حركة تركيا الفتاة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • kemalhocaoglu
    مشرف
    • Jun 2006
    • 132

    حركة تركيا الفتاة

    حركة تركيا الفتاةfficeffice" /><O></O>
    الذين لايفتأون يطالبون بالإصلاحات التي توحيها اليهم الدول الغربية في البلاد العثمانية كمدحت باشا وأضرابه، لجأوا إلى حماتهم من الدول الأوربية، وبدأوا نشاطهم المعادي للسلطان عبد الحميد.<O></O>
    ماذا كان يريد هؤلاء الذين سموا أنفسهم بـ «تركيا الفتاة« من السلطان عبد الحميد؟<O></O>
    ظهرت حركة «تركيا الفتاة» بتوجيه من الغرب لمحاربة سياسة للسلطان عبد الحميد المحافظة وتقليد الغرب في كل شيء: التغرب في التفكير ، وفي اللباس، والقوانين، والمأكل؛ وباختصار: التقليد الأعمى للغرب بدون أي مناقشة عقلية أو موضوعية. وكان الغرب يعرف كل ذلك، وكيف لايعرف وهو الذي بذر تلك الفكرة في رؤوسهم ونصب نفسه إلهاً لهم يقدسونه في عالَم القرن التاسع عشر.<O></O>
    كان الهدف الأول لتركيا الفتاة هو إبعاد السلطان عبد الحميد من سدة الحكم، وهدم الدولة العثمانية، وتأسيس دولة من الطراز الغربي على أنقاضها، وتحكيم الفلسفة الغربية في هذه الدولة الجديدة - لأنهم يفتقدون الفلسفة الأصيلة -. وللوصول إلى هذا الهدف كانوا يسعون على مختلف الأصعدة ويضمون إليهم كل الحركات والمنظمات المناوئة للسلطان عبد الحميد.<O></O>
    وعما تريده هذه الحركة التي تربت على الثقافة الأوربية وتنكرت لثقافتها الأصيلة، بل وحاربتها بكل ما أوتيت من إمكانات. يقول أحد أفرادها، وهو «جميل توبوزلو» رئيس بلدية اسطنبول السابق وصهر شيخ الإسلام محمد جمال الدين أفندي:<O></O>
    «لقد أخذنا الثورة الفرنسية الكبرى مثالاً يحتذى، فكنا نعارض استبداد السلطان عبد الحميد ونتمسك دائماً بالحرية والعدالة والمساواة. لم يكن طلاب السنة الأخيرة ينامون في مهاجعهم، بل يجتمع أربعة أو خمسة في غرفة واحدة، وخلال الليل نكتب بعض المقالات التي تدعو إلى الثورة على السلطان، ثم نطبعها بالطابعة اليدوية ونوزعها سراً على الطلبة في الصفوف الأخرى. وكنا نوزع منها في الخارج أيضاً. وهناك في كلية الطب ولدت حركة تركيا الفتاة. كان ماركو باشا يمارس خداعه للكلية وللقصر على حد سواء وبكل مهارة »[1].<O></O>
    بقي الدكتور ماركو باشا الأرمني مديراً لهذه الكلية سنوات طوال وتربى على يديه مئات المئات من أفراد حركة «تركيا الفتاة». وتوضح المصادر أن الكثيرين من غير المسلمين الذين لم يكونوا يستطيعون الدراسة في كلية الطب قبل التنظيمات (الإصلاحات) وجدوا في الحقوق التي منحتها لهم هذه التنظيمات فرصة كي يصيروا طلاباً بل وأساتذة في هذه الكلية.<O></O>
    وعلى إثر الطلب الذي تقدم به رئيس حاخامي اليهود في اسطنبول أصدر السلطان عبد الحميد أمراً بمعاملة اليهود معاملة خاصة، فصار من حق الطلاب اليهود في كلية الطب أن يأكلوا ويشربوا ويقيموا شعائرهم الدينية كما يأمرهم دينهم[2].<O></O>
    وبعد ذلك تربع على مقاعد الدراسة، التي كانت أصلاً للطالب الأناضولي المسلم الفقير، أبناءُ الأغنياء من اليهود والروم والأرمن. ثم انتقلت إدارة الكلية تماماً إلى يد هؤلاء، والدكتور ماركو باشا الذي رأس كلية الطب سنوات عديدة مثال على ذلك.<O></O>
    ويكتب جميل توبوزلو عن «حركة تركيا الفتاة» التي أنشأت ضد السلطان عبد الحميد في باريس:<O></O>
    «كنا بعد حادثة سانت-كلود، نجتمع سراً في كثير من الأحيان في الطابق العلوي من مقهى Cafe Sufflot الواقع في شارع سانت-ميشيل، مع عبيد الله أفندي والدكتور بسيم عمر وأسعد وجمال وأحمد وجناب شهاب الدين، الذي قدم بالدراسة إلى باريس في السنوات الأخيرة، ونشأتْ، وكذلك بعض المصريين، بعد أن تأكدنا من عدم وجود علاقة بينهم وبين الشرطة السرية. كنا نعمل ضد الاستبداد. وهكذا وضعنا حجر الأساس لحركة تركيا الفتاة في هذا المقهى».<O></O>
    وإلى جانب هذه الحركة،كانت الجمعية الطبية التركية في اسطنبول تقوم بنشاطات مضادة للسلطان عبد الحميد، وعن هذه الجمعية يقول جميل توبوزلو:<O></O>
