القنبلة التي أعدها الأرمن لقتل السلطان عبد الحميد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • kemalhocaoglu
    مشرف
    • Jun 2006
    • 132

    القنبلة التي أعدها الأرمن لقتل السلطان عبد الحميد

    أقدم الآن ما كتبه تحسين باشا( رئيس كتاب قصر يلدز) في مذكراته عن حادثة القنبلة التي انفجرت واستهدفت السلطان عبد الحميد

    القنبلة التي ألقيت على يلدز
    في أحد أيام الجمع من شهر أغسطس عام 321 (1905) ،وبينما كان السلطان عبد الحميد يهم بالرجوع إلى القصر، انفجرت قنبلة عظيمة وأحدثت دوياً هائلاً، وأسفرت عن مقتل ثلاثة وعشرين وجرح ثمانية وخمسين رجلاً. وقد تأكد أن محاولة الاغتيال هذه استهدفت قتل السلطان عبد الحميد، وكانت من تدبير الثوار الأرمن. وبعد أن أجرت اللجنة المشكلة التحقيقات والاستجوابات التي بلغت أكثر من ألف صفحة تبين أن الثوار كانوا يهدفون مايلي: قتْل السلطان عبد الحميد في يلدز، فإذا حققوا ذلك، فانهم سيستغلون الفوضى الناتجة عن الحادثة، والارتباك الشديد لدى قوات الحكومة، [و؟] سيقومون بإحداث تفجيرات مماثلة في الباب العالي والسفارات والبنوك والأنفاق والجسور وغيرها من المنشآت الرسمية والخاصة، لإعطاء فرصة للدول الأوربية في الادعاء باختلال الأمن، والتدخل الفعلي، وتحقيق مايدور في مخيلتهم.
    والمسألة الأرمنية في تركيا مسألة قديمة جداً. فمنذ عهد عالي باشا والأرمن يلقون الحماية والدعم من الخارج، وغرَّتهم أحلام تأسيس مملكة أرمنية، فصاروا مطية للأطماع السياسية لبعض الدول، فبقوا أعواماً طويلة يمارسون أعمال الثورة علهم يصلون إلى هدفهم المنشود.
    واستطاع الأرمن بدعم بعض المحافل في أوربا ومساعداتهم المادية، تشكيلَ لجان في الداخل والخارج، ودخول المعترك السياسي والإعلامي بكافة صوره وأشكاله. وكانت خطتهم تقضي بإثارة المشاكل في الداخل، لإعطاء صورة سيئة عن الوضع الأمني وإتاحة الفرصة للدول الأوربية كي تتدخل، وخدمة آمال الأرمن نتيجة لذلك التدخل. وقد استطاعت المحافل السياسية التي تدعم القائمين على الثورة من الأرمن، أن يقنعوهم بأنه لا بد من سلوك هذا الطريق لتحقيق أهدافهم القومية. وأكثر الذين يحمون الأرمن كانوا يقيمون في إنجلترا. وقد استطاع المتنفذون من رؤساء اللجان أن يجدوا لهم مكاناً في لندن. كما ساهمت بعض الصحف الأوربية بتقديم دعم كبير للثورة الأرمنية، ووفقت هذه الصحف في تأليب قسم من الرأي العام الأوربي ضدنا. أما في الداخل، فلم يتوقفوا أبداً عن إثارة الأرمن هنا وهناك في أنحاء تركيا ليجدوا لهم مادة إعلامية للحديث عن اختلال الأمن والأمان في الداخل. وقد قامت حركات التمرد في مرزيفون وسيس وزيتون وصامسون لتحقيق هذا الغرض، ويمكن اعتبار حادثة قوم قابو، وحادثة الباب العالي، والاعتداء على البنك العثماني، مقدمات لهذا الهدف. ووفقت منظمات الهنشاق والتروشاق في إصدار المنشورات الثورية بالرغم من القيود الأمنية، وإثارة البلبلة والقلاقل لدى الأرمن.
    وقد عقد رجال الثورة من الأرمن اجتماعات عامة في الخارج بهدف أحداث انفجار في يلدز، وانفجارات أخرى في كثير من المؤسسات المحلية والأجنبية، وايقاع الفوضى على نطاق واسع، وتهيئة الجو للتدخل الخارجي. وقد حضر هذه الإجتماعات الكاتب بريخيار المعروف بفوضويته وإرهابيته، وكثيرٌ من قادة التمرد الأرمني. وكتب بريخيار في جريدته «Pro Armenia» التي كان يصدرها لترويج الأفكار الأرمنية الفاسدة، بأن قرارات هذه الاجتماعات العامة هي قطعية وصارمة ونهائية. وكان واضحاً بأن الأرمن يستعدون لحمل السلاح، والقيام بعمليات الحرق والتقتيل للوصول إلى الأهداف التي يريدونها.
