amattouch
شاركت: 15 فبراير 2006
نشرات: 285
ارسل: الاربعاء مارس 01, 2006 11:31 pm موضوع الرسالة: ’معجم مصطلحات علم اللغة الحديث
--------------------------------------------------------------------------------
محمد عمر أمطوش
’معجم مصطلحات علم اللغة الحديث ‘ , عربي ـ إنجليزي وإنجليزي ـ عربي, وضع نخبة من اللغويين العرب ؛
A Dictionary of Modern Linguidtic Terms, English-Arabic & Arabic-English ؛
منشورات مكتبة لبنان ، لبنان ط1 : 1983 , 255 صفحة حجم عادي.
هذا هو المعجم الثاني في تخصصه الذي أقدمه للقارئ العربي وككل المعاجم المتخصصة الثنائية اللغات فهو مادة خامة لتتبع حفريات اللغة المستعملة و رصيد لدراسة قدرة العربي على استيعاب العلوم الجديدة ومصطلحاتها استعمالا ومفهوما.
وحيث أن اللسانيات الحديثة علم جديد على العرب فمن المنطقي أن يمر المصطلح بمراحل الفهم والاستيعاب على مستوى المضامين الدلالية والمفاهيمية واللغوية قبل أن يستقر المصطلح توحدا ووضوحا .
وإذا كانت هذه الملاحظة تنطبق على مصطلحات جميع العلوم المستوردة فإنها تكتسي في ميدان اللسانيات خطورة وبعدا متميزين, لأن اللسانيات تمس جوانب متعددة منها ما يتعلق بالعلوم الدقيقة [الصوتيات] وجوانب أخرى مرتبطة بالفلسفة والاجتماعيات وغيرها من العلوم الاجتماعية والإنسانية. واستيعاب العلوم الدقيقة مفهوميا أهون من استيعاب العلوم الأخرى لارتباط الأخيرة بمعطيات حضارية وذاتية يصعب نقلها بسهولة إلى لغات أخرى إلا بشق الأنفس [ربما استحالتها حسب البعض].
أكتب هذا كتحية لكل الزملاء العرب دووي الشجاعة في تناول الميادين الصعبة.
وأحسن طريقة لتناول هذه الميادين هي العمل الجماعي وتوحيد الصفوف وتبادل التجارب والجهود وهذا بعينه ما قامت به هذه النخبة من اللغويين العرب [ وإن كنت أفضل تسميتها بلجنة ].
من قال بأن العرب لا تتوحد و نحن أمام جمع من ثمان دكاترة عرب التفوا وتآلفوا دون أن تقوم حرب أو عراك بل أثمر اجتماعهم خيرا وأعطى معجما يشكرون عليه ويحمدون على تجمعهم وتآلفهم, فشكرا للأساتذة:
الدكاترة : محمد حسن باكلاّ ومحيي الدين خليل الريح وجورج نعمة ومحمود إسماعيل صيني وعلي القاسمي في التأليف والدكاترة : محمد حسن باكلاّ وكمال محمد بشر وعبد الحميد الشلقاني ومحمد إسماعيل صيني وصالح جودت الطعمة في مراجعة المعجم.
والمعجم المذكور ينقسم إلى قسمين : معجم عربي المداخل وآخر إنجليزي المداخل إضافة إلى مقدمة ومسرد بالمصادر العربية قصيرين.
و المعجم موجه إلى المتعلم الجامعي أو المترجم العربي الذي يريد متابعة نصوص اللسانيات الحديثة المنشورة بالإنجليزية.
وكعادتي في هذه الجولة بين المعاجم المتخصصة فقد تناولت هذا المعجم من وجهة تطبيقية و"استعمالية" [وإن كان النظري حاضرا في رؤيتي]. وتساؤلي الدائم هو: ماذا يقدم هذا المعجم الذي ينضاف إلى قائمة طويلة من المجهودات من جديد ونافع للمترجم العربي أو للقارئ العربي المبتدئ أو الجامعي للنصوص الإنجليزية المتخصصة في اللسانيات؟
وللتذكير فإن المعجم المتخصص يستوجب شروط : الشمولية إذا أمكن و التدقيق حتما والتوحيد ضرورة.
احتواء المعجم لمصطلحات المجال ويستحيل عمليا أن يوجد معجم شامل لعدة اعتبارات لا مجال للخوض فيها هنا. ويعتبر المعجم وافيا إذا اشتمل على كل ما يحتاجه المستعمل من مصطلحات المجال وحقوله.
الضبط, فعلى عكس معاجم اللغة والمعاجم العامة فإن الصناعة المعجمية ومعاجم المصطلحات تستلزم تدقيقا وهندسة محكمة لا تترك مجالا لتداخل المداليل والمفاهيم؛ فالمصطلح يعرّف بدقة مفهوما محددا في مجال معرفي.
التوحيد والانتظام ويقصد بها وحدة المصطلح فكل مصطلح يعبر عن مفهوم وشئ محدد في مجال معرفي محدد. وحين تتوالى المترادفات في معجم فإن ذلك دليل على انعدام الوحدة وبالتالي الدقة. وما يبتغيه المستعمل أيضا من المعجم المتخصص يسرة الاستعمال وسهولة الوصول إلى قصده.
أسجل بداية منعا للالتباس أن هذا المعجم ليس بمعجم موحد رسميا وإن كنت أتخيل أنه مستعمل في جامعة الرياض بشكل شبه عام لأنه مشروع تبناه معهد اللغة العربية بهذه الجامعة. وللأسف فلحد الساعة لا نمتلك معجما لمصطلحات اللسانيات موحدا على المستوى العربي وقد يكون مثل هذا المعجم نواة لعمل شامل موحد. ونذكر أن هذا المعجم يأتي في سياق تاريخي ـ الثمانينات ـ امتلأ بمشاريع من هذا النوع, مشرقا ومغربا, سواء على شكل معاجم أو مسارد مصطلحية ملحقة بالنشريات في ميدان اللسانيات.
وأول ملاحظة لي تتعلق بحجم المعجم. ومن حجمه نتخيل أنه غير شامل وذلك ما سنراه لاحقا.
