تراجم وتعريف بالعلماء العثمانيين والأتراك - حلقات أسبوعية تقدمها شبكة اخبار العالم - Arabic Translators International

mmkafas

عضو منتسب

تاريخ التسجيل: Jun 2006

المشاركات: 437
مشاركة

تويت
#1

تراجم وتعريف بالعلماء العثمانيين والأتراك - حلقات أسبوعية تقدمها شبكة اخبار العالم

12-10-2006, 07:50 AM

<table id="table5" cellspacing="0" cellpadding="0" width="790" bgcolor="#ffffff"><tr><td id="td_headmainformatting" style="background-color: #ffffff" width="675"><table id="table12" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%" bgcolor="#bed1e4"><tr><th valign="middle" width="458" bgcolor="#87aad5"><table id="table46" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%" border="0"><tr><td><div align="left"><table id="table48" height="20" cellspacing="0" cellpadding="2" width="102%" border="0"><tr><td valign="bottom" bgcolor="#87aad5" height="25"></td></tr></table></div></td></tr></table></th><td class="bod" id="td_headmaintime" style="padding-right: 8px; padding-left: 2px; padding-bottom: 2px; vertical-align: top; padding-top: 2px; text-align: right" valign="middle" bgcolor="#87aad5" height="20"><div align="center"><table id="table45" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%" border="0"><tr><td valign="middle" align="center" height="20">10-12-2006 </td></tr></table></div></td></tr></table></td></tr><tr><td style="vertical-align: top"><table id="table13" style="font-size: 12px" cellspacing="0" width="100%"><tr><td id="td_mainformatting" style="vertical-align: top" width="100%" bgcolor="#ffffff"><img height="1" src="http://www.akhbaralaalam.net/imaj/index.1.gif" width="465" border="0" /><table id="table14" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%"><tr><td height="80"><table id="table49" cellpadding="4" width="100%" border="0"><tr><td height="20"><link href="sft.css" type="text/css" rel="stylesheet" /><table id="table1" style="border-collapse: collapse" cellpadding="0" width="100%" bgcolor="#ffffff" border="0"><tr><td class="bod" align="center" bgcolor="#ffffff" height="20">هذه حلقات للتعريف بعلماء الدولة العثمانية، أقدم نبذة منها، ثم أذكر الوصلة لمتابعة الموضوع... الإصلاح والمستقبل </td></tr><tr><td class="bod" align="center" bgcolor="#ffffff" height="20"> يسر شبكة أخبار العالم أن تعرف كل أسبوع بأحد العلماء الأتراك والمثقفين العثمانيين من خلال هذه الصفحة ونقدم لكم هذا الأسبوع نبذة من حياة وآثار "شهبندر زاده فلبه لي أحمد حلمي" مع إحدى مقالاته </td></tr><tr><td class="bod" align="right" bgcolor="#ffffff" height="10"> 03/12/2006 - 21:32 </td></tr><tr><td class="bod" align="right" height="10"> </td></tr><tr><td class="bod"><img hspace="5" src="http://www.akhbaralaalam.net/resimler/haberler/1406.jpg" width="240" align="right" vspace="5" border="0" /> إن المسألة التي نتناولها بالبحث مسألة في غاية الخطورة لأنها تهم كل فرد محب لمجتمعه غيور على دينه. فمسألة الإصلاح متعلقة بالمستقبل، إنها مسألة مصيرية. إن الحياة تعني التجدد المتواصل والذي يقبع على حال واحد لا يقبل معه أي تغيير يُعدّ غافلا جاهلا أشد الجهل، ومن يرفض قانون التغيير والتجدد سواء كان فردا أو مجتمعا يصاب في البداية بالسقم ثم يكون مآله الموت بعد ذلك. ومن المؤسف أن المنشغلين بالدين لم يكتفوا بالغفلة عن هذه الحقيقة الواضحة بل بذلوا جهدهم منذ عصور متطاولة لجعل المجتمع يعيش ضمن واقع خاطئ وخارج دائرة الزمن. وبسبب عوامل الجمود والتخلف فإن البناء الإسلامي قد أصابه الجمود والتكلس، بالإضافة إلى ما وُجه إلينا من هجمات من الخارج. ولمدة ثلاثة قرون متتالية ظل العالم الإسلامي يسبح في بحر من الظلمات على جميع المستويات، وفي الحقيقة لا يمكن فصل الدين عن المجتمع في الفهم الإسلامي، كما أن الدين هو المنظم للمجتمع. بيد أن المسلمين ذهلوا عن هذه الحقائق المهمة فوقعوا في الانحطاط والتخلف. تُرى هل ظهر إلى حد الآن فكر يُمكن أن ينتشل المجتمع الإسلامي من وهدته؟ هل لدينا نموذج جدير بأن يتخذ مثالا؟ للأسف لا يوجد لدينا شيء من هذا. فكما هو الشأن في موضوع الإصلاح الديني، لا توجد لدينا سوى بعض التمنيات الغامضة. بل إن القسم الأكبر من علماء الدين يقف ضد أي فكر إصلاحي يستوجبه الزمان ويتطلبه الواقع، بل ويقاومونه بشراسة. فما الذي نتوقعه في هذه الحالة، هل من الضروري أن يمرّ الإسلام بالثورات الفكرية نفسها التي مرت بها المسيحية ؟ يتعين أن ننبّه هنا إلى مسألة في غاية الأهمية، فلقد كان الهجوم الذي تعرضت له المسيحية هجوما داخليا، ولم توجد في تلك الفترة قوى كبرى منافسة تستفيد من ضعف المجتمع المسيحي مع اهتزاز مكانة المسيحية. أما نحن فإننا نعيش في ظروف، مختلفة فأغلب المسلمين اليوم يعيشون في تبعية من الناحية السياسية والاقتصادية. أما في مجال المعارف والعلوم فهم يعانون من الجهل والتخلف. ولهذا الاعتبار ينبغي ألا يمر الإسلام بما مر به الدين المسيحي، ذلك أن المرور بهذا الامتحان الأليم يعني الاضمحلال المحقّق. يقول المؤرخ دوزي، وهو محق في ذلك: "إن المسيحية مرت بالامتحان نفسه الذي مرت به مختلف العلوم الأخرى، وتخلصت من أصول التفاسير التقليدية، واضطرت إلى العدول عن الأدلة التي كانت تعتبرها، حتى ذلك الوقت، أدلة محكمة. وبفضل ذلك أمكن للمسيحية أن تنجو بنفسها". وبالنسبة إلينا نحن أيضا فإن خلاصنا يكمن في الاستفادة من العلوم الطبيعية والمعارف المختلفة الأخرى وجعل ذلك متسقا مع ديننا فنبلغ بذلك السعادة والعزة. لكن مع الأسف، يبدو أن هذه الحقيقة مازالت غائبة عن أذهان المسلمين. فالعلماء مازالوا يقدمون معلومات غير منسجمة مع الزمن والواقع، ولا تتناسب مع حقائق العلوم المعاصرة والمعلومات السائدة اليوم. وهذا ما يوقع المسلمين في تخبط كبير. فهؤلاء العلماء إما أن يبقوا تحت تأثير العلوم الطبيعية المحض والفلسفات الجاحدة، وبالتالي يبتعدون عن المجتمع والدين، وإما أن ينفروا من العلوم والمعارف وبذلك يلقون بأنفسهم في مخاطر الجهل. وهناك إصرار على البعد عن أي تأويل للرموز والحكم الموجودة في القرآن الكريم، وهناك اعتقاد بأنّ ما تركه السلف هو الدستور الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلف. فعندما ننظر اليوم إلى الطريق الذي نسير فيه نرى إما فئة متخلفة تقبع في غياهب الجهل، وإما فئة متنورة في ظاهرها تدين بالإسلام ولكنها عندما تجد الفرصة المناسبة تنقلب ضد الدين وتصبح عدوّا له. وكلمات "أ. كي" تستحق التأمل بالفعل حيث يقول: "إنه لا يكفي أن تكون لدينا رغبة في الإصلاح، ينبغي أن يكون داخل المجتمع مجدّد، وحتى يقوم بهذه الوظيفة ينبغي أن يتواصل نضاله في المجتمع بدون كلل أو ملل، وينبغي أن يكون عارفا بجميع حاجات ذلك المجتمع". ومن أجل أن تنجز هذه المهمة الصعبة يجب أن ينهض بها عدد من المفكرين بجهود مشتركة ومتواصلة في كافة أنحاء العالم الإسلامي. إن جهود محمد عبده الإصلاحية لم تخل من بعض الثمار، فجامعة الأزهر اليوم تعد من بين مراكز العلم الأكثر إشعاعا وتأثيرا في العالم الإسلامي. إن الشيخ محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني وأحمد خان قد قاموا بجهود إصلاحية كبيرة، وقد أوجدوا لهم أنصارا في كل من مصر والهند، بيد أن الذي يدعو للأسى والأسف هو أن أصوات هؤلاء المفكرين لم تجد آذانا صاغية في أكبر مركزين في العالم الإسلامي هما تركيا وإيران. أما جهود السيد السنوسي فقد بقيت بلا نتيجة تذكر. فهذان الموقعان من العالم الإسلامي ظلا على تعصبهما لكل ما هو قديم وعبادتهما لكل ما هو موروث. وكلاهما بقي في مجال العلوم على درجة كبيرة من التخلف. فمن جانب هناك ترديد لا ينقطع حول ضرورة الاستفادة من المعارف والعلوم الحديثة، ومن جانب آخر ثمة إصرار على أن هذه الأفكار الحديثة تنطوي على المخاطر والمهالك، وهو مأزق لم يكن بالإمكان الخروج منه. إن الدين الإسلامي لا يعارض على الإطلاق العلوم بل يحث على طبها والاستفادة منها، لكن المشكلة تكمن في أن المنظومة الفكرية السائدة لم تجد صيغة للتوفيق بين حقائق العلم وحقائق الدين. ولقد رأينا كيف أن الصراع بين الكاثوليكية والعلوم قد أسفرت عن حرب دموية أتت على الكنيسة وأفرغتها من أي محتوى، وآلت الغلبة للاتجاه العقلي وأصبح الدين في أوروبا شكلا باهتا لا يحمل أي مضمون. إذا حدث الأمر نفسه عندنا نحن أيضا واتبعنا "إصلاحا كاثوليكيا" فإن النتيجة بلا شك سوف تكون مؤلمة ومأساوية جدا. لقد تقدمت أوروبا اليوم وأصبح بقية العالم زبونا لها في مجال المعارف والعلوم، وإذا لم تلتحق بالمستوى نفسه فلن تستطيع هذه البلاد أن تتخلص من الأسر والتبعية. لا شك أن الأمر لو كان صراعا بين المسيحية والإسلام لكانت الغلبة للإسلام، فالعقول التي استنارت بنور الإسلام لا يمكن أن تقبل أديانا أخرى مثل المسيحية أو اليهودية. فالمنافس الحقيقي للإسلام ليس دينا آخر إنما هو الفكر الحر والعلوم والفلسفة. ولذلك يتعين على المسلمين أن يكتسبوا عقلية أوروبية في المجال السياسي وبشكل خاص في المجال الاقتصادي حتى يتمكنوا من منافستهم بعد أن قطعوا أشواطا واسعة على طريق النهضة والتقدم. الواقع أن هذا التغيير يبدو غير ممكن في الظروف