[align=center]بإسمه سبحانه
وإن من شئ إلا يسبح بحمده
الأساتذة الكرام والأخوة الأعزاء فى
تحية طيبة مفعمة بعبير هارب من أصارى الزهور
.................................................. [/align]
[align=justify]
منذ مدة تحدث معى أحد أخوتى فى إيران وكان الحديث حول الفيصل الحقيقى بين الشعر الحديث والشعر القديم – هل هو الشكل أم المضمون
لو سلمنا بأن الشكل هو العامل الأول فى هذا الإختلاف
ثم يأتى بعد ذلك المضمون
وهل الشعر القديم نطلق عليه كلمة كلاسي أى طبقى يهتم بقضايا طبقات معينة
كما وجدناه فى الشعر القديم من إهتمام صوب الملك والعرش وحروبه وفرسانه
وآلهه وهكذا من قضايا الشعر القديم
أم هو شعر كلاسيكى أى قديم لايميزه عن الشعر الحديث سوى العامل الزمنى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/align]
..................................................
[align=justify]وعلى ذلك قررت أن أقلب وأبحث فى مخيلة الشاعر الإيرانى نادر بور شاعر الغربة والإغتراب
فربما تكون هناك إجابة لنا عن بعض ما يطرحه أهل البحث والسؤال
.................................................. [/align]
[align=justify]عفواً
لن أقوم هنا بإيراد مدخل لشخصية وحياة نادر بور كما هو المعتاد
وإنما نستشف هذا من القراءة فى أعماله الشعرية
وأرجو المسامحة لو كانت قراءتى خاطئة
فكلنا قارئ لنص بنبع ذاتى[/align]
..................................................
[align=center]((( نادر بور تجديد وتجدد فى السمات الفنية )))[/align]
[align=justify]من الخصائص الفنية الظاهرة لشعر نادر بور ، الخيال الحر والربط بين الأشياء والمفاهيم على نحو ممزوج بالتخيّل . و من حيث البناء والقالب ، فشعره متحرر من القيد والوزن والعروض والروّي والقافية .
فكان يستفيد من الأصوات والكلمات، ليخلق نوع من الموسيقى تكون سببا فى صنع دبيب حياة فى شعره .
فنادر بور يعد إمتداد لمدرسة الشعر الحر فى إيران ، حيث يعد بمجموعاته الشعرية رائد من رواد هذه المدرسة . فقد تشابه فى بناء قطعه الشعرية مع سابقيه من رواد هذه المدرسة أمثال نيما يوشيج ، وسهراب سبهرى وفروغ فرخزاد ، وغيرهم ممن شرعوا فى بناء أسطورة الشعر الفارسي الحديث.
ونادر بور تميزت سمات شعره الفنية بالتجديد فى كل شئ ، تجديد فى اللغة ، الصورة ، والشكل[/align]
[align=center](( اللغة ))[/align]
[align=justify]
اختار نادر بور منذ بداية مسيرته الشعرية اللغه الحديثه الحية مؤمنا أن التوقف عند مستوي لغة أحد القرون السابقة إنما يعنى تجاهل حياة من تحدثوا منذ ذلك القرن الي يومنا هذا بالفارسية و أغنوها. وكأن هذا الثبات نوع من الجمود وتنكر للغة أهل القرون المتأخرة .
ويوضح نادر بور أن لغة أي شعب من الشعوب تحمل في طياتها إدراك ذلك الشعب و ثقافته و اذا أعتبرنا الشعب حيا فى فترة ما ، فكيف يمكننا تصديق ان قدرته علي الفهم و ثقافته أنقطعت خلال هذه الفترة ، وتوقفت على ذروة ما وصلت إليه خلال هذه لفترة ؟!
فنادر بور يوضح أنه من الخطأ أن يحدوا الشعراء المحدثين حدو الفطاحل المتقدمين في اختيار اللغة متباهين بأنه لا يمكن التمييز بين كلامهم و كلام سعدي و حافظ الشيرازى .
فعدم اعتبارهم لغة اليوم جديرة بالاستخدام في الشعر ، فهذا يدل على أنهم غير واعيين بذاتهم ، ويعيشون بروح جسد ميت . لاينبض بحياة اليوم والغد .
ويوضح نادر بور أنه لا يسحب المرادفات من بطون المعاجم بل ينتقيها من لغة الناس الحاليين
و لأن اللغة الفارسية شأنها شأن أي لغة أخري مرت بتحولات أستوعبتها علي مر العصور المختلفة ومن أجل ضمان التواصل مع إمتداد التاريخ أجتهد في أن يكون كلامه في نطاق امتدادات اللغة.
