السلطان عبد الحميد يمنع الأرمن من الاشتراك في المناقصات

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • kemalhocaoglu
    مشرف
    • Jun 2006
    • 132

    السلطان عبد الحميد يمنع الأرمن من الاشتراك في المناقصات

    وهذا جانب من تعامل السلطان عبد الحميد تجاه الأرمن بعد قيام المنظمات الأرمنية بأعمال تخريب شملت مؤسسات الدولة ومنها البنك العثماني، اقتطفناه من كتاب " مذكرات تحسين باشا"

    الأرمن يُمنعون من الاشتراك في المناقصات
    بعد التمرد الأرمني الذي بدأ بأحداث قومقابي باسطنبول وانتشر في مختلف مناطق البلاد ليحرق الأخضر واليابس، قرر السلطان عبد الحميد اتباع سياسة الشدة حيال الأرمن، واختار طريق انزال ضربة اقتصادية بالشعب الأرمني لإنجاح سياسته تجاههم. وفي تلك الفترة كان للأرمن مكانة قوية في عالم التجارة، وكذلك في التعهدات الحكومية. ولاقتناع السلطان عبد الحميد بحقيقة أن التمرد الأرمني يتلقى المال والقوة من هذه المصادر، فقد أمر جازماً أن تتخذ التدابير الأولية لإنهاء كل حوار أو تعامل مع الأرمن. وكانت هناك متابعة مكثفة على مدى تطبيق هذه الإرادة السلطانية، وكان أمر تأمين المصوغات الذهبية للقصر في تلك الفترة بيد الأرمن، وكانوا يَجْنونَ من وراء ذلك الكثير من الأرباح، فأخرجهم السلطان من القصر، وعمَّم هذا الأمر المشدد على الولايات والمتصرفيات الأخرى، فنفذ بصورة قاطعة. وقد أدى هذا القرار إلى زعزعة الأرمن بشكل جدي، ذلك لأنهم حُرِموا من الأرباح الطائلة التي كانوا يجنونها أعواماً طويلة من التجارة والسوق ومن أبواب الحكومة. وسعى الأرمنُ كثيراً لرفع هذا المنع والعودة إلى سابق عهدهم. وتقدموا الاستعطافات للسلطان، لكن هذه الاستعطافات لم تحد من غضب السلطان وغيظه، بل كان سببا في بعض الأحيان لتعريض من توسطوا فيها للمعاملة السيئة.
    ولإنقاذ الأرمن من العاقبة السيئة التي وقعوا فيها، قَدِمَ إلى القصر بطريركُ الأرمن من جهة، ومستشار الخارجية أرتين باشا والمستشار القانوني للخارجية غابرييل نورادونكيان أفندي، وأعربوا بأنهم سيبعثون برسائل إلى المنظمات الأرمنية، يُبيِّنون فيها مدى خطورة استمرار أعمال التمرد داخل تركيا على الشعب الأرمني، وأنهم ما فتئوا يحذرون الأرمن من الوقوف خلف تلك المنظمات، في محاولة منهم لإظهار الولاء للسلطان وتهدئة غيظه.
    وكان بطريرك الأرمن يتردد على القصر بصورة مكثفة ليكرر صدق الولاء والطاعة. أما أرتين باشا، فيأتي إلى القصر ليقول بأنه أرسل رسائل ونصائح إلى نوبار باشا في مصر، الذي يعتبر أقوى الممولين والمؤيدين للحركة الأرمنية في أوربا، وكذلك إلى رؤساء المنظمة في جنيف بصورة خاصة. لكن السلطان عبد الحميد يدرك الأهداف والمقاصد الحقيقية لهذين الرجلين اللذين نشآ في السلك الدبلوماسي، فيتظاهر بتلقيهما حسن القبول، إلا أنه لا يغير من سياسته حيالهم شيئاً. ولما كانت قصور السلاطين الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحظوة، فإن أقوى تيارات التنافس تجدها في هذه القصور. فالأصدقاء المخلصون ، قبل الدخول إلى القصر والحلول فيه، ينقلبون إلى خصوم بعد كسب منصب أو حظوة، فيظهرون التشكي من بعضهم أو هكذا يتظاهرون أمام السلطان. ومن حيث الأساس، فإن سياسة القصر تقتضي ذلك. إذ لم يجد السلطان التدبير المناسب للاطلاع على أفعال وأحوال وأفكار وأقوال موظفيه الرسميين ورجاله الخصوصيين داخل القصر، لذلك فإن أي صداقة حميمة واتفاق في الرأي بين اثنين في القصر يعني نوعاً من الاتحاد والتحالف، وهو ما لا يرضي السلطان عبد الحميد أبداً. إذ يجب أن يكون كل واحد خصماً للآخر أو متجسساً عليه، وعلى كل واحد أن يكتب تقريراً بحق الآخر. ولا يقتصر الأمر على الأكابر، بل كان الخدم يرسلون التقارير بحق أسيادهم ، ومثل هذه التقارير تؤخذ مأخذ الجد.
  • منذر أبو هواش
    Senior Member
    • May 2006
    • 769

    #2
    كمال خوجة مترجما للغة التركية ...