أبدأ قراءتي للمعجم من البداية أي العنوان. ويا للكارثة فالعنوان العربي يحمل في طياته كل إشكاليات خلق المصطلح العربي الحديث. لا يجادل فرد متخصص في كون استعمال مصطلح علم اللغة هنا غامض وغير دقيق, فهو تعبير مشحون تاريخيا لدى العرب ولولا العنوان الإنجليزي لتخيلت أنني سأشد الرحال إلى صحاري نجد مع الأصمعي وغيره لفقه اللغة.
وقد يكون للمؤلفين تفسير لهذا الاختيار غير أن باقي الزملاء العرب ومن زمن يستعملون تعابير أخرى [ كالألسنية واللسانيات واللسانية واللغويات...] منعا للبس وتحديدا للمفهوم فرغم إضافة صفة ’حديث‘ إلى علم اللغة فإن ضبابية المصطلح لم تندثر.زد لذلك أن اختيار ’علم اللغة‘ يطرح الكثير من المشاكل التركيبية وبالتالي المصطلحية. فحين أستعمل عبارة لغوي ولغوية في سياق ونص ما , ماذا أقصد بالضبط وتحديدا؟ لذلك كان من الأحسن ترك ’علم اللغة‘ لمجال آخر وابتكار مصطلح جديد يؤدي المعنى بلا غموض.
وإذا وصلت إلى أسماء المؤلفين عليك انتظار المقدمة لتفهم لماذا يرد اسمي الدكتور محمد حسن باكلاّ والدكتور محمود إسماعيل صيني كمؤلفين ومراجعين . والضبط هو من منطلقات العمل الأكاديمي
وعلى ذكر التأليف والمراجعة جاء في المقدمة أنه روعي في اختيار أعضاء اللجنة :
التخصص في علوم اللغة الحديثة؛
تمثيل الاتجاهات والمدارس المختلفة؛
تمثيل الأقطار العربية.
لا أجادل النقطة الأولى, فهي جلية إذ أن الجميع دكاترة متخصصون في اللسانيات واللغويات ؛ وللأسف فلا وجود بين الأعضاء لمتخصص في شؤون المعجمية والمصطلحية. وهو نقص تظهر نتائجه على صفحات المعجم. أما بخصوص التمثيلية العربية فإننا لا نرى وجودا لمشاركين من أقطار عربية من غير المثلث المشرقي لهم إفرادات متميزة في مجال اللسانيات العربية الحديثة.
أما بالنسبة لتمثيلية الاتجاهات و المدارس فلي تحفظ كبير فإذا استثنيت جامعتي القاهرة والإسكندرية [ وهي لم تبدع مدارس في اللسانيات الحديثة] فإن القارئ يجد نفسه محصورا بين مدارس تكساس ولندن وفي ذلك تضييق . و ’’اختلاف المدارس رحمة‘‘وقد ظهرت نتائج هذا الحصر في المعجم بشكل واضح.
وإذا ألقينا نظرة إلى أهداف المعجم نجد أن هدفه هو:
1ـ المساهمة في توحيد مصطلحات علم ’اللغة اللغة‘ على مستوى الوطن العربي.
2ـ مساعدة القارئ العربي في متابعة ما يكتب باللغة الإنجليزية في حقل علوم ’اللغة الحديثة‘.
وهذه الأهداف بحق هي الطموح بعينه ويستحق أصحابه كل التقدير والتشجيع.
وقد اعتمد المؤلفون في إعداد معجمهم بالخصوص على المعاجم الإنجليزية التالية:
1. Mario Pei, Glossary of Linguistic Terminology;ط 1966 ;
2. Andrew Macleish, A Glossary of grammar and Linguistics;ط 1974 ;
3. R.R.K.Hartman &F.C. Stork, Dictionary of Language and Linguistics; ط 1973 ;
4. Mario Pei & frank Gaynor, Dictionary of Linguistics; ط 1969.
إن محاولة تحويل معجم متخصص أحادي اللغة إلى معجم ثنائي تكون العربية إحدى لغتيه من المهام الأكاديمية الجليلة وتقدم أجل الخدمات للمستعمل العربي من قارئ ومترجم. وفيما يتعلق بالمصادر الأخرى فقد اعتمد المؤلفون على العديد من الكتب العربية المتعلقة بميدان اللسانيات كرصيد مصطلحي وإن لوحظ أن القائمة غير وافية وشاملة.
وقد دام الإعداد لهذا المشروع أربع سنوات.واتبع المؤلفون منهجية لإيجاد المقابل العربي للمصطلح الإنجليزي لي عليها بعض التحفظات, فمثلا يذكر المؤلفون في جملة معاييرهم: ’ إعطاء الأولوية للمصطلحات العربية المعروفة قديمها وحديثها !‘ وهي من الإرشادات التي دأبت المجامع العربية على التذكير بها, ولكن هل يجوز أن نستعمل :
البدل والخبر والظرف محل appositive, comment and adverb .
ولائحة مثل هذه المقابلات طويلة في المعجم.
فشتان بين العالمين أو بين النحوَيْن. كان الأجدر صوغ مقابلات جديدة لإزالة اللبس.
وهذه الملاحظة تعود بنا إلى ما قلته سالفا فيما يتعلق باستعمال تعبير علم اللغة ففي هذا النوع من الاستعمالات خلط للمفاهيم والمداليل والحقول, والمصطلحية ترفض ذلك شكلا ومضمونا رفضها أن تكون اللكنة والنبر مقابلا لـ: accent. فنحن هنا أمام حالتين إما أن تكون اللكنة والنبر مسميين لشيء واحد وأنذاك فلا معنى لمصطلحين حسب مفهوم الدقة والوحدة المصطلحية أو أنهما مختلفان وفي تلك الحالة فالنقص من الإنجليزية؛ اللهم إذا كان المصطلحين من استعمال محلي أو قطري أو مدرسي خاص فعندئذ يجب ذكر كل مصطلح مع خصوصيته.
وأمثال هذه الترادفات كثيرة في هذا المعجم وهي تقلل من جدية المعجم المتخصص ولا تعطي تعب الأساتذة المؤلفين حقه . وقد سبق وأن لاحظت غياب متخصص في المعجمية بين أعضاء اللجنة.
