<div class="comText"><font size="5">الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة<br />أولاً : الجماعة الكلامية<br />إن علم اللغة الإجتماعي من العلوم التي نالت اهتمام علماء اللغة في الآونة الأخيرة، وإن كان لهذا العلم جذورٌ موغلة في القدم، إلا أنّ دراسته بوصفه علماً جاءت متأخرة على أيدي علماء اللغة الأوربيين، إذ درس العلماء تلك الظاهرة اللغوية وربطوها بالظواهر الإجتماعية الأخرى، كعلاقتها بالفن والسياسة والاقتصاد والقانون والتأريخ.<br />ولَحِظ علماء اللغة من خلال الدراسة المعمّقة أن اللغة تستطيع أن تشكل هذه الظواهر الاجتماعية على وفق ما تحمله تلك اللغة من ثقافة وعبقرية، وكذلك على وفق تفكير الجماعة اللغوية المعنية ومشاعرها.<br />وقد عرّف الأستاذ (هدسن) الجماعة الكلامية بقوله: (إن الجماعة الكلامية هي مجموعة من الناس تتعامل وتتصل عن طريق الكلام).<br />وقد أورد الأستاذ (جون جمبزر) تعريفاً أشمل من تعريف الأستاذ (هدسن) قائلاً : (الجماعة اللغوية هي مجموعة اجتماعية قد تكون أحادية اللغة أو متعددة اللغات تتماسك بوصفها جماعة واحدة من خلال توافر أنماط التعامل الإجتماعي، ويفصلها عن الجماعات الأخرى في المناطق المجاورة ضعف خطوط الإتصال)، أما الأستاذ (ويليامز) فإنه يرى أن الجماعة الكلامية ليست الجماعة التي تكون لغتها مشتركة باستعمالها عناصر لغوية مشتركة. بل يرى أن الجماعة اللغوية تعرّف على أساس اشتراك أفراد الجماعة في مجموعة من المعايير المشتركة. وقد أوضح الأستاذ (هدسن) أمر تلك التعريفات بقوله: حتى إن أخذنا أبسط هذه التعريفات التي تقول إن (الجماعة الكلامية) هي مجرّد مجموعة من الناس يستعملون لغة أو لهجة بعينها، فإنه يصعب أن تتصور ألا يشترك أفراد مثل هذه الجماعة إلا بلغة مشتركة أو لهجة تميزهم عن المجموعات الأخرى، وإنما اشتراك في الثقافة أو منطقة سكنية واحدة.<br />واستناداً إلى ما تقدّم فإن الأستاذ (هدسن) يرى أن التعريفات لا تعطي تحديداً دقيقاً للجماعة الكلامية، إذ يرى أن هناك عناصر أخرى غير عنصر اللغة تتشابك وتتفاعل في ما بينها لتكوين الجماعة اللغوية. وهناك ندرك أنّ الجماعة اللغوية لا تأخذ سمات تميزها عن الجماعات اللغوية الأخرى عن طريق اللغة أو اللهجة التي يتم التواصل في ما بينها من خلالها. بل لابد من أن تتوافر عناصر أخرى توجد بين تلك الجماعة اللغوية الواحدة. وهي الثقافة، والسكن، والجغرافية، والتأريخ، والسياسة، والقانون...الخ.<br />ولما كانت اللغة أو اللهجة هي التي تفصل بين مجموعة لغوية وأخرى فقد اهتم الأستاذ هدسن بدراستها، إلاّ أنه قد توصّل الى أن ليس هناك أساس حقيقي بين اللغة واللهجة. لكنّ الأمر يعود الى التواضع، وليس الى استعمال لفظة في لغة أو لهجة فحسب.<br />وأشار الأستاذ (هدسن) إلى أن علم اللغة الإجتماعي لا يهتم بلغة دون أخرى بل يتناول من اللغات ما أمكنته الظروف؛ لتناولها وإن تشابهت نسبياً مع النوعيات الأخرى أو اختلفت، ويرى أن أهمية اللغة تتجلى في أمور كثيرة ولعل واحداً من تلك الأمور المهمة هو أن اللغة التي يستعملها شخص ما، هي التي تحدّد انتماءه إلى مجموعة لغوية معينة ومحددة، وذات صفات تميزها عن غيرها من المجموعات اللغوية الأخرى إذ يصبح هناك التزام بمعايير الجماعة اللغوية. بما في ذلك أدق تفاصيل النطق والصيغ العرقية.