[align=center]طبيب يداوي الناس
بقلم: أ. د. فاروق مواسي[/align]
[align=justify]كتب لي صديق:
تلقينا من السكرتارية التربوية وقسم التّفتيش على اللّغة العربيّة و قسم التّعليم العربيّ وقسم التصديق على الكتب الدراسية هذا الكراس المرفق، فأرجو منك مراجعته، وإبداء ملاحظاتك عليه.
بادئ ذي بدء أشكر الصديق على ثقته بي، فإليه وإلى من يهمه الأمر أجيب، فأقول:
- في الكراس ملاحظات غير مدروسة جيدًا- تهدف إلى أن يعمل وفقها المؤلفون والناشرون، وأن يتقيدوا بها، ويبدو لي أن الفكرة بحد ذاتها إيجابية، ومن شأنها التقليل من الأخطاء الجسيمة التي نجدها في الكتب.
لكن مما يؤسف عليه أن الكراس الذي أرسل للكتاب وللناشرين لم يراجعه مختصون في اللغة يشهد لهم، بل أوكل به لمن يقع في أخطاء قد تكون جسيمة، وذلك بسبب قلة خبرته أولاً، فهذا مبلغه من العلم، ففي رأيي أن في الكراس مادة تتشدد من غير سند ولا توثيق.
فلنتصفح معًا حتى لا نتجنى:
1- يستخدم الكراس لفظة (المصادقة)، والصواب (التصديق)، ذلك لأن فعل المصادقة هو صادق بمعنى صاحَب، وأما المقصود في الكراس فهو صدّق تصديقًا (بالعبرية מאשר، وبالإنجليزية to approve) ، وليس هناك مبرر لهذا الخطأ الشائع الذي ورد في الكراس مرتين (ص 1، ص 10). ولو افترض أحدهم قبول الخطأ الشائع لاجتهاد ما فإن من حق الذي يخطئ في أية كلمة أن يجتهد لنفسه هو كذلك ما يبرر به خطأه.
ومن الخطأ في اللغة استعمال الكاف بمعنى (as a)، فيكتب الكراس ص 1: " لا تُرْسَم همزة الوصل كهمزة قطع"، والصواب "همزةَ قطع" بفتح (همزة)، فالكاف هي تشبيهية في عربيتنا، ولا مجال هنا لأي تشبيه.
من الخطأ كذلك عدم نصب (أهداف) في هذه الجملة:
"مقترِحًا مجرى الدّرس، فعّاليّات حول المادّة، أوراق عمل، طرائق تقييم، أهداف مرجوّة وما إلى.." ص 10.
2- يطالب الكراس أن نضع الشدة على الحروف الشمسية بعد لام التعريف، ولكنه لا يتقيد بها في طباعته المادة، فانظر عدم التقيد- مثلاً ما بدأ به الكراس: وزارة التربية والتّعليم، السّكرتاريــة التربويّة، فمرة يضعها وفي أخرى يحذفها.يحضرنا هنا قوله تعالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟!".
في هذا السياق-راجع ما ذكره الكراس أن علينا أن نكتب الشدة، فيقول: "في سائر الحالات، تجب كتابتها -وإن تتالتْ في حرفيْن أو أكثر من حروف الكلمة- (الصِّـحِّـيَّة).(ص 3) وانظر كذلك موضوع التنوين ( فهو لم يضع الشدة على التاء كما يطالبنا، أو على الأقل لم يوحد الشكل)!
- على ذكر الشدة لا أعرف سببًا لمراعاة كتابة الشّدّة في الأسماء الموصولة التالية "الّذي، الّتي، الّذين".(ص 3)، ولا أعرف مبررًا أو حكمة لوجوب كتابة هذه الشدة فيها، وينطبق الأمر على طلب الكراس بأن نكتب الشدة على أسماء الأعلام، نحو محمّد؟؟!