امتد القسم ذي المداخل العربية المرتبة ألفبائيا في المعجم على 109 صفحة, وذي المداخل الإنجليزية على 103 صفحة وهو مجال ضيق لاستيعاب علم واسع متعدد الأطراف.
ولنبدأ جولتنا معا داخل المعجم ونذكر أننا نغوص في معجم متخصص وليس عاما.
سبق أن ذكرت أنني أرفض رفضا باتا استعمال مصطلحات نحوية عربية صرفة مقابلا لمصطلحات نحوية غربية [إنجليزية هنا] لأن مضامينها السيمائية ومداليلها تختلف واستعمالها يولد الغموض المعرفي والحقلي وذلك مما يستكره في المعاجم المتخصصة. فقد جاء في المعجم العروض هنا من كثر استعمال الفاعل والمفعول والنعت والبدل وكأن أحفاد سيبويه يكتبون في النحو العربي، وهذه الملاحظة تنطبق على العديد من الكتابات العربية التي تتناول اللسانيات الحديثة وهي تؤدي ـ الاستعمالات ـ في الكثير من الأحيان إلى فقدان الوضوح. فماذا يفهم القارئ و المترجم العربي المبتدئ وخاصة إذا كان متوسط العلم باللغات الهندوأوروبية حين يقرأ:
حالة الرفع = « nominal case » , والإسم المرفوع = ” nominative noon “ وحالة المفعولية = “ acussative“ وحالة المبني للمعلوم = “ active voice “ وصيغة المبني للمجهول = “ passive voice “ هذا النوع من الإسقاطات يوصلنا إلى : ’حرف الجر المؤخر‘ = « deferred preposition » وحالة الجر بالإضافة = ’ genetive case‘.
وكان الله في عون القارئ العربي الذي يسمع بحروف الجر المؤخرة !!!!!!!!!! فما عليه إلا أن يكون ملما بنحو لغات غير العربية ليفهم المقصود فإذا كان قارئ الإنجليزية المتمكن يفهم المقصود فإن قارئ العربية المتعود على حروف جر لغته العربية لن يستوعب حروف الجر الجديدة عليه. و قبل كل شيء هل نحن ملزمون باستعمال تعبير حرف جر دلالة على معنى جديد يختلف مضمونا عن ما نعرف؟
وحين البحث عن مصطلح ’ مصدر‘ سنجد في المعجم مقابلين, ثانيهما يجمع ما بين السمات الاسمية والفعلية [ وقد أطلق عليه بعضهم الاسم الفعلي] أما المقابل الثاني فجاء في المعجم معرفا بـ: ’’ بإضافة لاحقة إلى الفعل‘‘ والعرب تقول خفقان وهذيان وغيرها وكلها مصادر على صورة فعل زائد لاحقة ولكنها من النوع الثاني !!! وليس ذلك قصد المؤلفين.
وأصلا فحينما تقدم التوضيحات بين معقوفتين يكون الهدف تدقيق السياق وتحديده, وللأسف فقد وردت قائمة طويلة من مثل هذه الزلات.
خذ مثلا آخر وهو مصطلح ’مضارع‘ وستجد أن من مقابلاته في المعجم: ’ مضارع مستقبل‘ = ’present future‘ ونحن نعرف, في العربية, أن كل مستقبل هو مضارع أصلا, والمشكلة هنا تكمن في أن التقسيمات الحَدَثِيّة والزمنية بين اللغات تختلف, فهل نحن ملزمون بضرورة استعمال نفس المصطلحات للدلالة عن حقائق مختلفة؟ واقرأ باب المفعول لتعلم أن هناك ’مفعولا مجرورا‘ يعني أنه مجرور بحرف جر و’ المفعول به الثاني الخبر‘. بالنسبة للقارئ العربي ما يسمى بالمفعول به الثاني معروف ولا علاقة له بما قد يرمز إليه المعجم أما المفعول المجرو ر فلعياذ بالله من هذه البدعة وقد ترتبت عن غلط مفهومي فـ ’preposition‘ ليست حرف جر وأضن أن الزملاء الكرام تاهوا في أقسام الكلام عند سيبويه.
واقرأ ما قالوه في مقابلات المسند والمسند إليه تجد أنهم قدموا المقابلات دون ذكر للنظريات التي تقف وراء ذلك التصور رغم أنهم في أماكن أخرى غامضة دلونا على أن المصطلح من تصيب وعمل التوليديين أو الوظيفيين أو غيرهم.
تلك بعض الأمثلة اختلطت فيها حدود المفاهيم فأعطت مصطلحا غير واضح.
وللمؤلفين العذر في ذلك فهم من السباق وكل سابق له كبوات.
ويظهر أن المؤلفين سيرا على ما رسموه في المقدمة عربوا اللفظ الإنجليزي حين انعدام البديل المقابل فامتلأ المعجم بألفاظ غربية الوقع على السمع العربي :
الالومورف = ’ allomoroh‘ [عضو الوحدة الصرفية] و الألوفون = ’ allophone’‘ [عضو الوحدة الصوتية] و الألوسيم = ’ alloseme‘ [ عضو الوحدة الدلالية] و الألوتون = ’allotone‘ [ عضو الوحدة النغمية] ......... ideogram......... وبحق فالمعجم مليء بمثل هذه العجائب ألا يوجد حل آخر؟ وأكيدا عندنا حل بل حلول أخرى أحسن وأقرب إلى السمع والتركيب العربيين.
إن المعجم المتخصص من ميزاته الدقة والتحديد والوضوح وقد عدمت في هذا المعجم حيث نجد على سبيل المثال:
نبر = accent = stress
الشهيق = inspiration = inhalation
الرابط = ligature = linkage
شاذ = aberrant = exception = deviance
فهل وصل الفقر بلغة الضاد إلى حد لا نجد فيه إلا لفظا وحيدا مقابل مداليل عديدة؟
لسنا أمام معجم عام فلماذا كثر في هذا المعجم مثل هذا النقص؟
ومن غريب صنع المؤلفين أنهم أقحموا لفظة اصطناعية في الكثير من المواضع والسياقات:
’اللغة الاصطناعية‘ =
= a posteriori language = a priori language = interlingua = artificial language
الخ.
