( الحلقة الثانية ) حال اللغة الكوردية قبل أكثر من عشرة قرون
محمد روني المراني : إثبات تقدم الكتابة والحضارة الكردية على المصرية واليونانية زمنياً
أنقرة – خاص الكردية نيوز
يستمر الباحث الكوردي محمد روني المراني بالكشف عن نتاج دراساته المذهلة للتاريخ واللغة الكوردية وهو في هذه المقالة الخاصة بالكوردية نيوز يخرج بنتيجة أن اللغة الكوردية وكتابتها وبالتالي الحضارة الكردية قد تقدمت على المصرية واليونانية زمنياً، كما يتحدث عن حالة اللغة والكتابة الكردية قبل أكثر من عشرة قرون .
كتب محمد روني المراني :
تحدثنا في المقال السابق أن ابن وحشية ذكر الأكراد في ثلاثة مواضع بدأنا بالنص الأخير منه وهو خاتمة الكتاب حيث يختم بذكر حروف الأكراد، وقد وعدنا أن نشير للمواضع الأخرى ونذكر تحليلاتنا عليها، ولا زلنا في هذا المقال في هذا النص الثالث والأخير من الكتاب، حيث يذكر ابن وحشية رأيه الخاص بهذه الحروف، وسنتعرض لدلالات كلماته القليلة البسيطة والتي تحمل معاني كبيرة وعميقة، كما سنورد بعض الإشكالات الواردة على هذه الأحرف، وسنختم إن سمح لنا الوقت والمكان بالمؤمل والمرجى من المهتمين بالتاريخ واللغة الكردية بعد اكتشاف هذه الأحرف.
وليسمح لنا القارئ الكريم -قبل البدء- بالعودة إلى النص الأول الوارد في الكتاب حول هذه الأحرف، فلا بد من ذلك ولتعتبرها مقدمة ومدخلاً:
يعنون ابن وحشية الباب السابع والأخير من الكتاب بقوله (ص: 165 ط دار الفكر) : "الباب السابع من شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام في ذكر أقلام الملوك التي تقدمت من ملوك السريان والهرامسة والفراعنة والكنعانيين والكلدانيين والنبط والأكراد والكسدانيين والفرس والقبط ..."
إذاً فهذه الحروف هي حروف ملوك الأكراد (فقد كانت هناك ممالك تنتسب للكرد، وكان ابن وحشية يعرفها، وهذا شيء آخر قد نعود له في مقالات قادمة، حيث نطرح إشكالية أصل كلمة الكرد والأكراد ومتى وردت التسمية بالكرد لأول مرة لنربطها بأسلاف الكرد)، ولكن الذي يهمنا هنا هو أن هذه الحروف هي حروف ملوك الأكراد! فهل كانت هناك حروف أخرى لعامة الأكراد ؟!
في التاريخ وُجدت عدة أشكال بل عدة حروف مختلفة تماماً في لغة واحدة وفي عصرٍ واحد، ومصدرنا هنا مرة أخرى كتاب ابن وحشية الموسوعي حيث يذكر ثلاثة أشكال للهيروغلوفية، ويذكر شكلين للكلدانية، وهو إذ يذكر قلم ملك من ملوك السريان (ص: 165 ط دار الفكر) فهي مختلفة تماماً عن الكتابة السريانية اليوم والتي هي بدورها تشبه السريانية المذكورة في الكتاب كثيراً؛ إذا فربما كانت هناك أشكال أخرى لحروف الأكراد غير هذه الحروف المذكورة والتي هي بنص عبارته حروف ملوك الأكراد، لا حروف الأكراد، فما هي هذه الحروف الأخرى، وأين هي؟ هل هي الأفستائية المكتوبة بها النصوص الزرادشتية والتي يعتقد البعض أنها هي الفارسية القديمة أم البهلوية التي يعتقد الكثير أيضاً أنها اللغة الفارسية الوسطى، بينما يعتقد باحثون آخرون أن هذه اللغات هي اللغات الكردية القديمة، وهي أقرب إلى كل لهجات الكردية أكثر من الفارسية اليوم، وبذلك تكون هي حروف عامة الأكراد 1؟
ربما كانت هذه الأحرف المذكورة في كتاب ابن وحشية هي الحلقة المادية والكتابية المفقودة بين هذه اللغات وبين لغات اليوم، وهذا يلقي بمسؤولية البحث والتحليل على المؤرخين واللغويين الكرد للمقارنة والتنقيب.
التحليل العلمي لهذه الأحرف ونص عبارات ابن وحشية في هذه الأحرف
يقول ابن وحشية (ص: 204-205 من طبعة دار الفكر): "صفة قلم آخر من الأقلام القديمة وفيه حروف زائدة عن القواعد الحرفية، تدّعي الأكراد وتزعم أنه القلم الذي كتبا به بينوشاد وماسي التوراتي جميع علومهما وفنونهما وكُتبهما بهذا القلم وهذه صورته كما ترى ... ثم يقول بعد أن يذكر ما يقابل هذه الأحرف من الأحرف العربية عن سبعة أحرف لم يضع لها مقابلاً : "وباقي هذه الحروف لم وجدنا (كذا) لها نطق ولا مثال (كذا) في لغة ولا قلم، وهو من الأقلام العجيبة والرسوم الغريبة".