*بالإضافة إلى استخدام الكراس (أل التّعريف) في ص 1 ، والصواب هو لام التعريف، ولو فرضنا جدلاً أن قولنا (ال التّعريف) شائع، وأن لا بأس من استخدام اللفظ فإنه لا يصح أن نقبل بأي حال أن تكون همزتها همزة قطع كما كتبت:
- جميع الحروف ما عدا "أل" التّعريف "أل" التّعريف
إن تسمية المصطلحات ضرورية جدًا فعلينا أن نعود الطلاب والمعلمين على استعمال (لام التعريف)، وجدير أن نقول لهم:
"بعد (الأسماء الممدودة)"، وليس كما كتب الكراس: " الأسماء المنتهية بهمزة بعد ألف" – ص3.
ثم ليست هناك أدنى ضرورة لتسمية (الألف الخنجرية) رغم أن المصطلح وارد في علم التجويد، وسبب التسمية هو تشبيه وجودها فوق الحرف كأنها مرسومة مثل خنجر؛ فلنقل ولنلفظ مصطلحات مؤلفي كتب الإملاء: عبد السلام هارون وعبد العليم إبراهيم وأبي رزق وغيرهم: الألف القصيرة أو (حذف الألف)، ولنترك مصطلح (الخنجرية) الذي ينفر.
كما أن مصطلح "علامة التعجب" هو الشائع الذائع، ولا أرى ضرورة ابتداع مصطلح جديد هو "علامة تأثر" – ص5
فإذا ادعى من ادعى أن التعجب ليس شرطًا في المعنى فإننا نجيب:
وليس التأثر كذلك شرطًا في النداء، في قولنا: يا محمد! (بدون شدة على الحاء).
3- يطالبنا الكراس: "لا توضع الحركات على الحروف قبل الصوائت: الألف والواو والياء، على الرغم من أنّ وضع هذه الحركات في هذه المَواضع ليس من الخطأ"، فما دام الكاتب يعترف أنه ليس من الخطأ فما ضرورة تنبيهه إذن؟ ثم أليس من الضروري أن نمايز بين دِيــن وبين دَيْــن، بين دُور وبين دَور، وبين عِـيـن وبين عَيْن؟؟
3- جدر بمن أعد الكراس أن يحرص على أن يقدم نموذجًا في كل ما يقوله، وألا يختار هنا مثلاً ويتخلى هناك عن مثل، نحو:
"همزة القطع المحرَّكة بفتحة أو بضمّة تُوضع فوق الألف، وتحتَ الألف إن كانت محرَّكة بكسرة." ص 2.
4- عدم الدقة في الملاحظة: فالكاتب يكتب: "يجب حذف واو الفعل المعتلّ الآخر وياؤه في المضارع المجزوم وفي الأمر بحسب القاعدة؛ وحذف ياء الاسم المنقوص المجرّد من التّعريف والإضافة في حالتي الرّفع والجرّ." ص5
ويلاحظ أنه نسي الألف في المضارع المجزوم، نحو: لم يلـقَ ولم يبقَ، ولم يورد هذا الحذف أيضًا عند الحديث عن الحذف (ص 4).
5- يطالب الكراس: "باتّباع منهجيّة موحّدة في استعمال علامات التّرقيم." ص 5 – الأمر الذي لم يتقيد به هو، وإلا فما تفسير عدم وضع النقطتين -مثلاً- بعد: معايير كتابة مرشد المعلّم ص10
ووضعها بعد: معايير كتابة كرّاسة العمل: ص12.
6- - في علامات الترقيم يجد الكاتب أن الفاصلة المنقوطة توضع كما يلي:
استخدام الفاصلة المنقوطة بين السّبب والنتيجة، وبين النّتيجة والسّبب.