وبذلك تتضح لغة نادر بور ، فى كونها لغة اليوم أكثر من كونها لغة الأمس ، فكان يميل إلى استخدام لغة تجرى على ألسنة الناس والعامة ، أكثر من أن ترتبط بأدبيات العصور السابقة ، ولذلك كان يؤكد نادر بور على إستخدام لغة يفهمها أهل عصره قبل أن يفهمها السعدى ومولانا وحافظ الشيرازى .
وغرض نادر بور من ذلك ليس التعسف والإطاحة بهوية اللغة ، ولكن أراد أن يحقق السلاسة و الوضوح والبعد عن التعقيد و التعتيم في الكلام . ويكون قريب من لغة عقل أهل عصره .
ولو تطلع القارئ فى أغلب مجموعات نادر يراها بالفعل بعيدة عن التكلف فى اللغة ، أو أستخدام مفردات معقدة أو مركبة ، فكان يميل إلى أستخدام المفردة البسيطة ، والأولى أن تكون فارسية ، ولا نجد إلا نذر ضئيل من الكلمات العربية فى قاموسه الشعرى .
وأراد بذلك أن يعلن إيرانيته ، وأنه يكتب إلى إيران قبل أى شئ حتى وهو فى منفاه ، كانت لغته تنبع من سياق إيران اللغوى اليومى ، ولم يتأثر بالمصطلحات والتعبيرات التى أحاطت به فى منفاه فى أمريكا .
وتتميز لغة نادر بور الشعرية بالسهولة، والايجاز، والإبتعاد عن الكلمات والتعابير الصعبة ، فهو يدور في الافكار والقلوب، لا فى أفكار وقلب الشاعر فحسب بل لغته تشارك أفكار القراء والمستمتعين .
فلو ينظر القارئ فى السطور الشعرية التالية من قطعة شعر العنب :[/align]
[align=center]
شعر العنب
ها انتم تضغطون على كل حبة بسهولة بين الشفاه
وتعصرون كل عنقود بيسر بين الاسنان
بينما هو بالنسبة لي كأس من الدم
او كأس من الدمع
تحصلون عليه بيسر هكذا
وتشربونه بسهوله هكذا
چنين آسان ميفشاريد بر هر دانه ي لبها را و بر خوشه دندان را ؟
مرا اين كاسه ي خون است
مرا اين ساغر اشك است
چنين آسان مگيريدش
چنين آسان منوشيدش[/align]
[align=justify]
نجد نادر بور فى السطور الشعرية السابقة ، برع فى استخدام ألفاظ وتعبيرات برعت هى الأخرى فى التعبير عن مخيلته الشعرية بشئ من البساطة ، والإستساغة عند أهل زمانه ، ألفاظ وتعبيرات غير غريبة على أذهانهم ، فنراه يعبر عن مرارته بمفردات متداولة ومعروفة ، حاضرة فى الأذهان ، قريبة من الذاكرة .
فاستخدامه لكلمات تعبر عن حركة عصر العنب ، ككلمة (چنين آسان ) : بهذه السهولة
(ميفشاريد ) : تعصرون ( لبها ) : الشفاة ( خوشه ) : عنقود ( كاسه ) : كأس ( خون )
( ساغر ) : كأس ( منوشيدش ) : تشربونه .
فنادر بور للدلالة عن قساوة ومرارة الظلم أستخدم ألفاظ كانت فى غاية الدلالة والتعبير وفى نفس الوقت لم تكن ذات وقع غريب على الأذهان ، فكل الألفاظ المستخدمة معايشة للواقع ، ومقبولة الدلالة ، حتى رغم بساطتها لم تنحدر إلى الضعف والضحالة ، بل الألفاظ فى مخيلة نادر بور الشعرية كانت تتميز بأنسيابية القوة أى البساطة والوضوح فى وقت واحد .[/align]
[align=center](( الصورة ))[/align]
[align=justify]
لا يمكن عزل النص الإبداعي المكتوب عن مكوناته، تماما مثل تجهيز حجرة وبناءها، فهي وحدة متكاملة، فلا يكفي لجمالية النص جودة المواد الأساسية من لغة، وحبكة ، وترابط فى الموضوع والشكل ، فالحجرة المبنية جيدا والمطلية بلون سيئ ، تفقد الغرفة جمالياتها وبهائها
كذك الحال مع تشكيل وبناء النص الجيد
فالصورة الشعرية بما تحمله من لون وحركة وصوت ، تمثل عنصر مهم جدا فى جمالية النصوص الشعرية ، فقد تعطى الصورة للنص بهاء ودلالة فى المعنى أحيانا أكثر من الكلمات ذات الدلالة المباشرة والصريحة .