أول ما يلفت النظر هو قوله "من الأقلام القديمة" والقديمة بمفهومه ترجع إلى عشرات القرون، فهو لم يصف الحروف اليونانية ولا الهيروغلوفية أنها قديمة، رغم أن بينه وبينهم أكثر من خمسة عشر قرناً، وهو إذا ذكر بعض الحروف السابقة على الفراعنة وقد استخدموها يشير إلى قدمه، أما حروف الفراعنة التي وضعوها هم فلا يصفها بالقديم، وهو في كل الكتاب حذر ودقيقٌ جداً في استعمال هذه الكلمة، ولا يستعملها غالباً إلا للدلالة على كتابات شعوب ما بين النهرين كالهرامسة والنبط والكلدان والكرد، فالقديم برأيه قد يرجع إلى آلاف السنين، ونحن نورد العبارة لا للدلالة على قدم الشعب الكردي فحسب، بل للدلالة على قدم الكتابة الكردية أيضاً –وهذا ما نحن بصدده - وبينهما فرق واضح، فجليٌ أن الشعب أقدم من كتابته بكثير، كما أنه يشير بوضوح إلى تقدم الكتابة الكردية على الكتابات الفرعونية واليونانية، ويشير أيضاً إلى استيطان الكرد في هذه البلاد منذ عشرات القرون.
وحتى لا يطول بنا المقام أكثر ولا نخرج عن موضوع الحروف نقفز فوق عباراته الأخرى وهي ذات دلالات كبيرة أيضاً ولكن في غير موضوع المقال، سنعود إليها مستقبلاً إن شاء الله لننتقل الآن إلى الإشكاليات الواردة على هذه الأحرف:
الإشكاليات الواردة على هذه الأحرف :
•إشكالية الحروف التي لا توجد الآن في الكردية
حين النظر إلى هذه الأحرف الموجودة في الكتاب نلاحظ أنه يذكر ضمن الأحرف الكردية جميع الحروف العربية الثمانية والعشرين ثم يضيف عليها حرفين مفسَّرين وسبعة أحرف لم يقدم لنا تفسيرها، ونحن نعرف اليوم أن الكثير من هذه الحروف العربية غير موجودة في قواميسنا الحديثة المكتوبة بالأحرف اللاتينية، وإن كان الكثير منها موجودة في القواميس القديمة والتي كانت تستخدم الحروف العربية، فهل كانت هذه الأحرف موجودة آنذاك ثم اندثرت؟!
أعتقد –وهذا رأي شخصي- أن كل الأحرف العربية بما فيها الضاد (وللعلم فالعربية لغة الضاد ليس لانفرادها بحرف الضاد كما هو شائعٍ) نقول كل الأحرف العربية موجودة في الكردية المنطوقة اليوم عدا الثاء والذال وبخاصة في اللهجة البوطية أو الجزرية وهي باتفاق اللغويين الكرد لهجة قريش الأكراد، لفصاحتها ورقتها وسلاستها وصفاءها.
ولكن يبقى عندي حرفي الذال والثاء، كما يبقى عند معظم المهتمين بالكردية بقية الحروف وهي (الحاء والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين أيضاً على رأي أكثريتهم).
أما الغين فقد تحدث عنه اللغويون الكرد ورأى البعض معالجة الأمر بوضع نقطتين على الخاء اللاتينية ولم يتحدثوا عن بقية الأحرف ومدى بقائها في الكثير من اللهجات وبخاصة الشمالية، صحيح أن البعض عالج طريقة بعض الحروف الأخرى التي اعتقد أنها موجودة أيضاً كالكاف والباء المعطشتين والراء واللام المفخمة والتي هي موجودة كحرف مستقل في الأبجدية السورانية، ولكن معالجتهم لها ولغيرها لم تكن أكثر من بيان النطق بها دون وضع قواعد لذلك أو وضع علامة على الحرف تشير إليه، وهذه الحروف ليست مجرد صفات للحروف كما هو موجود في العربية؛ لأنها لو كانت صفات للحروف لتغير النطق بها بشكل مطّرد حسب الحرف الصوتي المرافق قبلها أو بعدها مثل صفات الحروف العربية الموضوعة لها قواعدَ حسب حركاتها: كترقيق وتفخيم اللام والراء واستعلاء أو خفض الخاء وقلقة أحرف القلقة إلى غير ذلك مما هو معروف في تجويد القرآن، وقد التفت اللغويون إليها حديثاً ضمن دراسات هارمونية الحروف وسلاستها.
