العائق اللغوي
مقال كتبه براين ويتكا Brian Whitakerفي جريدة الجارديان الأسبوعية بتاريخ 23 سبتمبر 2004 حول ندرة كتب الأدب العربي التي يتم ترجمتها إلى اللغات الأوربية وخاصة الإنجليزية.لست متأكدا ما إذا كان هذا هو المكان الصحيح لنشره. عذرا
ترجمة الدكتور بشير الشاوش
إن تردد الناشرين وصعوبات الترجمة والمفاهيم المسبقة كلها أعاقت
تقدم الأدب العربي في الغرب .
هذا ما يقوله براين ويتكا Brian Whitaker
إذا كان لديك ما تقول، فقله بالإنجليزية. أما اللغات الأخرى فلم يعد لها أي اعتبار.
الفضل في هذا يرجع إلى الإمبراطورية البريطانية القديمة و التفوق الأمريكي الحالي .لقد أصبحت اللغة الإنجليزية اللغة العالمية للأعمال والتقنية والدبلوماسية ولغة أعظم الكتاب المشهورين.
لقد كتب المؤلف والناقد الفرنسي بيير ليباب Pierre Lepape في أوائل هذه السنة في لوموند دوبلوماتيك Monde Diplomatique إن النجومية الأدبية " تعكس فقط قدرة الكاتب ليترك انطباعا على أكبر جوانب السوق العالمي "
و" ربما يربح المؤلف جائزة نوبل للسلام ويُتَرْجَمْ إلى ثلاثين لغة ولكن عمله أو عملها لا يتأهل ليكون أدبا عالميا حتى وإن كان مُكَدّساً بصورة كبيرة على طاولة عالية من طاولات مكتبات بارنز ونوبل Barnes & Noble.
إن الولايات المتحدة تسيطر على السوق العالمي للكتاب،ويقوم الناشرون الأمريكيون ووكلاء الأدب وكثير من مناظريهم البريطانيين بالحصول على الحد الأعلى من الدخل والأرباح بتشجيع المؤلفين المشهورين الذين هم اليوم ذوي شهرة عالية وليس كُتّاب حرفيين .
وفي ذات الوقت ، نادرا ما يُنْظَرُ إلى المؤلفين من بقية العالم بأسمائهم غير المعروفة وأحيانا يصعب نطقها على المتكلمين للغة الإنجليزية.
إن 2.8 % من الكتب المنشورة في الولايات المتحدة تعد ترجمات من لغات أخرى ولم يصل كتاب مُتََرْجَمْ إلى قوائم الكتب الأكثر بيوعاً منذ سنوات. وأما النسبة في بريطانيا فإنها أعلى قليلا وقد تصل إلى 3%
وسط الإحجام العام عن الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة الإنجليزية، فإن الكتب التي كتبت أصلا باللغة العربية خاصة لا تلقى شعبية . حتى في ألمانيا، حيث تصل نسبة الأعمال المترجمة إلى 40% من الأعمال الأدبية المنشورة، فإن أقل من 0.3% من هذه الكتب كتبها مؤلفون من العالم العربي.
إن هذا مثير للاستغراب، نظرا لأن اللغة العربية يصل المتكلمين بها إلى 186 مليون –وتعتبر اللغة السادسة من بين لغات العالم- وأيضا بسبب الاهتمام العسكري والسياسي الموجه إلى الشرق الأوسط والطريقة التي تسيطر فيها المنطقة على الأخبار يوما بعد يوم وسنة بعد سنة
من المنصف القول إن الشخص الأمريكي العادي المتعلم أو الشخص البريطاني العادي المتعلم لم يقرأ أي أدب عربي مترجم . إذا تم الإلحاح على أحد الأشخاص لتسمية كاتب عربي فإنه بعد التفكير مليا ربما يذكر نجيب محفوظ ، المصري والحائز على جائزة نوبل أو خليل جبران اللبناني المشهور.