فمثلا لو أجتمعت صورة شعرية فى نص ما بما تحمله من أصوات وحركة ولون ، فقد تقيم أفراحا ، وتعلن أطراحا . فالصورة الشعرية دلالتها فى الشعر ، كدلالة اللوحة المجسمة فى عالم الفن والرسم ، بل أنها أكثر نشاطا وحركة لأنها ناطقة غير صامتة ، ومتحركة غير ساكنة .
وكانت الصورة دوما أحد العناصر الرئيسية في قصائد نادر بور ، فتتشابه مجموعاته الشعرية فى إستخدامها للصور الشعرية إلى حد كبير مع مجموعات سهراب سبهرى الشعرية ، حيث البراعة فى رسم لوحات فنية تشكلية شعرية ، تكون الصورة الشعرية فيها أحد أهم عوامل بناء العمل الشعرى.
و الصورة الشعرية تتحكم بالشعر الحديث بشكل كبير ، فالصورة الشعرية كالكلمة فى كونها وسيلة للتفاهم والتواصل .
وبرع نادر بور فى استخدام الصورة لخدمة المفاهيم ، والتعبير عن عدة معانى ، ويرى أن عدم استخدام الصورة دلالة على ضحالة الفكر .
ويبرع نادر بور فى استخدام الصورة الشعرية بشكل يميزه على أقرانه من الشعراء ، فلو تأملنا قطعته الشعرية ( شخص بين الأرض والشمس ) نراه يرسم صورة شعرية دقيقة جدا ، حيث أراد أن يعبر عن غربته وآلامه من خلال رسمه لصورة شعرية دقيقة ، برعت هذه الصورة فى رسم آلامه ، حتى أنه يجعلنا نسمع آهات آلامه ونحس بها ، وتمكن من خلق روابط بين أجزاء الصورة بشكل دقيق ، وكأنها رسم لنا صورة حية تتنفس وتتفتح أزهارها وتشرق شمسها وتغرب . تجعل عقل القارئ فى ارتباط مع هذه الصورة ، فهو يتنفس من هواءها ، وتتمتع عينه وروحه بالمناظر الحية التى تمتلئ بها الصورة .
والصورة الفنية عند نادر بور تعبر عن مرحلة نضوج الشاعر فى مسيرته الشعرية ، فالصورة عنده ليست ذات بعد واحد بل تتسم بأبعاد متنوعة ، فهى ملتقى عدة معانى .
فلو تأمل القارئ قطعته الشعرية ( الأرض والزمان ) سيجد أن نادر بور يرسم بالفعل لوحة فنية ناطقة ، و أجزائها تفيض بما تحمله من كائنات ، حيث الحركة والضوء واللون ، عناصر مشبعة بها مجموعاته الشعرية ، وبذلك أضفى على قطعه الشعرية روح الحياة وكأنها كائنات حية ، ولو نظرنا فى السطور الشعرية التالية من قطعة ( الأرض والزمان ) :[/align]
[align=center]
نهر قرية مسقط راسي الكبير
الذى كان يعبر من منعطفات التراب والهدوء
له ماء بضياء الأمطار
ومن بين ثنايا الكتل المليئة بالشوك والحجر
وضاحك ومغرد ولديه
فيض مثل رياح الربيع
وفى عمق شمسه لون الرمال
و بأطياف زرقاء وبرتقالية وبنفسجية
صنع لوحة لبساط الحبيب
زمين و زمان
جوي بزرگ دهكده ي زادگاه من
كز كوچه هاي خاكي و خاموش مي گذشت
آبي به روشنايي باران داشت
وز لابلاي توده ي انبوه خار و سنگ
خندان و نغمه خوان
سيري بسان باد بهاران داشت
در عمق آفتابي او : رنگ ريگ ها
با طيف هاي نيلي و نارنجي و كبود
نقشي به دلربايي فرش آفريده بود
[/align]
[align=justify]نرى نادر بور يرسم صورة شعرية أشبه بلوحة مجسمة لحركة الكائنات ، حيث النهار يتحرك ، ويتحاور مع مايقابله من أشياء ، ويصنع روابط بينه وبين الألوان التى تحيط به ، وهنا تظهر حركة وروح حياة تجعل من الصورة الشعرية كائن حى يتنفس مثله مثل باقى الكائنات .
ونادر بور لم يكن رائداً فى براعة الصورة الشعرية ، فسهراب سبهرى كان من الرواد فى ذلك ، إلا أن نادر بور يعد ممن أكملوا هذه المسيرة الشعرية بشئ من القوة وجعلوا الصورة الشعرية أكثر أرتباطا بالبوح بالقضايا والمفاهيم التى يريد أن يوصلها الشاعر إلى عقل القارئ .
