الباراقليط - Parakletos

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    الباراقليط - Parakletos


    هذا حوار دار بين الدكتور أحمد الليثي وبيني على صفحات الموقع القديم، أعيد نشره ههنا للفائدة.
    ــــــــــــــــــــــ

    أخي الدكتور عبد الرحمن:
    جاء في إنجيل يوحنا:
    إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي ، وأنا أطلب من الاب فيعطيكم «بارقليط» ـ معزيا ـ آخر يمكث معكم إلى الابد . . . (20).
    وأمّا المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي ، فهو يعلّمكم كل شيء ، ويذكّركم بكل ما قلته لكم (21).
    لا أتكلم معكم كثيراً لان رئيس هذا العالم يأتي ، وليس له فيّ شيء (22).
    ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا اليكم(23) من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي . . . (24).
    لكني أقول لكم الحق ، انّه خير لكم أن أنطلق ، لانّه ان لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ، ولكن ان ذهبت أرسله لكم (25) ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى برّ وعلى دينونة ، أما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي ، وأما على برّ فلاني ذاهب إلى ربي ولا ترونني أيضا ، وأما على دينونة فلانّ رئيس هذا العالم قد دين.
    انّ لي أُموراً كثيراً أيضا لاقول لكم ، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الان ، وأما متى جاء ذلك روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق; لانّه لا يتكلّم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلّم به ويخبركم بأمور آتية ، ذلك يمجدني لانّه يأخذ مما لي ويخبركم (26).
    وبالتأمل في هذه النصوص نجد أنها تشير إلى:
    1 ـ أن المسيح (عليه السلام) يوصي ويبشّر بمجيء معزٍّ بعده .
    2 ـ وأن مجيئه مشروط بذهابه .
    3 ـ وأنّه مرسل من قبل الله تعالى .
    4 ـ وأنّه يعلّم كل شيء .
    5 ـ وأنّه يذكّر بما قاله المسيح (عليه السلام).
    6 ـ وأنّه يشهد للمسيح (عليه السلام).
    7 ـ وان العالم سيتبع دينه .
    8 ـ وأنّه لا يتكلّم من نفسه بل يتكلّم بما يسمع .
    9 ـ وأنّه يخبر بامور آتية .
    10 ـ وأنّه يمجد المسيح (عليه السلام).
    11 ـ وأنه يبقى معهم إلى الابد .
    وسؤالي هو: معروف أن إنجيل يوحنا مكتوب باليونانية. فما التحليل اللغوي لكلمة "بارقليط" المذكورة عاليه والمترجمة بالمعزي؟ ما هو نطقها باليونانية؟ وهل المعزي ترجمة دقيقة؟ ولماذا لم يكتف بكلمة المعزي في النص العربي بدلاً من ذكر كلمة بارقليط أيضاً؟

    الدكتور أحمد الليثي.
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    الباراقليط - Parakletos

    أخي الكريم الدكتور أحمد،

    كلمة "الباراقليط" الموجودة في الأصل اليوناني لإنجيل القديس يوحنا هي := Parakletos Παρακλητος، وهي كلمة مركبة من:

    παρα ومعناها "إلى جانب"،
    وκλητος وهي صفة غالبة مشتقة من الفعل παρακατειν ومعناه "ساعد، آزر، دعا، عزَّى، شجَّعَ". وعليه فإن معناها الحرفي يكون: "المساعد، المؤازر، الداعي، المعزي، المشجع". وقد أصبح هذا الفعل في اليونانية الحديثة كما يلي παρηγορω = paregoro. أما المعزي فصار فيها: παρηγορος = paregoros.

    والطريف في الموضوع أن هذه الكلمة اليونانية دخيلة في العبرية وتعني فيها "محامٍ" (פרקליט = باراقليط "محامٍ"؛ פרקליטות = باراقليطوت "محاماة").

    وهنالك كلمة يونانية ثانية هي: Παρικλυτος: Pariklytos ومعناها "الإنسان الحميد/المحمود".

    إذاً عندنا كلمتان متشابهتان جداً في اللفظ: "الباراقليطوس" (بفتح الراء وإمالة اللام) المثبتة في الأصل اليوناني لإنجيل القديس يوحنا (=Parakletos) وتعني "المعزي"، و"البارِقليطوس" (بكسر الراء) التي تفيد معنى "الحمد" ولكنها غير موجودة في الأصل اليوناني لإنجيل القديس يوحنا: Pariklytos.

    وواضح من رسم الكلمتين ونطقهما أنهما متشابهتان تشابهاً يجعل التصحيف (أقول التصحيف) أمراً وارداً.

    أما لم ذكرت الترجمة العربية التي أشرت إليها "الباراقليط" وأردفته بكلمة "المعزي" ترجمةً مُقحمة له، فأعتقد ـ وهذا اعتقاد شخصي ـ أن في ذلك تغليباً واضحاً لاحتمال (Parakletos) على (Pariklytos) وكذلك رداً على ابن هشام في السيرة. وللأسف الشديد لا أستطيع الرجوع الآن إلى الترجمات العربية للكتاب المقدس، وكلها بحوزتي، بسبب الأشغال في المنزل. وسأعود إليها لا حقاً إن شاء الله لأرى كيف ترجمت هذه الآيات.

