ترجمة من اللّغة التركية إلى اللّغة العربية حياة الشّيخ محمد أمين الكركوكي النقشبندي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • nizameddin
    نظام الدين إبراهيم أوغلو
    • Sep 2007
    • 135

    ترجمة من اللّغة التركية إلى اللّغة العربية حياة الشّيخ محمد أمين الكركوكي النقشبندي

    الشّيخ محمد أمين الكركوكي النقشبندي (ت. 1813/1228)

    ترجمة نظام الدين إبراهيم أوغلو

    لقد أوصى الشّيخ سليمان نشأت أفندي بتاريخ 1801/1216 تلميذه غزي زادة عبد اللّطيف بالتّوجه إلى شّيخه محمد أمين أفندي. وذكر غزي زادة أنّه أثناء تواجده في بورصة قد حضر دروس محمد أمين أفندي وتلقى منه دروساً مدة سنتين مثل العهود المحمدية للإمام عبد الوهاب الشّعراني والأصول العشرة لنجم الدين الكبرى وكتاب المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي والحكم العطائية لإبن عطاء الله السكندري بالإضافة إلى بعض الكتب التصوفية والظاهرية.
    وفي السّنة الثّالثة وبعد الاستأذان من أستاذه وشيخه دخل غزي زادة كعادتهِ الخلوة الأربعينية من منتصف شهر شعبان إلى عيد الفطر المبارك (15 شعبان 1218/ 30 التشرين الثاني1803). وأثناء خلوته هذه وفي إحدى مكاشفاته في العالم الروحاني ، سمع أستاذه يناديه بأنّ الله تعالى سينقل من الفيوضات الإلهية الصادرة منه إليه (إلى غزي زادة عبد اللّطيف) في أواخر أيامه.
    وبعد انتهاء الخلوة الأربعينية نقل هذه المكاشفة إلى أستاذهِ بصورة مفصّلة وأخبره برغبته في اتخاذه مرشدا له. وفي المقابل رفض محمد أمين أفندي هذا الطلب بلين ورفق قائلا له مع توضيح سبب امتناعه عن وظيفة الإرشاد: " إنكم التزمتم بالمشايخ الأكبر مني مكانة ومرتبة وأخذتم الخلافة من الطّريقة على أصول السّلسلة والأسماء، وإنّ جدكم هو حضرة الشيخ غزي، فأنى لي أن أكون مرشدكم؟ ورغم كل هذا لم يبد غزي زادة تكاسلا ولم يثبط ما قاله أستاذه من عزيمته ولم يغلبه عدم المبالات بل بدأ يتلقى منه دروس المثنوي وكان يقول لأستاذه بين الحين والآخر: "متى سيتحقق مقتضى رؤياي"، وعلى هذا المنوال انقضت ستة أشهر. وبعد انقضاء الأشهر الستة قال لأستاذه: يا سيدي ماذا جرى لرؤياي ولي نصيب من روحانياتكم فتفضلوا بقبولي مريدا لكم. أمام هذا الإلحاح قال له محمد أمين أفندي يا بنيّ ما أجمل ما يلهج به لسانك ولكن جدكم لا يعرف للطيفة معنى ولا يحسن قبولي إياك مريدا لي لمجرد رؤيا رأيتها وعلى العموم صلي صلاة الإستخارة وأنا بدوري سأصلي فلْنرَ ما الذي سيحصل؟ وأخيرا رأى غزي زادة عبد اللطيف وهو في التاسعة والعشرين من عمره رأى جده أحمد غزي في رؤياه حيث يقول: الجميع سواسية لا تفرقة بينهم وحمل غزي زادة هذه الرؤيا على استئذان أحمد غزي فانتسب إلى أستاذه وتم ذهابهما معا إلى تكية غزي وهناك تم تلقين الأذكار والأوراد على طريقة الخلوتية المصرية والنّقشبندية.
    لقد سافر محمد أمين أفندي في 5 سفر 1219 (16 ـ مايو ـ 1804) إلى إستنبول، ولكن بعد مقتل السّلطان سليم الثّالث 1222/1807 لم يكن أمامه إلا الرجوع إلى مدينة بورصة. وهكذا لم يفارق غزي زادة عبد اللّطيف مرشده حتى وفاته. توفي محمد أمين أفندي في 6 محرم 1228 (9 كانون الثاني 1813) وقبل وفاته بثلاثة أشهر أعطى للغزي زادة الخلافة من الطّريقة النّقشبندية المجددية (شوال 1227/ 1812) وكان عمره حينئذ سبعا وثلاثين سنة.
    نقل غزي زادة عبد اللطيف أن مرشده قد نصحه قائلا: يا بنيّ إن الإرشاد بالكلام الحق إلى طريق الفيوضات الربانية لا يخلو من الفوائد، إياك ونسيان الحق ولا يجنح فؤادك إلى أحد ولا تتحمل عبء أحد ولا تلتزم به، وارحم لوجه الله بالنية الخالصة وادع إلى الطريق الحق بالألفة والأسلوب الحكيم فهذا يفيدك أيضا.
