ألمانيا ستتحول إلى دولة إسلامية خلال مائة سنة
عشرون ألف نسخة نفدت خلال أيام من كتاب ساراتزين
<table border="0"><tbody><tr><td><table width="380" border="0"><tbody><tr><td align="center"></td></tr><tr><td class="caption">«ألمانيا تلغي نفسها» المؤلف: تيلو ساراتزين دار نشر «دوتشه انشتالت» - شتوتغارت</td></tr></tbody></table></td></tr></tbody></table>برلين: مروان علي
أثار كتاب السياسي والاقتصادي الألماني المعروف، تيلو ساراتزين Thilo Sarrazin، جدلا واسعا في المجتمع الألماني، وانقساما كبيرا بين مؤيد لآرائه «التي تعبر عن رأي غالبية الألمان»، كما يذهب بعضهم، وبين معارضين يرون أن الساسة الألمان يبحثون عن كبش فداء لسياساتهم الفاشلة التي أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة، حيث أزمة اقتصادية كبيرة تعصف بالاقتصاد الألماني وتشكل منعطفا خطيرا في تاريخ الاقتصاد الألماني وتاريخ ألمانيا نفسها، ويرى بعض المحللين السياسيين أن المصاعب التي تواجه ألمانيا اليوم لا تقل خطورة عما واجهته عقب خروجها مهزومة في الحرب العالمية الثانية.
«ألمانيا تلغي نفسها»"Deutschland schafft sich ab"، هذا هو عنوان الكتاب الذي يشغل الألمان، وقد نفدت الطبعة الأولى، 20 ألف نسخة، خلال أيام وصدرت الطبعة الثانية بعدد أكبر، ويتوقع المسؤول عن دار النشر أن يتوالى صدور طبعة أخرى قبل نهاية هذه السنة.
بداية لا بد من الإشـــــــــــــارة إلى أن تيلو ساراتزين هو عضو بارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألمـــــــاني، أحد أبرز وأكبر الأحزاب الألمــــــــــــــانية، وهو اقتصادي مرموق وعضو مجلس إدارة البنك الاتحادي الألماني (دوتشه بانـــــــــــك) لذلك فلا عـــــــلاقة له بالأحزاب اليمينية الألمانية المتطرفة التي تنادي بطرد المهاجرين وإغـــــــــــلاق أبواب ألمانيا أمامهم.
ولكن ما يطرحه ساراتزين في كتابه يفوق كل ما قاله العنصريون الألمان، الأمر الذي دفع أحد الأحزاب اليمينية إلى أن طلب منه الانضمام إليه لأن مواقفه تتفق تماما مع مواقف هذا الحزب.
يقول ساراتزين: «لا بد من إنقاذ ألمانيا قبل فوات الأوان». ولكن لماذا؟ لأن «ألمانيا تسير نحو الهاوية لا بد من العمل والعمل الشاق لإيقاف ذلك، بسبب انخفاض معدلات المواليد الجدد لدى الطبقات المتوسطة وازدياد عدد المهاجرين خاصة الجدد، وازدياد عدد المواليد لديهم وخصوصا لدى الأتراك والعرب، الأمر الذي ينذر بكارثة ديموغرافية»، حسب المؤلف.
ويشير المؤلف بأصبع الاتهام إلى الجالية المسلمة خصوصا الأتراك والعرب لكونها السبب الرئيسي لكل المشكلات التي تعاني منها ألمانيا، بسبب عدم رغبتها في الاندماج واعتمادها على المدفوعات الحكومية من خلال برنامج الرعاية الاجتماعية، وتحولها إلى بؤرة للتطرف الإسلامي مما يعرض السلام الاجتماعي الذي تتفاخر به ألمانيا للخطر.
ولا يكتفي الكـــــاتب بــــذلك بل يذهب إلى أبعد من ذلك بكثيــــــر، حيث إن هناك خطرا على الهوية الأوروبية والمسيحية لألمانيا بسبب سياسات الحكومة الفاشـــــــلة التي تشجع المسلمين على القدوم ونشر أفكارهـــــــــــــــم ودينهم في المجتمع الألمــــــــــاني.
ويحذر ساراتزين من أنه إذا لم يتم تدارك الأمـــــر فإن ألمانيا ستتحول إلى دولة إسلامية خلال المائة سنة القادمة.
النقطة الأساسية في الكتاب هي اعتماد تيلو ساراتزين على علم الوراثة ومحاولة تأكيده أن الجينات الوراثية للمسلمين تختــــــــلف عن الجينات الوراثية للألمان والأوروبيين، عودة بشـــــــــكل غير مباشر إلى النظرية النــــــــــازية والدم الآري الصافي، لذلك هناك استحالة كما يرى الكاتب طبعا في اندماجها في المجتمع الألماني، فالجالية المســــلمة تعيش في عزلة تامة ولا تتعــــــــــلم اللغة الألمانية ولا تقبـــل الثقـــــــــــافة الألمانية وتعيش منعزلة تماما حيث الجهل والعنف والأصـــولية والحجاب أيضا.
ويؤكد ساراتزين: «لا نحتاج إلى المهاجرين المسلمين في أوروبا وألمانيا، فقرهم المعرفي لا يؤهـــلهم للمشاركة في بناء مجتمعاتنا، بل يشكلون عالة علينا يعيشون على المساعدات الاجتماعية التي تستنزف موارد الدولة، وهذا سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد الألماني إذا لم نتدارك الأمر، إنهــم لا يجيدون غير تجارة الخضراوات»
«ألمانيا تلغي نفسها» أو تنتحر كما يقول ساراتزين، لأن الغباء ينتشر في المجتمع الألماني بشكل لا مثيل له، فالأتراك والعرب والألمان من الطبقات الدنيا ينجبون أكثر بكثير من الألمان المتعلمين، ويعيشـــــــون على المساعدات التي تقدمها الدولة، الأمر الذي سيؤدي إلى نقص في عدد الألمان من الطبقات المتوسطة المثقفة والمتعلمة التي تشارك في بناء ألمانيا، والنتيجة أن الألمان سيتحولون إلى أقلية في بلدهم وستتحول ألمانيا، هذه القوة الحضارية والاقتصادية الهـــــــائلة، إلى دولة فقيرة وستكون بؤرة للتطرف الإسلامي في أوروبا في أقل من مائة ســــــــــنة قادمة.
بقي أن نشير إلى أن عدد المسلمين في ألمــــــــــــــــــانيا، حسب آخر الإحصاءات، هو نحو 4 - 9 ملايين، 62 في المائة منهم من الأتراك والبقية من الدول العربيـــــــــــــة وشمال أفريقيا، ونسبة قليلة من شرق أوروبا مثل يوغوســـــــــــــــــلافيا الســـــــــــــــابقة وبلغاريا وألبانيا.
-------عن جريدة الشرق الأوسط --- ---
تعليق