ترجمة لآخر مقالات فرانشيس فوكوياما

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ضيف

    ترجمة لآخر مقالات فرانشيس فوكوياما

    التاريخ عند نهاية التاريخ

    بقلم فرانشيس فوكوياما، عميد جامعة جونس هوبكينس ورئيس يومية ذو انتريس أميريكان.© مشروع نقابي/ ذو انتريس أميريكان، 2007. ترجمة: كينا نكيس( لبانغوارديا- الطليعة- ، 01/04/07).

    لقد أقمت الحجة منذ خمسة عشرة سنة في مؤلفي نهاية التاريخ وآخر إنسان على أنه إذا أراد مجتمع ما أن يكون متحضرا فلا خيار أمامه سوى إتباع سياسة اقتصاد السوق ونظام سياسي ديمقراطي. طبعا، لا تريد كل المجتمعات أن تصبح مجتمعات حديثة ولا أن ترسخ المؤسسات والسياسات الضرورية لاشتغال الديمقراطية والرأسمالية، ولكن أي نظام لن يستطيع طرح نتائج جيدة.
    هكذا، نهاية التاريخ كانت في الأساس مناقشة حول التحديث، والبعض ربط أطروحتي حول نهاية التاريخ بالسياسة الخارجية التي ينتجها الرئيس الأمريكي جورج بوش الهيمنة الإستراتيجية الأمريكية. ولكن، كل من يفكر في أن آرائي تشكل اللبنات الفكرية لسياسي إدارة بوش لم يعر الاهتمام لما كنت أقوله منذ 1992 حول الديمقراطية والتطور.
    في البداية، برر الرئيس بوش التدخل في العراق بسبب برنامج صدام لإنتاج أسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظامه المزعومة بتنظيم القاعدة وانتهاكات حقوق الإنسان وكدا غياب الديمقراطية في العراق. وبقدر ما تهاوى التبريرين الأولين بعد اجتياح 2003 بقدر ما ألحت الإدارة الأمريكية أكثر فأكثر على أهمية الديمقراطية في العراق وفي كل الشرق الأوسط.
    لقد برهن بوش على أن الرغبة في الحرية والديمقراطية رغبة عالمية وليست قضية ثقافية وأن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لدعم الحركات الديمقراطية " تحقيقا للهدف الذي يصبو إلى القضاء على الجور في عالمنا". فأصابع الناخبين العراقيين الملطخة بالمداد الذين رصوا الصفوف للتصويت في مختلف الانتخابات التي نظمت بين شهري يناير( كانون الثاني) وديسمبر( كانون الأول) من سنة 2005 وثورة الصدر في لبنان والانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأفغانية أكدت اعتقادات الذين دعموا الحرب. وبالرغم من أن هذه الأحداث لم تكن محفزة وواعدة فإنه من المحتمل أن الطريق إلى الديمقراطية الليبرالية في الشرق الأوسط قد تكون مخيبة للآمال للغاية عاجلا وفي متوسط الأجل، كما أن الجهود التي تبذلها إدارة بوش لبلورة سياسة إقليمية حولها تتجه نحو الفشل المطلق.
    وبكل ثقة، الرغبة في العيش في مجتمع حديث و بعيدا عن الطغيان رغبة عالمية أو شبه عالمية. وهذا ما تظهره جهود ملايين الأشخاص الذين ينتقلون كل سنة من البلدان السائرة في النمو إلى العالم المتقدم، حيث يسعون إلى إيجاد الاستقرار السياسي وفرص الشغل والتغطية الصحية والتعليم الذي لم يجدوه في ديارهم.
    لكن، ليس كافيا أن أقول فقط أن هناك رغبة الجميع في العيش في مجتمع حر - أي نظام سياسي يتسم بجملة من الحقوق الفردية ودولة الحق ـ. وبالتالي فالرغبة في العيش في حضن ديمقراطية ليبرالية أمر يتم بلوغه مع مرور الوقت، وغالبا هي نتيجة لتحديث ناجحة. بالإضافة إلى أن الرغبة في العيش في ديمقراطية ليبرالية لا تترجم أساسا بالقدرة على بلوغها. ويظهر أن إدارة بوش، في تركيزها على عراق ما بعد صدام، اضطلعت بأنه لا الديمقراطية ولا اقتصاد السوق ليسا الشرطين المتفق عليهما اللذين سيهرع إليهما المجتمع مرة واحدة بعد زوال الطغيان التعسفي، وذلك بدل مجموعة من المؤسسات المعقدة والمرتبطة الواحدة بالأخرى والتي يجب بناؤها بكد مع مرور الوقت.
    وقبل بلوغ ديمقراطية ليبرالية يجب أن يكون هناك نظام مشتغل ( أمر لم يغب يوما عن ألمانيا واليابان منذ هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية.). وذلك لا يتم بلوغه مع البقاء دون حراك في دول مثل العراق.
    ونهاية التاريخ لم يكن أبدا مرتبطا بنموذج معين مثل الأمريكي ذو التنظيم السياسي والاجتماعي. وإتباعا للفيلسوف الفرنسي الروسي الأصل الذي استلهمت منه البرهان الأصلي، أعتقد أن الاتحاد الأوربي يعكس بشدة رفقة الولايات المتحدة الأمريكية ما سيكون عليه العالم مع نهاية التاريخ. ومحاولة الاتحاد الأوربي بالتعالي على سيادة وسياسة النظام القديم مع تشيد نظام دولة الحق عبر الوطنية تتوافق أكثر مع عالم ما بعد التاريخ مقارنة مع الاعتقادات المدعمة للأمريكيين بالله والسيادة الوطنية وفي جيشهم.
    وفي الأخير، لم أربط أبدا بين البروز الإجمالي للديمقراطية والإدارة الأمريكية، وخصوصا مع ممارسة السلطة العسكرية الخاصة بهذا البلد. والتحولات الديمقراطية يجب أن تقودها المجتمعات الراغبة في الديمقراطية وذلك لأن هذه الأخيرة تحتاج إلى مؤسسات وتلك تتطلب صيرورة طويلة المدى.
    والقوى الخارجية مثل الولايات المتحدة الأمريكية قد تساعد غالبا في هذه الصيرورة باعتبارها مثالا يحتدى به لمجتمعات ناجحة اقتصاديا وسياسيا. كما يمكنها أن تقدم المساعدة المالية والاستشارية و الخدمات التقنية، ولم لا تقديم المساعدة العسكرية في مناسبات لضمان تقدم المشروع الديمقراطي. ولكن التغيير الإجباري لنظام ما لم يكن يوما هو السبيل إلى التغيير الديمقراطي.



    ترجمه إلى العربية: عثمان علوشي
    يمكن الرجوع إلى النص بالاسبانية على الرابط التالي:http://www.almendron.com/tribuna/?p=14851
  • ladmed
    عضو منتسب
    • Jun 2006
    • 275

    #2
    _MD_RE: ترجمة لآخر مقالات فرانشيس فوكوياما

    شكرا لك أخي على هذا المقال المترجم.
    ومزيدا من العطاء.
    محمد لعضمات :lol:

    تعليق

    يعمل...