وحتى نقرب الموضوع من ذهن القارئ غير المتخصص في اللغات نقول أن هذه الحروف ربما كانت موجودة ولكنها اختفت مع مسيرة اللغة عبر القرون؛ وسنضرب لذلك أمثلة قريبة منا جميعاً، فحرف الجيم اختفى في مصر وحتى عندما يقرأون بالفصحى يلفظونها بالـg فجمال هناك هو gamal، وفي الشام اختفت حروف الثاء والذال فالثلاثة هي تلاتة والذهب هو دهب، وفي المغرب العربي أصبحت الظاء ضاداً حتى في القراءة بها فالظلم هناك ضلم، وفي الكويت استبدل الجيم بالياء في بعض الحالات فالدجاجة هناك دياية، أما حرف القاف فهو معيار معرفة اللهجة في أغلب المناطق العربية فهي g عند الكثير من الخليج، وهي الهمزة بالشام ومصر، وهي الكاف عند الفلسطينيين وهي القاف المعطشة في الساحل السوري، ولو تأملنا القراءات القرآنية الكريمة -وهي معيار رائع لمعرفة اللهجات العربية آنذاك- نجد أنه كانت هناك حروف غير معروفة الآن بالكتابة العربية فحرف الإمالة é الفرنسية أو الكردية موجودة بالكثير من القراءات القرآنية وبخاصةٍ في الروايات التي تتلى في المغرب العربي اليوم (بعض روايات ورش وقالون) وكلنا يتذكر قراءة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد لسورة الضحى حين يميل الألف الممدودة في نهاية كلمات (الضحى وقلى)، والأمثلة في كل اللغات كثيرة ونستطيع أن نعرف ذلك بسهولة في الحروف المركبة باللغة الإنجليزية وكذلك الحروف التي تكتب ولا تلفظ، أو تلفظ بطريقة مختلفة بالإنجليزية والفرنسية، ولولا خشية الإطالة لذكرنا أمثلة كثيرة.
• إشكالية الحروف الموجودة الآن وهي غير مذكورة أو غير مفسرة
الأحرف الصوتية الخفيفة (أو الحركات في اللغة العربية) غير مذكورة في أحرف كل اللغات التي أوردها وعددها تسعة وستين لغة، لذلك لن نتطرق إليها، أما الأحرف الأخرى فقد انفرد ببيان غرابة لغة الهرامسة وذكر أن فيه حروفاً لا مثال لها بلغة العرب والعجم بحيث أوصل عدد حروفهم إلى ثمانية وثلاثين حرفاً ومع ذلك فقد فسرها جميعاً، كما فسر الحروف المختلفة عن الأبجدية العربية في كل اللغات الواردة في الكتاب، ولكنه حين ذكر القلم الكردي انفرد أكثر حين فسر حرفين من أصل تسعة أحرف مختلفة عن الأبجدية العربية، ولم يفسر الحروف السبعة الباقية لتصبح عدد الحروف الكردية سبعة وثلاثين حرفاً، ويبدو أنه لم يستطع تفسيرها أو ربما لم يرد أن يعرف غيره ذلك لما ذكر من الكتب العلمية الكثيرة المؤلفة بالكردية حيث ترجم منها كتابين سنذكرهما فيما بعد، فلم يرد أن يشاركه أحد في هذا الشرف.
وبذلك تصبح اللغة الكردية في كتابه هي اللغة الوحيدة التي لم يستطع أن يشرح بعض حروفها بعد أن نحج في شرح وتفسير قرابة سبعين لغة أخرى.
أما الحروف الموجودة اليوم والحروف غير الموجودة فهذه تقع على عاتق اللغويين الكرد ومجامعهم ومعاهدهم اللغوية، وتنتظر رسائل وأطروحات تحقق في الكثير من الأمور المتعلقة بهذه الأحرف، فكل حرف منها قد تصلح أطروحة علمية يمكن أن ينال عليها شهادة دكتوراه في تاريخ اللغة، أذكر أنني قرأت مرة أن أحد المستشرقين قدم أطروحة دكتوراه حول أن الحرف الأول في اللغة العربية هي الهمزة وليست الألف! فالألف همزتين، كما التقيت بطالب دراسات شرقية أوربي يحضر أطروحة حول طريقة وشكل كتابة النعوات باللغة العربية بمدينة دمشق؟!!
*إشكالية طريقة نطق بعض الحروف التي تنفرد بها اللغة الكردية ولم يستطع تفسيرها
أثارت طريقة النطق بالكردية وأشكال حروفها الصوتية الكثير من الذين تعلموا الكردية من غير أبنائها ففي بداية القرن التاسع عشر حين ألف (أو ألفه له أحدهم كما ظهر لي) ضياء الدين خالد باشا المقدسي والي دياربكر آنذاك قاموسه (الهدية الحميدية في اللغة الكردية) ذكر في مادة (كَر) أنها: "الحمار، والأصم، والقرض، والفرض، والقطعة من الشي" ثم أضاف: "وللأكراد في تلفظاتهم بهذا اللفظة باعتبار معانيها المذكورة فروق خفية لا يطلع عليها غيرهم ولا يمكن بيانها هنا..."2 وهذا كما هو ظاهر بإضافة حرف صوتي واحد وهي :الفتحة فكيف بإضافة الأحرف الصوتية الأخرى، ولك أن تتخيل المعاني الواردة في إضافة الضمة أو الكسرة.