    «كان مركز جمعيتنا آنذاك في مبنى صغير بحي بك أوغلو، وأكثر الأعضاء أجانب أو من الأطباء المناهضين. وكان رئيسنا- رئيس أطباء القصرالسلطاني ماوروياني باشا. ولم يكن هناك أي عضو تركي أو مسلم غيري»[3].<O></O>
    وهناك تقريران حول تعاون «تركيا الفتاة» مع العصابات الأرمنية جاء فيهما ما يلي: <O></O>
    «مع أنني، وأنا عبد جلالتكم، محروم من عطفكم ومنكسر ومظلوم بسبب تعرض كرامتي للاعتداء، فإنني وقد تقلبت في نعم صاحب الجلالة منذ نعومة أظافري، أرى من واجب النعمة علي أن أبلغكم بأن التدابير قد اتخذتْ للقيام باغتيال شخص جلالتكم بموجب القرار الذي اتخذ مؤخرا في ’جنوه‘ من قبل اتحاد لجان تركيا الفتاة والأرمن، وأبلِّغكم بأن ’ديكران كليلكيان‘ أفندي أحد رجال حاشية جلالتكم يؤيد هذا الخبر. القاهرة 17/5/1321»[4].<O></O>
    أما الاشتراكي الألماني هنري أدولف فيقول في تقريره:<O></O>
    «رغم ما لجلالة الإمبراطور العثماني السلطان الحميد خان من مواقف سلبية ضد مبادىء الاشتراكية، إلا أن مصالح الألمان تتعلق بشخصه وهو يخدم مصالحهم، لذا أرى من واجبي أن أقدِّم هذا البلاغ لأخذ الحيطة والحذر قبل فوات الأوان وتوقع حدوث الاغتيال الذي خطط له الأرمن والبلغار وحركة تركيا الفتاة ضد السلطان 5/11/1904»[5].<O></O>
    وفعلا لم يمض وقت طويل حتى وقعت حادثة القنبلة الشهيرة التي كانت قد ذكرتها التقارير، وقتل فيها كثير من الناس نتيجة لمحاولة الاغتيال التي دبرها الأرمن وحركة «تركيا الفتاة». وقد نجا السلطان عبد الحميد بفضل الله دون أن يصاب بأذى.<O></O>
    وتشير الوثائق التي حصلتُ عليها من دائرة الوثائق الفرنسية إلى أن أبرز رجالات حركة «تركيا الفتاة» هم:<O></O>
    - مراد بك (الرئيس) ويقيم في منْزل البروفيسور الفرنسي M. Mouille في جنوا.<O></O>
    - شفيق محمدي، وهو على صلة بالإرهابي الأررمني آرمن جارو Armen Goro.<O></O>
    - شكري مدحت، ولد في سلانيك، وهو مدير جريدة الميزان التي تصدر في جنوا.<O></O>
    - حسن بك، المولود في القاهرة.<O></O>
    - سكوتي إسحق ( يهودي)، المولود في دياربكر.<O></O>
    - خليل لاريسا، المولود في اليونان.<O></O>
    - أحمد حسني ( الفيلباوي).<O></O>
    - آرمن كارو، إرهابي أرمني.<O></O>
    - البوفيسور م. ماويل، يعمل في لجان «تركيا الفتاة»، فرنسي.<O></O>
    - بروفيسور «فون در غالتز»، ألماني، على صلة بحركة «تركيا الفتاة» [6]ل<O></O>
    لم تفتأ حركة تركيا الفتاة وجمعية الاتحاد والترقي، التي تعتبر امتداداً لهذه الحركة، تطالب بالتغيير الذي يريد الغرب فرضه.وكما ذكرنا سابقاً، فإن هذه الحركة، ومن بعدها هذه الجمعية، تعاونت مع أعداء الدولة العثمانية. طالبت في الظاهر بهذه الإصلاحات المقتبسة من الغرب لمصلحة الدولة العثمانية وسلامتها، بينما كانت الحقيقة غير ذلك. فالإصلاحات التي لم تتوقف الدول الغربية عن المطالبة بها منذ عهد السلطان سليم الثالث لم تكن إلا لضمان حقوق وامتيازات الأقلياتاليهودية والنصرانية في المجتمع العثماني. وكتب السفير الفرنسي في اسطنبول إلى باريس عن هذه الإصلاحات التي طالبوا بها دائما فقال: «وكما يعلم صاحب الفخامة أن هدفنا من هذه الإصلاحات ليس نهضة الدولة العثمانية، بل إنزال الهلال الذي يلمع فوق آياصوفيا، وإحلال الصليب المسيحي مكانه»[7].<O></O>
    وكان مصطفى رشيد باشا المعروف بميوله الغربية وسعيه لتحقيق مصالح إنجلترا[8] قد أعد لدى عودته من أوربا «قرار الإصلاحات» وأعلنه ليرضي الغرب، وذلك في عام 1839 بعد أن استطاع إقناع السلطان عبد المجيد بذلك. لكن هذا القرار الذي أرضى الأوربيين كثيراً قابله المواطنون المسلمون بالسخط، لأن النصارى اعتبروه وثيقة تساعدهم في تحقيق أهدافهم القومية[9]. أدت الامتيازات التي حصلت عليها الأقليات من «قرار التنظيمات» وأوامر الإصلاحات التي أعقبته، إلى قيام هذه الأقليات بتحريض من العالَم الغربي بحركات عصيان وتمرد، فقد عرفوا طريقة الحصول على مزيد من التنازلات والامتيازات[10].<O></O>