- استخدام الفاصلة المنقوطة عند موضع الفصل بين عبارتيْن الأولى من بينهما تفسير للسابقة.ص5
وجريًا على عادته، فإن الكاتب لم يقدم نموذجًا تطبيقيًا، ومع ذلك فهذا المطلب هو اجتهاد، وحسنًا ذكر الكاتب أنه من الضروري التقيد بالطريقة الواحدة، ولكن الكاتب لم يطبق ذلك في كراسه، فقد وضع فاصلة منقوطة لغير ما داع، في قوله: أثّر في وليس أثّر على؛ استند إلى وليس استند على...)بينما لم يضعها قبل (لإن) في: "من المفضّل عدم كتابة إجابات كلّ الأسئلة المطروحة حول النّصّ في مرشد المعلّم، لأنّ الأهمّ هو تصنيف هذه الأسئلة بحسب أبعاد الفهم..."ص 11 (مرتين).
ومن العجيب تكرار هذه الفاصلة المنقوطة في: "ولا سيّما الحروف الأربعة التالية: في؛ الباء؛ إلى؛ اللام؛ الانتباه لتلاؤم..."، بل ما هو مبرر هذه الفاصلة في ص 8: حتّى لو كان ذلك ضمن النوع الأدبيّ؛ الأساطير. وقس على ذلك!
7- في الصفحة السادسة يعلمنا الكاتب شيئًا جديدًا، وهو: عند التقاء ثلاثة سواكن، نوصي بالتخلّص من هذا الالتقاء بتحريك الحرف الساكن الأوسط (مِنْ ٱلِٱسْتقبال).
ما شاء الله! يسكن مِـنْ؟؟!! والصواب هو مـنَ الاِستقبال.
8- يتشدد الكاتب وهو يعلمنا: "أثّر في وليس أثّر على؛ استند إلى وليس استند على..." ص 6، ويبدو لي أن الكاتب لا يعرف ما هو التضمين في الأفعال التي يلحقها حرف جر، فيصح لنا أن نقول: (استند على) بمعنى اعتمد على، ويصح لنا أن نقول (اختص بـ) بمعنى انشغل بـ، ويصح أن نقول (أثر في ) بمعنى ترك في.
فما دام الأمر مفهومًا وليس نشازًا فليست ثمة مشكلة. والقرآن الكريم هو حجتنا في اللغة ففي قوله تعالى: "سأل سائل بعذاب واقع"، فالمقصود هو (عن)، "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ"، والمقصود (في)، "عينًا يشرب بها عباد الله"، والمقصود (منها)، وحتى في صلاتنا نقول: سمع الله لمن حمده، وفي اللغة نقول: سمع الله من...(بدون لام)، لكن اللام دخلت لدلالة الفعل (سمع) بمعنى (استجاب)، والشعر العربي القديم حاشد بنماذج التضمين. وفي (أثر) مثلاً قرأنا قول علي في نهج البلاغة - باستخدام الباء: " فجرّت بالرحى حتى أثرت بيدها" ، ثم في مكان آخر: "حتى أثّرت بنحرها"؛ فالحل الأمثل ألا نتشدد فيما لا يلتبس فيه (أو به، أو منه). ولنصوب الحروف التي تكون إشكالاً في المعنى نحو: انتصرت عليه، وليس له، وليس به، لأن المعنى يختلف في كل مرة، بينما لا يختلف إطلاقًا في قولنا استندت إليه أو عليه.....
8- يطالب الكراس: التمييز بين التّاء المربوطة والضّمير المتّصل (الهاء)؛ فلا تُكتب التّاء على أنّها هاء، والعكس صحيح.(ص7)
• في قوله (والضمير المتصل) عدم دقة، فإننا نلزم بعدم وضع النقطتين في بعض الأسماء الأعجمية أيضًا، نحو: مايوه، شاليه، نوفوتيه...إلخ
لن أواصل مناقشة المضامين التربوية، فهذا ليس من اختصاصي، فليعمد كل إلى اختصاصه، لكني على يقين أن هناك مسائل عرضت بحاجة إلى تمحيص ودراسة ومراجعة ذوي الشأن.
والله من وراء القصد!