ونادر بور برع فى رسم صورته الشعرية حتى أنه شابه فى صوره بعض القدماء ، فنراه فى قطعته الشعرية ( شعر العنب ) يصنع علاقة بين العنب والبغبغاء ، وهذا يذكرنا بما كان يصنعه القدماء من شعراء العرفان من علاقة بين البلبل والوردة ، مع فرق المعالجة ، فنادر بور يستخدم البغبغاء والعنب للتعبير عن قضية وجدانية ذاتية ، بعكس القدماء كانوا يستخدمون هذه الصورة وهذه العلاقة لقضايا فلسفية عامة .
فأستطاع ان يضمن في اشعاره كثيراً من الصور والاحداث ليكسبها روعة وجمالاً ويزيد قصائده قوة وتأثيراً لذا جرى لسانه بالشعر بشكل سهل أن تتلقاه الأذن وترسمه العين بشكل سلس وسائغ . فشعره فيه توجع وتطلع ، شاعر محروم ومتطلع ، فحرارة الخيبة ولهفة التطلع والآلام والأوجاع شكلت عنده اشتعالات الروح في الجسد .
فكانت الصورة الشعرية بارعة عنده لأنها مفعمة بروح وإيحاء له دلالات ومعنى لذا جعله يقترب بسهولة من أذهان القراء والمستمعين .
[/align]
[align=center](( الشكل ))[/align]
[align=justify]نعني بالشكل الوعاء والقالب الذى يحوى الكلام و نجده في الشعر التقليدي بحور العروض بأشطرها المتساوية و قوافيها المنتظمة.
ويعد الشاعر نيما يوشيج أول من ألغي قانون المساواة في طول الآشطر و قاعدة صف القوافي بانتظام - فاتحا أمام التعبير الشعري أفاقا أرحب وأوسع مجالاً .
ونادر بور يصغر نيما يوشيج بجيلين علي وجه التقريب وقد تجاوب مع أطروحة نيما فى بناء الشكل الشعرى الجديد ، ذلك أن نادر بور لم يكن يؤمن بديمومة الآشكال ، وكان يراها دوما وليدة مقتضيات الزمن و متطلباته.
ويؤكد نادر بور أنه لم يحطم الآطر القديمة عن عمد اطلاقا و لم يشد بالشعر غير الموزون باسم التجديد لأنه يظن أن لكل قوم رؤاهم الخاصة بشأن الشعر ومن ينطق بالفارسية يري الوزن خلال القرون الثلاثة عشر الآخيرة علي أدني تقدير ملازما للشعر .
وقد أختار نادر بور فى غالبية الآحيان الوزن النيماوي شكلا لقصيدته فكان يرى أن من شأن الآشطر غير المتكافئه و خليط الاوزان و القوافي ، هذه التجديد يساعد على اختصار المسافات ويقرب بين الشعر وطبيعة النثر و لغة التحاور ،وهذا التطور يبدو ضروريا فى عهد أحلت الوسائل السمعية و البصرية محل وسائل النقل و النشر.
فنادر بور يعد من الشعراء المتبعين لمدرسة نيما يوشيج فى الشكل والبناء الفنى للشعر الحديث
، لكنه لم يحاكيه في أساليب التعبير ، فتميز نادر بور بأنه شاعر المضامين والتعبيرات الخاصة والذاتية .
فأغلب قطع ومجموعات نادر بور الشعرية ذاتية القضايا ، وهذا نوع من الابداع ، فنادر بور رغم كونه نيماوى المدرسة إلا أنه كانت له سلطة على النص الشعرى ، بحيث لم يكن عبدا للنص ، بقدر ماكان النص طائعا لهويته وقضاياه .
فنادر بور أختار الأطار الحداثى لشعره ، لتميزه بترابط الصورة ووحدتها ، مما يخلق صورة شعرية مكتملة كما أرادها الشاعر.
