مقتطف من كتاب" مذكرات تحسين باشا"
موقف أمريكا من القضية الأرمنية
وعلى إثر وقعة الأرمن الثانية قدم اثنان من المستشرقين عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي، ورافقهما أحد الصحفيين المعروفين في أمريكا، على أمل إجراء تحقيق في أحداث الأرمن ونقْل حقيقة الوضع إلى الرأي العام الأمريكي من خلال المحافل السياسية وعالم الصحافة. ولما كان السلطان عبد الحميد يولي أهمية كبيرة للمحافل الأجنبية، وخاصة الصحافية منها، فإنه حرص على استقبال هذا الوفد، وأرسله إلى شرقي الأناضول بمرافقة شفيق بك رئيس محكمة التمييز واثنين آخرين. وكان الرأي العام الأمريكي يعارض موقف الأتراك بتحريض وإيعاز من رؤساء العصابات الأرمنية. وكانت القناعة عند الأمريكيين أننا نمارس حملات الإبادة والجبر، وأن الشعب الأرمني شعب مضطهد مظلوم. فكان من الضروري إثبات خطأ هذا التصور. وكان أعضاء الوفد الأمريكي من الحياديين المنصفين. فتجولوا مع الذوات الذين رافقوهم من اسطنبول في كل مكان، ورأوا وسمعوا ،وفهموا الحقيقة، ثم كتبوا تقريراً كذبوا فيه الشائعات التي سرت في أمريكا، ونشر هذا التقرير في حينه.
أقام هؤلاء الضيوف في اسطنبول أسبوعاً. ولما كانت اسطنبول بالنسبة لهم عالماً مختلفا عن عالمهم تمام الاختلاف، فقد عيَّن لهم السلطانُ رجلاً من شورى الدولة ورجلاً من مرافقيه لاصطحابهم في الأماكن الجديرة بالمشاهدة. فزاروا معاً المساجد والكنائس والمدارس ومتحف الآثار العتيقة ودائرة العدلية، وعجبوا مما رأوه من حرية العبادة في الكنائس ومن أصول المحاكمات في دائرة العدلية. وزاد إعجابهم مما شاهدوه في محكمة الجنايات من المكان المخصص للمشاهدين. وأكثر ما لفت انتباههم هو كون اثنين من أعضاء محكمة الجنايات من النصارى، وكون أحدهما من الأرمن. ولم يتصور هؤلاء الذين قدموا للتحقيق في الشائعات المزعومة حول إبادة الأتراك للأرمن أن يجدوا أرمنياً بين أعضاء أكبر المحاكم، فلم يصدقوا في أول الأمر. لكنهم بعد انتهاء الجلسة استُقبِلوا في غرفة المداولة وتحادثوا مع العضو الأرمني، ففهموا الحقيقة وصدقوها، وسروا لما وجدوه، وأبدوا انزعاجهم للخطأ الذي وقع فيه الرأي العام الأمريكي من جراء الدعايات الأرمنية.
موقف أمريكا من القضية الأرمنية
وعلى إثر وقعة الأرمن الثانية قدم اثنان من المستشرقين عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي، ورافقهما أحد الصحفيين المعروفين في أمريكا، على أمل إجراء تحقيق في أحداث الأرمن ونقْل حقيقة الوضع إلى الرأي العام الأمريكي من خلال المحافل السياسية وعالم الصحافة. ولما كان السلطان عبد الحميد يولي أهمية كبيرة للمحافل الأجنبية، وخاصة الصحافية منها، فإنه حرص على استقبال هذا الوفد، وأرسله إلى شرقي الأناضول بمرافقة شفيق بك رئيس محكمة التمييز واثنين آخرين. وكان الرأي العام الأمريكي يعارض موقف الأتراك بتحريض وإيعاز من رؤساء العصابات الأرمنية. وكانت القناعة عند الأمريكيين أننا نمارس حملات الإبادة والجبر، وأن الشعب الأرمني شعب مضطهد مظلوم. فكان من الضروري إثبات خطأ هذا التصور. وكان أعضاء الوفد الأمريكي من الحياديين المنصفين. فتجولوا مع الذوات الذين رافقوهم من اسطنبول في كل مكان، ورأوا وسمعوا ،وفهموا الحقيقة، ثم كتبوا تقريراً كذبوا فيه الشائعات التي سرت في أمريكا، ونشر هذا التقرير في حينه.
أقام هؤلاء الضيوف في اسطنبول أسبوعاً. ولما كانت اسطنبول بالنسبة لهم عالماً مختلفا عن عالمهم تمام الاختلاف، فقد عيَّن لهم السلطانُ رجلاً من شورى الدولة ورجلاً من مرافقيه لاصطحابهم في الأماكن الجديرة بالمشاهدة. فزاروا معاً المساجد والكنائس والمدارس ومتحف الآثار العتيقة ودائرة العدلية، وعجبوا مما رأوه من حرية العبادة في الكنائس ومن أصول المحاكمات في دائرة العدلية. وزاد إعجابهم مما شاهدوه في محكمة الجنايات من المكان المخصص للمشاهدين. وأكثر ما لفت انتباههم هو كون اثنين من أعضاء محكمة الجنايات من النصارى، وكون أحدهما من الأرمن. ولم يتصور هؤلاء الذين قدموا للتحقيق في الشائعات المزعومة حول إبادة الأتراك للأرمن أن يجدوا أرمنياً بين أعضاء أكبر المحاكم، فلم يصدقوا في أول الأمر. لكنهم بعد انتهاء الجلسة استُقبِلوا في غرفة المداولة وتحادثوا مع العضو الأرمني، ففهموا الحقيقة وصدقوها، وسروا لما وجدوه، وأبدوا انزعاجهم للخطأ الذي وقع فيه الرأي العام الأمريكي من جراء الدعايات الأرمنية.
تعليق