أحد أسباب قلة الترجمات ربما يكون اللغة العربية-على الأقل حتى أحداث 11 سبتمبر – لأن اللغة العربية بصورة عامة لم تكن من اللغات التي يُهْتَم بتعلمها (فهي أيضا لغة صعبة بعض الشيء)، وكنتيجة لذلك يوجد نقص في المترجمين الضالعين.
العامل الأخر هو أن الناشرين العرب لا يقومون بجهود كبيرة بعرض كتبهم في الخارج . وحسب ما يقوله بيتر ربكن Peter Ripken من الجمعية الألمانية لترويج الآداب الأمريكية و اللاتينية الآسيوية والأفريقية إن القليل من الناشرين العرب لهم اتصالات دولية والأقل منهم يأخذ العناء بالحصول على حقوق الترجمة من المؤلفين .
يقول بيتر ربكنPeter Ripken إنه عندما يحصل كتاب عربي على اهتمام ناشر غربي ، فإن ذلك يكون نتيجة أن ذلك الكتاب قد تم خضوعه للرقابة من قبل السلطات العربية أو أنه تم ملاحظته من قبل مترجم متحمس.
ويتهم ربكن أيضا الناشرين الغربيين بأنهم يفرضون أرائهم حول ما يجب أن تتناوله الكتابات العربية الإبداعية ،وبترجمة الكتب بصورة انتقائية والتي " تتمشى مع التوقعات من الشرق التي غالبا ما تكون متحيزة أو مغرضة "
وملاحظا أن الكتب التي تحوي عناوينها كلمة "veil" خمار ، تلقى أفضلية في البيع من الكتب التي تخلى عناوينها من النغمة الشرقية. ويقول أن قضايا النساء في المجتمعات الإسلامية هي أحد مواضيع الناشرين الأوربيين " التي تكون بها عبارات المبيعات المبتذلة الموجهة "
أحد الكتب الحديثة التي تستغل الموضوع المتكرر للنساء العربيات اللواتي لا حول لهن ولا قوة واللواتي يكن في حاجة للهروب ، كان كتاب نورما خوري Norma Khouri والذي كان عنوانه الحب المفقود ( عنوانه في الولايات المتحدة الشرف المفقود) وأعلن عنه بصورة خاطئة على أنه " قصة حقيقية مفزعة" تصور القتل المتعلق بالشرف في الأردن . وقد تم خطفه من قبل ناشر كبير وباع منه 250,000 نسخة في أنحاء العالم قبل أن يتم الكشف عنه على أنه كان مجرد خدعة
في الوقت الذي ربما يكون صحيحا أن بعض الكُتّاب وخاصة العرب المهتمين بشئون المرأة والمعارضين السياسيين قد تم استمالتهم من قبل الغرب لمقابلة الأغراض الغربية ، فإن الكثير منهم يرفضون وجود أي تعصب أو تحيز: عادة تتم ترجمة الأعمال الأدبية الكبيرة بطريقة أو بأخرى بالرغم من وجود بعض الاستثناءات مثل الشعر العربي(الذي تصعب ترجمته بصورة كبيرة جدا) والمسرحيات التي تُعْرَض على خشبة المسرح.
لقد رعى مشروع الترجمة العربية المؤسس في الولايات المتحدة عددا كبيرا من الترجمات التي يقول المشروع عنها أنها اختيرت بالكامل على أساس أدبي محض .
تصر مطبعة الجامعة الأمريكية في القاهرة على ترجمة الكتب المهمة إلى اللغة الإنجليزية (وتشمل هذه الكتب ، كتب نجيب محفوظ) وعندها حوالي سبعين عنوانا مطبوعا حاليا. وقد تم أيضا ترجمة حوالي خمسين عنوانا إلى اللغة الألمانية للتزامن مع معرض كتاب فرانكفورت الذي يفتتح الشهر القادم (أكتوبر 2004-المترجم)
ولكن المشكلة الرئيسية هي أن الأعمال العربية الأصل لا تُقْرأ بصورة كبيرة في الغرب. قليل من الكُتّاب العرب فقط يتمكن من بيع أكثر من 10,000 كتاب مترجم ولكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا بسبب أن القراء لا يحبون الكتب ذات المنشأ العربي أم أنهم لا يعرفونها.