الحالية، وإذا تحقق فإن نتيجته في غاية الضرر للإسلام، وهذا يعني أن كلا الاحتمالين يقود إلى النتيجة نفسها، وهي ضعف الإسلام وزوال نفوذه. فإحداث تغيير الآن لموروث اجتماعي يرجع إلى القرون الوسطى هو بمثابة بعث الحياة في المتحجرات وبث الروح في الموات. فلو أننا عمدنا اليوم إلى تقليد أوروبا تقليدا أعمى دون النظر إلى تاريخنا وإرثنا الثقافي، ودون الأخذ بالاعتبار واقعنا وفكرنا الخاص بنا فإنا بلا شك سوف نقع في صراع مع قوانين المجتمع الذي نعيش فيه، وبالتالي من المستبعد جدا حصول أية فرصة للنجاح في مجال الإصلاح الذي نسعى إليه. وحتى إذا فرضنا أننا نجحنا في ذلك فسوف تكون النتيجة فقداننا لهويتنا ثم زوالنا بشكل كامل. واعتبار لذلك فما يتعين عمله أولا في الوقت الحاضر هو إحداث مصالحة بين شعورنا الديني والقوانين العلمية وجعل كل عنصر عاملا مساعدا للآخر. ولكن هل من الممكن تحقيق هذه الغاية؟ حسب اعتقادنا هذا شيء ممكن ولكن دونه عقبات كأداء، وهو يتطلب هممًا عالية. فأولى العقبات التي تقف حائلا دون تحقيق هذه الغاية هي الهيئات العليمة، وثانيها هو المجتمع نفسه ، فهو سوف يقاوم الأفكار الجديدة ويتصدون لها بشراسة. وقد ظهرت هذه الحقيقة بجلاء حيث رفض عدد كبير من العلماء اقتراحا يقضي بتحويل أموال الأضاحي إلى خزينة الدولة بدلا من القيام بعملية الذبح بهدف تقوية أساطيلها وقواتها، واعتبروا أنه لا يجوز التخلي عن هذه السنة. والواقع أنه لا يتعين اتهام العلماء في هذا الخصوص لأنهم عاجزون عن تحليل الواقع الحاضر وفهمه فهما سليما، فهم فاقدون للأدوات الفكرية الحديثة التي تؤهلهم للنهوض بهذه المهمة. إنها غفلة ضاربة في الزمن، فهم يصرون على أن إن إحياء فكر يعود لألف سنة خلت هو وحده الكفيل بتغيير الواقع والتقدم بالمسلمين. والواضح أنهم غير قادرين على تبين المخاطر الحقيقية التي تتهدد الإسلام والمسلمين، فانتظار الفرج على يد هؤلاء لا يجدي نفعا ولا يقود إلى أية نتيجة. ولن يتغير الواقع إلا إذا تم إنشاء أجيال جديدة من العلماء ماسكة بزمام العلوم والمعارف الأوروبية. بيد أن إنشاء مثل هذه الأجيال يتطلب على الأقل نصف قرن من الزمن. ترى هل ستتمكن خصوصياتنا وهويتنا الأخلاقية من الصمود أمام هذا السيل الحضاري الجارف مع مرور الزمن؟ يتعين في الوقت الحاضر على الأقل، الوقوف موقف دفاع، واتخاذ بعض التدابير السريعة والضرورية. وهذه التدابير تنقسم إلى قسمين: القسم الأول من هذه التدابير يتعلق بكل بلد من بلاد المسلمين على حدة، وهي تدابير محلية خاصة.أما القسم الثاني منها فهي تدابير تكون شاملة لجميع المسلمين، بحيث تكون وعامة. التدابير المتعلقة بالقسم الأول وهي تدابير خاصة بنا، ويمكن أن تطبق في بلاد المسلمين، وهي ذات نفع وفائدة، وتلخص على النحو التالي: تحديد وظائف المؤسسات العلمية وتقسيمها. تغيير شكل المدارس لتتناسب مع شكل المدارس الجديدة. إصلاح العملية التعليمية. إنشاء إدارات جديدة في النواحي. ومن الضروري أيضا القضاء على الاعتقادات والعادات التي لها تأثير سلبي على الشعور والفكري الدينيين لدى المجتمع. فإذا نظرا إلى المدارس اليوم، نلاحظ بكل أسف أن هذه المدارس هي بمثابة متاحف قديمة وليست مدارس لتلقّي العلم والمعرفة والتربية. ففي البلاد الأخرى عندما يُراد إجراء مقارنة بين المستويات القديمة والمستويات الجديدة في مجال التقدم تُعرض المتاحف لهذا الغرض، أما عندنا نحن فهذه الوظيفة تقوم بها المدارس. إن إضافة العلوم الحديثة إلى برامج التدريس أمر لابد منه، واليوم إذا ألقينا نظرة على الأئمة الموجودين في القرى نصاب بالحيرة والدهشة بسبب شدة جهلهم وغفلتهم، والحال أن هؤلاء الأئمة هم الذين ينبغي أن يضيئوا درب الأمة بعلمهم وأخلاقهم. وهم من يربي أطفال القرى والقصبات، وهم أول من يزْرع البذور الأولى في فكر الأمّة والمجتمع. لكن على العكس من ذلك فهم يملؤون عقول الناس بضروب من الخرافات والحكايات التي لا أصل لها في الدين. إن وظيفة الإمام في القرية أخطر مما نتصور، ولهذا السبب فإن الأئمة في القرى إذا لم يكونوا علماء لا أقل أن تكون لديهم أبسط المعلومات التي تؤهلهم للقيام بوظيفتهم الاجتماعية. إذا أتينا إلى التدابير العامة: يمكن أن نعبر عن ذلك بكلمة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في معناها. وتتمثل هذه التدابير في القيام بعملية "الاجتهاد". وحسب رأي الهيئات العلمية فإن باب الاجتهاد قد أغلق لأنه لم يبق من العلماء من هو في مرتبة المجتهدين القدامى، وليس واردا أن يظهر مثل هؤلاء من جديد. وهذا الاعتقاد فيه إنكار للقوانين الطبيعية والبشرية وإنكار لتغير الزمان والواقع، وإنكار للتطور والترقي واحتقار للقدرات البشرية. ولهذا السبب فالقول بأن "باب الاجتهاد" قد أغلق يعني انعدام الحلول التي تسد الحاجات الاجتماعية