    ولد محمد أمين أفندي سنة 1140/1727 (أو 1131/1719) في مدينة كركوك. كان أبوه السيد إسماعيل أفندي واحدا من أشراف المدينة. يرجع نسبه من جهة الأب إلى الحسين بن علي (ع) ومن من جهة الأم إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني ومنه إلى الحسن بن علي (ع). قد قام بتحصيل العلوم المدرسية وبعد وفاة والده استقر به المقام في مدينة أورفة عند عمّه. وفي أورفة تم تعيينه كاتبا بالديوان وفي نفس الوقت انتسب إلى الشيخ حموي زادة عبد النّبي أفندي النّقشبندي وأخذ منه الإجازة. وبناءً على توصية من شيخه قرر محمد أمين أفندي الذهاب إلى إستنبول. لكنه قبل الذهاب إلى إستنبول أقام في حلب مدة سنة ثم شد الرحال إلى ديار بكر وأخيرا ألقى عصى الترحال في إستنبول واستقر به المُقام هناك. فيما كان يمتهن مهنة الكتابة عند راغب باشا انتسب إلى الشّيخ المولوي والنّقشبندي محمد آكاه أفندي (ت. 1184/1770) الذي لم يكن له مشيخة ولا تكايا وبعد أخذ الخلافة منه تزوج من حفيدة الشيخ وسكن بيتا بجوار قلعة قابيسي (باب القلعة) وبدأ ينشغل بمريديه مخصصا لهم كل وقته.
    بعد وفاة مرشدهِ عام (1779/ 1193) رجع إلى بورصة واشترى قصر صاري زادة الواقع في منطقة حصار بالقرب من جامع الشهادة وقام بنصح وإرشاد مريديه وبقي هناك فترة من الزّمن. وبعد عدة سنوات أُستدعي إلى إستنبول إلاّ أنّه كان يُسافر إلى بورصة بين الحين والأخر، وعند مجيئه إلى بورصة للمرة الرابعة عام 1801 /1216 بنى منبراً لمسجد ولدي حبيب ثم اشترى قصر حاج عبد الله أغا وبعد إجراء بعض الإضافات إليه حوّله إلى تكية نقشبندية ( تكية أمينية). وفي عام 1219/1804 رجع إلى إستنبول وأقام في قصر عياض أغا وهناك بدأت شهرته تزداد يوماً بعد يوم ولكن عندما تم خلع السّلطان سليم الثالث عن العرش عام 1222/1807 وبتأثير الاضطرابات السّياسية اضطرّ إلى الرجوع إلى بورصة من جديد. لقد اشتغل بالتفسير والحديث وتدريس المثنوي مع المواظبة على الطاعة والعبادة إلى أن وافته المنية عام 1228/1813. وبعد إقامة صلاة الجنازة عليه بالجامع الكبير ببورصة ووري الثري في تكية الأمينية.
    لقد اشتهر محمد أمين بالخصال الحميدة من أمثال صلاته على النبي بالصلاة الأمية أربعين ألف مرّة يوميا، وعدم خروجه إلى أي مكان وهو غير متوضئ، ومواظبته على الصلاة مع الجماعة مدة خمسين عاما، وإحياء ليالي الجمعة حتى الصبح، وبعد كل صلاة الفجر قيامه ببعض النصح والإرشاد وتقرير دروس المريدين، وبعد تأدية صلاة الإشراق والضحى لجوءه إلى الخلوة للذكر والتفكر، وعند زيارته لمرقدي السّلطان أمير وحضرة الشيخ أفتاده أفندى نزوله من فرسه عند الاقتراب منهما ومشيه على قدميه احتراما لهما، وكان غاية في الأدب والتواضع وكان يطعم أبناء السبيل والمساكين.
    لقد تحدث غزي زادة عبد اللطيف في كتابيه روضة المفلحين والواقعات عن حياة شيخه محمد أمين الكركوكي. ويحتوي كتاب الواقعات هذا على الحِكَم المستفادة من مصاحبات محمد أمين أفندي. يقول محمد شمس الدين مؤلف ياديكارِ شمسي نقلا عن روضة المفلحين: إن محمد أمين الذي لايكاد يحصى عدد منتسبيه وله جم غفير من الخلفاء يستحق بأن يُعَدّ مجتهدا للنقشبندية ومجددا للقرن الثاني عشر. وقد أشار حسين وصّاف إلى علوّ ماكنته الروحية قائلا: أثناء ترجمتي لكل من تربّى على يده كاد عقلي لا يتسع لقدرته العلمية والعرفانية.
    يذكر في كتاب ياديكارِ شمسي أن لمحمد أمين أفندي كتاب اسمه مرغوب السالكين ولكن هذا الكتاب في الحقيقة لغزي زادة عبد اللطيف.
    ومن خلفائه المرموقين: في استنبول، خاجه نشأت أفندي خاجه سليم أفندي، خاجه مصطفى وحيي أفندي، خاجه علي بهجة أفندي، خاجه حسام الدين أفندي، خاجه كشفي أفندي، وفي بورصة، نجم الدين أفندي شيخ تكية أشرف زادة، غزي زادة عبد اللطيف أفندي شيخ تكية أحمد غزي، الحاج أحمد أفندي شيخ تكية السلطان أمير، أمين أفندي شيخ تكية منزوي.
    بعد وفاة محمد أمين أفندي قد خلفه في الطريق ابنه عبيد الله أفندي (ت. 1228/1813)، لكنه قد توفي في العام نفسه باستنبول. وبعده قد تعاقب على الخلافة كل من كشفي أفندي وهذا بالنيابة (ت. 1234/1819)، محمد أمين أفندي (ت. 1257/1841)، أحمد بهاء الدين أفندي (ت. 1313/1895)، محمد آكاه أفندي (ت. 1334/1916).
    (إنّ الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفس) صدق الله العظيم
  • mmkafas
    عضو منتسب
    • Jun 2006
    • 437

    #2
    _MD_RE: ترجمة من اللّغة التركية إلى اللّغة العربية حياة الشّيخ محمد أمين الكركوكي النقشبندي

    <font color="#333366" size="5">بارك الله فيكم أستاذ نظام الدين إبراهيم أوغلو وحياكم الله على هه الجهود الطيبة ...</font>

    تعليق

    يعمل...