زي المرأة التركمانية
بقلم: نظام الدين إبراهيم اوغلو
محاضر بجامعة هيتيت بتركيا
e.mail. nizamettin955@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرّحيم
نجد الزي عند المرأة التركمانية مختلفة ومزخرفة وثمينة ونوعية كثيرة وأكثرها من حرير وكتان وقطن ومطرزة بتطريزات متنوعة وزاهية وتختلف حسب المستوى المعاشي بين الطبقة الغنية والمتوسطة أمّا الطبقة الفقيرة فلم تكن تتواجد عند الشّعب التركماني بسبب التّضامن والتعاون بين العوائل لأجل إيجاد عمل لكل عاطل.
لذا فالمتوسط المعيشي للشعب التركمان كانت جيّدة عموماً إلى مجيء حكم البعث، إذ تمّ تهجيرهم من بلدهم العزيز والإستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم ففقدوا الشيء الكثير من الحالة المادية والإجتماعية والمعنوية وحتى الصّحية بدورها تأثرت على إهتمامهم بالأزياء شيئاً ما بالنسّبة إلى ماقبل الحكم البعثي، فالنّساء التركمانيات كن يلبسن زّيهن لأحياء تراثهن والإعتزاز بهن لأنّها تمثل حضارتهن.
كما نعلم أن للحياة المعيشية دور كبير في تطوير هذا التراث المهم، فكانت معيشة المرأة التركمانية تساعد على إقتناء أفضل وأثمن الأقمشة المزخرفة والمذهبة لكي تجعل منها الملابس الفاخرة فبها تعلو شأنها. فكانت زي المرأة التركمانية متنوعة ومختلفة كما ذكرنا فكانت لهن ملابس للشتاء وملابس للصيف وملابس للبيت وملابس لخارج البيت وملابس للنيشان والزّفاف والنّكاح وملابس للحنا وملابس للعيد وملابس خاصة للأرملة وللمتزوج وملابس للأطفال والشّابات، وحتى للقرويات أيضاً كانت ملابس خاصة للذي تعمل في البيت تفرق عن الذي تعمل في المزرعة. وتعد الأزياء من مظاهر حضارة الشعوب فمن خلالها يمكن التعرف على رقي وإبداع مدى حضارة ذلك الشّعب ومدى ذوقهم وتوسع أفقهم.
الزي التركماني تعبير صادق عن تقاليد وثقافة الشعب التركماني وعقائدهم. والملابس كما نعلم تخضع من حيث التصميم والطراز لصفات وعرف القيمة الحضارية وثقافتها وطقوسها الدينية وطبيعة عيشها وأماكن تواجدها، والعوامل المناخية والتضاريس وطريقة الحياة لعبت أيضاً دوراً في تحديد هذه الأزياء ونوعها. فيمكن أن نلاحظ أن الشعوب ذات المناخ الحار لها زي يختلف عن تلك التي تعيش في المناطق الباردة فيمكن أن نميز زي التركماني أو العربي أو الكردي من ذلك. ويمكن القول أن الزي التركماني له صفات مختلفة تمثل طبيعة المجتمع التركماني وتقاليده. فعلى سبيل المثال أن زي المرأة التركمانية الأناضولية يتميز بالحشمة والحياء وتكون طبيعته زاهية وألوانه فضاضه ونوعية القماش تتميز بالزخرفه وحتى أن نوعية هذه الأقمشة تتميز به المرأة التركمانية عن سواها من نساء الشعوب المجاورة.
والمرأة التركمانية لأسباب كثيرة قد طوّرت زيها إمّا لأسباب سياسية أو المناخ أو لملائمة زي الشعب الذي يعيش معها لعدم جلب الأنظار لها وتكون سبباً للفتنة القومية التي قد تتميز بالملابس.