فمن سمات الشعر الحديث اعتماد مبدا البنيه علي اساس انتظام العناصر و التناغم التام بين كافه السطور والمقاطع مما يمكن المتلقي من كشف نوع من الارتباط العمودي في مجمل القصيدة فقد تتميز البنيه في الشعر الحديث بالتواصل عموديا حيث ترابط الكلمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلا يمكن فصل اي جزء من القصيده او التخلي عنه لان مجمل المفردات فيه مرتبط بنواة تشكل نوعيه الصله بها : بنيه الشعر
[/align]
[align=justify][/align][align=justify][/align][align=center][/align][align=center][/align][align=justify][/align][align=justify][/align][align=center][/align][align=justify][/align][align=justify][/align][align=justify][/align][align=justify][/align]
وإن من شئ إلا يسبح بحمده
الأساتذة الكرام والأخوة الأعزاء فى
تحية طيبة مفعمة بعبير هارب من أصارى الزهور
.................................................. [/align]
[align=justify]
منذ مدة تحدث معى أحد أخوتى فى إيران وكان الحديث حول الفيصل الحقيقى بين الشعر الحديث والشعر القديم – هل هو الشكل أم المضمون
لو سلمنا بأن الشكل هو العامل الأول فى هذا الإختلاف
ثم يأتى بعد ذلك المضمون
وهل الشعر القديم نطلق عليه كلمة كلاسي أى طبقى يهتم بقضايا طبقات معينة
كما وجدناه فى الشعر القديم من إهتمام صوب الملك والعرش وحروبه وفرسانه
وآلهه وهكذا من قضايا الشعر القديم
أم هو شعر كلاسيكى أى قديم لايميزه عن الشعر الحديث سوى العامل الزمنى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/align]
..................................................
[align=justify]وعلى ذلك قررت أن أقلب وأبحث فى مخيلة الشاعر الإيرانى نادر بور شاعر الغربة والإغتراب
فربما تكون هناك إجابة لنا عن بعض ما يطرحه أهل البحث والسؤال
.................................................. [/align]
[align=justify]عفواً
لن أقوم هنا بإيراد مدخل لشخصية وحياة نادر بور كما هو المعتاد
وإنما نستشف هذا من القراءة فى أعماله الشعرية
وأرجو المسامحة لو كانت قراءتى خاطئة
فكلنا قارئ لنص بنبع ذاتى[/align]
..................................................
[align=center]((( نادر بور تجديد وتجدد فى السمات الفنية )))[/align]
[align=justify]من الخصائص الفنية الظاهرة لشعر نادر بور ، الخيال الحر والربط بين الأشياء والمفاهيم على نحو ممزوج بالتخيّل . و من حيث البناء والقالب ، فشعره متحرر من القيد والوزن والعروض والروّي والقافية .
فكان يستفيد من الأصوات والكلمات، ليخلق نوع من الموسيقى تكون سببا فى صنع دبيب حياة فى شعره .
فنادر بور يعد إمتداد لمدرسة الشعر الحر فى إيران ، حيث يعد بمجموعاته الشعرية رائد من رواد هذه المدرسة . فقد تشابه فى بناء قطعه الشعرية مع سابقيه من رواد هذه المدرسة أمثال نيما يوشيج ، وسهراب سبهرى وفروغ فرخزاد ، وغيرهم ممن شرعوا فى بناء أسطورة الشعر الفارسي الحديث.
ونادر بور تميزت سمات شعره الفنية بالتجديد فى كل شئ ، تجديد فى اللغة ، الصورة ، والشكل[/align]
[align=center](( اللغة ))[/align]
[align=justify]
اختار نادر بور منذ بداية مسيرته الشعرية اللغه الحديثه الحية مؤمنا أن التوقف عند مستوي لغة أحد القرون السابقة إنما يعنى تجاهل حياة من تحدثوا منذ ذلك القرن الي يومنا هذا بالفارسية و أغنوها. وكأن هذا الثبات نوع من الجمود وتنكر للغة أهل القرون المتأخرة .
ويوضح نادر بور أن لغة أي شعب من الشعوب تحمل في طياتها إدراك ذلك الشعب و ثقافته و اذا أعتبرنا الشعب حيا فى فترة ما ، فكيف يمكننا تصديق ان قدرته علي الفهم و ثقافته أنقطعت خلال هذه الفترة ، وتوقفت على ذروة ما وصلت إليه خلال هذه لفترة ؟!
فنادر بور يوضح أنه من الخطأ أن يحدوا الشعراء المحدثين حدو الفطاحل المتقدمين في اختيار اللغة متباهين بأنه لا يمكن التمييز بين كلامهم و كلام سعدي و حافظ الشيرازى .
فعدم اعتبارهم لغة اليوم جديرة بالاستخدام في الشعر ، فهذا يدل على أنهم غير واعيين بذاتهم ، ويعيشون بروح جسد ميت . لاينبض بحياة اليوم والغد .
ويوضح نادر بور أنه لا يسحب المرادفات من بطون المعاجم بل ينتقيها من لغة الناس الحاليين
و لأن اللغة الفارسية شأنها شأن أي لغة أخري مرت بتحولات أستوعبتها علي مر العصور المختلفة ومن أجل ضمان التواصل مع إمتداد التاريخ أجتهد في أن يكون كلامه في نطاق امتدادات اللغة.
