الشفق الشمالي:فيلم الدراما العائلية الهولندية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    الشفق الشمالي:فيلم الدراما العائلية الهولندية

    قدم المعهد الهولندي بدمشق وعلى عادته نهاية كل شهر فيلما هولنديا نوعيا,وهذه المرة من نوع الدراما العائلية تحت عنوان "الشفق الشمالي" للمخرج المتميز دافيد لامرز وهو فيلم من إنتاج 2006.

    قصة الفيلم:

    لوسيان ,أب أرمل فقد زوجته وابنته قبل عامين ونصف العام وهو بذات الوقت مدير مدرسة ملاكمة ولديه آمال وأحلام كبيرة لتلاميذه,يحاول لوسيان أن يعلمهم الملاكمة كفن نبيل قائم على الأخلاق والفكر الإنساني الحضاري المنفتح, ويشجعهم على الاستمرار ويراعي ظروف من لا يدفع الاشتراكات,بحيث لا يذكر أسماءهم أمام أصدقائهم إنما يذكرهم فحسب ,كما يمرنهم على كيفية الثقة بأنفسهم ,والتعامل الأفضل مع بقية الناس,فهو يتكلم كثيرا عن الاحترام والقيم الإنسانية ,أما في منزله مع ابنه ذو ال15 سنة وهو ميتشيل فله وجه آخر فيبدو قاسيا تجاهه وتجاه صديقاه ,إذ يبدو أنه يحمله كما يبدو الحادث الذي أودى بحياة والدته وأخته الصغيرة التي كانت تتعلم الباليه رغم أنه لا ذنب له ولم يكن معهن أساسا ,وبسبب هذه القسوة يقرر ميتشيل الفتى اليافع وبمناسبة عيد ميلاده بحفلة شواء أمام منزل والده لوسيان أن يتحدى والده الذي أهانه قبل يوم من الحفلة بسبب تأخره عن إحضار الطعام –لمساعدته لفتاة زعمت أنه أغمي عليها- فيقرر أن يرتدي لباس الباليه الخاص بأخته الصغيرة ويرفع صوت البيانو,لينزل أمام والده والجيران وتلاميذ والده بمدرسة الملاكمة كسفيان وياسمينة وغيرهما,مما يثير حنق والده لوسيان فيهم بلكمه على وجهه ليدميه مما يثير الرعب لدى تلامذة والده,ليسقط معلمهم من عيونهم فهو الذي يكلمهم بالقيم طوال النهار والتدريب ,يقوم بضرب ابنه ذو ال15 عاما وأمام الجميع دون احترام حتى لنفسه كل هذا يؤدي إلى فرار ميتشيل بدراجته الجديدة التي أحضرها إليه عمه بعيد ميلاده "المخزي لوالده" فيقرر ميتشيل مقاطعة والده وكذلك لوسيان يترك المنزل لابنه ويقيم بمدرسته للملاكمة فيكثر من الشراب ويتخلف مع تلاميذه الذين قرروا الانسحاب من مدرسته شيئا فشيئا ,كما يفشل بإنجاح تلميذه الصغير سفيان بالفوز ببطولة التاي بوكسينغ فيقوم أخو سفيان بشتمه ويهزأ منه لكونه عديم الأخلاق وضارب لابنه فكيف بالآخرين إذ يشرد فيما يتلقى بطله الصغير لكمات موجعة ويسقط أرضا عدة مرات ولوسيان ليس بجو المباراة ,فيما ابنه ميتشيل يعيش حياة أفضل فيتعرف على جارته كيكي التي تبادله ذات المشاعر من الحب ويعمل مع صديقاه على ترميم مركب والده فيحضراه من البحيرة إلى المنزل ويقومون بدهنه ,كما يتحدث ميتشيل مع كيكي عن مأساته هو ووالده بسبب الحادث الأليم الذي أودى بأخته ووالدته,ليشعر كليهما بفراغ فظيع ,أما لوسيان الأب فيحاول الهروب إلى الأمام ويذهب إلى عيادة طبيب نفسي ولكنه لا يقرر التراجع عن هذا الأمر ,فيما ابنه ميتشيل يبدأ العمل خلال الصيف مع والد صديقه التركي في مخبز,يحاول لوسيان الأب أن يرسل نقود لابنه ولكن ميتشيل يضعها على باب مدرسته التي يقيم فيها صباح اليوم التالي, يغير لوسيان عمله بعد أن فقد معظم تلاميذه فيتحول كمرافق أو بادي غارد لامرأة تقدم عروض تعري في أحد البارات ,ولكنه يتركها من الليلة الأولى ,ليتذكر ابنته وزوجته فيذهب إلى صديقته القديمة والتي لطالما أحبته باحثا عن الدفء بين ذراعيه باكيا على فقدانه لعائلته وخصوصا خصامه مع ابنه وكيف تجرأ ولكمه حتى أدماه كل هذا الصراع الطويل ولعدة أسابيع أبكاه أمام عشيقته القديمة والتي حاولت مواساته والاعتذار لابنه ليستعيد عائلته ,وفعلا باليوم التالي يقرر لوسيان أن يتجاوز كرامته ويستعيد ابنه الذي سعد بعودته رغم دمعاته ,فيحضر الحليب لوالده وكذلك لصديق والده الذي أحضر محرك لزورقه الصغير وكذلك كيكي التي تعرف عليها لوسيان أخيرا كصديقة لابنه ,فيما صديق والد ميتشيل عرف والد "كيكي" إذ كان معهم بكرة القدم كفريق واحد وأن لديها أخوة كثر حتى يسمون عائلتها بالأقزام السبعة...؟!.

