محمد عاكف إرصوي -شاعر النشيد التركي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • alshamali
    عضو منتسب
    • May 2006
    • 192

    محمد عاكف إرصوي -شاعر النشيد التركي

    ماذا نعرف عن الأدب الإسلامي خارج حدودنا العربية!!!
    هذه مساهمة متواضعة ،ورجائي من جميع أخواني أن يتحفونا بما
    يتوفر لديهم من مواد أدبية لأدباء من خارج حدود الدول العربية،
    وهذا التحديد لايعدو أن يكون من قبيل التعريف على عالمية الأدب
    وزيادة الثقافة الأدبية لدى رواد المنتديات المختصة بالأدب ليس إلا.وزيادة على ما تفضل به الأستاذ أبو هواش هاكم نبذة عن شاعر النشيد التركي.

    ["عاكف".. شاعر النشيد التركي

    سعد عبد المجيد (من موقع إسلام أون لاين)


    --------------------------------------------------------------------------------

    لا تخف، هذا العلم المرفرف لا يُنكس.
    ولو أرادوا تَنكيسه فليحرقوا آخر موقع في الوطن.

    ولسوف يلمع في الأفق؛ لأنه نجم وطني.

    هو لي، وهو ملك لشعبي أيضاً.

    أيها الهلال الجميل، لن تُمزق سأفديك بنفسي.

    وأيًّا كانت هذه الشدة والعنف فهي وردة فوق عرقي البطل.

    إن الدماء التي لا تسيل من أجلك، تكون حلالاً من بعد.

    وإذا قلنا الحق، فمن حق أمتي الاستقلال.

    المقطوعة السابقة هي جزء من قصيدة "استقلال" وهي أيضاً الكلمات التي يرددها كل طفل وكل رجل وكل امرأة في تركيا منذ أكثر من سبعين سنة وحتى اليوم، ومن ثَمَّ فمحمد عاكف هو الشاعر التركي الإسلامي الوحيد الذي يتذكره الشعب التركي دائماً عبر كلمات النشيد الوطني، وعلى الرغم من أن الأجيال الحالية لم تعاصر هذا الشاعر الراحل، فإنها وجدت نفسها تعاصره في كل يوم وفي كل ذكرى، فهو الشاعر الذي تحولت إحدى قصائده الحماسية إلى كلمات النشيد الوطني التركي. وقد قررت الجمهورية التركية في دستورها جعل قصيدته "الاستقلال" هي النشيد الرسمي المصاحب للسلام الوطني.

    من هو محمد عاكف؟
    وُلِدَ الشاعر التركي الإسلامي محمد عاكف آرصوي في مدينة إستانبول عام 1873م، ابناً لإبَكلي محمد طاهر الذي كان يعمل مدرساً في مدرسة الفاتح، أما والدته فقد كانت "أمينة هانم" التي تنتمي لأصول بخارية (أي من إقليم بُخارَى). تلقى تعليماً دينيًّا رفيع المستوى وحفظ القرآن في عمر التاسعة على يد إمام جامع الفاتح، إلى جانب تعلمه اللغة العربية والفارسية. أنهى تعليمه الإعدادي في مدرسة "رشدية الفاتح" وفي عام 1894م حصل على الدبلوم العالي من مكتب بايطار العالي (مدرسة الطب البيطري) في هالقالي بإستانبول.

    تولى بعض الوظائف المدنية في القسم البيطري بوزارة الزراعة العثمانية، ثم في البلقان وشبه الجزيرة العربية بين أعوام 94 – 1898م. أخرج مع صديقه أشرف أديب مجلات أدبية وسياسية، مثل "صراط مستقيم" و"سبيل الرشاد" باللغة التركية العثمانية. عمل مدرساً في المدرسة الزراعية العالية بهالقالي، وكلية الآداب بإستانبول، وفي عام 1915م ذهب لألمانيا في عمل تفتيشي. أيضاً زار عدداً من البلاد العربية. انتخب عضوًا بالبرلمان العثماني عن محافظة بوردور التركية بين أعوام 20 - 1923م. كتب قصيدة نشيد الاستقلال في عام 1921م وقت وقوع محاولات الغزو الأوروبي لتركيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، دعاه الخديوي عباس حلمي لمصر في نهاية عام 1923م بعد وقوع انقلاب أتاتورك ضد الدولة العثمانية وإعلانه الجمهورية.

    في مصر عمل مدرساً للأدب التركي بين أعوام 23 – 1936م في جامعة فؤاد (جامعة القاهرة الآن). التقى في مصر مع الكثير من رجال الثقافة والأدب والسياسة، وكانت له علاقة طيبة مع الأمير عزيز حسن وعائلته، وفي القاهرة أقام في ضاحية "المرج" الواقعة في الشمال. عاد لتركيا للعلاج من مرض الاستسقاء ثم توفي في 27 ديسمبر عام 1936م في إستانبول.