وبذلك تتضح لغة نادر بور ، فى كونها لغة اليوم أكثر من كونها لغة الأمس ، فكان يميل إلى استخدام لغة تجرى على ألسنة الناس والعامة ، أكثر من أن ترتبط بأدبيات العصور السابقة ، ولذلك كان يؤكد نادر بور على إستخدام لغة يفهمها أهل عصره قبل أن يفهمها السعدى ومولانا وحافظ الشيرازى .
وغرض نادر بور من ذلك ليس التعسف والإطاحة بهوية اللغة ، ولكن أراد أن يحقق السلاسة و الوضوح والبعد عن التعقيد و التعتيم في الكلام . ويكون قريب من لغة عقل أهل عصره .
ولو تطلع القارئ فى أغلب مجموعات نادر يراها بالفعل بعيدة عن التكلف فى اللغة ، أو أستخدام مفردات معقدة أو مركبة ، فكان يميل إلى أستخدام المفردة البسيطة ، والأولى أن تكون فارسية ، ولا نجد إلا نذر ضئيل من الكلمات العربية فى قاموسه الشعرى .
وأراد بذلك أن يعلن إيرانيته ، وأنه يكتب إلى إيران قبل أى شئ حتى وهو فى منفاه ، كانت لغته تنبع من سياق إيران اللغوى اليومى ، ولم يتأثر بالمصطلحات والتعبيرات التى أحاطت به فى منفاه فى أمريكا .
وتتميز لغة نادر بور الشعرية بالسهولة، والايجاز، والإبتعاد عن الكلمات والتعابير الصعبة ، فهو يدور في الافكار والقلوب، لا فى أفكار وقلب الشاعر فحسب بل لغته تشارك أفكار القراء والمستمتعين .
فلو ينظر القارئ فى السطور الشعرية التالية من قطعة شعر العنب :[/align]
[align=center]
شعر العنب
ها انتم تضغطون على كل حبة بسهولة بين الشفاه
وتعصرون كل عنقود بيسر بين الاسنان
بينما هو بالنسبة لي كأس من الدم
او كأس من الدمع
تحصلون عليه بيسر هكذا
وتشربونه بسهوله هكذا
چنين آسان ميفشاريد بر هر دانه ي لبها را و بر خوشه دندان را ؟
مرا اين كاسه ي خون است
مرا اين ساغر اشك است
چنين آسان مگيريدش
چنين آسان منوشيدش[/align]
[align=justify]
نجد نادر بور فى السطور الشعرية السابقة ، برع فى استخدام ألفاظ وتعبيرات برعت هى الأخرى فى التعبير عن مخيلته الشعرية بشئ من البساطة ، والإستساغة عند أهل زمانه ، ألفاظ وتعبيرات غير غريبة على أذهانهم ، فنراه يعبر عن مرارته بمفردات متداولة ومعروفة ، حاضرة فى الأذهان ، قريبة من الذاكرة .
فاستخدامه لكلمات تعبر عن حركة عصر العنب ، ككلمة (چنين آسان ) : بهذه السهولة
(ميفشاريد ) : تعصرون ( لبها ) : الشفاة ( خوشه ) : عنقود ( كاسه ) : كأس ( خون )
( ساغر ) : كأس ( منوشيدش ) : تشربونه .
فنادر بور للدلالة عن قساوة ومرارة الظلم أستخدم ألفاظ كانت فى غاية الدلالة والتعبير وفى نفس الوقت لم تكن ذات وقع غريب على الأذهان ، فكل الألفاظ المستخدمة معايشة للواقع ، ومقبولة الدلالة ، حتى رغم بساطتها لم تنحدر إلى الضعف والضحالة ، بل الألفاظ فى مخيلة نادر بور الشعرية كانت تتميز بأنسيابية القوة أى البساطة والوضوح فى وقت واحد .[/align]
[align=center](( الصورة ))[/align]
[align=justify]
لا يمكن عزل النص الإبداعي المكتوب عن مكوناته، تماما مثل تجهيز حجرة وبناءها، فهي وحدة متكاملة، فلا يكفي لجمالية النص جودة المواد الأساسية من لغة، وحبكة ، وترابط فى الموضوع والشكل ، فالحجرة المبنية جيدا والمطلية بلون سيئ ، تفقد الغرفة جمالياتها وبهائها
كذك الحال مع تشكيل وبناء النص الجيد
فالصورة الشعرية بما تحمله من لون وحركة وصوت ، تمثل عنصر مهم جدا فى جمالية النصوص الشعرية ، فقد تعطى الصورة للنص بهاء ودلالة فى المعنى أحيانا أكثر من الكلمات ذات الدلالة المباشرة والصريحة .