ومن الصعوبة تحديد أسباب اختيارات المؤلفين لمقابلات :
Creole, patois, register, vernacular, vulgare, special language.
ونجد مقابل ’علم اللغة‘ science of language , رغم أن عنوان المعجم يحمل مقابلا آخر وهو linguistics.
ونجد ’اللغة العالمية [العمومية]‘ = universal language
و’عموميات اللغة‘ = universals of language للحديث عن الملامح المشتركة بين اللغات. وعموميات اللغة يتعلمها التلامذة في الصفوف المدرسية أما المشترك المتقاطع بين اللغات الإنسانية فذاك شيء آخر.
ولم أفهم لماذا ترد اللغة الإلصاقية أمام =
affixing language = agglutinating language = agglomerating language.
كما لا أفهم سبب اختبار مقابلات لـ:
Native/ primary/ source language
رغم كونها مصطلحات قديمة موحدة مثل : non-linear.
ولا أفهم الفرق عربيا بين :
اللغويون المحدثون [مدرسة نحوية] = Young Grammarians
ومدرسة النحويين المحدثين = neogrammarians.
وجاءت كثير من المصطلحات المقترحة متعددة الاستعمالات وعلى سبيا المثال لا الحصر :
أحادي اللغة, الاحتكاكي, الاختزال, الاختصار,الأداة, الاسم, الأمامي, الانفجاري, التجميع, التضعيف, التغيير الصوتي, التصوتي المستقل /المشروط, العلامة, اللغة التركيبية / الخاصة؛ واقرأ مقابلات الكلمات التالية لتزيد تأكدا من ذلك: ’الكلمة الوظيفية‘, ’العبارة الفرعية‘, ’الكتابة الصوتية‘, ’الكلام غير المباشر‘, ’الكلمة الجملة‘, ’الكلمة‘, ’المختزلة‘, ’الكلمة المعجمية‘...
وستجد أمام ’علم الأصوات الفسيولوجي [ النطقي]‘=
Physiolocal phonetics, articulary phonetics, genetic phonetics, motor phonetics.
وأمام ’علم اللغة الإحصائي‘ = quantitative linguistics = statistical linguistics.
والأمر لا يتعلق باختيار أحسن المقابلات وإنما بوحدة المقابل فبدون وحدة ليس هناك مصطلح وليس هناك معجم متخصص. وقد يعزي تعدد المصطلحات إلى جهل بحدود الحقول وبالمفاهيم, خذ مثلا ’علم اللغة الإحصائي‘ وهو ما عرف عند الآخرين ’باللسانيات الإحصائية‘ أو’ الإحصائيات اللسانية‘ وقد أخذت مقابلا لـ : statistical linguistics , أما سبب وجود مصطلح آخر وهو quantitative linguistics فذلك لتمييز حقل آخر يختلف في حدوده عن اللسانيات الإحصائية وهو ’اللسانيات الكمية‘ كما نميز حقلا آخر وهو ’اللسانيات الرياضية‘ وذلك من أجل الدقة والتحديد وربما خلط المعجم بين هذه الحقول لخلط كثير من الناس بين ألفاظ الكم والعدد و الإحصاء والحساب والرياضيات وهذا الخلط قد يجوز في معجم عام لا في معجم متخصص يبتغي العلمية.
أما بالنسبة لمصطلح علم الأصوات الفسيولوجي [ النطقي] فإن الخلط فيه جلي لا يحتاج لمناقشة.
وكل ما سبق يعد من عيوب المعجم المتخصص.
في جولتنا عبر صفحات المعجم لاحظنا أن المعجم تطغى عليه
1. العجمة؛
2. اختلاط الحدود المفاهيمية؛
3. لا يلتزم بالنمطية المصطلحية.
زد لذلك أن متصفح هذا المعجم يكتشف أن مجالات اللسانيات لم تتجاوز حدود الصواتة والصوتيات والتركيبية رغم أن مجال اللسانيات يتجاوز بكثير هذه الفروع فلا ذكر في المعجم لمصطلحات نظريات منطق اللغة وتحليل الخطاب علوم التواصل وغيرها. وأضن أن السبب في ذلك راجع إلى ارتباط المؤلفين المبدئي بمراجع ومعاجم إنجليزية محددة ثم انتماءاتهم المدرسية و التي هي في أغلبها ذات توجه صواتي تركيبي.
وكتعليل للزلات التي وقع فيها المعجم أضن أن المؤلفين الفضلاء في الكثير بل في أغلب مقترحاتهم المصطلحية ظلوا مرتبطين بما كتب عربيا في الميدان عندما تعلق الأمر بإيجاد المقابل العربي فكرروا عيوب سابقيهم. ويا ليت لو تركوا الحرية لعبقريتهم لتبتكر وتبدع وتتجاوز ما جاء في الكتابات العربية الحديثة التقريبية و التي حواها مسرد المراجع. أليسوا من السابقين إلى اقتراح معجم متخصص في الميدان ومن حق السابق الإبداع وهي مسؤولية كبيرة وصعبة ولكنها مشرفة.
لي اليقين أن الطبعات القادمة للمعجم ستتلافى هذه النقائص مستفيدة بما زخرت به المكتبة العربية من جديد في الميدان ومستفيدة من الفاصل الزمني الذي يسمح دائما بهضم الدخيل من المفاهيم واستيعابها وتبنيها. والحمد لله فنحن حين نقارن ما كان يكتب في اللسانيات ومصطلحاتها في السبعينات من القرن الماضي مع ما يكتب اليوم نجد أن اللسانيين العرب قد استوعبوا الكثير وابتكروا العديد من المصطلحات الناجحة الدقيقة وقد قلت في البداية أن ولوج أغوار القواميس المتخصصة هي رحلة في حفريات اللغة المستعملة ومؤشر على التقاطع الفكري والحضاري بيننا وبين الآخر وما أغنى هذا التقاطع إذا كان ميدانه اللغات يما تحمله هذه الأخيرة من ثقل تاريخي واجتماعي وثقافي.
ختاما شكرا وتحية لمعهد اللغة العربية بجامعة الرياض على جهوده لإيجاد معاجم متخصصة للمستعملين العرب.
