية مبنية على الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد صدفة ولذلك هم يعتمدوا المشاهدة ومن ثم التصديق بالمعنى الدلالي أو الاسم وبهم لوثات ثقافية مبنية على تراث مستخرج من كتب العهد القديم والجديد
أما المجتمع العربي وحدته الأساسية الأسرة ومنظومته الفكرية مبنية على التكامل ووجود خالق وكل شيء مخلوق ولذلك يعتمدوا على الاستقراء ومن ثم الاستنباط وبهم لوثات ثقافية مبنية على ما ورد من المنظومة الغربية
اللغة وسيلة التفكير أو ربما هي مرآة الفكر أو هما صنوان أيهم الأصل الله أعلم، ولذلك على الأقل يجب أخذ ذلك في عين الاعتبار،
لقد لاحظت أن منظومة الفكر الغربي مبنية على مبدأ الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد بالصدفة ولذلك كل فكرة لديهم مبنية على المشاهدة ثم التصديق بالمعنى ولا أدري أن استطعنا أن نسقط على لغاته اللاتينية ذلك، ومن هناك أصبح مبدأ حتى طرق تدريسهم مبنية على لصق الصورة بالمعنى
بينما منظومة الفكر العربي والذي هو مبني على فكرة التكامل وبوجود الخالق وكل شيء مخلوق فلذلك فكرنا مبني على مبدأ الاستقراء ومن ثم الاستنباط، ولذلك حتى لغته كانت مبنية على مبدأ الاستقراء ثم الاستنباط،
لاستيعاب كيفية النظر ما بين اللغات وطرق معالجة كل منهما،
سأمثّل اللغة العربية بالتفاحة واللغة الإنجليزية بالبرتقالة والمعالجة هي آلة العصر للحصول على العصير من كل منهما،
لكي تحصل على أفضل عصير من كل منهما،
يجب أن تستخدم آلة عصر التفاح للحصول على أفضل عصير للتفاح،
وآلة عصر البرتقال للحصول على أفضل عصير للبرتقال،
هل يمكن استخدام آلة البرتقال لأنها الأكثر شهرة وسعرها أغلى فيتوقع أنها أفضل بالضرورة لاستخدامها مع التفاح للحصول على العصير؟!
هناك احتمال ستحصل على شيء ولكن بالتأكيد لن يكون بمذاق استخدام آلة عصر التفاح.
فآلة عصر البرتقال عملت بطريقة معينة بسبب خصائص البرتقالة
وآلة عصر التفاح عملت بطريقة أخرى بسبب خصائص التفاح
ولكي تعمل آلة عصر جديدة تصلح للاثنين الإطلاع على الآلتين السابقتين سيفيد الكثير في تجاوز ما يمكن أن تواجهه من مشاكل إن لم تطلع عليهما
أتمنى أن يكون هذا التمثيل أسهل في الطرح لفهمه وأفضل في هضمه من الدخول في تفاصيل كثيرة قد تؤدي إلى ضياع المختصين في تفاصيل ربما ترهبهم في المشاركة حتى لطرح آراء ربما تكون جدا مهمة للوصول إلى أنجع السبل في توفير مناهج تدريس للغة العربية جديدة تعيد للعربية وضعها الطبيعي.
جهود العلماء الغربيين الكبيرة والمفصلة في أبحاثهم للوصول إلى طرق ومناهج تدريس لغاتهم وصلوا بها إلى ذلك بناء على منظومة الفكر الغربي والتي هي مبنية على مبدأ الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد بالصدفة ولذلك كل فكرة لديهم مبنية على المشاهدة ثم التصديق بالمعنى، وصلوا إلى أنه أنجع أسلوب في التدريس هو البداية من فكرة الملاحظة أو الصورة ثم التصديق بالمعنى أو اسمها.