    لجنة التحقيق
    بعد انفجار القنبلة في يلدز، أمَرَ السلطان بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث والكشف عن الفاعلين وإيقاع العقوبة بهم. وكان في اللجنة السيد نجم الدين منلا، مدعي عام الاستئناف في تلك الفترة، ونجيب ملحم باشا. وخصصت لهذه اللجنة شقة خاصة بجانب يلدز. عملت اللجنة لفترة طويلة، وجرى اعتقال الكثيرين واستجوابهم، وزادت عدد صفحات التحقيق والاستجواب على ألف صفحة، حيث جُمِعَت فيه كل التفاصيل المُمِلَّة عن الاجتماعات التي سبقت عملية التفجير ونشاطات الأرمن في الداخل والخارج، ومصادر الدعم والتحريض. وملف التحقيقات التي أجرتها هذه اللجنة من التفصيل بحيث لا يمكن نشرة بصورة مجملة أو مختصرة في هذه المذكرة، كما أنه لاخير يرجى من نشره. ومع ذلك فإنني سأقول بضع كلمات حول الاستعدادات الأولية وطريقة التنفيذ، بهدف إعطاء فكرة عامة عن هذا الحادث.
    في تشرين الأول من عام 1321 (تشرين الأول 1905)، وصل ثلاثة من الأرمن إلى اسطنبول للتحضير لحادثة القنبلة واتخاذ التدابير اللازمة وإكمالها. أحدهم صموئيل كاين المعروف بكريستوفر ميكائيليان، وهو من أرمن باكو، وأحد أعضاء مركز الإدارة في جمعية تروشاك، والثاني ليباروبيس المعروف بصافو أو قسطنطين قبوليان، وهو من أرمن روسيا، والثالث امرأة اسمها روبينا كاين، التي ادعت بأنها ابنة صموئيل كاين. وعندما وصل الثلاثة إلى اسطنبول استأجروا عمارة مورافيج في بك أوغلو، وأقاموا فيها قرابة شهر. وفي اسطنبول التحق بالإرهابيين الثلاثة إرهابي بلجيكي يعمل موظفاً في مصنع سنجر واسمه جوريس. وكان جوريس هذا الدماغ المفكر للقنبلة والمنفذ لها. وقد جرت بين هذا الإرهابي وبين الإرهابيين الثلاثة اجتماعات ونقاشات استمرت شهراً، وغادروا اسطنبول بعد تجنيد من يحتاجون إليهم. وبعد شهرين عادوا إلى اسطنبول مرة أخرى. أما لجنة الإعداد والتنفيذ التي شكلها جوريس وزملاؤه في اسطنبول فكانت تضم: فيرام شابوه كندريان، من أرناؤوط كوي، الحوذي جوري بتري فارشاموف -واسمه الحقيقي كيركور فارشام-، وشارل يوفانوفيج آشوت -واسمه الحقيقي كرابيت ولد اوهانيس-، وتيراسه يوفانوفيج توركوم -واسمه الحقيقي أرداش ولد خاجيك قبطانيان- ومدام أنجوفا التفليسي، و سيلفيورييجي -ويعرف أيضاً بأرستيدي الكوسا وكارلو-، وألفونس فوغان الحوذي، ومكرديج ولد سركيس، وغاربيان، والسايس يروانت فرانكوليان، ومانوك البدليسي وغيرهم.
    وقبل وقوع الحادث تمكن كل من كريستوفر ميكائيليان وروبينا كاين، التي ادَّعت بأنها ابنته، وليباريس وزوجته المدام صوفي ليباريس، بعد أن تزيوا بزي الأجانب من الطبقة الراقية، من الوصول مرتين إلى الأماكن المخصوصة للأجانب في حفل السلام على السلطان، ودرسوا الأمور بدقة متناهية. وحسب ماذكره الثلاثة في التحقيق، فإنهم توصلوا بدراساتهم إلى النتائج التالية:
    بعد ركوب السلطان عبد الحميد العربة من المكان المخصص للركوب بدقيقة واثنتين وأربعين ثانية، يصل إلى الباب الخارجي للمسجد، وقد جرى تثبيت القنبلة في المكان المحدد للانفجار بحيث تنفجر بعد دقيقة واثنتين وأربعين ثانية من لحظة ركوب السلطان العربة وعند وصوله مع معيته إلى محاذاة هذا المكان. والهدف هو قتل السلطان وأركان معيته جميعاً.
