علم النفس العصبي
من تداخل ميداني العلوم المعرفية والعلوم العصبية تمت صياغة علما جديدا وهو علم النفس العصبي ويسمى أيضا المعرفة العصبية. التكوينات الفرضية مثل أنماط الذاكرة لم تعد تكوينات نظرية حدسية فقط، بل اصبحت لها أسس عصبية وظيفية محددة بفضل جهود علماء علم النفس العصبي. فعند دراسة الأبنية المجهرية للجهاز العصبي التي تعرف بالشبكات العصبية والمشابك العصبية والجزيئتات الكيماوية< الأيونات والوسائط العصبية> ، تبين أن لها صلة كبيرة بالمعرفة الإنسانية من تذكر وادراك وحل للمشكلات...ويعتبر ذلك نقطة تحول جذرية في كل من علم النفس المعرفي والعلم العصبي .
ومن أسباب تآزر الميدانين نورد مايلي:
علماء الأعصاب في حاجة ماسة لربط نتائج أبحاثهم حول الأجهزة العصبية عموما والشبكات العصبية خصوصا التي تعد أساسية من أجل فهم آثار المعرفة <نتطرق لذلك في موضوع الذاكرة .
الكشف بين العلاقة بين أمراض الدماغ من رضوض وأعطاب مختلفة وأورام... والسلوك الناتج عن ذلك أي الذي تأثر بتلك الإصابات . مثل هذه الحالات تحتاج إلى فهم علمي لكل من الوظيفتين العصبية والنفسية. وهو مايدل عليه اهتمام علماء النفس بالعلاج النفسي للمصابين بأمراض عضويةويتطلب ذلك معرفة علمية للأسباب الجسمية التي تولد عنها سلوك غير سوي .
معرفة الأدلة العضوية الموافقة للتصورات النظرية، هي المشكلة التي كانت سائدة في الماضي؛ ربما هي التي أبقت كلا الميدانيين متباعدين عن بعضهما. لكن تطور التجهيزات والمعدات المخبرية جعل كل منهما يحتاج إلى الآخر. وأصبحت فرضيات كل منهما امام محك يمكن أن يجسد صحتها ويبن مدى صدقها والأمثلة عن ذلك الآن لاحصر لها وسنتعرض لبعضها لاحقا في أعمال تولفنج وغيره .
جانب الإعتماد على استخدام الو ظائف العصبية في تفسير وبناء نظريات حول العقل لدى علماء النفس المعرفيين؛ جعلهم يهتمون بنماذج المعالجة التوزيعية المتوازية والترابطية. أي أهتمامهم أيضا باكتشاف نماذج نفسية وفق الأنساق الشبكية العصبية ووفق اتساق التركيبات والوظائف العصبية التي تشتغل بالتوازي وبترابط جد معقد . - تصميم أدوات وأجهزة للكشف عن الأمراض أو لدراسة السلوكات وفق الحاجات التي تقتضيها البحوث العلمية انطلاقا من تصورات كلا الميدانين. وتقنية الحاسوب والتطور الهائل في هذا الميدان ، أوجد مئات الوسائل من حيث معالجة المعطيات المختلفة سواء في العلوم العصبية كمعالجة الصور أوفي علم النفس المعرفي كاستعانتهم به في القيام بتجارب ميدانية.
محاكاة المعرفة الإنسانية والذكاء أدى إلى تطوير مجموعة من الحاسوبات التي تتصرف بطريقة أشبه بتصرف الدماغ، خاصة محاكاة بناءات الحاسوب الداخلية لأبنية الشبكات العصبية . ذلك بفضل التفاصيل الدقيقة التي تكتشفها العلوم العصبية.
فائق الشكر والإحترام لكل القراء
سليمان جار الله
تعليق