و يمكن أن نقسم زيّ المرأة التركمانية إلى أربعة أنواع:
1ـ زي الأناضول:
وقيل بالزّي العثماني أيضاً، وكانت تصنع من الأقمشة المزخرفة والثمينة وأنواعها كثيرة وهي الملابس الأصلية للمرأة التركية والتركمانية وقد إختفت هذهِ الملابس بعد سقوط الدّولة العثمانية وكما بيّنا أعلاه لأسباب سياسية أو غير ذلك فشهدت المرأة التركمانية بسبب زيهن الإضطهاد والظّلم وإلى الحقارة وحتى أنّها أُتهمت بمولاتها للخلافة العثمانية دون أن تكون للإفتراء أيّة حجة أو دليل، على كل حال فالمرأة التركمانية في تركيا والجمهوريات التركية لا تزال النّساء تحتفظن بلبس هذهِ الأزياء.
والزّي الأناضولي يُمكن شرحه من مقالة خالد عزب عبارة عن " اليلك رداء منزلي يلبس فوق القميص مشقوق من الأمام حتى الذيل وهو مفتوح من الجانبين، والكمان ضيقان ينتهيان عند المعصمين، ويلف حول الخصر حزام من الحرير أو الكشمير وقد يكون من المعدن، ويلبس "اليلك" صيفا وشتاء فيصنع في الصيف من الحرير والأقمشة القطنية الرقيقة وفي الشتاء من الصوف أو الكشمير، وكانت ترتديه الأميرات ونساء القصر وعِلْية القوم في كل مكان، نزولا إلى جميع نساء الطبقة الوسطى. ولم يتنازل عن إرتدائه إلاّ اللواتي كن بعيدات عن رياح التغيير ولا يتأثرن بتغيير الموضة كفلاحات الريف والبدويات. ولبست النساء في ذلك العصر القفطان فوق "اليلك" وتحت الجبة. وكان استعماله قبل ذلك مقصورًا على الرجال واستعملته النساء في مصر منذ العصر العثماني، وهو رداء مشوق من الأمام حتى نهاية الذيل يفلق على الصدر بأزرار، وأكمامه طويلة متسعة، وتستخدم في صناعته الأقمشة القطنية والحريرية ذات الألوان المختلفة، وتظهر أكمامه المتسعة من تحت الجبة وتمتد حتى أطراف الأصابع ويصل طول القفطان إلى القدمين. وتلبس فوق اليلك والقفطان الجبة وكانت مخصصة للرجال قبل العصر العثماني ولبستها النساء في ذلك العصر، وبخاصة نساء الطبقتين العليا والوسطى، وهي مشوقة من الأمام ولا يسمح اتساعها بالتقاء حافتيها الأماميتين على الصدر ولا تقفل وليس لها عروات أو أزرار، وهي قصيرة يصل طولها إلى ما بين منتصف الساق والقدمين. أما الأكمام فقد تكون قصيرة وتنتهي عند الكوع أو طويلة تصل إلى الرسخ، وهي أكمام ضيقة ليست متسعة كأكمام القفطان، ويركب الفراء في شرائط علوية على جانبي فتحة الجبة، وقد يدور بالذيل وقد يغطي نصفها العلوي كله. كانت المرأة في ذلك العصر تلبس عند الزواج ما يعرف باسم "التريزة" وتتكون من السبلة، وهي ثوب فضفاض قليل التفاصيل يتسع ليلبس فوق جميع الملابس المنزلية السابقة، ويصنع غالبًا من قماش ناعم من الحرير أو التفتاز وغالبًا ما يكون أسود اللون وأكمامه متسعة جدًا. ثم تلبس معه "الحَبرة" وهي قطعة من القماش مربعة المساحة تقريبًا طول ضلعها حوالي مترين، وهي من الحرير الأسود في منتصفها شريط ضيق يثبت حول الرأس وتنسدل لتغطي الرأس والوجه وبقية الجسم من الخلف، وتمسك السيدة طرفي الحبرة من الداخل وتضمها بذراعيها لتلف جسدها كله فلا يظهر منها سوى وجهها الذي يغطيه البرقع، وهو الجزء الثالث المكمل لزي خروج المرأة، وتلبس كل هذه القطع فوق الزي المنزلي السابق الذكر عند الخروج" .