في بداية القرن العشرين وبحجة تطوير مناهج تدريس اللغة العربية، جاء بعض علماءنا بمناهج تدريس اللغات اللاتينية ممن درس اللغات وأبحاثها في الدول التي تستخدم الحروف اللاتينية، وحاولوا تطويع اللغة العربية لتتناسب مع ما أتوا به فأخرجوا لنا القراءة الخلدونية وأخواتها.
نتائج ما حصل بحجة تطوير مناهج تدريس اللغة العربية بتطبيق مناهج تدريس اللغات اللاتينية على العربية في بداية القرن العشرين بحذافيرها
في اللغات اللاتينية لا يوجد لديهم مفهوم للوزن (فعل) وبقية الأوزان وفق نفس المفهوم الذي تحويه العربية، ولا يوجد شيء مقابل للحركات في موضوع التمثيل الصوتي للحرف في اللغات اللاتينية كذلك.
فما كان متوفر في حينه من معاجم العربية المتوفرة مبنية على الجذر والصيغة البنائية له وليس على الترتيب الأبجدي كما هو الحال باللغات اللاتينية فأدى إلى التساهل في الاعتماد عليه في المعنى لعدم ملاءمته مع ما تقول به مناهج اللغات اللاتينية. وكان من نتائجه من تعليقات وصلت إلى إلغاء كل ما قدمه أجدادنا وببساطة شطبوه وصرحوا بعدم وجود معاجم عربية أصلا مع إننا من قدّم هذا العلم للبشرية.
التساهل في استخدام الحركات مع الحروف في رسمها وكتابتها، وأدت بالتالي إلى أننا جميعا نجد صعوبة في استخدام الحركات في الكتابة
وبسبب التساهل في توضيح مفهوم الوزن (فعل) وبقية الأوزان أدى إلى تعطيل أهم ميزة في اللغة العربية وهي مبدأ الاستقراء والاستنباط والتي هي العمود الفقري في منظومة الفكر العربي والتي أدت إلى ضبابية في استخدام مبدأ الاستقراء والاستنباط مما أدت إلى تراجع في المساهمة في تطوير الجنس البشري على الكرة الأرضية
ولتوضيح نتائج ذلك العمل ، أحب أن أنوه إلى مسألة بديهة ولكن أظن أنها أم الداء، اللغة هي وسيلة التفكير، ومكونات اللغة هي الجمل، وعناصر الجملة هي الكلمات، ولكي نوحد الطريقة التي نريد التعبير بها، يجب توحيد معاني الكلمات التي ننطق بها، ولا يتم ذلك دون أن نتعود أن نرجع إلى مرجعية لغوية واحدة لمعاني جميع الكلمات، ولقياس ما وصلنا إليه أرجو عمل اختبار ميداني باستقراء أجوبة مجموعة ممن حولك حول معاني الكلمات التالية: حر(رجل حر)، شرف (رجل شريف)، كرامة (كرامة رجل)، عفلق ( عفلق المرأة). دوّن الإجابات التي حصلت عليها وقارنها بأقرب معجم عربي لتكتشف الحقيقة.
ولذلك يجب أن يتم تدريس الطلبة من أول يوم في الدراسة على التعود إلى الرجوع في معنى كل كلمة عربية يريد استخدامها إلى المعجم اللغوي لمعرفة معنى الكلمة التي يريد أن يستخدمها والطرق التي يمكن أن يستخدم بها هذه الكلمة، لا أن تترك إلى فرضية أنه ولد لأبوين عربيين وفي منطقة عربية فهو سيحسنها بالسليقة؟!ربما كان ذلك صحيحا بالنسبة للنطق الصوتي أما من ناحية المعنى فلا.