يتردد الناشرون الكبار في صرف المبالغ المالية لرعاية مؤلفين غير معروفين ،ويكون المقابل الذي يحصلون عليه فيما بعد ضئيل جدا . هذا في الوقت الذي يعوز الناشرين الصغار الموارد لرعاية هؤلاء المؤلفين على أية حال. أيضا لا يميل النقاد إلى مراجعة الروايات العربية ، ربما بسبب محتواها أو بسبب أن الأساليب التي يستعملها كُتّابها لا تناسب الخطاب الأدبي الحالي في الغرب.
القراء أيضا ربما ينفرون من الكتب التي لا تناسب توقعاتهم للراوية الجيدة. بعض الروايات العربية يمكن أن تكون ذات عمق ولكن بعض موضوعاتها تتعلق بالعالم العربي بصورة خاصة.
الروايات العربية أيضا تعتمد بكثرة على الإيحاء والتلميح بينما تميل الروايات الغربية إلى كونها تتسم بالصراحة وخاصة في الأمور الجنسية. تعتبر أعمال نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف أعمالا كلاسيكية بجميع المعايير ولكن القراء الغربيين اليوم ربما يجدون هذه الأعمال تقليدية ورصينة . كل هذا يمكن أن يجعل الأدب العربي الحديث أقل تشويقا وإثارة للقاري الغربي.
تنقل الترجمة الكتب من سياقها الثقافي والاجتماعي –وقراء هذه الكتب المعنيين- على أمل تقديمها إلى جمهور أوسع.ولكن غالبا ما يُفْقَد التأثير الذي يأتي في البداية إلا إذا عرف الجمهور الواسع خلفية الدولة التي كُتِبَتْ بها هذه الكتب. رواية تركي الحمد أداما Adama الممنوعة،مثلا، تعتبر متطرفة جدا ومروّعة حسب المعيار السعودي ولكن محتواها يثير القليلين في أوروبا أو الولايات المتحدة.
ومع ذلك هناك عددا من الكُتَّاب العرب الذين يمكن وصف أعمالهم بأنها ممتازة. أحد هؤلاء الكُتَّاب ؛الكاتبة هدى بركات الروائية اللبنانية التي تعيش في فرنسا والتي مازالت تكتب بالعربية.وكاتب أخر هو ربيح المديني ،أصلا من لبنان ويعيش في الولايات المتحدة ويكتب بالإنجليزية. روايته الخطية Koolaidsوهي رواية ساحرة من الناحية الفنية ، تتبع كوارث الحرب الأهلية وتفشي مرض الإيدز في مدينة سان فرانسيسكو بصورة موازية .تموت بها الشخصيات بمعدل رهيب – أحيانا عدة شخصيات في الصفحة الواحدة-ولكنها أيضا رواية مضحكة. وفي كتاب أخر من كتبه
, the Divine I كل فصل به عنوان الفصل الأول
رواية "مبنى يعقوب " التي كتبها علاء الأسواني تعتبر أيضا مشوّقة ومناسبة أكثر من النص الأصلي-أحد الشخصيات له طموح ليصبح شرطي ولكن ينتهي به المطاف كإرهابي مع أن كثيرا من الأشياء الدقيقة بها يمكن أن يقدرها المصريون أو أولئك الذين هم على دراية بالبلد. لقد أثار كتاب الأسواني ضجة عندما نشر لأول مرة في مصر وتم نشره مترجما باللغة الإنجليزية.
هناك كتب عربية جيدة . ربما ليست كثيرة ولكن إذا حصلت أفضل الكتب على الاهتمام الذي تستحق، وتصل إلى سوق أكبر ، فإنه بالتأكيد سيتم تشجيع الكُتَّاب . عند ذلك فإن العملية ستصبح عملية وقت فقط قبل أن يظهر إلى حيّز الوجود عدد أكبر من الكتب الجيدة .