<br />ثم ميّز الأستاذ (هدسن) بين اللغة التي تستعملها مجموعة معينة من الناس ذات قواعد وصيغ عِرقية، وبين (الرطانة) التي هي عبارة عن إشارات صوتية وضعها مجموعة معينة من الناس واستعملتها قد تفرضها الحاجة العملية. وغالباً ما يحدث ذلك بين التجار، إذ إنها لغات مختلفة يُوجبها التفاهم في الأعمال التجارية كي يستطيعوا بوساطتها أن يقوموا بعمليات البيع والشراء.<br />وقد وُجدَ أن بعضها قد تحول الى لغة، وبعضها الآخر بقي على ما هو عليه؛ أي أن (الرطانة) قد تنمو وتتكامل حتى تمتلك مقومات اللغة، وفي هذه الحالة تصبح لغة.<br />وبعضها الآخر من (الرطانات) لا تدعو الحاجة الى نموه وتطوره، فيبقى (رطانة) من دون ان يصل الى مستوى اللغة. وقد أشار الأستاذ (هدسن) إلى أن العامل التجاري ليس هو الوحيد الذي يؤدي الى ظهور هذه (الرطانات) بل هناك عوامل أخرى تؤدي الى ظهورها، إذ عندما يوجد تجمع من الناس ينتمون الى جماعات لغوية مختلفة، وتدعوهم الحاجة الى البقاء مدة معينة في ذلك التجمع، فلابد أن يخلقوا (رطانة) معينة كي يستطيعوا أن يتخذوا منها وسيلة الى التفاهم بينهم. إلا أن هذهِ (الرطانة) لا ترقى الى اللهجة أو اللغة لأنها قائمة على إشارات صوتية بسيطة فرضتها ظروف ذلك التجمع.<br /><br />ثانياً : اللغة وأداؤها الاجتماعي<br />لعل من أهم ما يميّز (اللغة) هو قدرة المتكلم على أن يلوّن أساليبه، ويتنقل بالكلام من حال الى حال آخر، وهذا ما عُرِف بقولهم: (لكل مقام مقال)؛ وهذا يعني أن المتكلم كلما كان ذا ثقافة واسعة، ومُمسكاً بزمام اللغة يستطيع ان يتحدث بها بأساليب عدّة، وأن يعبّر بوساطتها عمّا ينتابه من مشاعر وأحاسيس إزاء شخص المخاطَب، وبالأسلوب الأمثل الذي يستطيع بوساطته أن يوصل تلك المشاعر والأحاسيس بأفضل أسلوب أو أردئه الى المخاطَب.<br />وقد تعرّض الى هذه الأساليب اللغوية أحد الباحثين، إذ تناول الفوارق الأسلوبية لكل فئة يراد مخاطبتها، فهو يرى أن المتكلم عندما يخاطب مستمعاً يفوقه مركزاً ومكانةً عليه أن يُكيّف أسلوبه على وفق تلك المكانة وذلك المركز، ولكنه يمارس تكيّفاً آخر وهو يخاطب مستمعاً آخر تربطه به علاقة الألفة والعلاقة الحميمة. <br />فللموظف طريقة في مخاطَبة رئيسه تختلف عن تلك التي يخاطب بها زميلاً أو قريباً؛ ففي الحالة الأولى يستعمل الموظف أسلوباً يتّسم بالتحفظ، فيكرّر عبارات الاحترام والمجاملة. ولكنّه يتحدث بطريقة عفوية وحميمة في موقف المخاطبة الثانية.<br />والظاهر أن الباحث الكريم لم يأتِ بشيء جديد، بل حاول أن يصوغ لنا المعنى المتوارث عن العرب صياغة جديدة وهو فعل حسن، إذ إنّ اللغة حيّة، وعليها أن تصاغ بأسلوب عصري يفهمه أبناء العصر.<br />ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن د. (محمود السعران) قد أشار الى أداء اللغة الاجتماعية، وبيّن كيف تُعطي اللفظة الواحدة دلالة مختلفة في ضوء اختلاف الصيغ التركيبية التى تكوّن تلك اللفظة أوالمفردة أحد عناصر بنائها.