وأذكر أيضاً أن الكاتبة الأوربية مارغريت كان في كتابها (أبناء الجن) ذكرت هذه الفروق وطريقة نطق الحروف الكردية وأبدت استغرابها الممزوج بالإعجاب، وليعذرني القارئ فليس الكتاب بين يدي الآن لأذكر له الصفحة.
كما أذكر عالم اللغات الأمريكي مايكل شايات، وهو الذي يتقن أكثر من ثلاثين لغة وهو مهووس باللغة الكردية ولهجاتها ويعتبرها أغنى اللغات الموجودة الآن كما سمعتها منه في برنامجه الأسبوعي (zimané me) الذي كان يُبث لسنوات طويلة في التسعينات وما بعدها في القسم الكردي بإذاعة صوته أمريكا وكيف كان يُظهر هذه الفروق الصوتية وبيان طريقة نطقها عند مختلف المناطق الكردية وكان ينجح لحد بعيدٍ في ذلك.
إذاً فلا غرابة أن تثير طريقة نطق هذه الحروف استغراب ابن وحشية وأن يقدمها بقوله: " صفة قلم آخر من الأقلام القديمة وفيه حروف زائدة عن القواعد الحرفية " وأن يختمها بقوله: " وباقي هذه الحروف لم وجدنا لها نطق ولا مثال في لغة ولا قلم، وهو من الأقلام العجيبة والرسوم الغريبة " وبخاصة إذا أخذنا في الحسبان أنه مكتوب قبل أكثر من ألف عام، وكانت اللغة الكردية أكثر صفاء، وهذا يعطي للغة الكردية مزايا تنفرد بها في طريقة نطقها وبيان حروفها، وربما تعطي الدارسين في علوم الصوتيات الكثير من الأمثلة وتشحذ همتهم في استكشاف آفاق جديدة وفريدة في هذا المضمار.
بقيت إشكاليات أخرى شكلية مثل طريقة الكتابة وهل كانت من اليمين إلى اليسار أم العكس وقد وردتني الكثير من التساؤلات حولها وكذلك حول طريقة كتابتها وهل يمكن أن تكون متصلة أم أنها لا تكتب إلا منفصلة؟
وأنا أميل إلى أنها كانت تكتب من اليمين إلى اليسار كما هي حال الكثير من اللغات الإيرانية ولغات ما بين النهرين القديمة، على أنها ولأنها رموز منفصلة فيمكن كتابتها في الحالتين، ولكن إذا كان من الممكن أن تكتب متصلة فيجب التعيين، وقد راسلني أحد الأصدقاء مستشيراً في تصميم فونتات على الحاسوب لهذه الأحرف، وأعتقد أنه خبر سار.
وأخيراً فإن هذه الحروف تنتظر جهود علماء التاريخ الكردي والعالمي لإعادة النظر في قراءة كل النقوش والمخطوطات المكتشفة في مختلف مناطق كردستان والموجودة في كل أنحاء العالم، ومن يدري فبفضل هذا الكتاب وبهمة باحث واحد تابعه الآلاف فيما بعد انكشف الكثير من أسرار الحضارة الفرعونية، وانقلبت رأساً على عقب معظم الأفكار السائدة والمتعلقة بالحضارة الفرعونية والتي كانت تعد من الحقائق قبلها، ونحن ننتظر شاميليوناً آخر ليفك ويقارن هذه الحروف مع الآثار والنقوش الموجودة في كردستان والعالم.
ويبدو أن الوقت والمكان لم يسمحا لي بذكر المؤمل والمرجى من المهتمين بالتاريخ واللغة الكردية بعد اكتشاف هذه الأحرف لذلك ختمنا بهذه الخاتمة القصيرة، ويبدو أن موضوع هذه الأحرف والتحليلات والتساؤلات ستستغرق مقالة أخرى قادمة.
__________________________________________________ __________
1-ينظر: تاريخ اللغات الإيرانية د. عبد السلام فهمي، ص: 30 وما بعدها وص 51 وما بعدها. ط سنة 1972 . ينظر أيضاً: باللغة الفارسية فرهنگ مهاباد، گيو مو?رياني ص:770 وما بعدها. أيضاً باللغة الكردية مقدمة كتاب: diroka dugelén kurdan , abdullah varli, weşanxana sipan, istanbul – 1997
2- الهدية الحميدية في اللغة الكردية ص: 182، حققه د. محمد مكري ، مكتبة لبنان ط 2-1987. وأضاف المحقق بمقدماته الفرنسية الطويلة للكتاب الكثير من الأمثلة على ذلك.