    كمال خوجة مترجما للغة التركية ...

    كان الواجب يقتضي ذكر مصدر هذه الترجمة المنقولة من كتاب (مذكرات تحسين باشا) في عنوان الترجمة أو بدايتها، وذلك من أجل أن يعرف القارئ منذ البداية أنه أمام ترجمة لمقطع من كتاب من كتب الأدب أو التاريخ، وذلك لأن ما تحمله ترجمة نص من كتاب تاريخي يختلف كثيرا عما تحمله ترجمة وثيقة تاريخية أصلية تتحدث عن نفسها حتى لو أثيرت حولها شكوك.

    ان ذكر المصدر في بداية هذه الترجمات للأستاذ كمال خوجة أمر مهم جدا، وحتى لو لم يقم هو بنشرها بنفسه، وذلك لأن نصوص الكتب التاريخية تحوي بين أسطرها كما كبيرا من الآراء الشخصية للكاتب (دون المترجم)، ويكون معظم ما كتب فيها عن السلطان العثماني مجرد اجتهاد ورأي شخصي لمؤلف الكتاب أيا كانت خلفياته.

    ان الاجراءات الرسمية المثبتة للسلطان العثماني أو الحكومة العثمانية يمكن تفسيرها بألف شكل وشكل، فهي اجراءات احترازية تم اتخاذها وقت الحرب، وقد تكون لها مبرراتها التي لا قد تتفق في الواقع مع التفسيرات الشخصية التي ذهب اليها مؤلف الكتاب (دون المترجم).

    السلطان العثماني لم يكن يعمل لوحده، ولم يكن يحدد السياسة العليا للدولة لوحده، فقد كان يعمل مع حكومة وجهاز سياسي واداري كبير، لذلك فقد يكون من الظلم أن ننسب كافة الاجراءات والتعاملات الى السلطان وحده، وقد يكون من عدم الدقة أن نقول قرر السلطان، وفعل السلطان، وأخرج السلطان، وعمم السلطان.

    أعتقد أن رسم صورة حقيقية للشخصيات والاحداث التاريخية لن يكون ممكنا الا من خلال ترجمة الوثائق التاريخية المحفوظة التي ارتبط معظمها باسم الاستاذ كمال خوجة أحد أشهر المترجمين المتخصصين والمبدعين والناجحين للغة العثمانية في هذا الوقت.

    انه جانب جديد آخر نتعرف عليه في صورة المترجم القدير كمال خوجة، الا أنني أنصح الأستاذ بوضع خط عريض واضح بين ترجماته للكتب التركية التاريخية أو المتنوعة من جانب وبين ترجماته الثمينة للوثائق العثمانية التاريخية الهامة من جانب آخر.

    ودمتم بكل خير.

    منذر أبو هواش
    التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 04-11-2010, 04:23 AM.
    منذر أبو هواش
    مترجم اللغتين التركية والعثمانية
    Munzer Abu Hawash
    ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

    munzer_hawash@yahoo.com
    http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