    وبعد أن أجرى مدبروا الخطة الدراسة الميدانية بكل دقة، وتأكدوا من دقتها مرة أخرى في نفس المكان، غادروا اسطنبول متجهين إلى فيينا، وهناك طلبوا من مصنع بيسل دوفر للعربات أن ينتج لهم عربة من طراز ميلور، على أن تكون هذه العربة مناسبة لتنفيذ الخطة المعدة سلفا.
    أما مهمة إنزال العربة إلى اسطنبول فأُسْنِدَت إلى سيلفيوريج الذي يحمل أكثر من ستة أسماء، ومهر في انتحال عدة شخصيات، وقد نجح في تنفيذ هذه المهمة نجاحاً تاماً، وقد صنعت العربة في فيينا وأرسلت بوليصة الشحن إلى العنوان المسجل باسم رانتر في البريد الفرنسي. أما المعلومات حول من طلب صنع هذه العربة وكيف صنعت ولمن أرسلت فكلها تعتمد على ما زودته سفارتنا في فيينا من معلومات.
    وقد تأكد من التحريات الجارية وجود كميات كبيرة من المواد المتفجرة في بيت سيليفيرويج وخطيبته ماري باسكال، كما ثبت بأن العربة بعد إخراجها من الإدارة الجمركية خبئت في اسطبل في منطقة شيشلي بمعرفة مكرديجيان وأخيه أوهانيس وابن اخته أوسيب والسايس يروانت. وقبل حادثة القنبلة عقدت العصابةُ الأرمنية اجتماعات متكررة في منزل الإرهابي البلجيكي جوريس، ولما كان جوريس مجبولاً على الإرهاب فإنه عند إجراء التحقيق معه لم يُخْفِ أية معلومات لديه، واعترف بصراحة بكل شيء. فقد ذكر أمام المحققين بأنه يعارض الحكومات المستبدة والحكام المستبدين، وأنه عندما طلبوا منه المساعدة للتخلص من حاكم مستبد، فإنه لم يتردد في تقديم كل مساعدة ممكنة. وكان لزوجة جوريس دور فعال في الحادثة. وبعد تنفيذ العملية، استطاع كل من يروانت (الذي قاد العربة إلى المكان المحدد للانفجار، وشغَّل مؤقت التفجير) وجوري بتري وفارشانوف ومدام صوفي ومكرديج والآنسة روبينا كاين من الإفلات والفرار عن طريق البر والبحر، بعد تغيير أزيائهم وأشكالهم، والمرور عبر المنافذ ببطاقات المرور المعدة لهم سلفاً. أما القوة التدميرية والاشتعالية للقنبلة الموضوعة في العربة فكانت من الملينيت، حيث تمكنت العصابة الأرمنية من إدخال كميات كبيرة بلغت مائة وثمانية وأربعين كيلو غراماً إلى اسطنبول، وخُبِّئ قسم منها في المستشفى النمساوي في منطقة آزاب قابو، في غرفة أراكيل بواب المستشفى، وقسم آخر في قبو سيركي دوريان، وفي الدور السفلي من فندق كروكر بحي بك أوغلو.
    كما ثبت لدى لجنة التحقيق بالمشاهدة بأن العصابة قامت ببعض الحفريات بقصد تفجير البنك العثماني، والنفق، وسيركي دوريان، وجسر غلطة. وتبين أن أحد الذين جرى اعتقالهم يعرف كل الخفايا، وأنه في حال استنطاقه سيعترف بكثير من الحقائق. وقامت اللجنة باستجواب هذا الأرمني، وضغطت عليه، ولكن رفض الافصاح عن المعلومات المطلوبة، ولما كان هذا الأرمني نموذجا للإرهابيين الأرمن فإنه خشي أن ينهار يوماً فيعترف بالحقائق، فوُجِد منتحراً في بيت الخلاء بالمعتقل. وقد جاء المتآمرون بالعربة الملغومة إلى نهاية الطريق القادم من يني محلة، في نقطة تقع مقابل الباب الخارجي لجامع يلدز، وجعلوها مهيأة للانفجار في لحظة خروج السلطان من صحن الجامع بالعربة التي يقودها بنفسه كالمعتاد لتقتل السلطان ومن في ركبه جميعاً. وبعد أن صلَّى السلطان عبد الحميد واتجه نحو الباب وجد في انتظاره كالعادة شيخ الإسلام جمال الدين أفندي، فوقف يحادثه، لكن هذا الحديث طال على غير عادته، وكان من المعتقد أن يكون السلطان في تلك اللحظات في الباب الخارجي للجامع. ولذلك فإن القنبلة عندما انفجرت ، كان السلطان يتوجه إلى السلم الموصل إلى عربته. ولا أعرف ما اذا كان عبد الحميد قد شعر بالرعب لحظة الانفجار أو لم يشعر بذلك، ولكن لا يمكن الإنكار بأنه كان رابط الجأش، والشيء الوحيد الذي أغضب السلطان عبد الحميد هنا، هو اطلاق أحد أفراد اللواء العربي عياراً نارياً في الهواء خلال الفوضى الذي وقع جراء الانفجار.
