المفردة بين العرف والمعجم
[align=justify]تمر علينا ونحن نعايش الأسواق والشوارع والتجمعات مفردات ؛ نفهمها من خلال السياق أو من خلال عرفيتها دون وعى بأصلها أو بحقيقة تداولها .ربما يكون لها أصل معجمى ، وربما هى راسب لغوى من لغة بائدة كانت وانتهت ككلمة " رن " الفرعونية - وربما هى دخيل لغوى وعند الكشف عن دلالتها داخل بيتها فى المعجم ؛ نجد فجوة بين دلالة المعجم ودلالة العرف لتلك المفردة.[/align]
- الكلمة التركية الأصل :
[align=justify]
" TUZ " بمعنى الملح – والصفة منها " Tuzlu " بمعنى مملح والمصدر Tuzluluk " " بمعنى الملوحة.
بقى فى اللسان العربي الجمعى كلمة واحدة من تلك المفردات ، وهى كلمة " طـــــز " نستخدمها للتعبير عن أشياء كثيرة : عن عدم الاكتراث – عن الاستخفاف – عن الاحتقار والسب – عن اللاقيمة والعدمية
تعابير يتداولها اللسان العربي من دون وعى بأصل المفردة .
تدور مرويات كثيرة حول كيفية توظيف هذه المفردة بهذا المعنى والدلالة .
- مرويات تدور حول أن الملح لم يكن يمثل قيمة فى قانون ضرائب جمارك الدولة العثمانية – فكان التجار العرب يستخفون بالمفتش التركى عند المعابر – ويدعون أنهم يحملون بدل القمح ملح ليعبروا بلا ضرائب .
- مروية أخرى تدور حول وجود أزمة فى الملح أيام الدولة العثمانية ، وكان العرب يبادلون القمح بالملح ، وصار الملح بلا قيود جمركية ليتيسر عملية عبوره إلى الأراضى التركية ، فمان التجار العرب يصرخون بأنه ملح ليتلافوا أمور التفتيش .
- مروية أخيرة تدور حول أحداث الحرب العالمية الأولى ، و مداهمة الجباة الأتراك للبيوت الفلسطينية بحثا عن المؤونة لفرض الضرائب عليها ، فكانت الضرائب تفرض على أكياس القمح والشعير والسمسم والفول والحمص والملح .
ولأن الملح كان عليه اقل ضريبة ، ولكى يتهرب الفلسطينى من الضرائب كان يدعى أن الأكياس مليئة بالملح وحده . وعليه كان الموظف الجابي يصرخ بالمسجل : سجل طز .
[/align]
تعليق