مقال كتبه براين ويتكا Brian Whitakerفي جريدة الجارديان الأسبوعية بتاريخ 23 سبتمبر 2004 حول ندرة كتب الأدب العربي التي يتم ترجمتها إلى اللغات الأوربية وخاصة الإنجليزية.لست متأكدا ما إذا كان هذا هو المكان الصحيح لنشره. عذرا
ترجمة الدكتور بشير الشاوش
إن تردد الناشرين وصعوبات الترجمة والمفاهيم المسبقة كلها أعاقت
تقدم الأدب العربي في الغرب .
هذا ما يقوله براين ويتكا Brian Whitaker
إذا كان لديك ما تقول، فقله بالإنجليزية. أما اللغات الأخرى فلم يعد لها أي اعتبار.
الفضل في هذا يرجع إلى الإمبراطورية البريطانية القديمة و التفوق الأمريكي الحالي .لقد أصبحت اللغة الإنجليزية اللغة العالمية للأعمال والتقنية والدبلوماسية ولغة أعظم الكتاب المشهورين.
لقد كتب المؤلف والناقد الفرنسي بيير ليباب Pierre Lepape في أوائل هذه السنة في لوموند دوبلوماتيك Monde Diplomatique إن النجومية الأدبية " تعكس فقط قدرة الكاتب ليترك انطباعا على أكبر جوانب السوق العالمي "
و" ربما يربح المؤلف جائزة نوبل للسلام ويُتَرْجَمْ إلى ثلاثين لغة ولكن عمله أو عملها لا يتأهل ليكون أدبا عالميا حتى وإن كان مُكَدّساً بصورة كبيرة على طاولة عالية من طاولات مكتبات بارنز ونوبل Barnes & Noble.
إن الولايات المتحدة تسيطر على السوق العالمي للكتاب،ويقوم الناشرون الأمريكيون ووكلاء الأدب وكثير من مناظريهم البريطانيين بالحصول على الحد الأعلى من الدخل والأرباح بتشجيع المؤلفين المشهورين الذين هم اليوم ذوي شهرة عالية وليس كُتّاب حرفيين .
وفي ذات الوقت ، نادرا ما يُنْظَرُ إلى المؤلفين من بقية العالم بأسمائهم غير المعروفة وأحيانا يصعب نطقها على المتكلمين للغة الإنجليزية.
إن 2.8 % من الكتب المنشورة في الولايات المتحدة تعد ترجمات من لغات أخرى ولم يصل كتاب مُتََرْجَمْ إلى قوائم الكتب الأكثر بيوعاً منذ سنوات. وأما النسبة في بريطانيا فإنها أعلى قليلا وقد تصل إلى 3%
وسط الإحجام العام عن الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة الإنجليزية، فإن الكتب التي كتبت أصلا باللغة العربية خاصة لا تلقى شعبية . حتى في ألمانيا، حيث تصل نسبة الأعمال المترجمة إلى 40% من الأعمال الأدبية المنشورة، فإن أقل من 0.3% من هذه الكتب كتبها مؤلفون من العالم العربي.
إن هذا مثير للاستغراب، نظرا لأن اللغة العربية يصل المتكلمين بها إلى 186 مليون –وتعتبر اللغة السادسة من بين لغات العالم- وأيضا بسبب الاهتمام العسكري والسياسي الموجه إلى الشرق الأوسط والطريقة التي تسيطر فيها المنطقة على الأخبار يوما بعد يوم وسنة بعد سنة
من المنصف القول إن الشخص الأمريكي العادي المتعلم أو الشخص البريطاني العادي المتعلم لم يقرأ أي أدب عربي مترجم . إذا تم الإلحاح على أحد الأشخاص لتسمية كاتب عربي فإنه بعد التفكير مليا ربما يذكر نجيب محفوظ ، المصري والحائز على جائزة نوبل أو خليل جبران اللبناني المشهور.
