حافظ الشيرازي
ولد حافظ الشيرازي في شيراز حدود سنة 729 للهجرة وتوفي بها في حدود 791. اسمه الأصلي هو شمس الدين محمد بهاء الدين، ولقب حافظاً نظراً لحفظه القرآن ونُسب إلى مسقط رأسه ومدينته شيراز في بلاد الفرس. كما لُقب أيضاً بــ (لسان الغيب وترجمان الأسرار).
حافظ الشيرازي هو أصغر أخوانه وقد تفرق عنه اخوانه بعد وفاة والده ووقع ووالدته في براثن الفقر مما اضطره للعمل خبازاً يعمل من منتصف الليل حتى ساعات الفجر الأولى. وفي النهار كان يذهب إلى المدرسة للدرس والتحصيل الذي كان يُنفق عليه من أجره اليومي.
صار حافظ فيما بعد أستاذاً في اللغتين العربية والفارسية وفي معارف الدين. ويتمتع هذا الشاعر بمكانة مرموقة في الثقافة الشعبية الايرانية، رغم مرور أكثر من ستة قرون على وفاته عام 1389، اذ لا يخلو اي بيت ايراني من كتبه . وهناك من اعتبر حافظ الشيرازي عارفاً وليس شاعراً، اذ أن "العرفانية" أو "العرفان" له مقام أعلى من مقام الشعر.
وقد عاش حافظ الشيرازي في زمن هجمة التتار المغول على العالم الاسلامي وتدميرهم لبغداد واحراقهم لكنوز الفكر والفن والمعرفة الاسلامية. وعكس في شعره تطورات عهده السياسية والفكرية، ولكنه لم ينشد شعراً سياسياً بل تخصص في الغزليات العرفانية.
وصف الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين في كتابه "شيرازيات" شعر حافظ الشيرازي أنه شعر تعبد إسلامي بأدوات من تاريخ وثني ومن طبيعة غناء وطقوس خمرة وشراب. إلا أن روحانيته الإسلامية وجوهر الحب الذي ينطوي عليه يطهران ما يلوح للناظر من شوائب الظاهر. من أجل ذلك سُمي هذا الشعر عرفانياً ولم يُنبذ ولم تلحقة الادانة. ويقول أن شعر حافظ الشيرازي هو شعر معان ومفردات اسلامية وقرآنية في الجوهر حيث ترد عبارات العبادة والتوحيد والصلاة والزكاة والصيام والطواف والزهد والرسول والصحابة، ألخ.... [جريدة أخبار اليوم].
تأثر حافظ الشيرازي بالشعر العربي الجاهلي والأموي والعباسي وخاصة بشعر المتنبي. ويتميز شعره، والذي يسمى بالغزليات، بالذوق الرفيع والخيال الجامح والصور الشعرية البديعة والسلاسة والفلسفية والعذوبة. وهو متمكن من اللغة الفارسية، يشكلها وينحتها كما يشاء لتصبح مادة شعرية تصل إلى القلوب، فينتقي أجمل المفردات المتجانسة والمتناسقة حرفاً وإيقاعاً.
تنازع رجال الدين في شيراز في السير خلف جنازته، فقد رأي بعضهم أنه ملحد ورأى البعض الآخر أن هذا اتهام وافتراء. فاستشهدوا بأبيات من شعره وبعدها دفن في روضة المصلي والتي صارت بعد ذلك مزاراً له وتدعى اليوم بالحافظية.
قدم دريغ مدار كه جنازه حافظ
كه گرچه غرق گناهست می رود بهشت
ومعناها
لا تؤخر قدمك أو تتردد عن جنازة حافظ
فهو غريق في الاثم لكنه ذاهب الى الجنة
المصدر: شيرازيات للشاعر محمد على شمس الدين
جريدة أخبار اليوم
www.iran-arab.net
تعليق