فمثلا لو أجتمعت صورة شعرية فى نص ما بما تحمله من أصوات وحركة ولون ، فقد تقيم أفراحا ، وتعلن أطراحا . فالصورة الشعرية دلالتها فى الشعر ، كدلالة اللوحة المجسمة فى عالم الفن والرسم ، بل أنها أكثر نشاطا وحركة لأنها ناطقة غير صامتة ، ومتحركة غير ساكنة .
وكانت الصورة دوما أحد العناصر الرئيسية في قصائد نادر بور ، فتتشابه مجموعاته الشعرية فى إستخدامها للصور الشعرية إلى حد كبير مع مجموعات سهراب سبهرى الشعرية ، حيث البراعة فى رسم لوحات فنية تشكلية شعرية ، تكون الصورة الشعرية فيها أحد أهم عوامل بناء العمل الشعرى.
و الصورة الشعرية تتحكم بالشعر الحديث بشكل كبير ، فالصورة الشعرية كالكلمة فى كونها وسيلة للتفاهم والتواصل .
وبرع نادر بور فى استخدام الصورة لخدمة المفاهيم ، والتعبير عن عدة معانى ، ويرى أن عدم استخدام الصورة دلالة على ضحالة الفكر .
ويبرع نادر بور فى استخدام الصورة الشعرية بشكل يميزه على أقرانه من الشعراء ، فلو تأملنا قطعته الشعرية ( شخص بين الأرض والشمس ) نراه يرسم صورة شعرية دقيقة جدا ، حيث أراد أن يعبر عن غربته وآلامه من خلال رسمه لصورة شعرية دقيقة ، برعت هذه الصورة فى رسم آلامه ، حتى أنه يجعلنا نسمع آهات آلامه ونحس بها ، وتمكن من خلق روابط بين أجزاء الصورة بشكل دقيق ، وكأنها رسم لنا صورة حية تتنفس وتتفتح أزهارها وتشرق شمسها وتغرب . تجعل عقل القارئ فى ارتباط مع هذه الصورة ، فهو يتنفس من هواءها ، وتتمتع عينه وروحه بالمناظر الحية التى تمتلئ بها الصورة .
والصورة الفنية عند نادر بور تعبر عن مرحلة نضوج الشاعر فى مسيرته الشعرية ، فالصورة عنده ليست ذات بعد واحد بل تتسم بأبعاد متنوعة ، فهى ملتقى عدة معانى .
فلو تأمل القارئ قطعته الشعرية ( الأرض والزمان ) سيجد أن نادر بور يرسم بالفعل لوحة فنية ناطقة ، و أجزائها تفيض بما تحمله من كائنات ، حيث الحركة والضوء واللون ، عناصر مشبعة بها مجموعاته الشعرية ، وبذلك أضفى على قطعه الشعرية روح الحياة وكأنها كائنات حية ، ولو نظرنا فى السطور الشعرية التالية من قطعة ( الأرض والزمان ) :[/align]
[align=center]
نهر قرية مسقط راسي الكبير
الذى كان يعبر من منعطفات التراب والهدوء
له ماء بضياء الأمطار
ومن بين ثنايا الكتل المليئة بالشوك والحجر
وضاحك ومغرد ولديه
فيض مثل رياح الربيع
وفى عمق شمسه لون الرمال
و بأطياف زرقاء وبرتقالية وبنفسجية
صنع لوحة لبساط الحبيب
زمين و زمان
جوي بزرگ دهكده ي زادگاه من
كز كوچه هاي خاكي و خاموش مي گذشت
آبي به روشنايي باران داشت
وز لابلاي توده ي انبوه خار و سنگ
خندان و نغمه خوان
سيري بسان باد بهاران داشت
در عمق آفتابي او : رنگ ريگ ها
با طيف هاي نيلي و نارنجي و كبود
نقشي به دلربايي فرش آفريده بود
[/align]
[align=justify]نرى نادر بور يرسم صورة شعرية أشبه بلوحة مجسمة لحركة الكائنات ، حيث النهار يتحرك ، ويتحاور مع مايقابله من أشياء ، ويصنع روابط بينه وبين الألوان التى تحيط به ، وهنا تظهر حركة وروح حياة تجعل من الصورة الشعرية كائن حى يتنفس مثله مثل باقى الكائنات .
ونادر بور لم يكن رائداً فى براعة الصورة الشعرية ، فسهراب سبهرى كان من الرواد فى ذلك ، إلا أن نادر بور يعد ممن أكملوا هذه المسيرة الشعرية بشئ من القوة وجعلوا الصورة الشعرية أكثر أرتباطا بالبوح بالقضايا والمفاهيم التى يريد أن يوصلها الشاعر إلى عقل القارئ .