    <HR align=left SIZE=1 width="33%">[1]انظر جميل توبوزلو،مذكراتي في ثمانين عاما،اسطنبول1939،ص18-21<O></O>

    [2]انظر احسان ثريا صرما،الوثيقة تبين قبول اليهود في كلية الطب العثمانية لأول مرة، موسوعة الثقافة التركية،أنقرة1979/2، رقم 196<O></O>

    [3]مذكراتي في ثمانين عاما، ص 69<O></O>

    [4]مذكرات تحسين باشا ، عبد الحميد وخواطر يلدز،اسطنبول 1931 ،ص 189 وانظر الترجمة العربية لطبعة 1990 ،ترجمة كمال أحمد خوجة.<O></O>

    [5]نفس المرجع، ص 189<O></O>

    [6]للتفاصيل انظر أرشيف الخارجية الفرنسية ص 297،باريس ،و constantinopol،جورجين يانغ ،ص 178 N.S Turquie<O></O>

    [7]الأرشيف الفرنسي ص 38 ،1878 N.S.Turquie<O></O>

    [8]انظر احسان ثريا صرما somuru ajani Ingiliz misyonerleri 1984 ص 34<O></O>

    [9]انظر الموسوعة الإسلامية ،مادة التنظيمات.<O></O>
    <O></O>

    [10]انظر احسان ثريا صرما،Somuru ajani ingiliz misyonerleri<O></O>
  • alshamali
    عضو منتسب
    • May 2006
    • 192

    #2
    لقطات مفصلية في تاريخنا الحديث ، جزاك ربي خيرا أستاذي الحبيب أبا علاء على ماتبذله من مجهود نافع بإذن الله .
    والعجيب أنه ظهر في مصر وفي نفس الفترة حركة فتاة مصر أيضا ، وهذا يدلنا على الرأس الواحد لأخطبوط وبالأخص لو عرفنا الدعوات المتوالية للقومية في بلاد الشام آنئذ ! ولاأذكر الآن وأنا أكتب هنا ، ماإذا كان عندنا حركة الفتاة العربية في الشام وماحولها .
    لك عاطر تحياتي ، دمت وسلمت لمحبيك ،
    أحمد الغنام
    http://www.dhifaaf.com/vb
    شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

    تعليق

    • احمد صالح آل علي
      عضو منتسب
      • Jun 2011
      • 2

      #3
      شكراااااااااااااااا

      تعليق

      • طالبة ماجستير
        عضو منتسب
        • Dec 2010
        • 7

        #4
        يعطيك العافيه على هذه المعلومات القيمة وعلى الشرح الوافي

        جزيت خيرا

        تعليق

        يعمل...