بالإضافة إلى لبس القبعة الخاصة لنساء التركمانيات، وقد إزدادت على ذلك في العصر العثماني لبس رداء السّروال الفضفاض ذات الألوان الجذابة.
وإليكم أسماء أجزاء الزي الأناضولي:
1ـ تنورة : Etek
2ـ جوراب طويلة أو نوع من ملابس داخلية: Dizlik
3ـ صُدرة: İç yeleği
4ـ ثوب فضفاض متدل أي سروال: Şalvar
5ـ جاكيت صوفي قصير بدون إزرار: Hırka
6ـ القميص النسائي : Gömlek
7 ـ الخِمَار: الحجاب التي تستر الرأس Tülbent (Dul bent)
8ـ الجُبة (الجلاّبية): معطف نسائي ملبس خارجي للنساء مثل:Ferace, Manto, pardosi, cübbe
9ـ الحَبرة: قماش من الحريرالتي تستر الأكتف: Şal
10ـ غطاء الرأس عند القرويات: yazma
11ـ الغطاء التي تستر الرأس والوجه عدا العينان:Yaşmak
12ـ ملابس أو غطاء من قماش أزرق مزخرف مذهب:Bindallı
13ـ البَرقع: عند الخليج البوشية: peçe
14ـ القطفان: الفستان: ملابس طويلة مطرزة بحيوط الحرير والذّهب يشبه ملابس سورية Entariler
15ـ قبعة نسائية تلبس مع زي التركماني: Başlık
16ـ نوع من قميص نسائي طويل الأذرع مشقوقة بدون ياخة: Cepken
17ـ التريزة: ملابس قطنية شفافة للمبيت:Gece elbisesi
2ـ تأثرها بملابس عربية وفارسية وعثمانية:
مع تطور الحضارة الاسلامية من خلال عمليات الفتح الاسلامي تأثر الزي الاسلامي للمرأة العراقية وبالأخص لزي المرأة التركمانية وذلك بفعل الاحتكاك الثقافي والنمو التجاري مع حضارات فارس والهند والشرق الاقصى فأخذ هذا الزي الى الاستفادة من أزياء هذه الحضارات، وقد تميز الزي في هذه المرة بسعة الاكمام وتبطين باطن الكتفين والتضييق في منطقة الخصر مع إعتماد الاحذية ذات الكعب العالي نسبياً. فقد كن يلبسن غطاء الوجه الذي يسمى بالبوشية وتظهر من خلاله العيون فقط ويغطي بقية الوجه، فالمرأة العراقية والتّركمانية وخاصة في المدن إتخذت من هذهِ الملابس لبساً خاصاً لها وإزاددت التّقليد عليها بعد الحكم العباسي المتُأثر بحضارة إيران وبدأت تنتشر عند النساء لتقليد حضارة جديدة فسيطرت الأزياء على العالم العربي وغلبت نماذج ملابسها على ملابس المرأة التركمانية الأصلية. وتتكون هذهِ الملابس من فوطة سوداء للمسنات وأبيض للشابات وملابس طويلة وعريضة مزخرفة للشابات وملابس سادة للمسنات مع عباءة سوداء وبوشية عند خروجها إلى خارج البيت.
3ـ ملابس الغرب:
بعد سقوط الخلافة العثمانية ومجيء الإستعمار الإنجليزي بدأت حضارة جديدة أخرى وبدأت النساء بتقليد نماذج ملابسها التي تتكون من قطعتين ملابس علوية من قميص أو بلوز وملابس سفلية تنورة قصيرة وضيقة إلى الركبة دون غطاء في الرأس. فأخذت الطبقات الاجتماعية التي تأثرت بنمط الحياة الغربية باستيراد الزي الغربي ومحاكاته فظهرت في الحياة الاجتماعية العراقية ما يعرف (بالمرأة السفور) وأخذت بعض النّساء يرتدين الزي الغربي ثمّ طوروها مع القميص السروال أو البنطلون وباشكال وهيئات مختلفة وكشفت عن وجهها وشعرها وزينته باطواق وكلابات عديدة الاشكال والتصاميم.