[/align]
بقلم: أ. د. فاروق مواسي[/align]
[align=justify]كتب لي صديق:
تلقينا من السكرتارية التربوية وقسم التّفتيش على اللّغة العربيّة و قسم التّعليم العربيّ وقسم التصديق على الكتب الدراسية هذا الكراس المرفق، فأرجو منك مراجعته، وإبداء ملاحظاتك عليه.
بادئ ذي بدء أشكر الصديق على ثقته بي، فإليه وإلى من يهمه الأمر أجيب، فأقول:
- في الكراس ملاحظات غير مدروسة جيدًا- تهدف إلى أن يعمل وفقها المؤلفون والناشرون، وأن يتقيدوا بها، ويبدو لي أن الفكرة بحد ذاتها إيجابية، ومن شأنها التقليل من الأخطاء الجسيمة التي نجدها في الكتب.
لكن مما يؤسف عليه أن الكراس الذي أرسل للكتاب وللناشرين لم يراجعه مختصون في اللغة يشهد لهم، بل أوكل به لمن يقع في أخطاء قد تكون جسيمة، وذلك بسبب قلة خبرته أولاً، فهذا مبلغه من العلم، ففي رأيي أن في الكراس مادة تتشدد من غير سند ولا توثيق.
فلنتصفح معًا حتى لا نتجنى:
1- يستخدم الكراس لفظة (المصادقة)، والصواب (التصديق)، ذلك لأن فعل المصادقة هو صادق بمعنى صاحَب، وأما المقصود في الكراس فهو صدّق تصديقًا (بالعبرية מאשר، وبالإنجليزية to approve) ، وليس هناك مبرر لهذا الخطأ الشائع الذي ورد في الكراس مرتين (ص 1، ص 10). ولو افترض أحدهم قبول الخطأ الشائع لاجتهاد ما فإن من حق الذي يخطئ في أية كلمة أن يجتهد لنفسه هو كذلك ما يبرر به خطأه.
ومن الخطأ في اللغة استعمال الكاف بمعنى (as a)، فيكتب الكراس ص 1: " لا تُرْسَم همزة الوصل كهمزة قطع"، والصواب "همزةَ قطع" بفتح (همزة)، فالكاف هي تشبيهية في عربيتنا، ولا مجال هنا لأي تشبيه.
من الخطأ كذلك عدم نصب (أهداف) في هذه الجملة:
"مقترِحًا مجرى الدّرس، فعّاليّات حول المادّة، أوراق عمل، طرائق تقييم، أهداف مرجوّة وما إلى.." ص 10.
2- يطالب الكراس أن نضع الشدة على الحروف الشمسية بعد لام التعريف، ولكنه لا يتقيد بها في طباعته المادة، فانظر عدم التقيد- مثلاً ما بدأ به الكراس: وزارة التربية والتّعليم، السّكرتاريــة التربويّة، فمرة يضعها وفي أخرى يحذفها.يحضرنا هنا قوله تعالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟!".
في هذا السياق-راجع ما ذكره الكراس أن علينا أن نكتب الشدة، فيقول: "في سائر الحالات، تجب كتابتها -وإن تتالتْ في حرفيْن أو أكثر من حروف الكلمة- (الصِّـحِّـيَّة).(ص 3) وانظر كذلك موضوع التنوين ( فهو لم يضع الشدة على التاء كما يطالبنا، أو على الأقل لم يوحد الشكل)!
- على ذكر الشدة لا أعرف سببًا لمراعاة كتابة الشّدّة في الأسماء الموصولة التالية "الّذي، الّتي، الّذين".(ص 3)، ولا أعرف مبررًا أو حكمة لوجوب كتابة هذه الشدة فيها، وينطبق الأمر على طلب الكراس بأن نكتب الشدة على أسماء الأعلام، نحو محمّد؟؟!