محمد روني المراني : إثبات تقدم الكتابة والحضارة الكردية على المصرية واليونانية زمنياً
أنقرة – خاص الكردية نيوز
يستمر الباحث الكوردي محمد روني المراني بالكشف عن نتاج دراساته المذهلة للتاريخ واللغة الكوردية وهو في هذه المقالة الخاصة بالكوردية نيوز يخرج بنتيجة أن اللغة الكوردية وكتابتها وبالتالي الحضارة الكردية قد تقدمت على المصرية واليونانية زمنياً، كما يتحدث عن حالة اللغة والكتابة الكردية قبل أكثر من عشرة قرون .
كتب محمد روني المراني :
تحدثنا في المقال السابق أن ابن وحشية ذكر الأكراد في ثلاثة مواضع بدأنا بالنص الأخير منه وهو خاتمة الكتاب حيث يختم بذكر حروف الأكراد، وقد وعدنا أن نشير للمواضع الأخرى ونذكر تحليلاتنا عليها، ولا زلنا في هذا المقال في هذا النص الثالث والأخير من الكتاب، حيث يذكر ابن وحشية رأيه الخاص بهذه الحروف، وسنتعرض لدلالات كلماته القليلة البسيطة والتي تحمل معاني كبيرة وعميقة، كما سنورد بعض الإشكالات الواردة على هذه الأحرف، وسنختم إن سمح لنا الوقت والمكان بالمؤمل والمرجى من المهتمين بالتاريخ واللغة الكردية بعد اكتشاف هذه الأحرف.
وليسمح لنا القارئ الكريم -قبل البدء- بالعودة إلى النص الأول الوارد في الكتاب حول هذه الأحرف، فلا بد من ذلك ولتعتبرها مقدمة ومدخلاً:
يعنون ابن وحشية الباب السابع والأخير من الكتاب بقوله (ص: 165 ط دار الفكر) : "الباب السابع من شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام في ذكر أقلام الملوك التي تقدمت من ملوك السريان والهرامسة والفراعنة والكنعانيين والكلدانيين والنبط والأكراد والكسدانيين والفرس والقبط ..."
إذاً فهذه الحروف هي حروف ملوك الأكراد (فقد كانت هناك ممالك تنتسب للكرد، وكان ابن وحشية يعرفها، وهذا شيء آخر قد نعود له في مقالات قادمة، حيث نطرح إشكالية أصل كلمة الكرد والأكراد ومتى وردت التسمية بالكرد لأول مرة لنربطها بأسلاف الكرد)، ولكن الذي يهمنا هنا هو أن هذه الحروف هي حروف ملوك الأكراد! فهل كانت هناك حروف أخرى لعامة الأكراد ؟!
في التاريخ وُجدت عدة أشكال بل عدة حروف مختلفة تماماً في لغة واحدة وفي عصرٍ واحد، ومصدرنا هنا مرة أخرى كتاب ابن وحشية الموسوعي حيث يذكر ثلاثة أشكال للهيروغلوفية، ويذكر شكلين للكلدانية، وهو إذ يذكر قلم ملك من ملوك السريان (ص: 165 ط دار الفكر) فهي مختلفة تماماً عن الكتابة السريانية اليوم والتي هي بدورها تشبه السريانية المذكورة في الكتاب كثيراً؛ إذا فربما كانت هناك أشكال أخرى لحروف الأكراد غير هذه الحروف المذكورة والتي هي بنص عبارته حروف ملوك الأكراد، لا حروف الأكراد، فما هي هذه الحروف الأخرى، وأين هي؟ هل هي الأفستائية المكتوبة بها النصوص الزرادشتية والتي يعتقد البعض أنها هي الفارسية القديمة أم البهلوية التي يعتقد الكثير أيضاً أنها اللغة الفارسية الوسطى، بينما يعتقد باحثون آخرون أن هذه اللغات هي اللغات الكردية القديمة، وهي أقرب إلى كل لهجات الكردية أكثر من الفارسية اليوم، وبذلك تكون هي حروف عامة الأكراد 1؟
ربما كانت هذه الأحرف المذكورة في كتاب ابن وحشية هي الحلقة المادية والكتابية المفقودة بين هذه اللغات وبين لغات اليوم، وهذا يلقي بمسؤولية البحث والتحليل على المؤرخين واللغويين الكرد للمقارنة والتنقيب.
التحليل العلمي لهذه الأحرف ونص عبارات ابن وحشية في هذه الأحرف
يقول ابن وحشية (ص: 204-205 من طبعة دار الفكر): "صفة قلم آخر من الأقلام القديمة وفيه حروف زائدة عن القواعد الحرفية، تدّعي الأكراد وتزعم أنه القلم الذي كتبا به بينوشاد وماسي التوراتي جميع علومهما وفنونهما وكُتبهما بهذا القلم وهذه صورته كما ترى ... ثم يقول بعد أن يذكر ما يقابل هذه الأحرف من الأحرف العربية عن سبعة أحرف لم يضع لها مقابلاً : "وباقي هذه الحروف لم وجدنا (كذا) لها نطق ولا مثال (كذا) في لغة ولا قلم، وهو من الأقلام العجيبة والرسوم الغريبة".