<br />هذا من جانب، ومن جانب آخر يرى (السعران) أن الأساليب اللغوية تتنوع بحسب مدركات ومراتب المتكلم والمخاطب، وكأن اللغة (طبقية) أي أن لغة المتعلمين تختلف عن لغة الأميين؛ والمتعلمون يختلفون فيما بينهم باختلاف درجة تعلمهم وفَهمِهم، واختلاف ثرائهم، وغير ذلك من الأسباب.<br />ويبدو أن (السعران) أفادَ ممن سبقه في دراسة اللغة دراسة اجتماعية، وبخاصة لغة الطوائف الدينية، فَلَقد توصّل إلى أن لغة المسيحيين في جماعة كلامية تختلف عن لغة مَن يَدين بالإسلام أو اليهودية (مثلاً) من أفراد الجماعة الكلامية نفسها.<br />وقد ساق لنا (السعران) مثالاً عما يميّز الجماعة الكلامية من غيرها فقال : إن لغة الجماعة شبيهة مع الفارق ببصمة الإبهام أو بالزي.<br />وبما أن اللغة هي أداة أو وسيلة يستعملها الأفراد للوصول بها الى غايات معينة، فكان لزاماً على اللغة أن تتلوّن وتتشكّل بقدر أشكال تلك الغايات والأهداف. ولما كان كل مجتمع من المجتمعات اللغوية لابد من أنه سائر الى طبقات عديدة، فسيكون لكل طبقة أسلوبها اللغوي الذي قد يسمو أو يتندى بحسب وعي تلك الطبقة وثقافتها، ومن ثَمَّ لكل طبقة أسلوبها اللغوي الذي يميّزها عن غيرها من الطبقات؛ وقد أكد هذا الأمر علماء اللغة الإجتماعي والباحثون فيه؛ ومنهم (السّعران) الذي أشار إلى حديثي الثراء الذين دفعتهم الأموال التي انهالت عليهم فجأة إلى أن يكونوا في مستوى مادي أعلى يستطيعون أن يقلدوا الطبقة الراقية بكل جوانب الحياة المادية الأخرى، وقد يكون هذا ممكناً يسيراً. لكنّهم لا يستطيعون أن يتحدثوا حديثهم بالسرعة نفسها التي قلّدوهم بها في الأشياء الأخرى.<br />ثم يشير الى المفردات التي يستعملها الحشّاشون ومن يُشبههم، ولا يستعملها غيرهم، فَهُم يصطنعون مفردات وتعبيرات لا يعرفها من ليس منهم.<br />ولعل الأداء اللغوي يكون واضحاً وجلياً في لغة السياسة؛ إذ نجد أن كل حزب يحاول صياغة أفكاره ومبادئه بتعبيرات وصيغ لغوية تختلف عن الحزب الآخر. كي تعبّر تلك القوالب اللفظية والصيغ الكلامية عن آرائه وأهدافه.<br />وإذا ما درَسنا بيانات أو تفسيرات كل حزب، فسنَجِد هناك اختلافاً واضحاً في التعبير والصياغة اللغوية. فالحزب (الفلاني) يعبّر بتراكيب وصيغ كلامية تختلف تماماً عمّا يستعمله حزب الآخر يُخلفه في الاتجاه. وكذلك نجد أن (وسائل الإقناع الكلامية مثلاً تختلف في النظام الفاشستي الهتلري أو الموسوليني عنها في نظام ديمقراطي).<br />أما اذا أردنا دراسة لغة الانتخاب فسنجد أن كل حملة انتخابية تتناول مفردات ذات صيغ مميّزة، وتتناول أسلوباً لغوياً مُكثّفاً لإنجاح حملتها الانتخابية، ويكون مغايراً ومختلفاً بعض الشيء عن الحملة الانتخابية الأخرى؛ والأمثلة على ذلك كثيرة في هذا المجال.<br />أما القرارات والمراسيم التي تصدرها حكومة ما، فإنّ دراستها دراسة لغوية من الناحية الإجتماعية تُفضي إلى أن المراسيم تختلف من حيث صياغتها اللغوية في زمن الحرب عن صياغتها في زمن السلم؛ إذ إنّ لغة المراسيم الحربية، وما تحمله من قوة تولّد شحنة الحماس، وتُهيئ أبناء الشعب للدفاع عنه.</font></div>
الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة
تقليص
X
-
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة
<font color="#660000" size="5"><strong>أهلا وسهلا بك وبأول مشاركة لك في الموقع<br /><br />أتمنى أن يكون الموضوع التالي مفيد لكم وتشارك به وتضيف له من خبرتكم</strong></font><a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?viewmode=flat&type=&topic_id =1367&forum=110"><font color="#008000"><br /><br /><font size="5"><strong>اللغة والسمات التي تشاهدونها على أهلها والناطقين بها مسألة مطروحة لجمع ملاحظاتكم</strong></font></font></a><br /><br /><a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=1367&forum=110">http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=1367&forum=110</a><br /><br /><br /><font color="#660000" size="5"><strong>لكي تتعرف على كيفية التحكم في تنسيق مقالاتك في موقعنا يمكنك زيارة المنتدى التالي فستجد به كل ما تحتاجه إن شاء الله</strong></font><br /><a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewforum.php?forum=75">http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewforum.php?forum=75</a><br /> -
_MD_RE: الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة
<p align="justify"><font face="Verdana, Geneva, Arial, Helvetica, sans-serif" size="3"><font color="#0000ff" size="4">الأخ العزيز (أبو صالح) <br />تحية ودٍّ واعتزاز<br />أُقدّم شكري وتقديري إليكم لترحيبكم بين وآملُ أن أكون عند حُسن ظنّكم؛ وأشكركم أيضاً على مساعدتي في كيفية تنسيق المشاركة.<br />وأمّا المشاركة في موضوع (اللغة والسمات) فسأشارك فيه غداً إن شاء الله. وإنما تعجّلتُ في الرد لأشكركم على مروركم الجميل.<br />مع خالص الوِدّ والدعاء</font><br /><strong>د. وسام البكري</strong></font></p>د. وسام البكري
dr.wisam.albakry@gmail.comتعليق
-
_MD_RE: الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة
<h2 align="justify">أهلا وسهلا ومرحبا بالدكتور وسام البكري في موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب، ونرجو أن يطيب له المقام بيننا.</h2><h2 align="justify">وشكرا جزيلا لحضرته الكريمة على هذه المقالة القيمة التي توسع من مداركنا فيما يتعلق بالاستعمال الجماعي للغة.</h2><h2 align="justify">هلا وغلا بك أستاذنا الكريم، أهلا بك وبأهل العراق الحبيب. </h2><h2> </h2>تعليق
-
_md_re: الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة
الأخ العزيز ولأستاذ الفاضل د. Abied Alsulaiman
تحية ودّ واعتزاز
لكم مني خالص شكري وتقديري لقبولكم انضمامي إلى النخبة الكريمة من WATA وترحيبكم الكريم بي.
أستاذي الفاضل .... يُشرفني انضمامي إليكم، وأن أُسهِمَ معكم في موضوعات تليق بالجمعية الموقرة. آمُل أن أكون عند حُسنِ ظنّكم وظن الجميع.