*بالإضافة إلى استخدام الكراس (أل التّعريف) في ص 1 ، والصواب هو لام التعريف، ولو فرضنا جدلاً أن قولنا (ال التّعريف) شائع، وأن لا بأس من استخدام اللفظ فإنه لا يصح أن نقبل بأي حال أن تكون همزتها همزة قطع كما كتبت:
- جميع الحروف ما عدا "أل" التّعريف "أل" التّعريف
إن تسمية المصطلحات ضرورية جدًا فعلينا أن نعود الطلاب والمعلمين على استعمال (لام التعريف)، وجدير أن نقول لهم:
"بعد (الأسماء الممدودة)"، وليس كما كتب الكراس: " الأسماء المنتهية بهمزة بعد ألف" – ص3.
ثم ليست هناك أدنى ضرورة لتسمية (الألف الخنجرية) رغم أن المصطلح وارد في علم التجويد، وسبب التسمية هو تشبيه وجودها فوق الحرف كأنها مرسومة مثل خنجر؛ فلنقل ولنلفظ مصطلحات مؤلفي كتب الإملاء: عبد السلام هارون وعبد العليم إبراهيم وأبي رزق وغيرهم: الألف القصيرة أو (حذف الألف)، ولنترك مصطلح (الخنجرية) الذي ينفر.
كما أن مصطلح "علامة التعجب" هو الشائع الذائع، ولا أرى ضرورة ابتداع مصطلح جديد هو "علامة تأثر" – ص5
فإذا ادعى من ادعى أن التعجب ليس شرطًا في المعنى فإننا نجيب:
وليس التأثر كذلك شرطًا في النداء، في قولنا: يا محمد! (بدون شدة على الحاء).
3- يطالبنا الكراس: "لا توضع الحركات على الحروف قبل الصوائت: الألف والواو والياء، على الرغم من أنّ وضع هذه الحركات في هذه المَواضع ليس من الخطأ"، فما دام الكاتب يعترف أنه ليس من الخطأ فما ضرورة تنبيهه إذن؟ ثم أليس من الضروري أن نمايز بين دِيــن وبين دَيْــن، بين دُور وبين دَور، وبين عِـيـن وبين عَيْن؟؟
3- جدر بمن أعد الكراس أن يحرص على أن يقدم نموذجًا في كل ما يقوله، وألا يختار هنا مثلاً ويتخلى هناك عن مثل، نحو:
"همزة القطع المحرَّكة بفتحة أو بضمّة تُوضع فوق الألف، وتحتَ الألف إن كانت محرَّكة بكسرة." ص 2.
4- عدم الدقة في الملاحظة: فالكاتب يكتب: "يجب حذف واو الفعل المعتلّ الآخر وياؤه في المضارع المجزوم وفي الأمر بحسب القاعدة؛ وحذف ياء الاسم المنقوص المجرّد من التّعريف والإضافة في حالتي الرّفع والجرّ." ص5
ويلاحظ أنه نسي الألف في المضارع المجزوم، نحو: لم يلـقَ ولم يبقَ، ولم يورد هذا الحذف أيضًا عند الحديث عن الحذف (ص 4).
5- يطالب الكراس: "باتّباع منهجيّة موحّدة في استعمال علامات التّرقيم." ص 5 – الأمر الذي لم يتقيد به هو، وإلا فما تفسير عدم وضع النقطتين -مثلاً- بعد: معايير كتابة مرشد المعلّم ص10
ووضعها بعد: معايير كتابة كرّاسة العمل: ص12.
6- - في علامات الترقيم يجد الكاتب أن الفاصلة المنقوطة توضع كما يلي:
استخدام الفاصلة المنقوطة بين السّبب والنتيجة، وبين النّتيجة والسّبب.