    هذا ما يحضرني الساعة بشأن اللفظة اليونانية وأرجو أن تجد فيه بعض الجواب.

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      الباراقليط - Parakletos


      أخي عبد الرحمن
      ما رأيك في هذه الأقوال:
      يقول أسقف بني سويف الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا " إن لفظ بارقليط إذا حرف نطقه قليلاً يصير "بيركليت"، ومعناه: الحمد أو الشكر، وهو قريب من لفظ أحمد ".
      وسأل عبد الوهاب النجار الدكتور كارلو نيلنو – الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة- عن معنى كلمة " بيركلوتس" فقال: "الذي له حمد كثير ".

      ويرى البعض أن هناك خطأ في الترجمة لأن اللفظة اليونانية (بيركلوتس) اسم لا صفة، وقد كان من عادة اليونان زيادة السين في آخر الأسماء، وهو ما لا يصنعونه في الصفات.

      ويذهب عبد الأحد داود أن تفسير البارقليط بأنه " شخص يدعى للمساعدة أو شفيع أو محام أو وسيط " غير صحيح، وأن كلمة بارقليط اليونانية لا تفيد أياً من هذه المعاني، فالمعزي في اليونانية يدعى (باركالوف أو باريجوريس)، والمحامي تعريب للفظة (سانجرس)، وأما الوسيط أو الشفيع فتستعمل له لفظة " ميديتيا "، وعليه فعزوف "المترجم" عن معنى الحمد إلى أي من هذه المعاني إنما هو نوع من التحريف.
      ويقول الدكتور سميسون في كتاب "الروح القدس أو قوة في الأعالي": "الاسم المعزي ليس ترجمة دقيقة جداً".

      وعليه يبدو أن ثمة خلافاً في الأصل اليوناني لكلمة " بارقليط " حيث يعتقد البعض أن أصلها "بيركلوتوس " وأن ثمة تحريف. كما يحتمل وقوع التصحيف فالتغير في الأسماء كثير عند الترجمة بين اللغات وفي الطبعات، فاسم "بارباس" في الترجمة البروتستانتية هو في نسخة الكاثوليك " بارابا "، وكذا (المسيا، ماشيح) و(شيلون، شيلوه) وسوى ذلك، وكلمة " البارقليط " مترجمة عن السريانية لغة المسيح الأصلية فلا يبعد أن يقع مثل هذا التحوير حين الترجمة.

      الدكتور أحمد الليثي.

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        الباراقليط - Parakletos

        أخي أحمد،

        "باراقليطوس" := Parakletos Παρακλητος "المعزي" هي صفة غالبة في اليونانية. لهذا أضيف إليها الضمة والسين (=os) للدلالة على الاسم المذكر المرفوع في اليونانية (ويلاحظ أن الضمة والسين يضافان إلى الصفات أيضاً لأن الصفة في اليونانية تابعة لموصوفها كحالها في العربية تماماً).

        أما "بارِقليطوس": Παρικλυτος: Pariklytos فهي اسم وتعني "حميد، محمود". هذا أمر ثابت لا نقاش فيه.

        وعليه فإن قول الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف وقول الدكتور كارلو نيلنو صحيحان لا غبار عليهما. أما معنى "المحاماة" فهذا غير موجود في اليونانية بل في العبرية! والكلمة العبرية مستعارة من اليونانية، من "باراقليطوس" أي "المعزي" ولا علاقة لها ـ بمعناها في العبرية ـ لا بالأناجيل ولا بغيرها فليتنبه إلى ذلك.

        وقول الدكتور سيمون صحيح لأن "المعزي" ترجمة "باراقليطوس" := Parakletos Παρακλητος وليس ترجمة "بارِقليطوس": Παρικλυτος: Pariklytos، فنحن أمام مفهومين مختلفين!

        والتصحيف وارد جداً سواء أكان في النقل أو في الترجمة. ومن يعرف مشاكل نصوص الكتب المقدسة التي تناهت إلينا بلغات ميتة كالعبرية والآرامية واليونانية القديمة والأبستاقية والسانسكريتية، يعي الأمر أكثر من غيره. ونظرة واحدة إلى حواشي الطبعات العلمية للكتب المقدسة، تكفي لإثبات واقعة التصحيف إثباتاً لا يقبل الجدل لأنه مثبت في تلك الحواشي.

        أما التحريف فهو وارد من الناحية العلمية البحتة وثابت في أكثر من موطن في الكتاب المقدس. وأنا أقول ذلك من الناحية العلمية البحتة وليس من باب الجدل الديني. فمن يقرأ النص العبري لقصة إبراهيم عليه السلام وتقدمته لابنه ذبيحةً يستطيع أن يثبت بنفسه التحريف الواقع.

        تعليق

        يعمل...