والروحية. إن أي فكر منصف يستطيع أن يثبت أن الاجتهادات التقليدية القديمة لا يمكنها البتة أن تلبي احتياجات هذا العصر ومتطلباته. ولعله من المناسب أن نشبه المجتمعات القديمة بالعربة المجرورة والمجتمعات الحالية بالقطار الذي يسير على طريق حديد، فالتعليمات التي تصلح للعربة المجرورة وتجعلها نافعة ومفيدة لا تصلح للقطار. فهذا هو مثل حاجات المجتمع المعاصر الذي يراد له أن يسير وفق تعليمات مجتمع قديم. فاستحالة هذا الأمر لا يفهم فقط من الناحية المنطقية، بل أيضا من الناحية المادية. فنأي علمائنا بأنفسهم عن أسباب الرقي والتقدم يعني الحكم على مجتمعاتهم بالإعدام والانتحار. إن الاجتهاد أمر لازم لا مناص منه، وإنكاره يعني إنكار الغذاء الروحي للمجتمع. ولكن كيف يجب أن يتم الاجتهاد في عصرنا؟ هنا تكمن مسألة مهمة للغاية، فإذا أخذنا بالاعتبار أننا في بداية طريق النهضة وأن العلماء الحقيقيين يشكلون قلة قليلة يتضح لنا أن أي اجتهاد شخصي ومنفرد لن يكون له أي تأثير شرعي. ولنفرض أن عالمًا في بغداد أو في قونية نهض للقيام بمهمة الاجتهاد ، فليس بعيدا أن يغرق هذا العالم في محيط الأغلبية الجاهلة من المجتمع بل ربما يرمى بالكفر. ومن الطبيعي أن فكره في أول الأمر لن ينتشر إلا في مساحة ضيقة. وهذا الاجتهاد المنفرد قد يكون سببا في نشوب خلافات داخل المجتمع الجاهل، ولن تكون له نتيجة سوى ظهور كوارث اجتماعية جديدة. هذا الرأي نجد له شاهدا لدى الشيعة في إيران. فكل مجتهد من مجتهدي الشيعة يمكنه أن يصدر الفتوى، وتكون هذه الفتوى حجة ولها القوة. فهل يعني أن النهضة لدى الشيعة أكثر تقدما منها لدى السنة؟ نحن، لا نرى ذلك، بل بالعكس نلاحظ أن الشيعة في كثير من الأمور هم أبعد ما يكونون عن التقدم والرقي. فما الذي يتوجب عمله إذن؟ نحن نرى أنه من الضروري أن تساير حركة الاجتهاد حركة التطور والتقدم في زماننا وتنسجم معها. إننا نرى أنه من الضروري تشكيل هيئة علمية من كبار العلماء والمفكرين من كافة أنحاء العالم الإسلامي، ويكون عدد أعضائها ما بين 40 و50 عالما فاضلا ويمكن أن تسمى "المجلس الأعلى للاجتهاد"، وهذه الهيئة تكون إلى جانب مقام الخلافة الإسلامية وتحت حمايتها، وما يصدر عنها من اجتهادات يكون بمثابة دستور العمل لجميع المسلمين. وتكون مهمة هذه الهيئة العلمية تغيير وتجديد الاجتهادات التي تنسجم مع حاجات المجتمع في زماننا. وأهم من كل ذلك القيام بـ"توحيد المذاهب" في مذهب واحد، وهذا يحصل بأن يتم النظر في المذاهب الموجودة ثم يتم استحداث مذهب عام بالاتفاق بين جميع العلماء يكون منسجما مع روح القرآن الكريم ومع روح عصرنا الذي نعيش فيه. فنحن نعيش في زمن كثر فيه الجدال حول مسائل فرعية، مثل قبض اليدين أو بسطهما وفرك الرجلين أو تقريبهما. وأصبح الاهتمام منصبا على هذه الأمور الشكلية وهو ما أفقد العبادات روحها ومضمونها. إن الدين لا يقوم إلا بالإيمان واليقين، أما إذا وقع الانشغال بالأمور الشكلية فإن نتيجة ذلك زوال الدين نفسه مع مرور الزمن، وهذا شيء ثابت بالدلائل التاريخية. وبالإضافة إلى ذلك يتعين أيضا إنقاذ العقول من الانشغال المستمر بفكرة "التنزيه والتشبيه" بواسطة فكر جديد يهدف إلى "توحيد الأفكار". و"وحدة الفكر" هذه تكون هي التي سوف تضع نهاية لجميع الاختلافات والخلافات في الأمور العقدية. وللأسف لا يوجد هناك فكر وسط بين الإفراط والتفريط الذي يحكم المنظومة الفكرية الحالية. توجد أفكار مقبولة على نطاق واسع لا تنسجم ولا تتوافق مع فكرة أن الله "منزه عن المكان والزمان" وهي الفكرة التي تمثل العنصر الأساس في مفهوم الوحدة الإلهية في الإسلام. فقد لاحظنا مثلا أن أحد الأئمة المالكية قد كتب في أحد كتبه أن "الله موجود بعلمه في كل مكان، ومستو بذاته على العرش". وهذه الفكرة منتشرة بين الملايين من سكان شمال إفريقيا ووسطها وتناقلها الأئمة المالكية دون تثبت. وهذا الاعتقاد مبسوط في رسالة للعلامة الإمام القرطبي، وهي منتشرة في أرجاء أفريقيا. والحال أنه بجانب بعض الحقائق التي أوردها القرطبي في مؤلفه توجد خُرافات يدرك كل مثقف من مثقفي اليوم أنه في غاية الضرر وأن أكثر معلومات علامة قرطبة إنما هي عبارة عن خرافات. إن كل فكر ديني له أثره الواضح في أخلاق المجتمع، فالأخلاق والفكر أمران متلازمان لا ينفكان عن بعضهما البعض، وما نعانيه نحن اليوم من انحطاط أخلاقي إنما سببه التناقض والتخبط الفكري المنتشر. فلننظر على أي أساس فكري أقيم البنيان الأخلاقي عندنا؟ بشكل عام نلاحظ أن أخلاق المجتمع لدينا تتميز بسمتين أساسيتين هما الخوف والحرص. ولهذا السبب تراجعت القيم الأخلاقية الحميدة، فالأخلاق المبنية على "الخوف" و "التوقي" لا يمكن أن تنتج سوى "الأنانية" و الحرص الشديد على تحقيق المنفعة الشخصية. "إن عدم القيام بما هو سيء بزعم الخوف والتوقي" لا يعد فضيلة، فذلك يعني في نهاية التحليل ضياع الأخلاق نفسها. وهذه من الأمور التي يتعين على الهيئة العلمية أن تبحثها وتفكر فيه بعمق. فحسب رأينا ينبغي أن تقوم الأخلاق أساسا على المودة والمحبة. ومن المؤسف أن هذا التفكير قد اختفى من ساحة المجتمع، فهناك مفاهيم وقيم ينبغي أن توضّح للناس وتُنار بها عقولهم مثل "مسؤولية العباد" و "ومفهوم القضاء والقدر" و "ومقصد الدين في الدارين" و مفهوم "السعادة في الدنيا والآخرة" و "ضرورة السعي والاجتهاد" و "قيمة العلم والمعرفة". فهذه هي عناصر الحياة في الدين. من الضروري أن يفهم الناس معاني "الوطن و الشعب والواجب والإنسانية"، وإذا لم يحدث هذا فإن الحضارة الأوروبية سوف تجرف فكرنا الذي لا يقوم على أي أساس وتزيحه من الوجود، وبالتالي سوف نرى مسمى يقال له الإسلام ولكن في الحقيقة لا يكون له أي معنى أو قيمة. إن الشعوب المنتسبة اليوم إلى الإسلام لا بقاء لها ضمن الشروط الحالية في صراعها مع الحضارة الأوروبية. ولذلك نؤكد ونكرر مرة أخرى أن هناك حلين فقط: الأول يتمثل في خوض صراع مع تلك الحضارات، والقيام بذلك في الوقت الحاضر غير ممكن. والحل الثاني هو السعي نحو التطور والأخذ بأسباب التمدن قبل أن نفقد الإسلام نفسه. وهذا الحل في غاية الصعوبة، ولكنه ليس مستحيلا. بعد فهم هذه الأسس بشكل جيد سوف تظهر التفرعات الأخرى بشكل طبيعي. وكل ما ذكرناه ليس مجرد تخمين أو ظنون بل هي نتائج استخلصناها من تاريخنا الإسلامي ومن واقع المجتمع المعاصر. ولا شك أن هناك أناسا كثيرين لم ينتبهوا إلى هذا الوضع ولا يرون ضرورة لإصلاحه، والجواب على هؤلاء هو كما جاء في قوله تعالى: " وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً" (سورة الإسراء: 72). <span dir="ltr" style="color: navy; font-family: webdings; mso-ascii-font-family: 'times new roman'; mso-hansi-font-family: 'times new roman'; mso-bidi-font-family: 'simplified arabic'; mso-ansi-language: en-us; mso-char-type: symbol; mso-symbol-font-family: webdings">a من كتاب "التاريخ الإسلامي" لـ" شهبندر زاده فلبه لي أحمد حلمي " شهبندر زاده فلبه لي أحمد حلمي (1865-1914) حياته وآثاره: ولد أحمد حلمي في عام 1281/ 1865 في منطقة فلبه الواقعة الآن على الحدود البلغارية. وأبوه هو الشهبندر (القنصل) سليمان بك، وأمه تدعى "شوقية خانم". بعد أن أنهى تحصيله الأولي قدم إلى استانبول، وتخرج من "مدرسة غلاطة سراي السلطانية". أقام مع أسرته لفترة من الوقت في إزمير، ثم بعد ذلك بدأ العمل في إدارة الديون العمومية وهو أول نشاط له ضمن حياته العملية (1890). ثم أُرسل في..... البقية على الرابط التالي :<table id="table5" cellspacing="0" cellpadding="0" width="790" bgcolor="#ffffff"><tr><td id="td_headmainformatting" style="background-color: #ffffff" width="675"><table id="table12" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%" bgcolor="#bed1e4"><tr><th valign="middle" width="458" bgcolor="#87aad5"><table id="table46" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%" border="0"><tr><td><div align="left"><table id="table48" height="20" cellspacing="0" cellpadding="2" width="102%" border="0"><tr><td valign="bottom" bgcolor="#87aad5" height="25"></td></tr></table></div></td></tr></table></th><td class="bod" id="td_headmaintime" style="padding-right: 8px; padding-left: 2px; padding-bottom: 2px; vertical-align: top; padding-top: 2px; text-align: right" valign="middle" bgcolor="#87aad5" height="20"><div align="center"><table id="table45" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%" border="0"><tr><td valign="middle" align="center" height="20">10-12-2006 </td></tr></table></div></td></tr></table></td></tr><tr><td style="vertical-align: top"><table id="table13" style="font-size: 12px" cellspacing="0" width="100%"><tr><td id="td_mainformatting" style="vertical-align: top" width="100%" bgcolor="#ffffff"><img height="1" src="http://www.akhbaralaalam.net/imaj/index.1.gif" width="465" border="0" /><table id="table14" cellspacing="0" cellpadding="0" width="100%"><tr><td height="80"><table id="table49" cellpadding="4" width="100%" border="0"><tr><td height="20"><link href="sft.css" type="text/css" rel="stylesheet" /><table id="table1" style="border-collapse: collapse" cellpadding="0" width="100%" bgcolor="#ffffff" border="0"><tr><td class="bod" align="center" bgcolor="#ffffff" height="20">الإصلاح