أتمنى من كل المهتمين والمسئولين والعاملين على إيجاد وتطوير مناهج تدريس اللغة العربية أن ينتبهوا لأخطاء الجيل السابق وأن يجدوا مناهج جديدة وفق احتياجات اللغة العربية وتساعد على الوصول إلى جواهرها لكي يكون الجيل القادم جيل استقراء واستنباط حقيقي يساهم في النظر للعلوم وما متوفر نظرة جديدة تساعد على فتح آفاق وسبل جديدة تساعد على تقدم البشرية
وهل سيكون أي منهاج تعليمي يؤدي الغرض منه، دون أن يغطي حصر المفردات والكلمات والجمل والتعبيرات التي يتم استخدامها في الفترة الزمنية التي يعمل فيها هذا المنهاج؟
مثلا ما يستخدم في الجرائد اليومية والكتب التي يتم الإطلاع عليها بشكل عام في تلك الفترة وفي المواقع الإخبارية مثلا على الشبكة العنكبوتية العالمية الإنترنت؟
وللعلم جمع تلك المفردات والجمل والتعبيرات ومعرفة مقدار تكرارها لتبيان أهمية كل منها ليتم الأخذ في الاعتبار تحديد الأهم فالمهم في العملية التعليمية، مسألة سهلة بوجود الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية الدولية، ومن يحتاج خبرتي في ذلك فأهلا وسهلا
وكذلك أظن ما وجده الأستاذ زارع بن عبدالله بن ظافر من إشراقات المغرب العربي في تطوير المناهج العربية كمثال كما سطره في الموقع التالي
http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=8274
كنبراس لإعادة صياغة مناهج تدريس اللغة العربية للمساهمة ببناء جيل استقراءي استنباطي بما يحويه هذا النظام من عناصر بناء هذه الميزتين والتي هي الحجر الأساس لكل باحث.
وعلى ضوء ما قلته أعلاه لن أكون قد جانبت الصواب إن قلت أن
أساتذتنا العائدين من الخارج مشكلة المشاكل في منظومتنا التعليمية
وأظن أن الكثير سيسيء فهمي من العنوان الذي اخترته ولا ألومهم على ذلك، وهنا يجب أن أعلن هنا أنها ليست دعوة لمقاطعة إرسال أي شخص لكل أرجاء المعمورة لطلب العلم أو غير ذلك،بل بالعكس أنا من مناصريها ما دامت في توفير ما ينقصنا من علوم وباحثين في أي مجال من مجالات الحياة، ولكن هي دعوة للاستفادة منهم لكي يكونوا حجر بناء في صرح تطورنا بدل أن يكونوا معول هدم من حيث لا يشعرون.
كل من ذهب للغرب كمثال في حالنا هذا قد ذهب للدراسة في منظومة فكرية مبنية على الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد بالصدفة ولذلك كل شيء مبني على المشاهدة ومن لصق المعنى أو الاسم الدلالي به.
وكل موادهم التعليمية مبنية على ذلك، فيشرب منها وينهل مناهل العلم وفق هذه المنظومة، وإن دخل في سلك التعليم هناك بعد أن يتخرج منها تكون كل كتاباته لكراسات التدريس لطلاب تلك المنظومة يجب أن تكون وفق نفس مفاهيم تلك المنظومة بالضرورة إلا من رحم ربي في العادة.
عندما يعود إلى مناطقنا والتي المفروض هي مبنية على منظومة فكرية أخرى تعتمد على التكامل وأن هناك خالق وكل شيء مخلوق ولذلك كل شيء يجب أن يكون مبني على الاستقراء ثم الاستنباط.
في العادة وربما بسبب الكسل أو الظن بأن هذا أفضل أسلوب في خدمة الصرح التعليمي الذي ألتحق به، يقوم باستخدام نفس كراساته للتدريس التي استخدمها في المنظومة الغربية، وإن تعب يقوم بترجمتها حرفيا.
