ahmed_allaithy
شاركت: 14 فبراير 2006
نشرات: 274
المكان: UK
ارسل: الجمعة مارس 03, 2006 10:27 am موضوع الرسالة: الجليس الصالح والأنيس الناصح للمعافى بن زكريا
--------------------------------------------------------------------------------
كتاب ضخم، من نوادر كتب الأسمار ، أملاه المعافى على تلاميذه وهو في عشر التسعين. ويعتبر من فصيلة الكتب التي تشتمل على فقر من الآداب والفوائد، منثورة غير مبوبة، ومخلوطة غير مقيدة، سمى كل مجموعة منها مجلساً، يكفي لسمر ليلة واحدة، وقسم الكتاب إلى مائة مجلس، والتزم أن يفتتح كلاً منها بحديث نبوي شريف. وفي تعليقه على بعض هذه الأحاديث ما يرشحه ليكون واحداً من عمالقة الأدب الإنساني الرفيع، ككلامه عن الاستبداد والاستعباد في تعقيبه على حديث: (أخذ جبريل بلحيتي). ومن ميزات الكتاب المعتبرة أنه يؤرخ للكثير من سماعاته بالأيام، وأول هذه السماعات سنة 314هـ وامتد نفس الكتاب، حتى وردت فيه حادثة من أيام القاهر بالله، الذي ولى الخلافة سنة 381هـ. وانظر في مقدمة المعافى لكتابه وصفه للكتب التي هي من جنس كتابه، ومنها كتاب الجواهر، وزاد المسافر، والزهرة، وأنس الوحدة، والكامل للمبرد، والأنواع، والنوادر لأبي علي القالي. طبع الكتاب لأول مرة في (جامعة بغداد 1971م) بتحقيق محمد مصطفى أرسلان (رسالة ماجستير) ثم في القاهرة عام (1975م) بتحقيق د. محمد مرسي الخولي (رسالة دكتوراه: جامعة الأزهر) وأعاد إصداره سنة 1981م في أربعة مجلدات معتمداً على ست نسخ من مخطوطات الكتاب، أهمها وهي النسخة الكاملة من النسخ الست: نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث باستنبول، وهي 252 ورقة من الحجم الكبير والخط الصغير، فرغ كاتبها من نسخها يوم الخميس 29 / شوال / 629هـ وعليها مقابلة على أصلين لها، قام بها العلامة ابن الفوطي، وقرئت النسخة في محفل ضخم، ضم عدداً كبيراً من العلماء، منهم ابن الفوطي، الذي قام بتسجيل هذا السماع، على الشيخ كمال الدين البزاز، في مجالس متعاقبة، آخرها يوم الثلاثاء 10 / جمادى الآخرة / 684هـ قدم د. الخولي للكتاب بمقدمة جليلة في 150 صفحة أتى فيها على ذكر كل ما يتعلق بالكتاب ومؤلفه وعصره، واعتبر الكتاب من أوسع الوثائق التاريخية، التي تكشف عن الحياة الأدبية في القرن الرابع، سيما اللسانيات، وألمح فيها إلى دراسة للكتاب، تقدم بها المستشرق الألماني ألبرت ديتريش، ونشرت في مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق، المجلد (30) وكشف الخولي عما بين المعافى وأبي حيان التوحيدي من أوجه الشبه، وقد ذكره التوحيدي في غير مناسبة، منها أسفه العميق لما لقيه المعافى في مجلس الصاحب ابن عباد من الذل والإهانة. ثم رؤيته المعافى في مسجد الرصافة في أزرى حالات البؤس، وقوله له: صبراً أيها الشيخ فإنك بمرأى من الله ومسمع. وانظر في مجلة العرب (س19 ص54) نقداً مهماً لهذه الطبعة، بقلم إبراهيم السامرائي.
_________________
د/ أحمد الليثي
شاركت: 14 فبراير 2006
نشرات: 274
المكان: UK
ارسل: الجمعة مارس 03, 2006 10:27 am موضوع الرسالة: الجليس الصالح والأنيس الناصح للمعافى بن زكريا
--------------------------------------------------------------------------------
كتاب ضخم، من نوادر كتب الأسمار ، أملاه المعافى على تلاميذه وهو في عشر التسعين. ويعتبر من فصيلة الكتب التي تشتمل على فقر من الآداب والفوائد، منثورة غير مبوبة، ومخلوطة غير مقيدة، سمى كل مجموعة منها مجلساً، يكفي لسمر ليلة واحدة، وقسم الكتاب إلى مائة مجلس، والتزم أن يفتتح كلاً منها بحديث نبوي شريف. وفي تعليقه على بعض هذه الأحاديث ما يرشحه ليكون واحداً من عمالقة الأدب الإنساني الرفيع، ككلامه عن الاستبداد والاستعباد في تعقيبه على حديث: (أخذ جبريل بلحيتي). ومن ميزات الكتاب المعتبرة أنه يؤرخ للكثير من سماعاته بالأيام، وأول هذه السماعات سنة 314هـ وامتد نفس الكتاب، حتى وردت فيه حادثة من أيام القاهر بالله، الذي ولى الخلافة سنة 381هـ. وانظر في مقدمة المعافى لكتابه وصفه للكتب التي هي من جنس كتابه، ومنها كتاب الجواهر، وزاد المسافر، والزهرة، وأنس الوحدة، والكامل للمبرد، والأنواع، والنوادر لأبي علي القالي. طبع الكتاب لأول مرة في (جامعة بغداد 1971م) بتحقيق محمد مصطفى أرسلان (رسالة ماجستير) ثم في القاهرة عام (1975م) بتحقيق د. محمد مرسي الخولي (رسالة دكتوراه: جامعة الأزهر) وأعاد إصداره سنة 1981م في أربعة مجلدات معتمداً على ست نسخ من مخطوطات الكتاب، أهمها وهي النسخة الكاملة من النسخ الست: نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث باستنبول، وهي 252 ورقة من الحجم الكبير والخط الصغير، فرغ كاتبها من نسخها يوم الخميس 29 / شوال / 629هـ وعليها مقابلة على أصلين لها، قام بها العلامة ابن الفوطي، وقرئت النسخة في محفل ضخم، ضم عدداً كبيراً من العلماء، منهم ابن الفوطي، الذي قام بتسجيل هذا السماع، على الشيخ كمال الدين البزاز، في مجالس متعاقبة، آخرها يوم الثلاثاء 10 / جمادى الآخرة / 684هـ قدم د. الخولي للكتاب بمقدمة جليلة في 150 صفحة أتى فيها على ذكر كل ما يتعلق بالكتاب ومؤلفه وعصره، واعتبر الكتاب من أوسع الوثائق التاريخية، التي تكشف عن الحياة الأدبية في القرن الرابع، سيما اللسانيات، وألمح فيها إلى دراسة للكتاب، تقدم بها المستشرق الألماني ألبرت ديتريش، ونشرت في مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق، المجلد (30) وكشف الخولي عما بين المعافى وأبي حيان التوحيدي من أوجه الشبه، وقد ذكره التوحيدي في غير مناسبة، منها أسفه العميق لما لقيه المعافى في مجلس الصاحب ابن عباد من الذل والإهانة. ثم رؤيته المعافى في مسجد الرصافة في أزرى حالات البؤس، وقوله له: صبراً أيها الشيخ فإنك بمرأى من الله ومسمع. وانظر في مجلة العرب (س19 ص54) نقداً مهماً لهذه الطبعة، بقلم إبراهيم السامرائي.
_________________
د/ أحمد الليثي