4ـ الملابس الإسلامية:
والتي بدأت تظهر بعد عام 1970م لبلورة الوعي الإسلامي عند المسلمين وكذلك عند الشّعب التركماني
فتغيرت الزي الموروث عند المرأة التركمانية مرة أخرى، فأخذ يميل هذا الزّي الى البساطة والتقشف وقلة التفنن والتّطريزات، فكان هذا الزي في هذه المرحلة عبارة عن رداء واسع و يُسمى بمونت أو جلباب يغطي جميع جسد المرأة، وهو فضفاض بما يتلاءم وعدم ابراز تقاسيم الجسد، فضلاً عن الوشاح والتي تسمى بالخمار أو الحجاب أيضاً الذي تلف به المرأة لرأسها وأحيانا تغطي به نصف وجهها السفلي. وعليه يمكن القول أن الأزياء صنعت ليتلائم مع مناخ وتضاريس وعادات وتقاليد المنطقة التي تعيشها.
وأخيراً أتمنى للنّساء التركمانيات أن تحي زيّها الأصلي على الأقل مثلما تحي أطفالنا ورجالنا في المناسبات والأعياد، وقد تكون تصعب عليها لبسها دائماً لأسباب كثيرة. ولو لبست زيّها التركماني على الأقل في المناسبات تكون قد أحيت حضارتها الفلكلورية كما تحيي بقية الشّعوب وتهتم بها، علماً أنّ زيّ الشّعب التركماني تلائم الزّي الإسلامي وزي الوسط التي نحن فيه، والزّي التركماني الأناضولي تمثل حضارة الشّعب التركماني والشّعب الذي يهمل ويبتعد عن حضارتهِ تكون لا شيء، ثمّ التحكم عليه يكون سهلة.
والله من وراء القصد وهو ولي التّوفيق.
بقلم: نظام الدين إبراهيم اوغلو
محاضر بجامعة هيتيت بتركيا
e.mail. nizamettin955@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرّحيم
نجد الزي عند المرأة التركمانية مختلفة ومزخرفة وثمينة ونوعية كثيرة وأكثرها من حرير وكتان وقطن ومطرزة بتطريزات متنوعة وزاهية وتختلف حسب المستوى المعاشي بين الطبقة الغنية والمتوسطة أمّا الطبقة الفقيرة فلم تكن تتواجد عند الشّعب التركماني بسبب التّضامن والتعاون بين العوائل لأجل إيجاد عمل لكل عاطل.
لذا فالمتوسط المعيشي للشعب التركمان كانت جيّدة عموماً إلى مجيء حكم البعث، إذ تمّ تهجيرهم من بلدهم العزيز والإستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم ففقدوا الشيء الكثير من الحالة المادية والإجتماعية والمعنوية وحتى الصّحية بدورها تأثرت على إهتمامهم بالأزياء شيئاً ما بالنسّبة إلى ماقبل الحكم البعثي، فالنّساء التركمانيات كن يلبسن زّيهن لأحياء تراثهن والإعتزاز بهن لأنّها تمثل حضارتهن.
كما نعلم أن للحياة المعيشية دور كبير في تطوير هذا التراث المهم، فكانت معيشة المرأة التركمانية تساعد على إقتناء أفضل وأثمن الأقمشة المزخرفة والمذهبة لكي تجعل منها الملابس الفاخرة فبها تعلو شأنها. فكانت زي المرأة التركمانية متنوعة ومختلفة كما ذكرنا فكانت لهن ملابس للشتاء وملابس للصيف وملابس للبيت وملابس لخارج البيت وملابس للنيشان والزّفاف والنّكاح وملابس للحنا وملابس للعيد وملابس خاصة للأرملة وللمتزوج وملابس للأطفال والشّابات، وحتى للقرويات أيضاً كانت ملابس خاصة للذي تعمل في البيت تفرق عن الذي تعمل في المزرعة. وتعد الأزياء من مظاهر حضارة الشعوب فمن خلالها يمكن التعرف على رقي وإبداع مدى حضارة ذلك الشّعب ومدى ذوقهم وتوسع أفقهم.
الزي التركماني تعبير صادق عن تقاليد وثقافة الشعب التركماني وعقائدهم. والملابس كما نعلم تخضع من حيث التصميم والطراز لصفات وعرف القيمة الحضارية وثقافتها وطقوسها الدينية وطبيعة عيشها وأماكن تواجدها، والعوامل المناخية والتضاريس وطريقة الحياة لعبت أيضاً دوراً في تحديد هذه الأزياء ونوعها. فيمكن أن نلاحظ أن الشعوب ذات المناخ الحار لها زي يختلف عن تلك التي تعيش في المناطق الباردة فيمكن أن نميز زي التركماني أو العربي أو الكردي من ذلك. ويمكن القول أن الزي التركماني له صفات مختلفة تمثل طبيعة المجتمع التركماني وتقاليده. فعلى سبيل المثال أن زي المرأة التركمانية الأناضولية يتميز بالحشمة والحياء وتكون طبيعته زاهية وألوانه فضاضه ونوعية القماش تتميز بالزخرفه وحتى أن نوعية هذه الأقمشة تتميز به المرأة التركمانية عن سواها من نساء الشعوب المجاورة.
والمرأة التركمانية لأسباب كثيرة قد طوّرت زيها إمّا لأسباب سياسية أو المناخ أو لملائمة زي الشعب الذي يعيش معها لعدم جلب الأنظار لها وتكون سبباً للفتنة القومية التي قد تتميز بالملابس.
و يمكن أن نقسم زيّ المرأة التركمانية إلى أربعة أنواع:
1ـ زي الأناضول:
وقيل بالزّي العثماني أيضاً، وكانت تصنع من الأقمشة المزخرفة والثمينة وأنواعها كثيرة وهي الملابس الأصلية للمرأة التركية والتركمانية وقد إختفت هذهِ الملابس بعد سقوط الدّولة العثمانية وكما بيّنا أعلاه لأسباب سياسية أو غير ذلك فشهدت المرأة التركمانية بسبب زيهن الإضطهاد والظّلم وإلى الحقارة وحتى أنّها أُتهمت بمولاتها للخلافة العثمانية دون أن تكون للإفتراء أيّة حجة أو دليل، على كل حال فالمرأة التركمانية في تركيا والجمهوريات التركية لا تزال النّساء تحتفظن بلبس هذهِ الأزياء.
والزّي الأناضولي يُمكن شرحه من مقالة خالد عزب عبارة عن " اليلك رداء منزلي يلبس فوق القميص مشقوق من الأمام حتى الذيل وهو مفتوح من الجانبين، والكمان ضيقان ينتهيان عند المعصمين، ويلف حول الخصر حزام من الحرير أو الكشمير وقد يكون من المعدن، ويلبس "اليلك" صيفا وشتاء فيصنع في الصيف من الحرير والأقمشة القطنية الرقيقة وفي الشتاء من الصوف أو الكشمير، وكانت ترتديه الأميرات ونساء القصر وعِلْية القوم في كل مكان، نزولا إلى جميع نساء الطبقة الوسطى. ولم يتنازل عن إرتدائه إلاّ اللواتي كن بعيدات عن رياح التغيير ولا يتأثرن بتغيير الموضة كفلاحات الريف والبدويات. ولبست النساء في ذلك العصر القفطان فوق "اليلك" وتحت الجبة. وكان استعماله قبل ذلك مقصورًا على الرجال واستعملته النساء في مصر منذ العصر العثماني، وهو رداء مشوق من الأمام حتى نهاية الذيل يفلق على الصدر بأزرار، وأكمامه طويلة متسعة، وتستخدم في صناعته الأقمشة القطنية والحريرية ذات الألوان المختلفة، وتظهر أكمامه المتسعة من تحت الجبة وتمتد حتى أطراف الأصابع ويصل طول القفطان إلى القدمين. وتلبس فوق اليلك والقفطان الجبة وكانت مخصصة للرجال قبل العصر العثماني ولبستها النساء في ذلك العصر، وبخاصة نساء الطبقتين العليا والوسطى، وهي مشوقة من الأمام ولا يسمح اتساعها بالتقاء حافتيها الأماميتين على الصدر ولا تقفل وليس لها عروات أو أزرار، وهي قصيرة يصل طولها إلى ما بين منتصف الساق والقدمين. أما الأكمام فقد تكون قصيرة وتنتهي عند الكوع أو طويلة تصل إلى الرسخ، وهي أكمام ضيقة ليست متسعة كأكمام القفطان، ويركب الفراء في شرائط علوية على جانبي فتحة الجبة، وقد يدور بالذيل وقد يغطي نصفها العلوي كله. كانت المرأة في ذلك العصر تلبس عند الزواج ما يعرف باسم "التريزة" وتتكون من السبلة، وهي ثوب فضفاض قليل التفاصيل يتسع ليلبس فوق جميع الملابس المنزلية السابقة، ويصنع غالبًا من قماش ناعم من الحرير أو التفتاز وغالبًا ما يكون أسود اللون وأكمامه متسعة جدًا. ثم تلبس معه "الحَبرة" وهي قطعة من القماش مربعة المساحة تقريبًا طول ضلعها حوالي مترين، وهي من الحرير الأسود في منتصفها شريط ضيق يثبت حول الرأس وتنسدل لتغطي الرأس والوجه وبقية الجسم من الخلف، وتمسك السيدة طرفي الحبرة من الداخل وتضمها بذراعيها لتلف جسدها كله فلا يظهر منها سوى وجهها الذي يغطيه البرقع، وهو الجزء الثالث المكمل لزي خروج المرأة، وتلبس كل هذه القطع فوق الزي المنزلي السابق الذكر عند الخروج" .
بالإضافة إلى لبس القبعة الخاصة لنساء التركمانيات، وقد إزدادت على ذلك في العصر العثماني لبس رداء السّروال الفضفاض ذات الألوان الجذابة.
وإليكم أسماء أجزاء الزي الأناضولي:
1ـ تنورة : Etek
2ـ جوراب طويلة أو نوع من ملابس داخلية: Dizlik
3ـ صُدرة: İç yeleği
4ـ ثوب فضفاض متدل أي سروال: Şalvar
5ـ جاكيت صوفي قصير بدون إزرار: Hırka
6ـ القميص النسائي : Gömlek
7 ـ الخِمَار: الحجاب التي تستر الرأس Tülbent (Dul bent)
8ـ الجُبة (الجلاّبية): معطف نسائي ملبس خارجي للنساء مثل:Ferace, Manto, pardosi, cübbe
9ـ الحَبرة: قماش من الحريرالتي تستر الأكتف: Şal
10ـ غطاء الرأس عند القرويات: yazma
11ـ الغطاء التي تستر الرأس والوجه عدا العينان:Yaşmak
12ـ ملابس أو غطاء من قماش أزرق مزخرف مذهب:Bindallı
13ـ البَرقع: عند الخليج البوشية: peçe
14ـ القطفان: الفستان: ملابس طويلة مطرزة بحيوط الحرير والذّهب يشبه ملابس سورية Entariler
15ـ قبعة نسائية تلبس مع زي التركماني: Başlık
16ـ نوع من قميص نسائي طويل الأذرع مشقوقة بدون ياخة: Cepken
17ـ التريزة: ملابس قطنية شفافة للمبيت:Gece elbisesi
2ـ تأثرها بملابس عربية وفارسية وعثمانية:
مع تطور الحضارة الاسلامية من خلال عمليات الفتح الاسلامي تأثر الزي الاسلامي للمرأة العراقية وبالأخص لزي المرأة التركمانية وذلك بفعل الاحتكاك الثقافي والنمو التجاري مع حضارات فارس والهند والشرق الاقصى فأخذ هذا الزي الى الاستفادة من أزياء هذه الحضارات، وقد تميز الزي في هذه المرة بسعة الاكمام وتبطين باطن الكتفين والتضييق في منطقة الخصر مع إعتماد الاحذية ذات الكعب العالي نسبياً. فقد كن يلبسن غطاء الوجه الذي يسمى بالبوشية وتظهر من خلاله العيون فقط ويغطي بقية الوجه، فالمرأة العراقية والتّركمانية وخاصة في المدن إتخذت من هذهِ الملابس لبساً خاصاً لها وإزاددت التّقليد عليها بعد الحكم العباسي المتُأثر بحضارة إيران وبدأت تنتشر عند النساء لتقليد حضارة جديدة فسيطرت الأزياء على العالم العربي وغلبت نماذج ملابسها على ملابس المرأة التركمانية الأصلية. وتتكون هذهِ الملابس من فوطة سوداء للمسنات وأبيض للشابات وملابس طويلة وعريضة مزخرفة للشابات وملابس سادة للمسنات مع عباءة سوداء وبوشية عند خروجها إلى خارج البيت.
3ـ ملابس الغرب:
بعد سقوط الخلافة العثمانية ومجيء الإستعمار الإنجليزي بدأت حضارة جديدة أخرى وبدأت النساء بتقليد نماذج ملابسها التي تتكون من قطعتين ملابس علوية من قميص أو بلوز وملابس سفلية تنورة قصيرة وضيقة إلى الركبة دون غطاء في الرأس. فأخذت الطبقات الاجتماعية التي تأثرت بنمط الحياة الغربية باستيراد الزي الغربي ومحاكاته فظهرت في الحياة الاجتماعية العراقية ما يعرف (بالمرأة السفور) وأخذت بعض النّساء يرتدين الزي الغربي ثمّ طوروها مع القميص السروال أو البنطلون وباشكال وهيئات مختلفة وكشفت عن وجهها وشعرها وزينته باطواق وكلابات عديدة الاشكال والتصاميم.
4ـ الملابس الإسلامية:
والتي بدأت تظهر بعد عام 1970م لبلورة الوعي الإسلامي عند المسلمين وكذلك عند الشّعب التركماني
فتغيرت الزي الموروث عند المرأة التركمانية مرة أخرى، فأخذ يميل هذا الزّي الى البساطة والتقشف وقلة التفنن والتّطريزات، فكان هذا الزي في هذه المرحلة عبارة عن رداء واسع و يُسمى بمونت أو جلباب يغطي جميع جسد المرأة، وهو فضفاض بما يتلاءم وعدم ابراز تقاسيم الجسد، فضلاً عن الوشاح والتي تسمى بالخمار أو الحجاب أيضاً الذي تلف به المرأة لرأسها وأحيانا تغطي به نصف وجهها السفلي. وعليه يمكن القول أن الأزياء صنعت ليتلائم مع مناخ وتضاريس وعادات وتقاليد المنطقة التي تعيشها.
وأخيراً أتمنى للنّساء التركمانيات أن تحي زيّها الأصلي على الأقل مثلما تحي أطفالنا ورجالنا في المناسبات والأعياد، وقد تكون تصعب عليها لبسها دائماً لأسباب كثيرة. ولو لبست زيّها التركماني على الأقل في المناسبات تكون قد أحيت حضارتها الفلكلورية كما تحيي بقية الشّعوب وتهتم بها، علماً أنّ زيّ الشّعب التركماني تلائم الزّي الإسلامي وزي الوسط التي نحن فيه، والزّي التركماني الأناضولي تمثل حضارة الشّعب التركماني والشّعب الذي يهمل ويبتعد عن حضارتهِ تكون لا شيء، ثمّ التحكم عليه يكون سهلة.
والله من وراء القصد وهو ولي التّوفيق.
تعليق