    تعليق

    • kemalhocaoglu
      مشرف
      • Jun 2006
      • 132

      #3
      أخي العزيز الأستاذ منذر
      أوافقك الرأي على جعل خط عريض بين ترجمة الوثائق وبين ترجمة كتب التاريخ.وأورد مثالا على ذلك جودت باشا الذي كان مؤرخا ومقتنيا لأصل الوثائق في الوقت ذاته. فهو ألف كتابا في التاريخ العثماني ويعرف هذا الكتاب بتاريخ جودت ، كما صنف الأرشيف العثماني وثائقه تحت اسم "تصنيف جودت". وقد لاحظت أن ما أورده في كتابه من معلومات تطابق تلك الوثائق ويكاد لم يضف شيئا من عنده أو يعلق على حادثة إلا استنادا على وثيقة من هذه الوثائق.
      وأقدم الآن نموذجا لما ورد في تاريخ جودت ، ونموذجا آخر من وثائق تصنيف جودت:
      نموذج تاريخ جودت
      أحمد جودت باشا، تاريخ جودت المجلد الأول
      ( ص388-393)
      أحداث العراق وأخبار إيران
      على نحو ما ذكرنا من بين أحداث عام 1191 المنصرم، فإن التراخي والتكاسل الذي ظهر بدر من والي بغداد عبد الله باشا في مسألة تحرير البصرة، عين كتخدا باب بغداد سليم سري أفندي ناظرا للجيش وأرسل إلى بغداد. لكنه انغمس في اللهو والمجون مع محمد بك العجمي خزينه دار عبد الله باشا ونسي أمر البصرة.
      وفي غمرة لهوه ومجونه تذكر انتظار الدولة منه خبر البصرة. فتحدث مع بعض الشخصيات الذين يعتد بهم وتقرر بعد ذلك إرسال محمد بك الشاوي إلى كريم خان.
      ومحمد بك من أصل إيراني، نشا في مؤسسة المماليك وأخيرا أصبح خزينه دار عبد الله باشا. أما سليم سري الذي كان مطلعا على كل أسرار عبد الله باشا، فكان يقدم له الهدايا القيمة ليعد له مجالس اللهو التي يحبها. وهناك إسماعيل كهيا الذي كان كتخدا عبد الله باشا فقد تمكن من ضمه إلى صفه ، فرجحت كفته ، ولزيادة كرمه وعطائه صار له بعض الأنصار في بغداد، لكن الذين هم في منصب الكهيا في بغداد يلازمون الولاة ، كما أن محمد بك تستهويه الوزارة والرئاسة، فصار يطمح لأن يكون له منصب الكهيا.
      ومع تدخل سليم سري قرر عبد الله باشا عزل إسماعيل كهيا من منصبه دون سبب، ونصب مكانه محمد بك وحسم الأمر فباتت شئون الدولة في يده.
      أصيب عبد الله باشا بمرض الاستسقاء. بذل الأطباء جهودا كثيرة لعلاجه دون جدوى، فتوفي. وانتخب سليم سري قائمقاما للوالي كي يحافظ على أمن البلد واستقراره بإجماع القوم. لكن الكتخدا السابق إسماعيل كهيا ومحمد كهيا بدءا صراعا من أجل منصب الولاية ، وبدا القتال بين الجانبين داخل بغداد وخارجها.
      وقف سليم أفندي إلى جانب محمد بك لكن الصراع بدأ يشتد ولم تفلح محاولات التهدئة، عندئذ استدعى سليمان أفندي الشاوي الذي كان في تلك الفترة في ديشخرو، فبذل النصح للجانبين وتمكن من إنهاء الاضطرابات.
      في هذه الأثناء عاد محمد بك الشاوي من شيراز. وكان مع سفير من قبل كريم خان اسمه حيدر خان.

      نموذج تصنيف جودت:

      Cevdet Dahiliye
      1212 a
      حكم إلى شيخ الحرم النبوي دام علوه وإلى قاضي المدينة المنورة وإلى المفتي وسائر العلماء زيد علمهم وكافة وجوه الأهالي ورجال الأعمال زيد قدرهم
      سبق وان انسحب الخارجي المدعو ابن سعود من جهات الحرمين المحترمين، واستتب الأمن. وبعد ذهاب عبد العزيز والد سعود المذكور إلى الجحيم، حل سعود مكانه وأرسل كلا من المضايفي وأبو نقطة مع جمع كبير من العساكر صوب مكة المكرمة ، كما أرسل شيخ حرب الملعون بداي وأخاه إلى المدينة المنورة ، فأحاط المذكورون الحرمين المحترمين بعساكر كثيرة وحاصروهما ، وبقطع طريق ينبع وسائر الطرق التي تأتي منها المؤن والطعام ، لذلك فقد عم القحط والغلاء الشديدين المدينة المنورة، وبات أهاليها في حالة سيئة يقيمون في المتاريس ويدافعون عنها كلما تعرضوا للهجوم من قبل الخوارج. وأنك أنت أيها الآغا شيخ الحرم النبوي تتجول في الليل والنهار حاملا سلاحك وتقوم بالمحافظة على النظام ، وأنه بعد وفاة الشيخ محمود شيخ قبيلة حرب حل مكانه الشيخ جزا ، لكن المذكور بداي أرسل لدى وصول الحجاج رجلا إلى وكيل أمير الحج سليمان باشا ، ليقول له "إذا لم يلبسني خلعة فسأمنع مرور الحجاج ، فقام الباشا المذكور بإلباسه خلعة ، فقال بداي عندئذ "لقد أصبحت شيخا للقبيلة المذكورة ، وقام بإضلال تلك القبيلة ، فانقسم أهالي القبيلة إلى فرقتين: فرقة إلى جانب بداي ، وفرقة بقي في جانب الشيخ جزا ، فوقعت الحرب بينهما ، فقتل بداي عددا كبيرا من رجال الشيخ جزا كما قبض عليه جريحا ، وألقاه في الحبس ، فاضطرت قبيلة حرب لمتابعته. علمنا بذلك من الرسالة الواردة أخيرا إلى دار السعادة ومن إفادات حامل تلك الرسالة المجاور بالمدينة المنورة الحافظ حسن الغاليبولي زيد صلاحه. إن تسلط طوائف الخوارج على جهات الحرمين وهما فخر الأمم وقلب العالم يؤلمني ويؤلم الجميع . وبهدف دفع ورفع اولئك البغاة من تلك الجهات المباركة وقلعهم من جذورهم جهزنا في العام الماضي أعدادا كبيرة من العساكر والمؤن والمدافع والمهمات من مصر والشام وبغداد ، وأرسلنا إلى واليي الشام وبغداد خزائن وافرة ، ولكن وبحكمة الله حدثت اضطرابات في مصر، كما ظهر خبث والي الشام السابق المتوفى أحمد باشا الجزار وتكاسل وتراخي والي بغداد ، فتعطلت تلك التدابير وتأخرت، فوجد الخوارج الفرصة السانحة للاعتداء على جهات البلدة الطيبة ، إن هذه الواقعة كانت موجبة للأسف والكدر بلا حدود . وقد أصدرت أمري الهمايوني بأن يبادر أهل الشورى من بين رجال دولتي إلى الاجتماع ، لتحديد أسباب رفع هذه الغائلة العظيمة بعون الله تعالى وبروحانية سيد المرسلين، وبث الأمن والطمأنينة في أهالي الحرمين المحترمين ، وتقرر بعد ذلك إصدار أمر إلى والي مصر خورشيد باشا أن يرسل ما بين خمسمائة وستمائة عنصر من أبناء الترك المدربين تدريبا جيدا من مصر على وجه السرعة للتمركز في ميناء ينبع بقيادة أحد أمراء الجيش المجربين، وتأمين رواتب هذه العساكر من مصر لسنة واحدة ، وإلى والي بغداد وقائد جيش الدرعية وزيري علي باشا بتجهيز أعداد وافرة من العساكر والمدافع والمؤن ومغادرة بغداد والتوجه نحو لحسا لكسر أنف الخارجي، وقد أرسلت أمري إلى مصر مع أمير آخور الثاني ، وإلى بغداد مع آغا الخاصكي ، كما عهدت بإقليم جدة إلى والي سيواس السابق وزيري الحاج محمد باشا أدام الله إجلاله، ، وأمرت بتهيئة احتياجاته وبإرسال ثلاثة آلاف عنصر مدرب مع المدافع والمهمات والمؤن الكافية من الشام برا ليصل إلى المدينة المنورة ويبادر إلى دفع مضرة الخارجي، والمأمول أن يتحقق ذلك في أقرب وقت ممكن. وأنت بما عرف عنك من الحمية وصواب الرأي، عليك أن تكون قوي القلب جريء الخاطر في حماية البلدة المباركة من تسلط الخارجي. وإذا قام بأي هجوم عليك الثبات في الدفاع ، وأن تخابر محافظ ينبع ووالي جدة في لدى وصوله إلى هناك ، كما أنني غير راض من أن يكون الباغي بداي شيخا على تلك القبيلة ، فعليك تعيين من له تآلف حسن مع أهل المدينة المنورة شيخا على تلك القبيلة. وقد أصدرت أمري الشريف هذا وأرسلته مع.... ، فاعلم بأن مصلحة الحرمين مقدمة على كافة مصالح سلطنتي السنية، كما أنه من الواضح أنني شديد الاهتمام باتخاذ التدابير اللازمة من طرف الدولة العلية، ولن يكون هناك أي تقصير في تزويدك بكل ما يلزمك ، في سبيل تأمين راحة واطمئنان أهالي الحرمين المحترمين، والمطلوب منك أن تبذل كل جهد لتحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن وأن تبادر إلى إنهاء غائلة هؤلاء الملاعين كليا. فعليك العمل بما يمليه عليك صدقك ووفاؤك ، وتعين كذلك من هو من أهل اللياقة والدين وحسن الصلة والعلاقة بأهالي المدينة المنورة شيخا على قبيلة حرب وتلبسه الخلع. وأنتم يا مولانا وسائر الموما إليهم عليكم أن تكونوا على وفاق وتفاهم مع شيخ الحرم الموما إليه للمحافظة على البلدة المنيفة ، وسيصلكم المدد والعون ، فاعملوا بموجب أمري الشريف هذا.
      في أواخر ربيع الأول سنة 1219

      تعليق

      يعمل...