أول ما يلفت النظر هو قوله "من الأقلام القديمة" والقديمة بمفهومه ترجع إلى عشرات القرون، فهو لم يصف الحروف اليونانية ولا الهيروغلوفية أنها قديمة، رغم أن بينه وبينهم أكثر من خمسة عشر قرناً، وهو إذا ذكر بعض الحروف السابقة على الفراعنة وقد استخدموها يشير إلى قدمه، أما حروف الفراعنة التي وضعوها هم فلا يصفها بالقديم، وهو في كل الكتاب حذر ودقيقٌ جداً في استعمال هذه الكلمة، ولا يستعملها غالباً إلا للدلالة على كتابات شعوب ما بين النهرين كالهرامسة والنبط والكلدان والكرد، فالقديم برأيه قد يرجع إلى آلاف السنين، ونحن نورد العبارة لا للدلالة على قدم الشعب الكردي فحسب، بل للدلالة على قدم الكتابة الكردية أيضاً –وهذا ما نحن بصدده - وبينهما فرق واضح، فجليٌ أن الشعب أقدم من كتابته بكثير، كما أنه يشير بوضوح إلى تقدم الكتابة الكردية على الكتابات الفرعونية واليونانية، ويشير أيضاً إلى استيطان الكرد في هذه البلاد منذ عشرات القرون.
وحتى لا يطول بنا المقام أكثر ولا نخرج عن موضوع الحروف نقفز فوق عباراته الأخرى وهي ذات دلالات كبيرة أيضاً ولكن في غير موضوع المقال، سنعود إليها مستقبلاً إن شاء الله لننتقل الآن إلى الإشكاليات الواردة على هذه الأحرف:
الإشكاليات الواردة على هذه الأحرف :
•إشكالية الحروف التي لا توجد الآن في الكردية
حين النظر إلى هذه الأحرف الموجودة في الكتاب نلاحظ أنه يذكر ضمن الأحرف الكردية جميع الحروف العربية الثمانية والعشرين ثم يضيف عليها حرفين مفسَّرين وسبعة أحرف لم يقدم لنا تفسيرها، ونحن نعرف اليوم أن الكثير من هذه الحروف العربية غير موجودة في قواميسنا الحديثة المكتوبة بالأحرف اللاتينية، وإن كان الكثير منها موجودة في القواميس القديمة والتي كانت تستخدم الحروف العربية، فهل كانت هذه الأحرف موجودة آنذاك ثم اندثرت؟!
أعتقد –وهذا رأي شخصي- أن كل الأحرف العربية بما فيها الضاد (وللعلم فالعربية لغة الضاد ليس لانفرادها بحرف الضاد كما هو شائعٍ) نقول كل الأحرف العربية موجودة في الكردية المنطوقة اليوم عدا الثاء والذال وبخاصة في اللهجة البوطية أو الجزرية وهي باتفاق اللغويين الكرد لهجة قريش الأكراد، لفصاحتها ورقتها وسلاستها وصفاءها.
ولكن يبقى عندي حرفي الذال والثاء، كما يبقى عند معظم المهتمين بالكردية بقية الحروف وهي (الحاء والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين أيضاً على رأي أكثريتهم).
أما الغين فقد تحدث عنه اللغويون الكرد ورأى البعض معالجة الأمر بوضع نقطتين على الخاء اللاتينية ولم يتحدثوا عن بقية الأحرف ومدى بقائها في الكثير من اللهجات وبخاصة الشمالية، صحيح أن البعض عالج طريقة بعض الحروف الأخرى التي اعتقد أنها موجودة أيضاً كالكاف والباء المعطشتين والراء واللام المفخمة والتي هي موجودة كحرف مستقل في الأبجدية السورانية، ولكن معالجتهم لها ولغيرها لم تكن أكثر من بيان النطق بها دون وضع قواعد لذلك أو وضع علامة على الحرف تشير إليه، وهذه الحروف ليست مجرد صفات للحروف كما هو موجود في العربية؛ لأنها لو كانت صفات للحروف لتغير النطق بها بشكل مطّرد حسب الحرف الصوتي المرافق قبلها أو بعدها مثل صفات الحروف العربية الموضوعة لها قواعدَ حسب حركاتها: كترقيق وتفخيم اللام والراء واستعلاء أو خفض الخاء وقلقة أحرف القلقة إلى غير ذلك مما هو معروف في تجويد القرآن، وقد التفت اللغويون إليها حديثاً ضمن دراسات هارمونية الحروف وسلاستها.