- استخدام الفاصلة المنقوطة عند موضع الفصل بين عبارتيْن الأولى من بينهما تفسير للسابقة.ص5
وجريًا على عادته، فإن الكاتب لم يقدم نموذجًا تطبيقيًا، ومع ذلك فهذا المطلب هو اجتهاد، وحسنًا ذكر الكاتب أنه من الضروري التقيد بالطريقة الواحدة، ولكن الكاتب لم يطبق ذلك في كراسه، فقد وضع فاصلة منقوطة لغير ما داع، في قوله: أثّر في وليس أثّر على؛ استند إلى وليس استند على...)بينما لم يضعها قبل (لإن) في: "من المفضّل عدم كتابة إجابات كلّ الأسئلة المطروحة حول النّصّ في مرشد المعلّم، لأنّ الأهمّ هو تصنيف هذه الأسئلة بحسب أبعاد الفهم..."ص 11 (مرتين).
ومن العجيب تكرار هذه الفاصلة المنقوطة في: "ولا سيّما الحروف الأربعة التالية: في؛ الباء؛ إلى؛ اللام؛ الانتباه لتلاؤم..."، بل ما هو مبرر هذه الفاصلة في ص 8: حتّى لو كان ذلك ضمن النوع الأدبيّ؛ الأساطير. وقس على ذلك!
7- في الصفحة السادسة يعلمنا الكاتب شيئًا جديدًا، وهو: عند التقاء ثلاثة سواكن، نوصي بالتخلّص من هذا الالتقاء بتحريك الحرف الساكن الأوسط (مِنْ ٱلِٱسْتقبال).
ما شاء الله! يسكن مِـنْ؟؟!! والصواب هو مـنَ الاِستقبال.
8- يتشدد الكاتب وهو يعلمنا: "أثّر في وليس أثّر على؛ استند إلى وليس استند على..." ص 6، ويبدو لي أن الكاتب لا يعرف ما هو التضمين في الأفعال التي يلحقها حرف جر، فيصح لنا أن نقول: (استند على) بمعنى اعتمد على، ويصح لنا أن نقول (اختص بـ) بمعنى انشغل بـ، ويصح أن نقول (أثر في ) بمعنى ترك في.
فما دام الأمر مفهومًا وليس نشازًا فليست ثمة مشكلة. والقرآن الكريم هو حجتنا في اللغة ففي قوله تعالى: "سأل سائل بعذاب واقع"، فالمقصود هو (عن)، "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ"، والمقصود (في)، "عينًا يشرب بها عباد الله"، والمقصود (منها)، وحتى في صلاتنا نقول: سمع الله لمن حمده، وفي اللغة نقول: سمع الله من...(بدون لام)، لكن اللام دخلت لدلالة الفعل (سمع) بمعنى (استجاب)، والشعر العربي القديم حاشد بنماذج التضمين. وفي (أثر) مثلاً قرأنا قول علي في نهج البلاغة - باستخدام الباء: " فجرّت بالرحى حتى أثرت بيدها" ، ثم في مكان آخر: "حتى أثّرت بنحرها"؛ فالحل الأمثل ألا نتشدد فيما لا يلتبس فيه (أو به، أو منه). ولنصوب الحروف التي تكون إشكالاً في المعنى نحو: انتصرت عليه، وليس له، وليس به، لأن المعنى يختلف في كل مرة، بينما لا يختلف إطلاقًا في قولنا استندت إليه أو عليه.....
8- يطالب الكراس: التمييز بين التّاء المربوطة والضّمير المتّصل (الهاء)؛ فلا تُكتب التّاء على أنّها هاء، والعكس صحيح.(ص7)
• في قوله (والضمير المتصل) عدم دقة، فإننا نلزم بعدم وضع النقطتين في بعض الأسماء الأعجمية أيضًا، نحو: مايوه، شاليه، نوفوتيه...إلخ
لن أواصل مناقشة المضامين التربوية، فهذا ليس من اختصاصي، فليعمد كل إلى اختصاصه، لكني على يقين أن هناك مسائل عرضت بحاجة إلى تمحيص ودراسة ومراجعة ذوي الشأن.
والله من وراء القصد!
[/align]
تعليق