شاركت: 15 فبراير 2006
نشرات: 285
ارسل: الاربعاء مارس 01, 2006 11:31 pm موضوع الرسالة: ’معجم مصطلحات علم اللغة الحديث
--------------------------------------------------------------------------------
محمد عمر أمطوش
’معجم مصطلحات علم اللغة الحديث ‘ , عربي ـ إنجليزي وإنجليزي ـ عربي, وضع نخبة من اللغويين العرب ؛
A Dictionary of Modern Linguidtic Terms, English-Arabic & Arabic-English ؛
منشورات مكتبة لبنان ، لبنان ط1 : 1983 , 255 صفحة حجم عادي.
هذا هو المعجم الثاني في تخصصه الذي أقدمه للقارئ العربي وككل المعاجم المتخصصة الثنائية اللغات فهو مادة خامة لتتبع حفريات اللغة المستعملة و رصيد لدراسة قدرة العربي على استيعاب العلوم الجديدة ومصطلحاتها استعمالا ومفهوما.
وحيث أن اللسانيات الحديثة علم جديد على العرب فمن المنطقي أن يمر المصطلح بمراحل الفهم والاستيعاب على مستوى المضامين الدلالية والمفاهيمية واللغوية قبل أن يستقر المصطلح توحدا ووضوحا .
وإذا كانت هذه الملاحظة تنطبق على مصطلحات جميع العلوم المستوردة فإنها تكتسي في ميدان اللسانيات خطورة وبعدا متميزين, لأن اللسانيات تمس جوانب متعددة منها ما يتعلق بالعلوم الدقيقة [الصوتيات] وجوانب أخرى مرتبطة بالفلسفة والاجتماعيات وغيرها من العلوم الاجتماعية والإنسانية. واستيعاب العلوم الدقيقة مفهوميا أهون من استيعاب العلوم الأخرى لارتباط الأخيرة بمعطيات حضارية وذاتية يصعب نقلها بسهولة إلى لغات أخرى إلا بشق الأنفس [ربما استحالتها حسب البعض].
أكتب هذا كتحية لكل الزملاء العرب دووي الشجاعة في تناول الميادين الصعبة.
وأحسن طريقة لتناول هذه الميادين هي العمل الجماعي وتوحيد الصفوف وتبادل التجارب والجهود وهذا بعينه ما قامت به هذه النخبة من اللغويين العرب [ وإن كنت أفضل تسميتها بلجنة ].
من قال بأن العرب لا تتوحد و نحن أمام جمع من ثمان دكاترة عرب التفوا وتآلفوا دون أن تقوم حرب أو عراك بل أثمر اجتماعهم خيرا وأعطى معجما يشكرون عليه ويحمدون على تجمعهم وتآلفهم, فشكرا للأساتذة:
الدكاترة : محمد حسن باكلاّ ومحيي الدين خليل الريح وجورج نعمة ومحمود إسماعيل صيني وعلي القاسمي في التأليف والدكاترة : محمد حسن باكلاّ وكمال محمد بشر وعبد الحميد الشلقاني ومحمد إسماعيل صيني وصالح جودت الطعمة في مراجعة المعجم.
والمعجم المذكور ينقسم إلى قسمين : معجم عربي المداخل وآخر إنجليزي المداخل إضافة إلى مقدمة ومسرد بالمصادر العربية قصيرين.
و المعجم موجه إلى المتعلم الجامعي أو المترجم العربي الذي يريد متابعة نصوص اللسانيات الحديثة المنشورة بالإنجليزية.
وكعادتي في هذه الجولة بين المعاجم المتخصصة فقد تناولت هذا المعجم من وجهة تطبيقية و"استعمالية" [وإن كان النظري حاضرا في رؤيتي]. وتساؤلي الدائم هو: ماذا يقدم هذا المعجم الذي ينضاف إلى قائمة طويلة من المجهودات من جديد ونافع للمترجم العربي أو للقارئ العربي المبتدئ أو الجامعي للنصوص الإنجليزية المتخصصة في اللسانيات؟
وللتذكير فإن المعجم المتخصص يستوجب شروط : الشمولية إذا أمكن و التدقيق حتما والتوحيد ضرورة.
احتواء المعجم لمصطلحات المجال ويستحيل عمليا أن يوجد معجم شامل لعدة اعتبارات لا مجال للخوض فيها هنا. ويعتبر المعجم وافيا إذا اشتمل على كل ما يحتاجه المستعمل من مصطلحات المجال وحقوله.
الضبط, فعلى عكس معاجم اللغة والمعاجم العامة فإن الصناعة المعجمية ومعاجم المصطلحات تستلزم تدقيقا وهندسة محكمة لا تترك مجالا لتداخل المداليل والمفاهيم؛ فالمصطلح يعرّف بدقة مفهوما محددا في مجال معرفي.
التوحيد والانتظام ويقصد بها وحدة المصطلح فكل مصطلح يعبر عن مفهوم وشئ محدد في مجال معرفي محدد. وحين تتوالى المترادفات في معجم فإن ذلك دليل على انعدام الوحدة وبالتالي الدقة. وما يبتغيه المستعمل أيضا من المعجم المتخصص يسرة الاستعمال وسهولة الوصول إلى قصده.
أسجل بداية منعا للالتباس أن هذا المعجم ليس بمعجم موحد رسميا وإن كنت أتخيل أنه مستعمل في جامعة الرياض بشكل شبه عام لأنه مشروع تبناه معهد اللغة العربية بهذه الجامعة. وللأسف فلحد الساعة لا نمتلك معجما لمصطلحات اللسانيات موحدا على المستوى العربي وقد يكون مثل هذا المعجم نواة لعمل شامل موحد. ونذكر أن هذا المعجم يأتي في سياق تاريخي ـ الثمانينات ـ امتلأ بمشاريع من هذا النوع, مشرقا ومغربا, سواء على شكل معاجم أو مسارد مصطلحية ملحقة بالنشريات في ميدان اللسانيات.
وأول ملاحظة لي تتعلق بحجم المعجم. ومن حجمه نتخيل أنه غير شامل وذلك ما سنراه لاحقا.