وحتى نقرب الموضوع من ذهن القارئ غير المتخصص في اللغات نقول أن هذه الحروف ربما كانت موجودة ولكنها اختفت مع مسيرة اللغة عبر القرون؛ وسنضرب لذلك أمثلة قريبة منا جميعاً، فحرف الجيم اختفى في مصر وحتى عندما يقرأون بالفصحى يلفظونها بالـg فجمال هناك هو gamal، وفي الشام اختفت حروف الثاء والذال فالثلاثة هي تلاتة والذهب هو دهب، وفي المغرب العربي أصبحت الظاء ضاداً حتى في القراءة بها فالظلم هناك ضلم، وفي الكويت استبدل الجيم بالياء في بعض الحالات فالدجاجة هناك دياية، أما حرف القاف فهو معيار معرفة اللهجة في أغلب المناطق العربية فهي g عند الكثير من الخليج، وهي الهمزة بالشام ومصر، وهي الكاف عند الفلسطينيين وهي القاف المعطشة في الساحل السوري، ولو تأملنا القراءات القرآنية الكريمة -وهي معيار رائع لمعرفة اللهجات العربية آنذاك- نجد أنه كانت هناك حروف غير معروفة الآن بالكتابة العربية فحرف الإمالة é الفرنسية أو الكردية موجودة بالكثير من القراءات القرآنية وبخاصةٍ في الروايات التي تتلى في المغرب العربي اليوم (بعض روايات ورش وقالون) وكلنا يتذكر قراءة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد لسورة الضحى حين يميل الألف الممدودة في نهاية كلمات (الضحى وقلى)، والأمثلة في كل اللغات كثيرة ونستطيع أن نعرف ذلك بسهولة في الحروف المركبة باللغة الإنجليزية وكذلك الحروف التي تكتب ولا تلفظ، أو تلفظ بطريقة مختلفة بالإنجليزية والفرنسية، ولولا خشية الإطالة لذكرنا أمثلة كثيرة.
• إشكالية الحروف الموجودة الآن وهي غير مذكورة أو غير مفسرة
الأحرف الصوتية الخفيفة (أو الحركات في اللغة العربية) غير مذكورة في أحرف كل اللغات التي أوردها وعددها تسعة وستين لغة، لذلك لن نتطرق إليها، أما الأحرف الأخرى فقد انفرد ببيان غرابة لغة الهرامسة وذكر أن فيه حروفاً لا مثال لها بلغة العرب والعجم بحيث أوصل عدد حروفهم إلى ثمانية وثلاثين حرفاً ومع ذلك فقد فسرها جميعاً، كما فسر الحروف المختلفة عن الأبجدية العربية في كل اللغات الواردة في الكتاب، ولكنه حين ذكر القلم الكردي انفرد أكثر حين فسر حرفين من أصل تسعة أحرف مختلفة عن الأبجدية العربية، ولم يفسر الحروف السبعة الباقية لتصبح عدد الحروف الكردية سبعة وثلاثين حرفاً، ويبدو أنه لم يستطع تفسيرها أو ربما لم يرد أن يعرف غيره ذلك لما ذكر من الكتب العلمية الكثيرة المؤلفة بالكردية حيث ترجم منها كتابين سنذكرهما فيما بعد، فلم يرد أن يشاركه أحد في هذا الشرف.
وبذلك تصبح اللغة الكردية في كتابه هي اللغة الوحيدة التي لم يستطع أن يشرح بعض حروفها بعد أن نحج في شرح وتفسير قرابة سبعين لغة أخرى.
أما الحروف الموجودة اليوم والحروف غير الموجودة فهذه تقع على عاتق اللغويين الكرد ومجامعهم ومعاهدهم اللغوية، وتنتظر رسائل وأطروحات تحقق في الكثير من الأمور المتعلقة بهذه الأحرف، فكل حرف منها قد تصلح أطروحة علمية يمكن أن ينال عليها شهادة دكتوراه في تاريخ اللغة، أذكر أنني قرأت مرة أن أحد المستشرقين قدم أطروحة دكتوراه حول أن الحرف الأول في اللغة العربية هي الهمزة وليست الألف! فالألف همزتين، كما التقيت بطالب دراسات شرقية أوربي يحضر أطروحة حول طريقة وشكل كتابة النعوات باللغة العربية بمدينة دمشق؟!!
*إشكالية طريقة نطق بعض الحروف التي تنفرد بها اللغة الكردية ولم يستطع تفسيرها
أثارت طريقة النطق بالكردية وأشكال حروفها الصوتية الكثير من الذين تعلموا الكردية من غير أبنائها ففي بداية القرن التاسع عشر حين ألف (أو ألفه له أحدهم كما ظهر لي) ضياء الدين خالد باشا المقدسي والي دياربكر آنذاك قاموسه (الهدية الحميدية في اللغة الكردية) ذكر في مادة (كَر) أنها: "الحمار، والأصم، والقرض، والفرض، والقطعة من الشي" ثم أضاف: "وللأكراد في تلفظاتهم بهذا اللفظة باعتبار معانيها المذكورة فروق خفية لا يطلع عليها غيرهم ولا يمكن بيانها هنا..."2 وهذا كما هو ظاهر بإضافة حرف صوتي واحد وهي :الفتحة فكيف بإضافة الأحرف الصوتية الأخرى، ولك أن تتخيل المعاني الواردة في إضافة الضمة أو الكسرة.