أحد أسباب قلة الترجمات ربما يكون اللغة العربية-على الأقل حتى أحداث 11 سبتمبر – لأن اللغة العربية بصورة عامة لم تكن من اللغات التي يُهْتَم بتعلمها (فهي أيضا لغة صعبة بعض الشيء)، وكنتيجة لذلك يوجد نقص في المترجمين الضالعين.
العامل الأخر هو أن الناشرين العرب لا يقومون بجهود كبيرة بعرض كتبهم في الخارج . وحسب ما يقوله بيتر ربكن Peter Ripken من الجمعية الألمانية لترويج الآداب الأمريكية و اللاتينية الآسيوية والأفريقية إن القليل من الناشرين العرب لهم اتصالات دولية والأقل منهم يأخذ العناء بالحصول على حقوق الترجمة من المؤلفين .
يقول بيتر ربكنPeter Ripken إنه عندما يحصل كتاب عربي على اهتمام ناشر غربي ، فإن ذلك يكون نتيجة أن ذلك الكتاب قد تم خضوعه للرقابة من قبل السلطات العربية أو أنه تم ملاحظته من قبل مترجم متحمس.
ويتهم ربكن أيضا الناشرين الغربيين بأنهم يفرضون أرائهم حول ما يجب أن تتناوله الكتابات العربية الإبداعية ،وبترجمة الكتب بصورة انتقائية والتي " تتمشى مع التوقعات من الشرق التي غالبا ما تكون متحيزة أو مغرضة "
وملاحظا أن الكتب التي تحوي عناوينها كلمة "veil" خمار ، تلقى أفضلية في البيع من الكتب التي تخلى عناوينها من النغمة الشرقية. ويقول أن قضايا النساء في المجتمعات الإسلامية هي أحد مواضيع الناشرين الأوربيين " التي تكون بها عبارات المبيعات المبتذلة الموجهة "
أحد الكتب الحديثة التي تستغل الموضوع المتكرر للنساء العربيات اللواتي لا حول لهن ولا قوة واللواتي يكن في حاجة للهروب ، كان كتاب نورما خوري Norma Khouri والذي كان عنوانه الحب المفقود ( عنوانه في الولايات المتحدة الشرف المفقود) وأعلن عنه بصورة خاطئة على أنه " قصة حقيقية مفزعة" تصور القتل المتعلق بالشرف في الأردن . وقد تم خطفه من قبل ناشر كبير وباع منه 250,000 نسخة في أنحاء العالم قبل أن يتم الكشف عنه على أنه كان مجرد خدعة
في الوقت الذي ربما يكون صحيحا أن بعض الكُتّاب وخاصة العرب المهتمين بشئون المرأة والمعارضين السياسيين قد تم استمالتهم من قبل الغرب لمقابلة الأغراض الغربية ، فإن الكثير منهم يرفضون وجود أي تعصب أو تحيز: عادة تتم ترجمة الأعمال الأدبية الكبيرة بطريقة أو بأخرى بالرغم من وجود بعض الاستثناءات مثل الشعر العربي(الذي تصعب ترجمته بصورة كبيرة جدا) والمسرحيات التي تُعْرَض على خشبة المسرح.
لقد رعى مشروع الترجمة العربية المؤسس في الولايات المتحدة عددا كبيرا من الترجمات التي يقول المشروع عنها أنها اختيرت بالكامل على أساس أدبي محض .
تصر مطبعة الجامعة الأمريكية في القاهرة على ترجمة الكتب المهمة إلى اللغة الإنجليزية (وتشمل هذه الكتب ، كتب نجيب محفوظ) وعندها حوالي سبعين عنوانا مطبوعا حاليا. وقد تم أيضا ترجمة حوالي خمسين عنوانا إلى اللغة الألمانية للتزامن مع معرض كتاب فرانكفورت الذي يفتتح الشهر القادم (أكتوبر 2004-المترجم)
ولكن المشكلة الرئيسية هي أن الأعمال العربية الأصل لا تُقْرأ بصورة كبيرة في الغرب. قليل من الكُتّاب العرب فقط يتمكن من بيع أكثر من 10,000 كتاب مترجم ولكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا بسبب أن القراء لا يحبون الكتب ذات المنشأ العربي أم أنهم لا يعرفونها.