أبدأ قراءتي للمعجم من البداية أي العنوان. ويا للكارثة فالعنوان العربي يحمل في طياته كل إشكاليات خلق المصطلح العربي الحديث. لا يجادل فرد متخصص في كون استعمال مصطلح علم اللغة هنا غامض وغير دقيق, فهو تعبير مشحون تاريخيا لدى العرب ولولا العنوان الإنجليزي لتخيلت أنني سأشد الرحال إلى صحاري نجد مع الأصمعي وغيره لفقه اللغة.
وقد يكون للمؤلفين تفسير لهذا الاختيار غير أن باقي الزملاء العرب ومن زمن يستعملون تعابير أخرى [ كالألسنية واللسانيات واللسانية واللغويات...] منعا للبس وتحديدا للمفهوم فرغم إضافة صفة ’حديث‘ إلى علم اللغة فإن ضبابية المصطلح لم تندثر.زد لذلك أن اختيار ’علم اللغة‘ يطرح الكثير من المشاكل التركيبية وبالتالي المصطلحية. فحين أستعمل عبارة لغوي ولغوية في سياق ونص ما , ماذا أقصد بالضبط وتحديدا؟ لذلك كان من الأحسن ترك ’علم اللغة‘ لمجال آخر وابتكار مصطلح جديد يؤدي المعنى بلا غموض.
وإذا وصلت إلى أسماء المؤلفين عليك انتظار المقدمة لتفهم لماذا يرد اسمي الدكتور محمد حسن باكلاّ والدكتور محمود إسماعيل صيني كمؤلفين ومراجعين . والضبط هو من منطلقات العمل الأكاديمي
وعلى ذكر التأليف والمراجعة جاء في المقدمة أنه روعي في اختيار أعضاء اللجنة :
التخصص في علوم اللغة الحديثة؛
تمثيل الاتجاهات والمدارس المختلفة؛
تمثيل الأقطار العربية.
لا أجادل النقطة الأولى, فهي جلية إذ أن الجميع دكاترة متخصصون في اللسانيات واللغويات ؛ وللأسف فلا وجود بين الأعضاء لمتخصص في شؤون المعجمية والمصطلحية. وهو نقص تظهر نتائجه على صفحات المعجم. أما بخصوص التمثيلية العربية فإننا لا نرى وجودا لمشاركين من أقطار عربية من غير المثلث المشرقي لهم إفرادات متميزة في مجال اللسانيات العربية الحديثة.
أما بالنسبة لتمثيلية الاتجاهات و المدارس فلي تحفظ كبير فإذا استثنيت جامعتي القاهرة والإسكندرية [ وهي لم تبدع مدارس في اللسانيات الحديثة] فإن القارئ يجد نفسه محصورا بين مدارس تكساس ولندن وفي ذلك تضييق . و ’’اختلاف المدارس رحمة‘‘وقد ظهرت نتائج هذا الحصر في المعجم بشكل واضح.
وإذا ألقينا نظرة إلى أهداف المعجم نجد أن هدفه هو:
1ـ المساهمة في توحيد مصطلحات علم ’اللغة اللغة‘ على مستوى الوطن العربي.
2ـ مساعدة القارئ العربي في متابعة ما يكتب باللغة الإنجليزية في حقل علوم ’اللغة الحديثة‘.
وهذه الأهداف بحق هي الطموح بعينه ويستحق أصحابه كل التقدير والتشجيع.
وقد اعتمد المؤلفون في إعداد معجمهم بالخصوص على المعاجم الإنجليزية التالية:
1. Mario Pei, Glossary of Linguistic Terminology;ط 1966 ;
2. Andrew Macleish, A Glossary of grammar and Linguistics;ط 1974 ;
3. R.R.K.Hartman &F.C. Stork, Dictionary of Language and Linguistics; ط 1973 ;
4. Mario Pei & frank Gaynor, Dictionary of Linguistics; ط 1969.
إن محاولة تحويل معجم متخصص أحادي اللغة إلى معجم ثنائي تكون العربية إحدى لغتيه من المهام الأكاديمية الجليلة وتقدم أجل الخدمات للمستعمل العربي من قارئ ومترجم. وفيما يتعلق بالمصادر الأخرى فقد اعتمد المؤلفون على العديد من الكتب العربية المتعلقة بميدان اللسانيات كرصيد مصطلحي وإن لوحظ أن القائمة غير وافية وشاملة.
وقد دام الإعداد لهذا المشروع أربع سنوات.واتبع المؤلفون منهجية لإيجاد المقابل العربي للمصطلح الإنجليزي لي عليها بعض التحفظات, فمثلا يذكر المؤلفون في جملة معاييرهم: ’ إعطاء الأولوية للمصطلحات العربية المعروفة قديمها وحديثها !‘ وهي من الإرشادات التي دأبت المجامع العربية على التذكير بها, ولكن هل يجوز أن نستعمل :
البدل والخبر والظرف محل appositive, comment and adverb .
ولائحة مثل هذه المقابلات طويلة في المعجم.
فشتان بين العالمين أو بين النحوَيْن. كان الأجدر صوغ مقابلات جديدة لإزالة اللبس.
وهذه الملاحظة تعود بنا إلى ما قلته سالفا فيما يتعلق باستعمال تعبير علم اللغة ففي هذا النوع من الاستعمالات خلط للمفاهيم والمداليل والحقول, والمصطلحية ترفض ذلك شكلا ومضمونا رفضها أن تكون اللكنة والنبر مقابلا لـ: accent. فنحن هنا أمام حالتين إما أن تكون اللكنة والنبر مسميين لشيء واحد وأنذاك فلا معنى لمصطلحين حسب مفهوم الدقة والوحدة المصطلحية أو أنهما مختلفان وفي تلك الحالة فالنقص من الإنجليزية؛ اللهم إذا كان المصطلحين من استعمال محلي أو قطري أو مدرسي خاص فعندئذ يجب ذكر كل مصطلح مع خصوصيته.
وأمثال هذه الترادفات كثيرة في هذا المعجم وهي تقلل من جدية المعجم المتخصص ولا تعطي تعب الأساتذة المؤلفين حقه . وقد سبق وأن لاحظت غياب متخصص في المعجمية بين أعضاء اللجنة.