والمستقبل </td></tr><tr><td class="bod" align="center" bgcolor="#ffffff" height="20"> يسر شبكة أخبار العالم أن تعرف كل أسبوع بأحد العلماء الأتراك والمثقفين العثمانيين من خلال هذه الصفحة ونقدم لكم هذا الأسبوع نبذة من حياة وآثار "شهبندر زاده فلبه لي أحمد حلمي" مع إحدى مقالاته </td></tr><tr><td class="bod" align="right" bgcolor="#ffffff" height="10"> 03/12/2006 - 21:32 </td></tr><tr><td class="bod" align="right" height="10"> </td></tr><tr><td class="bod"><img hspace="5" src="http://www.akhbaralaalam.net/resimler/haberler/1406.jpg" width="240" align="right" vspace="5" border="0" /> إن المسألة التي نتناولها بالبحث مسألة في غاية الخطورة لأنها تهم كل فرد محب لمجتمعه غيور على دينه. فمسألة الإصلاح متعلقة بالمستقبل، إنها مسألة مصيرية. إن الحياة تعني التجدد المتواصل والذي يقبع على حال واحد لا يقبل معه أي تغيير يُعدّ غافلا جاهلا أشد الجهل، ومن يرفض قانون التغيير والتجدد سواء كان فردا أو مجتمعا يصاب في البداية بالسقم ثم يكون مآله الموت بعد ذلك. ومن المؤسف أن المنشغلين بالدين لم يكتفوا بالغفلة عن هذه الحقيقة الواضحة بل بذلوا جهدهم منذ عصور متطاولة لجعل المجتمع يعيش ضمن واقع خاطئ وخارج دائرة الزمن. وبسبب عوامل الجمود والتخلف فإن البناء الإسلامي قد أصابه الجمود والتكلس، بالإضافة إلى ما وُجه إلينا من هجمات من الخارج. ولمدة ثلاثة قرون متتالية ظل العالم الإسلامي يسبح في بحر من الظلمات على جميع المستويات، وفي الحقيقة لا يمكن فصل الدين عن المجتمع في الفهم الإسلامي، كما أن الدين هو المنظم للمجتمع. بيد أن المسلمين ذهلوا عن هذه الحقائق المهمة فوقعوا في الانحطاط والتخلف. تُرى هل ظهر إلى حد الآن فكر يُمكن أن ينتشل المجتمع الإسلامي من وهدته؟ هل لدينا نموذج جدير بأن يتخذ مثالا؟ للأسف لا يوجد لدينا شيء من هذا. فكما هو الشأن في موضوع الإصلاح الديني، لا توجد لدينا سوى بعض التمنيات الغامضة. بل إن القسم الأكبر من علماء الدين يقف ضد أي فكر إصلاحي يستوجبه الزمان ويتطلبه الواقع، بل ويقاومونه بشراسة. فما الذي نتوقعه في هذه الحالة، هل من الضروري أن يمرّ الإسلام بالثورات الفكرية نفسها التي مرت بها المسيحية ؟ يتعين أن ننبّه هنا إلى مسألة في غاية الأهمية، فلقد كان الهجوم الذي تعرضت له المسيحية هجوما داخليا، ولم توجد في تلك الفترة قوى كبرى منافسة تستفيد من ضعف المجتمع المسيحي مع اهتزاز مكانة المسيحية. أما نحن فإننا نعيش في ظروف، مختلفة فأغلب المسلمين اليوم يعيشون في تبعية من الناحية السياسية والاقتصادية. أما في مجال المعارف والعلوم فهم يعانون من الجهل والتخلف. ولهذا الاعتبار ينبغي ألا يمر الإسلام بما مر به الدين المسيحي، ذلك أن المرور بهذا الامتحان الأليم يعني الاضمحلال المحقّق. يقول المؤرخ دوزي، وهو محق في ذلك: "إن المسيحية مرت بالامتحان نفسه الذي مرت به مختلف العلوم الأخرى، وتخلصت من أصول التفاسير التقليدية، واضطرت إلى العدول عن الأدلة التي كانت تعتبرها، حتى ذلك الوقت، أدلة محكمة. وبفضل ذلك أمكن للمسيحية أن تنجو بنفسها". وبالنسبة إلينا نحن أيضا فإن خلاصنا يكمن في الاستفادة من العلوم الطبيعية والمعارف المختلفة الأخرى وجعل ذلك متسقا مع ديننا فنبلغ بذلك السعادة والعزة. لكن مع الأسف، يبدو أن هذه الحقيقة مازالت غائبة عن أذهان المسلمين. فالعلماء مازالوا يقدمون معلومات غير منسجمة مع الزمن والواقع، ولا تتناسب مع حقائق العلوم المعاصرة والمعلومات السائدة اليوم. وهذا ما يوقع المسلمين في تخبط كبير. فهؤلاء العلماء إما أن يبقوا تحت تأثير العلوم الطبيعية المحض والفلسفات الجاحدة، وبالتالي يبتعدون عن المجتمع والدين، وإما أن ينفروا من العلوم والمعارف وبذلك يلقون بأنفسهم في مخاطر الجهل. وهناك إصرار على البعد عن أي تأويل للرموز والحكم الموجودة في القرآن الكريم، وهناك اعتقاد بأنّ ما تركه السلف هو الدستور الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلف. فعندما ننظر اليوم إلى الطريق الذي نسير فيه نرى إما فئة متخلفة تقبع في غياهب الجهل، وإما فئة متنورة في ظاهرها تدين بالإسلام ولكنها عندما تجد الفرصة المناسبة تنقلب ضد الدين وتصبح عدوّا له. وكلمات "أ. كي" تستحق التأمل بالفعل حيث يقول: "إنه لا يكفي أن تكون لدينا رغبة في الإصلاح، ينبغي أن يكون داخل المجتمع مجدّد، وحتى يقوم بهذه الوظيفة ينبغي أن يتواصل نضاله في المجتمع بدون كلل أو ملل، وينبغي أن يكون عارفا بجميع حاجات ذلك المجتمع". ومن أجل أن تنجز هذه المهمة الصعبة يجب أن ينهض بها عدد من المفكرين بجهود مشتركة ومتواصلة في كافة أنحاء العالم الإسلامي. إن جهود محمد عبده الإصلاحية لم تخل من بعض