ولكم مني خالص الود والدعاء
د. وسام البكريالتعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 11-05-2009, 06:49 AM.د. وسام البكري
dr.wisam.albakry@gmail.comتعليق
-
الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة
<font size="5"><strong>وكذلك نجد أن (وسائل الإقناع الكلامية مثلاً تختلف في النظام الفاشستي الهتلري أو الموسوليني عنها في نظام ديمقراطي).<br /><br /><font color="#660000" size="5">أظن أن العبارة السابقة فيها شيء غير منطقي، فأصلا هتلر وصل للحكم بواسطة انتخابات النظام الديمقراطي حسب علمي<br /><br />ما رأيكم دام فضلكم؟<br /><br /><img alt=" " src="http://www.wataonline.net/site/uploads/smil3dbd4e5e7563a.gif" /><img alt=" " src="http://www.wataonline.net/site/uploads/smil3dbd4e5e7563a.gif" /><img alt=" " src="http://www.wataonline.net/site/uploads/smil3dbd4e5e7563a.gif" /></font></strong></font>تعليق
-
الجماعة الكلامية والأداء الاجتماعي للغة
<a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?viewmode=flat&type=&topic_id =4329&forum=80"><font color="#008000" size="5"><strong>ما الفرق بين اللهجة واللكنة</strong></font></a><br /><br /><a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=4329&forum=80">http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=4329&forum=80</a><br /><br /><br /><a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?viewmode=flat&type=&topic_id =2388&forum=78"><font color="#008000" size="5"><strong>الإيحاءات الضمنية المسبقة للتعابير واللعبة النفسية</strong></font></a><br /><br /><a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=2388&forum=78">http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=2388&forum=78</a>تعليق
-
أنا أكرّر بأن مُثَّقَّف الدولة القوميّة (الدولة القُطريّة الحديثة بركيزتيها العلمانيّة والديمقراطيّة) يعاني من ضبابيّة لغوية وجهل لغوي والتي تعني في المقابل ضبابيّة فكريّة وتشتّت يؤدي إلى جهل فضيع في تحديد الأولويات وعلى ضوئها تحديد المواقف!!!ولذلك لن استغرب إن وجدت أنّه هو أوّل من يعمل على تدمير كل ما هو جميل بنا، كما تلاحظون فيما جرى في برنامج الإتجاه المعاكس من على قناة الجزيرة والذي كان بعنوان حماية اللُّغة العربيّة
http://www.youtube.com/watch?v=GvYGB...layer_embedded
أنا لا أعتبر ما درسناه في مناهجنا التعليمية هو مقياسي للصحيح والخطأ على الإطلاق، بل أنا من وجهة نظري أن سبب انحطاطنا وغالبية سلبياتنا هو ناتج عن المناهج التعليمية الحالية لأن من كتبها هو مُثَّقَّف الدولة القوميّة (الدولة القُطريّة الحديثة بركيزتيها العلمانية والديمقراطيّة) بداية من مصطفى ساطع الحصري الذي أتى بالمناهج الأوربية وعمل على ترجمتها وتطبيقها حرفيّا عندما تم إنشاء كيانات سايكس وبيكو دون أي استيعاب للفروق بين هيكل وتركيبة اللغة العربية لمراعاة اختلافها عن اللغات الأوربية على سبيل المثال لا الحصر، إن كان من حيث وجود التشكيل في اللّغة العربية ولا وجود مثيل له في اللّغات الأوربية، أو من ناحية الصيغ البنائيّة للكلمة العربية وسعتها وأكتمالها ولا وجود شبيه لها يصل إلى مستواها في اللّغات الأوربية (كأنّك في تلك الحالة تطلب من طيّار أن يأخذ دروس في القيادة من أشهر سائس خيل في العالم؟!!! وهنا أنا لاأقلّل من قيمة سائس الخيل ولكن يجب استيعاب الصورة كاملة أو كما يُقال في الأمثال بأن لكلِّ مَقَام مَقَال) وفي هذا المجال أحيلك إلى ما كتبته تحت العنوان والرابط التالي، إن أحببت الاستزادة بالضغط على الرابط
عندما يكون التعريب مُشتِّتا للهوية
http://wata1.com/vb/showthread.php?t=5048
الجهل اللغويّ والضبابيّة اللغوية لم تجعل الكثير من المتعاملين باللغة الانتباه إلى أن أصل اللهجة المحليّة ما هي إلاّ مختصرات لجمل عربية فصيحة تم اختصارها للتسهيل والسرعة مثل ما يحصل بين أي مجموعة من اصحاب المهن في أي مجال حيث تجد أنه لديهم مصطلحات وتعابير مختصرة لجمل كاملة لا يفهم عليها من هو خارج هذه المهنة، ولا يمكن أن يتعلّمها أي شخص إن لم يتعلّم اللغة العربيّة أصلا، أليس هذا مثال عملي آخر على شرُّ البَلِيِّة ما يُضْحِك؟!!!
ما نحتاجه الآن لعلاج ذلك هو إعادة بناء مناهج تدريس اللغة وفق متطلبات كيان اللغة العربية المبنية على الاستقراء والاستنباط، أي من خلال الحرف كحرف والكلمة ككلمة والجملة كجملة
ما رأيكم دام فضلكم؟التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 12-18-2010, 09:26 AM.تعليق
إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية
تقليص
المواضيع: 10,504
المشاركات: 54,218
الأعضاء: 6,146
الأعضاء النشطين: 6
نرحب بالعضو الجديد, Turquie santé.
تعليق