امتد القسم ذي المداخل العربية المرتبة ألفبائيا في المعجم على 109 صفحة, وذي المداخل الإنجليزية على 103 صفحة وهو مجال ضيق لاستيعاب علم واسع متعدد الأطراف.
ولنبدأ جولتنا معا داخل المعجم ونذكر أننا نغوص في معجم متخصص وليس عاما.
سبق أن ذكرت أنني أرفض رفضا باتا استعمال مصطلحات نحوية عربية صرفة مقابلا لمصطلحات نحوية غربية [إنجليزية هنا] لأن مضامينها السيمائية ومداليلها تختلف واستعمالها يولد الغموض المعرفي والحقلي وذلك مما يستكره في المعاجم المتخصصة. فقد جاء في المعجم العروض هنا من كثر استعمال الفاعل والمفعول والنعت والبدل وكأن أحفاد سيبويه يكتبون في النحو العربي، وهذه الملاحظة تنطبق على العديد من الكتابات العربية التي تتناول اللسانيات الحديثة وهي تؤدي ـ الاستعمالات ـ في الكثير من الأحيان إلى فقدان الوضوح. فماذا يفهم القارئ و المترجم العربي المبتدئ وخاصة إذا كان متوسط العلم باللغات الهندوأوروبية حين يقرأ:
حالة الرفع = « nominal case » , والإسم المرفوع = ” nominative noon “ وحالة المفعولية = “ acussative“ وحالة المبني للمعلوم = “ active voice “ وصيغة المبني للمجهول = “ passive voice “ هذا النوع من الإسقاطات يوصلنا إلى : ’حرف الجر المؤخر‘ = « deferred preposition » وحالة الجر بالإضافة = ’ genetive case‘.
وكان الله في عون القارئ العربي الذي يسمع بحروف الجر المؤخرة !!!!!!!!!! فما عليه إلا أن يكون ملما بنحو لغات غير العربية ليفهم المقصود فإذا كان قارئ الإنجليزية المتمكن يفهم المقصود فإن قارئ العربية المتعود على حروف جر لغته العربية لن يستوعب حروف الجر الجديدة عليه. و قبل كل شيء هل نحن ملزمون باستعمال تعبير حرف جر دلالة على معنى جديد يختلف مضمونا عن ما نعرف؟
وحين البحث عن مصطلح ’ مصدر‘ سنجد في المعجم مقابلين, ثانيهما يجمع ما بين السمات الاسمية والفعلية [ وقد أطلق عليه بعضهم الاسم الفعلي] أما المقابل الثاني فجاء في المعجم معرفا بـ: ’’ بإضافة لاحقة إلى الفعل‘‘ والعرب تقول خفقان وهذيان وغيرها وكلها مصادر على صورة فعل زائد لاحقة ولكنها من النوع الثاني !!! وليس ذلك قصد المؤلفين.
وأصلا فحينما تقدم التوضيحات بين معقوفتين يكون الهدف تدقيق السياق وتحديده, وللأسف فقد وردت قائمة طويلة من مثل هذه الزلات.
خذ مثلا آخر وهو مصطلح ’مضارع‘ وستجد أن من مقابلاته في المعجم: ’ مضارع مستقبل‘ = ’present future‘ ونحن نعرف, في العربية, أن كل مستقبل هو مضارع أصلا, والمشكلة هنا تكمن في أن التقسيمات الحَدَثِيّة والزمنية بين اللغات تختلف, فهل نحن ملزمون بضرورة استعمال نفس المصطلحات للدلالة عن حقائق مختلفة؟ واقرأ باب المفعول لتعلم أن هناك ’مفعولا مجرورا‘ يعني أنه مجرور بحرف جر و’ المفعول به الثاني الخبر‘. بالنسبة للقارئ العربي ما يسمى بالمفعول به الثاني معروف ولا علاقة له بما قد يرمز إليه المعجم أما المفعول المجرو ر فلعياذ بالله من هذه البدعة وقد ترتبت عن غلط مفهومي فـ ’preposition‘ ليست حرف جر وأضن أن الزملاء الكرام تاهوا في أقسام الكلام عند سيبويه.
واقرأ ما قالوه في مقابلات المسند والمسند إليه تجد أنهم قدموا المقابلات دون ذكر للنظريات التي تقف وراء ذلك التصور رغم أنهم في أماكن أخرى غامضة دلونا على أن المصطلح من تصيب وعمل التوليديين أو الوظيفيين أو غيرهم.
تلك بعض الأمثلة اختلطت فيها حدود المفاهيم فأعطت مصطلحا غير واضح.
وللمؤلفين العذر في ذلك فهم من السباق وكل سابق له كبوات.
ويظهر أن المؤلفين سيرا على ما رسموه في المقدمة عربوا اللفظ الإنجليزي حين انعدام البديل المقابل فامتلأ المعجم بألفاظ غربية الوقع على السمع العربي :
الالومورف = ’ allomoroh‘ [عضو الوحدة الصرفية] و الألوفون = ’ allophone’‘ [عضو الوحدة الصوتية] و الألوسيم = ’ alloseme‘ [ عضو الوحدة الدلالية] و الألوتون = ’allotone‘ [ عضو الوحدة النغمية] ......... ideogram......... وبحق فالمعجم مليء بمثل هذه العجائب ألا يوجد حل آخر؟ وأكيدا عندنا حل بل حلول أخرى أحسن وأقرب إلى السمع والتركيب العربيين.
إن المعجم المتخصص من ميزاته الدقة والتحديد والوضوح وقد عدمت في هذا المعجم حيث نجد على سبيل المثال:
نبر = accent = stress
الشهيق = inspiration = inhalation
الرابط = ligature = linkage
شاذ = aberrant = exception = deviance
فهل وصل الفقر بلغة الضاد إلى حد لا نجد فيه إلا لفظا وحيدا مقابل مداليل عديدة؟
لسنا أمام معجم عام فلماذا كثر في هذا المعجم مثل هذا النقص؟
ومن غريب صنع المؤلفين أنهم أقحموا لفظة اصطناعية في الكثير من المواضع والسياقات:
’اللغة الاصطناعية‘ =
= a posteriori language = a priori language = interlingua = artificial language
الخ.