الثمار، فجامعة الأزهر اليوم تعد من بين مراكز العلم الأكثر إشعاعا وتأثيرا في العالم الإسلامي. إن الشيخ محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني وأحمد خان قد قاموا بجهود إصلاحية كبيرة، وقد أوجدوا لهم أنصارا في كل من مصر والهند، بيد أن الذي يدعو للأسى والأسف هو أن أصوات هؤلاء المفكرين لم تجد آذانا صاغية في أكبر مركزين في العالم الإسلامي هما تركيا وإيران. أما جهود السيد السنوسي فقد بقيت بلا نتيجة تذكر. فهذان الموقعان من العالم الإسلامي ظلا على تعصبهما لكل ما هو قديم وعبادتهما لكل ما هو موروث. وكلاهما بقي في مجال العلوم على درجة كبيرة من التخلف. فمن جانب هناك ترديد لا ينقطع حول ضرورة الاستفادة من المعارف والعلوم الحديثة، ومن جانب آخر ثمة إصرار على أن هذه الأفكار الحديثة تنطوي على المخاطر والمهالك، وهو مأزق لم يكن بالإمكان الخروج منه. إن الدين الإسلامي لا يعارض على الإطلاق العلوم بل يحث على طبها والاستفادة منها، لكن المشكلة تكمن في أن المنظومة الفكرية السائدة لم تجد صيغة للتوفيق بين حقائق العلم وحقائق الدين. ولقد رأينا كيف أن الصراع بين الكاثوليكية والعلوم قد أسفرت عن حرب دموية أتت على الكنيسة وأفرغتها من أي محتوى، وآلت الغلبة للاتجاه العقلي وأصبح الدين في أوروبا شكلا باهتا لا يحمل أي مضمون. إذا حدث الأمر نفسه عندنا نحن أيضا واتبعنا "إصلاحا كاثوليكيا" فإن النتيجة بلا شك سوف تكون مؤلمة ومأساوية جدا. لقد تقدمت أوروبا اليوم وأصبح بقية العالم زبونا لها في مجال المعارف والعلوم، وإذا لم تلتحق بالمستوى نفسه فلن تستطيع هذه البلاد أن تتخلص من الأسر والتبعية. لا شك أن الأمر لو كان صراعا بين المسيحية والإسلام لكانت الغلبة للإسلام، فالعقول التي استنارت بنور الإسلام لا يمكن أن تقبل أديانا أخرى مثل المسيحية أو اليهودية. فالمنافس الحقيقي للإسلام ليس دينا آخر إنما هو الفكر الحر والعلوم والفلسفة. ولذلك يتعين على المسلمين أن يكتسبوا عقلية أوروبية في المجال السياسي وبشكل خاص في المجال الاقتصادي حتى يتمكنوا من منافستهم بعد أن قطعوا أشواطا واسعة على طريق النهضة والتقدم. الواقع أن هذا التغيير يبدو غير ممكن في الظروف الحالية، وإذا تحقق فإن نتيجته في غاية الضرر للإسلام، وهذا يعني أن كلا الاحتمالين يقود إلى النتيجة نفسها، وهي ضعف الإسلام وزوال نفوذه. فإحداث تغيير الآن لموروث اجتماعي يرجع إلى القرون الوسطى هو بمثابة بعث الحياة في المتحجرات وبث الروح في الموات. فلو أننا عمدنا اليوم إلى تقليد أوروبا تقليدا أعمى دون النظر إلى تاريخنا وإرثنا الثقافي، ودون الأخذ بالاعتبار واقعنا وفكرنا الخاص بنا فإنا بلا شك سوف نقع في صراع مع قوانين المجتمع الذي نعيش فيه، وبالتالي من المستبعد جدا حصول أية فرصة للنجاح في مجال الإصلاح الذي نسعى إليه. وحتى إذا فرضنا أننا نجحنا في ذلك فسوف تكون النتيجة فقداننا لهويتنا ثم زوالنا بشكل كامل. واعتبار لذلك فما يتعين عمله أولا في الوقت الحاضر هو إحداث مصالحة بين شعورنا الديني والقوانين العلمية وجعل كل عنصر عاملا مساعدا للآخر. ولكن هل من الممكن تحقيق هذه الغاية؟ حسب اعتقادنا هذا شيء ممكن ولكن دونه عقبات كأداء، وهو يتطلب هممًا عالية. فأولى العقبات التي تقف حائلا دون تحقيق هذه الغاية هي الهيئات العليمة، وثانيها هو المجتمع نفسه ، فهو سوف يقاوم الأفكار الجديدة ويتصدون لها بشراسة. وقد ظهرت هذه الحقيقة بجلاء حيث رفض عدد كبير من العلماء اقتراحا يقضي بتحويل أموال الأضاحي إلى خزينة الدولة بدلا من القيام بعملية الذبح بهدف تقوية أساطيلها وقواتها، واعتبروا أنه لا يجوز التخلي عن هذه السنة. والواقع أنه لا يتعين اتهام العلماء في هذا الخصوص لأنهم عاجزون عن تحليل الواقع الحاضر وفهمه فهما سليما، فهم فاقدون للأدوات الفكرية الحديثة التي تؤهلهم للنهوض بهذه المهمة. إنها غفلة ضاربة في الزمن، فهم يصرون على أن إن إحياء فكر يعود لألف سنة خلت هو وحده الكفيل بتغيير الواقع والتقدم بالمسلمين. والواضح أنهم غير قادرين على تبين المخاطر الحقيقية التي تتهدد الإسلام والمسلمين، فانتظار الفرج على يد هؤلاء لا يجدي نفعا ولا يقود إلى أية نتيجة. ولن يتغير الواقع إلا إذا تم إنشاء أجيال جديدة من العلماء ماسكة بزمام العلوم والمعارف الأوروبية. بيد أن إنشاء مثل هذه الأجيال يتطلب على الأقل نصف قرن من الزمن. ترى هل ستتمكن خصوصياتنا وهويتنا الأخلاقية من الصمود أمام هذا السيل الحضاري الجارف مع مرور الزمن؟ يتعين في الوقت الحاضر على الأقل، الوقوف موقف دفاع، واتخاذ بعض التدابير السريعة والضرورية. وهذه التدابير تنقسم إلى قسمين: القسم الأول من هذه التدابير يتعلق بكل بلد من بلاد المسلمين على حدة، وهي تدابير محلية خاصة.