أظن هذه العملية هي التي زرعت التشوه المنظومي الفكري في أجيالنا في القرن الماضي وإن لم ننتبه ونصلح هذه المشكلة ستنتقل للقرن الحالي حيث أدى ذلك إلى ضبابية واضحة في المفاهيم والتفاسير والتصرفات في كل شيء تقريبا. وبالتالي أدت إلى الكثير من التشوهات الاجتماعية والصراع السياسي والفكري والغربة وتحطيم الكثير من المضادات الحيوية للمجتمع في مواجهة الكثير من الأمراض التي يمكن أن تهاجمه بين الحين والآخر.
فلذلك أنا أنصح أن يخضع كل من يعود من الخارج لدورة تأهيل قبل التحاقه بمنظومتنا التعليمية أو دوائر ومؤسسات وشركات المجتمع للاستفادة من الخبرات التي حصل عليها من دراسته ويكون عون في تطور المنطقة.
وأقترح أن تشمل التالي تلك الدورات:
تنبيهه على المنظومة الفكرية التي كان يدرس فيها وما مقدار الاختلاف بين تلك المنظومة والمنظومة الفكرية العربية،
وفي مثالنا المنظومة الفكرية الغربية كمثال وهي منظومة مبنية على الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء موجود بالصدفة ولذلك منظومتهم التعليمية مبنية على المشاهدة ثم لصق المعنى الدلالي أو الاسم بها. في حين أن منظومتنا الفكرية مبنية على أن هناك خالق وكل شيء مخلوق ولذلك منظومتنا التعليمية مبنية على الاستقراء ومن ثم الاستنباط.
التأكد من إعادة صياغة كل كراساته التعليمية لكي تشرح المادة العلمية وفق منظومتنا الفكرية العربية.
إعطاءه دورة في مفهوم التدريس وفق المنظومة الفكرية التعليمية العربية لكي ينتبه على الفرق بين المنظومتين.
تحضير قائمة بالكتب والمصادر العلمية التي تم سبق أن عالجت موضوع تخصصه ساهم بها من سبقه من أجدادنا أو معاصريه في المنطقة أثناء فترة غيابه لكي يتعرف عليها وربما يستخدمها أو يحتاجها أو يستنير بها في مجاله.
وهنا يجب أن أنبه على ضرورة أن يكون المسئولين عن هذه الدورات المتغيرة آنيا حسب الحاجة والتخصص، يجب أن يكونوا مؤهلين لذلك علميا، وممن يماثلوه كفاءة ولهم خبرة في مجاله، فالموضوع ليس تقليل قيمة ولكن الهدف الأساس هو الاستفادة من خبراته العلمية ولكي تكون حجر بناء حقيقي يفيد في تطوير المجتمع.
وختاما أقول إن طرحي لأفكاري ليس من باب الصراع أو التقييم أو التهجم أو الفصل بيننا وبين الغرب فكلنا بشر ولكن هي مدارس،
طرحي للموضوع من باب المعرفة بالخصائص لكي نستطيع أن نرى الصورة بوضوح لكي نفهم ونحلل ونقتبس بوعي إن احتجنا أي موضوع، أنا تكلمت عن المنظومة الفكرية الغربية وعن المنظومة الفكرية العربية وليس عن المجتمع الغربي أو المجتمع العربي فعند كلامي عن المجتمع فيجب أن أضيف عليه، وسيكون قولي
المجتمع الغربي وحدته الأساسية الفرد ومنظومته الفكرية مبنية على الصراع بين الأضداد وعدم وجود خالق وكل شيء وجد صدفة ولذلك هم يعتمدوا المشاهدة ومن ثم التصديق بالمعنى الدلالي أو الاسم وبهم لوثات ثقافية مبنية على تراث مستخرج من كتب العهد القديم والجديد
أما المجتمع العربي وحدته الأساسية الأسرة ومنظومته الفكرية مبنية على التكامل ووجود خالق وكل شيء مخلوق ولذلك يعتمدوا على الاستقراء ومن ثم الاستنباط وبهم لوثات ثقافية مبنية على ما ورد من المنظومة الغربية
تعليق