ونادر بور برع فى رسم صورته الشعرية حتى أنه شابه فى صوره بعض القدماء ، فنراه فى قطعته الشعرية ( شعر العنب ) يصنع علاقة بين العنب والبغبغاء ، وهذا يذكرنا بما كان يصنعه القدماء من شعراء العرفان من علاقة بين البلبل والوردة ، مع فرق المعالجة ، فنادر بور يستخدم البغبغاء والعنب للتعبير عن قضية وجدانية ذاتية ، بعكس القدماء كانوا يستخدمون هذه الصورة وهذه العلاقة لقضايا فلسفية عامة .
فأستطاع ان يضمن في اشعاره كثيراً من الصور والاحداث ليكسبها روعة وجمالاً ويزيد قصائده قوة وتأثيراً لذا جرى لسانه بالشعر بشكل سهل أن تتلقاه الأذن وترسمه العين بشكل سلس وسائغ . فشعره فيه توجع وتطلع ، شاعر محروم ومتطلع ، فحرارة الخيبة ولهفة التطلع والآلام والأوجاع شكلت عنده اشتعالات الروح في الجسد .
فكانت الصورة الشعرية بارعة عنده لأنها مفعمة بروح وإيحاء له دلالات ومعنى لذا جعله يقترب بسهولة من أذهان القراء والمستمعين .
[/align]
[align=center](( الشكل ))[/align]
[align=justify]نعني بالشكل الوعاء والقالب الذى يحوى الكلام و نجده في الشعر التقليدي بحور العروض بأشطرها المتساوية و قوافيها المنتظمة.
ويعد الشاعر نيما يوشيج أول من ألغي قانون المساواة في طول الآشطر و قاعدة صف القوافي بانتظام - فاتحا أمام التعبير الشعري أفاقا أرحب وأوسع مجالاً .
ونادر بور يصغر نيما يوشيج بجيلين علي وجه التقريب وقد تجاوب مع أطروحة نيما فى بناء الشكل الشعرى الجديد ، ذلك أن نادر بور لم يكن يؤمن بديمومة الآشكال ، وكان يراها دوما وليدة مقتضيات الزمن و متطلباته.
ويؤكد نادر بور أنه لم يحطم الآطر القديمة عن عمد اطلاقا و لم يشد بالشعر غير الموزون باسم التجديد لأنه يظن أن لكل قوم رؤاهم الخاصة بشأن الشعر ومن ينطق بالفارسية يري الوزن خلال القرون الثلاثة عشر الآخيرة علي أدني تقدير ملازما للشعر .
وقد أختار نادر بور فى غالبية الآحيان الوزن النيماوي شكلا لقصيدته فكان يرى أن من شأن الآشطر غير المتكافئه و خليط الاوزان و القوافي ، هذه التجديد يساعد على اختصار المسافات ويقرب بين الشعر وطبيعة النثر و لغة التحاور ،وهذا التطور يبدو ضروريا فى عهد أحلت الوسائل السمعية و البصرية محل وسائل النقل و النشر.
فنادر بور يعد من الشعراء المتبعين لمدرسة نيما يوشيج فى الشكل والبناء الفنى للشعر الحديث
، لكنه لم يحاكيه في أساليب التعبير ، فتميز نادر بور بأنه شاعر المضامين والتعبيرات الخاصة والذاتية .
فأغلب قطع ومجموعات نادر بور الشعرية ذاتية القضايا ، وهذا نوع من الابداع ، فنادر بور رغم كونه نيماوى المدرسة إلا أنه كانت له سلطة على النص الشعرى ، بحيث لم يكن عبدا للنص ، بقدر ماكان النص طائعا لهويته وقضاياه .
فنادر بور أختار الأطار الحداثى لشعره ، لتميزه بترابط الصورة ووحدتها ، مما يخلق صورة شعرية مكتملة كما أرادها الشاعر.
فمن سمات الشعر الحديث اعتماد مبدا البنيه علي اساس انتظام العناصر و التناغم التام بين كافه السطور والمقاطع مما يمكن المتلقي من كشف نوع من الارتباط العمودي في مجمل القصيدة فقد تتميز البنيه في الشعر الحديث بالتواصل عموديا حيث ترابط الكلمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلا يمكن فصل اي جزء من القصيده او التخلي عنه لان مجمل المفردات فيه مرتبط بنواة تشكل نوعيه الصله بها : بنيه الشعر
[/align]
[align=justify][/align][align=justify][/align][align=center][/align][align=center][/align][align=justify][/align][align=justify][/align][align=center][/align][align=justify][/align][align=justify][/align][align=justify][/align][align=justify][/align]
تعليق