الأمير دراكولا شخصية من الواقع خلدها الخيال

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم كامل
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 13

    الأمير دراكولا شخصية من الواقع خلدها الخيال

    " دراكولا " الحقيقي


    [align=justify]ظن الكثيرون أن "دراكولا" شخصية انبثقت من خيال "ستوكر" الخصيب، وتفتق عنها ذهنه الخلاق، وأن البيئة الترانسفالينية([1]) ما هي إلا توأم أدبي للبيئة الروريتانية عند الروائي الإنجليزي (انتوني هوب) (1863-1933م) أي أنها مختلقة ولا وجود لها على الخريطة، ولقد كان هؤلاء مخطئين في كلا الظنين، ذلك لأن "ترانسلفانيا" “Transylvania” النائية المنعزلة والتي تجرى فيها أحداث قصة "دراكولا" حقيقة واقعة تماماً، فهي إقليم موحش يتكون من 24.000 من الأميال المربعة، وهي الآن جزء من رومانيا رغم أن في الماضي كانت المجر تشاركها فيها، وجبال الألب الترانسفالينية بوهادها وغاباتها الكثيفة وقممها المغطاة بالثلوج موطن جماعات من الرعاة البدائيين اللذين يتكلمون بلهجة العارف عن أناس مسخوا ذئاباً وعن مصاصي الدماء وتتردد بين هؤلاء الرعاة حكايات عن "فلاد دراكولا" “Vlad Dracula" ولكن من هو "فلاد دراكولا" بطل هذه الحكايات؟
    لقد كان "فلاد دراكولا" (1448-1476م) حاكماً لترانسلفانيا، وطبقاً للتواريخ المعاصرة له فهو شخصية شيطانية شريرة إلى الحد الذي تتضاءل معه شخصية "دراكولا" في قصة "ستوكر" ففي أحد التقارير يذكر أن الإقليم الذي حكمه الأمير "دراكولا" كان عدد سكانه يقدر بـ 500.000نسمة عند تولى الأمير، وعند نهاية حكمه قدر عدد الرعايا اللذين قتلوا بـ100.000فرد أي فرد من كل خمسة، وكلهم ماتوا بأوامر من الأمير وبصفة رئيسية بوسيلة بشعة وهي (الخوزقة) فقد كان الضحايا يُجلسون على (خازوق) مرتفع يدخل في جسمهم ويتركون ليفترسهم الموت ببطء وبغاية الإيلام. وقد أكسب هذا الشكل من الإعدام الأمير اسمه الذي عرف به فيما بعد وهو فلاد "الُمخوزق" أي فلاد الذي يجلس ضحاياه على الخوازيق ولربما كان "دراكولا" القرن الخامس عشر شخصية تعاني من (البارانويا) أي جنون الإرتياب وهو نزعة عند الأفراد تجعلهم شديدي الشك والإرتياب في الآخرين ، فقد كان "دراكولا" يري مؤامرة تحاك ضده وراء كل شجرة أو في كل حديث يجري بين اثنين، وكانت "خوزقة" التعساء اللذين يدخلون في دائرة شكه إجراء روتيني يشمل نسائهم وأطفالهم ولم تكن لفلاد دراكولا فائدة تذكر أو يد بيضاء على الفقراء والعجزة، ففي إحدى المناسبات وقعت في يده مجموعة من الفقراء والعجزة فساقهم إلى قلعة وأغلق الأبواب وأضرم النار في المكان، وكانت تلك هي نهاية المشكلة بالنسبة لهؤلاء المساكين.
    وبالإضافة إلى تلك الاهتمامات "المحلية" فقد كان على الأمير "دراكولا" أن يناضل الأتراك المنتهكين للحدود والمتعدين على الأملاك ، ففي تلك الأيام كان يجثم شبح الأتراك على كل أوربا الوسطى ، ومن قاعدته الجبلية كان "دراكولا" يندفع خارجاً لمحاربة الأتراك، وأثبت جدارة في ذلك وحقق لنفسه مكانة بين المحاربين والعسكريين ولم تكن خاتمة حياته بمستغربة فقد أسره الأتراك وجزوا رأسه وأرسل إلى "القسطنطينية" ليعرض على الملأ.[/align]

    [align=justify]([1]) ترانسلفانيا في الماضي كانت تابعة للمجر أما الآن فهي جزء من جمهورية رومانيا. [/align]
يعمل...