ومن الصعوبة تحديد أسباب اختيارات المؤلفين لمقابلات :
Creole, patois, register, vernacular, vulgare, special language.
ونجد مقابل ’علم اللغة‘ science of language , رغم أن عنوان المعجم يحمل مقابلا آخر وهو linguistics.
ونجد ’اللغة العالمية [العمومية]‘ = universal language
و’عموميات اللغة‘ = universals of language للحديث عن الملامح المشتركة بين اللغات. وعموميات اللغة يتعلمها التلامذة في الصفوف المدرسية أما المشترك المتقاطع بين اللغات الإنسانية فذاك شيء آخر.
ولم أفهم لماذا ترد اللغة الإلصاقية أمام =
affixing language = agglutinating language = agglomerating language.
كما لا أفهم سبب اختبار مقابلات لـ:
Native/ primary/ source language
رغم كونها مصطلحات قديمة موحدة مثل : non-linear.
ولا أفهم الفرق عربيا بين :
اللغويون المحدثون [مدرسة نحوية] = Young Grammarians
ومدرسة النحويين المحدثين = neogrammarians.
وجاءت كثير من المصطلحات المقترحة متعددة الاستعمالات وعلى سبيا المثال لا الحصر :
أحادي اللغة, الاحتكاكي, الاختزال, الاختصار,الأداة, الاسم, الأمامي, الانفجاري, التجميع, التضعيف, التغيير الصوتي, التصوتي المستقل /المشروط, العلامة, اللغة التركيبية / الخاصة؛ واقرأ مقابلات الكلمات التالية لتزيد تأكدا من ذلك: ’الكلمة الوظيفية‘, ’العبارة الفرعية‘, ’الكتابة الصوتية‘, ’الكلام غير المباشر‘, ’الكلمة الجملة‘, ’الكلمة‘, ’المختزلة‘, ’الكلمة المعجمية‘...
وستجد أمام ’علم الأصوات الفسيولوجي [ النطقي]‘=
Physiolocal phonetics, articulary phonetics, genetic phonetics, motor phonetics.
وأمام ’علم اللغة الإحصائي‘ = quantitative linguistics = statistical linguistics.
والأمر لا يتعلق باختيار أحسن المقابلات وإنما بوحدة المقابل فبدون وحدة ليس هناك مصطلح وليس هناك معجم متخصص. وقد يعزي تعدد المصطلحات إلى جهل بحدود الحقول وبالمفاهيم, خذ مثلا ’علم اللغة الإحصائي‘ وهو ما عرف عند الآخرين ’باللسانيات الإحصائية‘ أو’ الإحصائيات اللسانية‘ وقد أخذت مقابلا لـ : statistical linguistics , أما سبب وجود مصطلح آخر وهو quantitative linguistics فذلك لتمييز حقل آخر يختلف في حدوده عن اللسانيات الإحصائية وهو ’اللسانيات الكمية‘ كما نميز حقلا آخر وهو ’اللسانيات الرياضية‘ وذلك من أجل الدقة والتحديد وربما خلط المعجم بين هذه الحقول لخلط كثير من الناس بين ألفاظ الكم والعدد و الإحصاء والحساب والرياضيات وهذا الخلط قد يجوز في معجم عام لا في معجم متخصص يبتغي العلمية.
أما بالنسبة لمصطلح علم الأصوات الفسيولوجي [ النطقي] فإن الخلط فيه جلي لا يحتاج لمناقشة.
وكل ما سبق يعد من عيوب المعجم المتخصص.
في جولتنا عبر صفحات المعجم لاحظنا أن المعجم تطغى عليه
1. العجمة؛
2. اختلاط الحدود المفاهيمية؛
3. لا يلتزم بالنمطية المصطلحية.
زد لذلك أن متصفح هذا المعجم يكتشف أن مجالات اللسانيات لم تتجاوز حدود الصواتة والصوتيات والتركيبية رغم أن مجال اللسانيات يتجاوز بكثير هذه الفروع فلا ذكر في المعجم لمصطلحات نظريات منطق اللغة وتحليل الخطاب علوم التواصل وغيرها. وأضن أن السبب في ذلك راجع إلى ارتباط المؤلفين المبدئي بمراجع ومعاجم إنجليزية محددة ثم انتماءاتهم المدرسية و التي هي في أغلبها ذات توجه صواتي تركيبي.
وكتعليل للزلات التي وقع فيها المعجم أضن أن المؤلفين الفضلاء في الكثير بل في أغلب مقترحاتهم المصطلحية ظلوا مرتبطين بما كتب عربيا في الميدان عندما تعلق الأمر بإيجاد المقابل العربي فكرروا عيوب سابقيهم. ويا ليت لو تركوا الحرية لعبقريتهم لتبتكر وتبدع وتتجاوز ما جاء في الكتابات العربية الحديثة التقريبية و التي حواها مسرد المراجع. أليسوا من السابقين إلى اقتراح معجم متخصص في الميدان ومن حق السابق الإبداع وهي مسؤولية كبيرة وصعبة ولكنها مشرفة.
لي اليقين أن الطبعات القادمة للمعجم ستتلافى هذه النقائص مستفيدة بما زخرت به المكتبة العربية من جديد في الميدان ومستفيدة من الفاصل الزمني الذي يسمح دائما بهضم الدخيل من المفاهيم واستيعابها وتبنيها. والحمد لله فنحن حين نقارن ما كان يكتب في اللسانيات ومصطلحاتها في السبعينات من القرن الماضي مع ما يكتب اليوم نجد أن اللسانيين العرب قد استوعبوا الكثير وابتكروا العديد من المصطلحات الناجحة الدقيقة وقد قلت في البداية أن ولوج أغوار القواميس المتخصصة هي رحلة في حفريات اللغة المستعملة ومؤشر على التقاطع الفكري والحضاري بيننا وبين الآخر وما أغنى هذا التقاطع إذا كان ميدانه اللغات يما تحمله هذه الأخيرة من ثقل تاريخي واجتماعي وثقافي.
ختاما شكرا وتحية لمعهد اللغة العربية بجامعة الرياض على جهوده لإيجاد معاجم متخصصة للمستعملين العرب.