أما القسم الثاني منها فهي تدابير تكون شاملة لجميع المسلمين، بحيث تكون وعامة. التدابير المتعلقة بالقسم الأول وهي تدابير خاصة بنا، ويمكن أن تطبق في بلاد المسلمين، وهي ذات نفع وفائدة، وتلخص على النحو التالي: تحديد وظائف المؤسسات العلمية وتقسيمها. تغيير شكل المدارس لتتناسب مع شكل المدارس الجديدة. إصلاح العملية التعليمية. إنشاء إدارات جديدة في النواحي. ومن الضروري أيضا القضاء على الاعتقادات والعادات التي لها تأثير سلبي على الشعور والفكري الدينيين لدى المجتمع. فإذا نظرا إلى المدارس اليوم، نلاحظ بكل أسف أن هذه المدارس هي بمثابة متاحف قديمة وليست مدارس لتلقّي العلم والمعرفة والتربية. ففي البلاد الأخرى عندما يُراد إجراء مقارنة بين المستويات القديمة والمستويات الجديدة في مجال التقدم تُعرض المتاحف لهذا الغرض، أما عندنا نحن فهذه الوظيفة تقوم بها المدارس. إن إضافة العلوم الحديثة إلى برامج التدريس أمر لابد منه، واليوم إذا ألقينا نظرة على الأئمة الموجودين في القرى نصاب بالحيرة والدهشة بسبب شدة جهلهم وغفلتهم، والحال أن هؤلاء الأئمة هم الذين ينبغي أن يضيئوا درب الأمة بعلمهم وأخلاقهم. وهم من يربي أطفال القرى والقصبات، وهم أول من يزْرع البذور الأولى في فكر الأمّة والمجتمع. لكن على العكس من ذلك فهم يملؤون عقول الناس بضروب من الخرافات والحكايات التي لا أصل لها في الدين. إن وظيفة الإمام في القرية أخطر مما نتصور، ولهذا السبب فإن الأئمة في القرى إذا لم يكونوا علماء لا أقل أن تكون لديهم أبسط المعلومات التي تؤهلهم للقيام بوظيفتهم الاجتماعية. إذا أتينا إلى التدابير العامة: يمكن أن نعبر عن ذلك بكلمة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في معناها. وتتمثل هذه التدابير في القيام بعملية "الاجتهاد". وحسب رأي الهيئات العلمية فإن باب الاجتهاد قد أغلق لأنه لم يبق من العلماء من هو في مرتبة المجتهدين القدامى، وليس واردا أن يظهر مثل هؤلاء من جديد. وهذا الاعتقاد فيه إنكار للقوانين الطبيعية والبشرية وإنكار لتغير الزمان والواقع، وإنكار للتطور والترقي واحتقار للقدرات البشرية. ولهذا السبب فالقول بأن "باب الاجتهاد" قد أغلق يعني انعدام الحلول التي تسد الحاجات الاجتماعية والروحية. إن أي فكر منصف يستطيع أن يثبت أن الاجتهادات التقليدية القديمة لا يمكنها البتة أن تلبي احتياجات هذا العصر ومتطلباته. ولعله من المناسب أن نشبه المجتمعات القديمة بالعربة المجرورة والمجتمعات الحالية بالقطار الذي يسير على طريق حديد، فالتعليمات التي تصلح للعربة المجرورة وتجعلها نافعة ومفيدة لا تصلح للقطار. فهذا هو مثل حاجات المجتمع المعاصر الذي يراد له أن يسير وفق تعليمات مجتمع قديم. فاستحالة هذا الأمر لا يفهم فقط من الناحية المنطقية، بل أيضا من الناحية المادية. فنأي علمائنا بأنفسهم عن أسباب الرقي والتقدم يعني الحكم على مجتمعاتهم بالإعدام والانتحار. إن الاجتهاد أمر لازم لا مناص منه، وإنكاره يعني إنكار الغذاء الروحي للمجتمع. ولكن كيف يجب أن يتم الاجتهاد في عصرنا؟ هنا تكمن مسألة مهمة للغاية، فإذا أخذنا بالاعتبار أننا في بداية طريق النهضة وأن العلماء الحقيقيين يشكلون قلة قليلة يتضح لنا أن أي اجتهاد شخصي ومنفرد لن يكون له أي تأثير شرعي. ولنفرض أن عالمًا في بغداد أو في قونية نهض للقيام بمهمة الاجتهاد ، فليس بعيدا أن يغرق هذا العالم في محيط الأغلبية الجاهلة من المجتمع بل ربما يرمى بالكفر. ومن الطبيعي أن فكره في أول الأمر لن ينتشر إلا في مساحة ضيقة. وهذا الاجتهاد المنفرد قد يكون سببا في نشوب خلافات داخل المجتمع الجاهل، ولن تكون له نتيجة سوى ظهور كوارث اجتماعية جديدة. هذا الرأي نجد له شاهدا لدى الشيعة في إيران. فكل مجتهد من مجتهدي الشيعة يمكنه أن يصدر الفتوى، وتكون هذه الفتوى حجة ولها القوة. فهل يعني أن النهضة لدى الشيعة أكثر تقدما منها لدى السنة؟ نحن، لا نرى ذلك، بل بالعكس نلاحظ أن الشيعة في كثير من الأمور هم أبعد ما يكونون عن التقدم والرقي. <span lang="AR-SA" style="font-family: 'simplified arabic'; mso-ansi-lan
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
mmkafas

عضو منتسب

تاريخ التسجيل: Jun 2006

المشاركات: 437
مشاركة

تويت
#2

12-10-2006, 08:36 AM

_MD_RE: تراجم وتعريف بالعلماء العثمانيين والأتراك - حلقات أسبوعية تقدمها شبكة اخبار العالم

http://www.akhbaralaalam.net/dosya_detay.php?Dosya_id=1406

آسف على الخطا غير المقصود
تعليق

السابق template التالي

تراجم وتعريف بالعلماء العثمانيين والأتراك - حلقات أسبوعية تقدمها شبكة اخبار العالم

تراجم وتعريف بالعلماء العثمانيين والأتراك - حلقات أسبوعية تقدمها شبكة اخبار العالم

تعليق

إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية