من هو فخر الدين باشا ...؟
كان فخر الدين باشا حامي أو حارس المدينة المنورة خلال الفترة الأخيرة من الحكم العثماني للبلاد العربية، وهو في الأصل من منطقة روسجوق، وهاجر مع عائلته إلى تركيا خلال الحرب العثمانية الروسية عام 1877-1878.
لم أتمكن من العثور على أية مراجع تشير إلى معلومات حول مذهب فخرالدين باشا أو حول انتمائه أو عدم انتمائه إلى الطرق الصوفية الإسلامية. لكن الثابت أنه كان مسلما متدينا، وعرف عنه شدة تعلقه بمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه أعلن الجيرة للرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه كان يتكفن في كل يوم، ويضع على رأسه عمامة بيضاء، فيزور ضريح الرسول عليه الصلاة والسلام، ويقوم بنفسه على مسحه الضريح وتنظيفه، ولم تكن لديه في تلك الفترة الحرجة من التاريخ العثماني أدنى رغبة في مغادرة الروضة الشريفة المطهرة.
وحين تقرر انسحاب القوات العثمانية من المدينة خلال هدنة موندروس، بناء على طلب الحكومة الهاشمية، حاول فخر الدين باشا مقاومة الأوامر القادمة من العاصمة اسطنبول، والتي كانت تأمره بالانسحاب، لكن ضباطه تمكنوا من إقناعه بمغادرة الحرم النبوي الشريف تفاديا لهجوم القوات الموالية للشريف حسين على المدينة، ثم كانت زيارة العساكر العثمانيين الوداعية إلى الروضة المطهرة، والوداع المؤثر الذي جرى لهم من قبل أهل المدينة.
منذر أبو هواش