    قصة عائلية جميلة ومعبرة وبسيطة ولكنها تلامس الكثير من المشاعر الحلوة كما رافقها موسيقى الجاز المعبر عن حالات الوجع والأنين لدى الأب خصوصا وتقلباته وحتى عدم قدرته على النوم لليالي طويلة وإكثاره من الشراب ,كل ذلك من وراء تلك الحادثة التي أخرجته عن طور بنانه وأدخلته في تيه طويل الأمد.

    قصة الأب والابن

    في الحقيقة يمكننا وبكل بساطة تسميتها بقصة الأب والابن ,فكلاهما مثل قصة لوحده ليلتقيا أخيرا بنهاية الفيلم ويتصالحا ,بعد مازوخية مروعة خصوصا لدى الأب الذي بدأ برحلة مراجعة الذات وفقدانه لثقته بنفسه وحتى شعاراته التي طالما علمها لتلاميذه والتي فقدت قيمتها لديه سواء أمام تلاميذه الذين لم يعودوا ليصدقوه أو حتى أمام نفسه ,فتلك الهزة العنيفة والعاصفة أفقدته توازنه ,ولكنه بالنهاية يقرر التراجع والابتعاد عن التعنت ليستعيد من بقي من عائلته ,قصة لذيذة وممتعة حقا ,فشكرا للمعهد الهولندي بدمشق على أفلامه النوعية.

    التسامح والتنوع الثقافي بمدينة أمستردام:

    في الحقيقة يبدو جليا التسامح تجاه الآخر بالفيلم فالأب لوسيان يدرب مجموعة من التلاميذ المتنوعين مثل سفيان وياسمينة ,كما يبدو ذلك في حفلة الشواء حين يقول اللحم الحلال على اليمين ولحم الخنزير على اليسار فتبدو العائلة الهولندية كعائلة واحدة,بعكس مانسمع عنه بوسائل الاعلام في هولندا ذاتها وأتمنى أن يكون الفيلم لترسيخ مثل هذه القيم لدى الأوروبيين ,فهناك أيضا مطعم صيني وفرن تركي ,كل هذا دليل على الانفتاح الحقيقي تجاه الآخر كما عهدناها في أمستردام ,وخصوصا مع وجود مليون مسلم هولندي من أصول عربية وتركية وافريقية من أصل 16 مليون,وأتمنى فعلا استمرارية هذا التسامح.

    معلومات حول الفيلم:

    قصة وسيناريو:دافيد لامرز

    الممثلين:

    ريموند تيري

    ميلودي تريفل

    فيكريت كوك

    داي كارتر

    مونيك سلويتر

    ميكي ميجير

    نوع الفيلم: دراما عائلية

    البلد: هولندا

    سنة الإنتاج:2006 وقد ظهر بالسينما في 20/4/2006

    الجوائز: الجائزة الذهبية لأفضل ممثل "ريموند تيري Raymond Thiry"

    والجائزة الذهبية لأفضل مخرج"دافيد لامرز David Lammers"

    اسم الفيلم بالهولندية:"langer licht"

    حول المخرج دافيد لامرز:

    أنهى دافيد لامرز دراسته عام 2001 بإخراجه لفيلم طويل وخفيف وعرض بتلفزيون أمستردام,كما نال الجائزة الذهبية لأفضل فيلم قصير عن اليوم الأخير لألفريد ماسين كما تم اختيار فيلمه "الطالب" كأفضل فيلم قصير بمهرجان كان السينمائي,كما وضع لامرز العديد من سيناريوهات الأفلام القصيرة وقد حصد العام الماضي جائزة النمر الذهبي بمهرجان روتردام الدولي للسينما عن فيلمه الطويل "الشفق الشمالي" وهي حول حادث تراجيدي للأب لوسيان مما يسبب له تلك الأزمة الفكرية فيعيش مرحلة صراع مع الذات.

    عرض الفيلم بدمشق يوما الأربعاء والخميس 30-31/5/2007.ملاحظة من يريد مشاهدة الفيلم فعليه التوجه اليوم الخميس الى المعهد الهولندي بدمشق الساعة الثامنة ومدة الفيلم ساعة ونصف الساعة.

    نقد وإعداد:محمد زعل السلوم

    سوريا دمشق

    31/5/2007
يعمل...