    ويمكنني أن أجزم بأن حادثة اطلاق النار هذه أهمت السلطان أكثر من حادثة الانفجار نفسها، لأن اللعب بالنار من لواء الحماية من الأمور التي لا تعجبه أبداً. وفور انتهاء الفوضى التي أعقبت الانفجار، امتطى السلطان عربته كالعادة وقادها بنفسه باتجاه يلدز وسط تصفيق الجنود والمتفرجين، وعندما مر أمام دائرة المراسم حيَّاه السفراء، وعلى عادته نزل من العربة أمام قصر السياج، واستقبل السفراء جرياً على العادة كل يوم جمعة. واستغرق لقاؤه مع السفراء طويلاً. وفي ذلك اليوم وصباح اليوم التالي جاء الصدر الأعظم والوزراء والعلماء ورجال الدولة إلى دائرة المابين ليقدموا تهانيهم، كما تلقى التهاني من حكام الدول الأوربية.
    أول الخيط قطعة من البلاستيك
    وأول التدابير التي أعقبت حادثة الانفجار، هو إيقاف القاطرات والبواخر ووسائط النقل لإجراء التحريات، ومباشرة التحقيق لمعرفة الفاعلين والقبض عليهم، وبدأت اللجنة التي ذكرتها أعلاه بممارسة نشاطها فوراً. واستطاع المدعي العام الرئيسي السيد نجم الدين ملا ومدعي الإستئناف من الأمساك برأس الخيط من أول يوم، حيث كانا متوجهين من يلدز إلى بشكطاش عندما عثرا على قطعة من المطاط، كانت قطعة من عجلات العربة، لم يُرَ مثلها قبل ذلك، وكانت الخطوة الأولى للوصول إلى الحقيقة بكاملها. واعترف الجناة الذين القي القبض عليهم بكل التفاصيل. أما فهيم باشا الشهير فلم يُفوِّت هذه الفرصة.
    عناد فهيم باشا
    وفي أحد الأيام قدم هذا الرجل تقريراً إلى السلطان مقترحاً أن يكون البحث عن الجناة في الداخل، ومع أنه ثبت مع كل التفاصيل أن الحادثة من تخطيط وتنفيذ العصابات الأرمنية، فإن تقرير فهيم باشا كان يصرُّ على ضرورة البحث عن الجناة في الداخل، وهذا يكفي لأن يعطي فكرة كافية عن النفسية الحقودة لهذا الرجل. وقد أراد فهيم باشا انطلاقاً من هذه النقطة أن يضمن لنفسه بعض المكاسب، لكن تقريره لم يلق أذنا صاغية.
    جوريس البلجيكي
    الرجل الذي لعب أهم الأدوار في حادثة القنبلة هو جوريس البلجيكي.وقد حكم عليه بالموت مع كثير ممن اشتركوا في العملية. وذات ليلة تلقى يلدز برقية من بروكسل تتضمن طلب العفو عن جوريس، وقد صيغت عباراتها بمزيج من الرجاء والتهديد. والدور الذي لعبه السلطان عبد الحميد بعد هذه البرقية شيء محيِّر حقاً. فجوريس الذي جاء بالقنبلة وأشعل الفتيل واعترف بكل مافعل، وحكم عليه بالإعدام، لم يُعْدَم، ولم يسجن، حتى ولم يُطْرَد خارج الحدود، بل عفي عنه وجيء به من زنزانته في السجن إلى القصر، وتباحث مع السلطان بطريق غير مباشر، ودخل في خدمة السلطان، كي يعمل ضد العصابات الأرمنية ويزود السلطان بمعلومات عنهم لقاء شيء من المال. فحصل على مكافأة قدرها خمسمائة ليرة ذهبية. وركب القطار من محطة سيركه جي وغادر البلاد. هذا الرجل الذي بدأ العمل بمهمة قتل السلطان، لم يلبث أن دخل في خدمته السرية وعاد إلى أوربا وكانت له خدمات جليلة.
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4026

    #2
    أستاذنا الفاضل كمال خوجة
    وثيقة مهمة، ولكن هل هناك وثائق أخرى لديك تتصل بالعملية نفسها من رواية أطراف أخرى؟
    شكر الله لك.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    يعمل...