يتردد الناشرون الكبار في صرف المبالغ المالية لرعاية مؤلفين غير معروفين ،ويكون المقابل الذي يحصلون عليه فيما بعد ضئيل جدا . هذا في الوقت الذي يعوز الناشرين الصغار الموارد لرعاية هؤلاء المؤلفين على أية حال. أيضا لا يميل النقاد إلى مراجعة الروايات العربية ، ربما بسبب محتواها أو بسبب أن الأساليب التي يستعملها كُتّابها لا تناسب الخطاب الأدبي الحالي في الغرب.
القراء أيضا ربما ينفرون من الكتب التي لا تناسب توقعاتهم للراوية الجيدة. بعض الروايات العربية يمكن أن تكون ذات عمق ولكن بعض موضوعاتها تتعلق بالعالم العربي بصورة خاصة.
الروايات العربية أيضا تعتمد بكثرة على الإيحاء والتلميح بينما تميل الروايات الغربية إلى كونها تتسم بالصراحة وخاصة في الأمور الجنسية. تعتبر أعمال نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف أعمالا كلاسيكية بجميع المعايير ولكن القراء الغربيين اليوم ربما يجدون هذه الأعمال تقليدية ورصينة . كل هذا يمكن أن يجعل الأدب العربي الحديث أقل تشويقا وإثارة للقاري الغربي.
تنقل الترجمة الكتب من سياقها الثقافي والاجتماعي –وقراء هذه الكتب المعنيين- على أمل تقديمها إلى جمهور أوسع.ولكن غالبا ما يُفْقَد التأثير الذي يأتي في البداية إلا إذا عرف الجمهور الواسع خلفية الدولة التي كُتِبَتْ بها هذه الكتب. رواية تركي الحمد أداما Adama الممنوعة،مثلا، تعتبر متطرفة جدا ومروّعة حسب المعيار السعودي ولكن محتواها يثير القليلين في أوروبا أو الولايات المتحدة.
ومع ذلك هناك عددا من الكُتَّاب العرب الذين يمكن وصف أعمالهم بأنها ممتازة. أحد هؤلاء الكُتَّاب ؛الكاتبة هدى بركات الروائية اللبنانية التي تعيش في فرنسا والتي مازالت تكتب بالعربية.وكاتب أخر هو ربيح المديني ،أصلا من لبنان ويعيش في الولايات المتحدة ويكتب بالإنجليزية. روايته الخطية Koolaidsوهي رواية ساحرة من الناحية الفنية ، تتبع كوارث الحرب الأهلية وتفشي مرض الإيدز في مدينة سان فرانسيسكو بصورة موازية .تموت بها الشخصيات بمعدل رهيب – أحيانا عدة شخصيات في الصفحة الواحدة-ولكنها أيضا رواية مضحكة. وفي كتاب أخر من كتبه
, the Divine I كل فصل به عنوان الفصل الأول
رواية "مبنى يعقوب " التي كتبها علاء الأسواني تعتبر أيضا مشوّقة ومناسبة أكثر من النص الأصلي-أحد الشخصيات له طموح ليصبح شرطي ولكن ينتهي به المطاف كإرهابي مع أن كثيرا من الأشياء الدقيقة بها يمكن أن يقدرها المصريون أو أولئك الذين هم على دراية بالبلد. لقد أثار كتاب الأسواني ضجة عندما نشر لأول مرة في مصر وتم نشره مترجما باللغة الإنجليزية.
هناك كتب عربية جيدة . ربما ليست كثيرة ولكن إذا حصلت أفضل الكتب على الاهتمام الذي تستحق، وتصل إلى سوق أكبر ، فإنه بالتأكيد سيتم تشجيع الكُتَّاب . عند ذلك فإن العملية ستصبح عملية وقت فقط قبل أن يظهر إلى حيّز الوجود عدد أكبر من الكتب الجيدة .
تعليق