    حياته وكفاحه:
    كان الشاعر محمد عاكف يرى أن الشرق هو المصدر الحقيقي للمدنية والحضارة، وأن عوامل مثل الجهل والتعصب الديني وعدم الثبات والاتزان واللامبالاة وعدم الثقة في النفس، هي الأسباب الأساسية لحالة تأخر الشرق الإسلامي. وقف عاكف بكل قوة عَبْرَ كلمات شعره يلهب حماس الأتراك للدفاع عن الدولة العثمانية، حين تعرضت لمحاولات الاحتلال على يد الإنجليز والفرنسيين واليونانيين بعد الحرب العالمية الأولى (14 – 1919م).

    يقول المؤرخ الأدبي التركي "سيد كمال قرا علي أوغلو" - ج3، ص598 من كتاب:Turk Edebiyat Tarihi - إن محمد عاكف صُدم من التخلي عن الدولة العثمانية وفكرة الوحدة الإسلامية، بينما كان هو يدعو لها في كتاباته وأشعاره، وذهب لمصر والجزيرة العربية من أجل بحث الوحدة الإسلامية.

    كما أن إعلان الجمهورية العلمانية في تركيا (1923م) كان بمثابة الضربة المعنوية الرئيسية لعاكف ولمشاعره الإسلامية. وفي نفس المصدر المذكور آنفاً، يقول المؤلف بأن الشاعر الكبير كان يرى أن واحداً من أسباب تخلف العالم الإسلامي كَوْن الأدب يخاطب الطبقة المثقفة فقط ولا يخاطب الجماهير.

    رفض عاكف العلمانية اللادينية بكل شدة، كما رفض تقليد الغرب في الملابس ولم يتخل عن الطربوش - أصدر آتاتورك قراراً بإعدام كل من يرتدي الطربوش - فكان عليه إمّا الاصطدام مع العسكر والتعرض لعقوبة الإعدام مثل غيره، أو الهجرة الاختيارية، فكان قرار الهجرة على إثر تَلَقِّيْه دعوة من خديوي مصر عباس حلمي الثاني.

    أعماله الأدبية:
    النثر: كتب المقالات السياسية والأدبية في مجلات "صِراط مستقيم" و"سَبيل الرَّشاد"، وفي إحدى مقالاته السياسية كتب يقول: "..لم يكن أمام مسلمي الأناضول التركي بعد أن رأوا حجم مصيبة الاعتداء على حرمة أراضيهم غير العودة مجدداً لحمل السلاح والعمل على صَدِّ حملات أهل الصليب في حضارة القرن العشرين.."، وكتب ينتقد القومية الضيّقة فقال: ".. يا جماعة المسلمين.. أنتم لستم بعرب ولا ترك ولا بلقانيين ولا أكراد ولا قوقازيين، ولا شركس، أنتم فقط عبارة عن أفراد في أمة واحدة هي الأمة الإسلامية. وكلما حافظتم على الإسلامية لم تفقدوا قومياتكم، وحين تسقط أو تضيع قومياتكم فلن تكونوا مسلمين..".

    الشعر: كتب محمد عاكف أشعاره على أوزان المثنوي والرباعي متأثراً بالشعر الفارسي والعثماني. وقد جمعت معظم أعماله الشعرية في 7 دواوين شعرية ما زالت تباع وتَجِد القبول عند القارئ التركي حتى اليوم. في عام 1911م أخرج ديوانه الأول الذي سُمِّيَ بـ"صفحات: Safahat"، وفي الجوانب الدينية والأخلاقية كتب مجموعة من القصائد الشعرية في عام 1912م جاءت في ديوان حمل اسم "في منبر السليمانية: Suleymaniye Kursusunde"، وفي تفسير آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة جاء كتابه أو الديوان الثالث تحت عنوان "أصوات الحق: Hakkin Sesleri"، (1913م)، وحول الثورات التي وقعت في البلقان ونتائجها السلبية على الحياة الاجتماعية كتب ديوانه الرابع بعنوان "في منبر الفاتح: Fatih Kursusunde" (1914م)، وحول رحلاته لألمانيا ومصر كتب مجموعة شعرية تحت عنوان "الخواطر: Hatiralar" (1917م)، ثم ديوانه الشعري الوطني الذي كتبه أثناء حرب الاستقلال التركية وسماه "عاصم: Asim" (1919م)، وأخيرًا جاء ديوانه السابع تحت عنوان "الظلال: Golgeler" (1918 – 1933م).

    أحمد الغنام
    http://www.dhifaaf.com/vb
    شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية
  • محمد عبد الرحيم
    عضو منتسب
    • Aug 2018
    • 12

    #2
    جزاكم الله خيرًا، ورحمة الله ورضوانه على الشاعر الكبير محمد عاكف، وتقبَّله الله في الصالحين، آمين.

    تعليق

    يعمل...