وأذكر أيضاً أن الكاتبة الأوربية مارغريت كان في كتابها (أبناء الجن) ذكرت هذه الفروق وطريقة نطق الحروف الكردية وأبدت استغرابها الممزوج بالإعجاب، وليعذرني القارئ فليس الكتاب بين يدي الآن لأذكر له الصفحة.
كما أذكر عالم اللغات الأمريكي مايكل شايات، وهو الذي يتقن أكثر من ثلاثين لغة وهو مهووس باللغة الكردية ولهجاتها ويعتبرها أغنى اللغات الموجودة الآن كما سمعتها منه في برنامجه الأسبوعي (zimané me) الذي كان يُبث لسنوات طويلة في التسعينات وما بعدها في القسم الكردي بإذاعة صوته أمريكا وكيف كان يُظهر هذه الفروق الصوتية وبيان طريقة نطقها عند مختلف المناطق الكردية وكان ينجح لحد بعيدٍ في ذلك.
إذاً فلا غرابة أن تثير طريقة نطق هذه الحروف استغراب ابن وحشية وأن يقدمها بقوله: " صفة قلم آخر من الأقلام القديمة وفيه حروف زائدة عن القواعد الحرفية " وأن يختمها بقوله: " وباقي هذه الحروف لم وجدنا لها نطق ولا مثال في لغة ولا قلم، وهو من الأقلام العجيبة والرسوم الغريبة " وبخاصة إذا أخذنا في الحسبان أنه مكتوب قبل أكثر من ألف عام، وكانت اللغة الكردية أكثر صفاء، وهذا يعطي للغة الكردية مزايا تنفرد بها في طريقة نطقها وبيان حروفها، وربما تعطي الدارسين في علوم الصوتيات الكثير من الأمثلة وتشحذ همتهم في استكشاف آفاق جديدة وفريدة في هذا المضمار.
بقيت إشكاليات أخرى شكلية مثل طريقة الكتابة وهل كانت من اليمين إلى اليسار أم العكس وقد وردتني الكثير من التساؤلات حولها وكذلك حول طريقة كتابتها وهل يمكن أن تكون متصلة أم أنها لا تكتب إلا منفصلة؟
وأنا أميل إلى أنها كانت تكتب من اليمين إلى اليسار كما هي حال الكثير من اللغات الإيرانية ولغات ما بين النهرين القديمة، على أنها ولأنها رموز منفصلة فيمكن كتابتها في الحالتين، ولكن إذا كان من الممكن أن تكتب متصلة فيجب التعيين، وقد راسلني أحد الأصدقاء مستشيراً في تصميم فونتات على الحاسوب لهذه الأحرف، وأعتقد أنه خبر سار.
وأخيراً فإن هذه الحروف تنتظر جهود علماء التاريخ الكردي والعالمي لإعادة النظر في قراءة كل النقوش والمخطوطات المكتشفة في مختلف مناطق كردستان والموجودة في كل أنحاء العالم، ومن يدري فبفضل هذا الكتاب وبهمة باحث واحد تابعه الآلاف فيما بعد انكشف الكثير من أسرار الحضارة الفرعونية، وانقلبت رأساً على عقب معظم الأفكار السائدة والمتعلقة بالحضارة الفرعونية والتي كانت تعد من الحقائق قبلها، ونحن ننتظر شاميليوناً آخر ليفك ويقارن هذه الحروف مع الآثار والنقوش الموجودة في كردستان والعالم.
ويبدو أن الوقت والمكان لم يسمحا لي بذكر المؤمل والمرجى من المهتمين بالتاريخ واللغة الكردية بعد اكتشاف هذه الأحرف لذلك ختمنا بهذه الخاتمة القصيرة، ويبدو أن موضوع هذه الأحرف والتحليلات والتساؤلات ستستغرق مقالة أخرى قادمة.
__________________________________________________ __________
1-ينظر: تاريخ اللغات الإيرانية د. عبد السلام فهمي، ص: 30 وما بعدها وص 51 وما بعدها. ط سنة 1972 . ينظر أيضاً: باللغة الفارسية فرهنگ مهاباد، گيو مو?رياني ص:770 وما بعدها. أيضاً باللغة الكردية مقدمة كتاب: diroka dugelén kurdan , abdullah varli, weşanxana sipan, istanbul – 1997
2- الهدية الحميدية في اللغة الكردية ص: 182، حققه د. محمد مكري ، مكتبة لبنان ط 2-1987. وأضاف المحقق بمقدماته الفرنسية الطويلة للكتاب الكثير من الأمثلة على ذلك.